التلوث المدمر Ruined Pollution: يمثل التلوث المدمر المرحلة التي ينهار خلالها النظام الايكولوجي ويصبح غير قادر على العطاء نظرا لاختلاف مستوى الاتزان بشكل جذري، وتعد حادثة (تشار نوبل) والتي وقعت في المفاعلات النووية في الاتحاد السوفيتي سابقا خير مثال على هذا النوع من التلوث المدمر، إذ خلالها تعرض النظام البيئي إلى الانهيار كليا، مما تطلب ذلك سنوات طويلة لإعادة اتزانه من خلال تدخل العنصر البشري، فضلا عما يتطلب ذلك من كلف اقتصادية باهضه (1).

وتعمل الفعاليات الصناعية بصورة مستديمة إلى تغير طبيعة العلاقة القائمة بين مفردات البيئة (الأرض و الهواء و الماء و المقومات الطبيعية  المتوازنة)من خلال ما تطرحه من مركبات كيماوية بشكل غازات أو سائل أو مواد صلبة سواء التي يستعملها الإنسان في حياته اليومية بصورة مباشرة أم غير مباشرة في الزراعة والإنتاج سواء أكان ذلك زراعيا أم صناعيا، كما في مادة الفنيل متعددة الكلور (PcBs) والذي يرافقه مؤثرات سلبية ذوات تأثير على مفردات البيئة الحيوية من خلال ما تؤثره على الجينات الوراثية، فضلا عن مؤثراتها في التلوث الحراري الذي يؤدي إلى رفع حرارة الغلاف الجوي والمائي وتأثيره على دورة الأحياء لذوات الدم البارد، كما يبرز تأثيرها في تقليل ما يطرحه من الأوكسجين المذاب الضروري للتنفس(2).

_______________

(1) عادل الشيخ حسين .البيئة، مصدر سابق ،ص71.

(2) لطيف حميد علي, التلوث الصناعي، مكتبة دار الكتب للطباعة والنشر، جامعة الموصل،1985ص14.ص15.