المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Richard Buckminster Fuller
29-8-2017
فيشيوم fissium
2-5-2019
أهـم الأوراق المـاليـة المـتداولـة فـي السـوق المـالـي
2024-01-19
القضاء والقدر
9-08-2015
تصوير عن تبديل الخير إلى الأدنى
2023-05-25
الوظائف الأساسية (للعلاقات العامة)
2023-02-06


الأسر الشريفة والأسر المنحطة  
  
2288   03:52 مساءً   التاريخ: 17-11-2020
المؤلف : عبد العظيم عبد الغني المظفر
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب من الطفولة إلى المراهقة
الجزء والصفحة : ج2 ص91ـ93
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

يجب أن نضع نصب أعيننا حقيقة لا هروب منها وهي:

انه ليس باستطاعة أي أسرة أن تقوم بالتربية الصحيحة، وليس بالإمكان حجر كل أب او أم ان يصبح أحسن مدرسة للطفل ، فالشرط الأساسي هو أن يكون جو الأسرة نزيها مبرئا من الفساد والاجرام والخيانة ولارتكاب الخطأ بل يشترط أن يكون الوالدان حائزين على صفات فاضلة.

فالوالدان المنحرفان لا يستطيعان ان يربيا في أحضانهما أطفالا صالحين فإن (فاقد الشيء لا يعطيه).

ولقد قال الشاعر:

يا أيها الرجل المعلم غيره         هلا لنفسك كان ذا التعليم

أبدا بنفسك فأنهها عن غيها        فإذا انتهت عنه فانت حكيم

لقد أدى إسراف المدنية الحديثة في الجوانب المادية والشهوات الحيوانية إلى إضعاف الجوانب المعنوية والروحية. فإن كثيرا من الأسر فقدت معنوياتها بأنواع الجرائم والذنوب ، وأنتجوا في النهاية أولادا مجرمين ومنحطين ، فاسدين ومنحرفين !!

في كثير من الأسر لا يواجه الطفل إلا أساليب فاسدة وبعيدة عن الأخلاق ، ولا يتجلى أمام ناظريه الثاقبين إلا امثولة السلوك الأهوج والإهمال والكسل من المؤسف إن هذه  الحقيقة غير قابلة للإنكار ، وأن عددا كبيرا من حوادث السقوط والانهيار في المجتمع ينبع من هذه النقطة. وإذا لم يقدر طفل أن يظهر بصورة إنسان كامل في أمثال هذه الأسر المنحطة، وسببت إرادته المهملة التائهة نوعا من الفوضى والاضطراب في المجتمع فيجب أن نقول: إن أسرة واحدة قد قصرت في أداء واجبها الطبيعي. لقد كتب الدكتور (آدفرير) بهذا الصدد: إن مسألة التربية في الأسرة تصطدم بهذه النقطة وهي أن الوالدين يجب أن يكونا غنيين بالعواطف الراقية والأفكار الممتازة ، حتى تشع الصفات منهما إلى الخارج ، وتنير الطريق لطفلهما وحثه على السير في الطريق الصحيح. لقد أصبحت الأسرة جوا مخزيا للتربية بصورة عامة لأن الآباء والأمهات في العصر الحديث قد تجاوزوا الحد المقرر في السذاجة أو العصبية، أو الضعف، أو الشدة وربما يعلم أكثرهم بعض العيوب لأطفالهم، فما أكثر الأطفال الذين يجدون صورا مختلفة عن سوء الأخلاق ، والفساد ، والمشاكسة ، والسكر في البيت والأسرة والكثيرون منهم إن لم يجدوا مثل هذه القضايا في البيت فلا بد وانهم تعلموها من أصدقائهم ، فيمكن القول بلا مبالغة إن كثيرا من الآباء والأمهات في العصر الحديث يجهلون تربية أطفالهم مهما كانت الطبقة التي ينحدرون عنها. والمدارس أيضا لا تستطيع بعد أن تؤدي واجبها لأن الأساتذة لا يختلف سلوكهم عن سلوك الأبوين كثيرا.

والخلاصة انه ليس بإمكان المدرسة ولا الأسرة أن تعلم الطفل أسلوب الحياة الأمثل. و لهذا السبب فإننا نجد في سحنات وجوه الشباب مرآة صافية قد انطبعت عليها صورة عدم كفاءة القائمين على تربيتهم .

إن التناسل في اكثر الشعوب تحضرا آخذ بالتناقص كما انه لا ينجب إلا نسلا وضيعا قد انتقت النساء أنفسهن اختيارا بشرب الخمر والتدخين ، كما أنهن يعرضن أنفسهن لخطر (الريجيم) رغبة منهن في نحافة أجسامهن ، و يعزى هذا النقص إلى تعليمهن  وأنانيتهن.

وأنا أخالف الاستاذ محمد تقي رأيه على الشمولية بعدم وجود اسرة تستطيع التربية الجيدة ولو بنسبة معينة فما زال هناك الاباء والامهات الساهرين على عدم تجاوز ابنائهم حدود التصرفات المتزنة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.