المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



محكمة الوجدان  
  
3117   03:20 مساءً   التاريخ: 17-11-2020
المؤلف : عبد العظيم عبد الغني المظفر
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب من الطفولة إلى المراهقة
الجزء والصفحة : ج2 ص101ـ103
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-30 1417
التاريخ: 15-4-2017 2648
التاريخ: 2024-01-10 1083
التاريخ: 18-4-2016 2981

يمكن تمثيل الوجدان الأخلاقي بقاض حاذق وقوي يحاكم صاحبه عند ارتكابه جريمة ويحكمه، ويجازيه على أعماله السيئة بالضربات المؤلمة التي يوجهها على روحه وأعصابه. فالمجرم مهما كان قويا ضعيفاً وعاجزاً أمام قاضي الوجدان، ولا يستطيع أن يهرب من عقوبات محكمة الوجدان بأي وسيلة أصلا.

للجنون أو الأمراض النفسية والعصبية عوامل مختلفة ، وإن مما لا شك فيه أن تلك العوامل والضربات الداخلية والضغط الشديد للوجدان. إن الوجدان الاخلاقي يسلب المجرم استقراره وراحته ويقضي عليه مضجعه ويجعل الحياة أمام عينه سجنا لا يطاق ، فالإحساس بالخيانة والاجرام يلتهب في باطن المجرم كشعلة متوهجة تحرق روحه وجسمه. وقد يكون اثر العقوبات الوجدانية في إيجاد الاختلالات النفسية شديدا ومعقدا إلى درجة انه لا يستطيع أي طبيب نفسي مهما كان حاذقا أن يعالجه ويعيد للمريض حالته الاعتيادية السابقة . أن المحكومين أمام قاضي الوجدان والمصابين ببعض الامراض النفسية، أو الجنون من جراء الضغط الداخلي يكونون في حالة خطرة جدا فقد يقومون ببعض الجرائم الكبيرة ويقودون المجتمع إلى مجموعة هائلة من المآسي والمشاكل.

(من الاختلافات الجوهرية بين الإنسان والحيوان المفترس أن الحيوان المفترس يستولي على فريسته بهدوء ويأكلها ثم يرتاح لهذا العمل ويتلذذ به ، في حين أن الإنسان اذا قتل أبناء جنسه يقع في خوف وألم شديدين).

وحيث لا يستطيع أن يقوم بطرد هذا الخوف والألم من نفسه يتشبث لإثبات حق لنيته بالتهم الكاذبة فيلصقها بضحيته ومن دون أن يحس انه قد صار بصورة متهم يدافع عن نفسه باستمرار: ويتحامل على الأفراد الآخرين الذين يحتمل أن يلوموه على أفعاله ، وبهذه الصورة فان الخطأ الأول لا يقف على أجساد الاختلالات العظيمة في مرتكبها ، بل أنها تجر ورائها سلسلة من الجراب الجديدة والعظيمة التي ترتبط بتألم الوجدان الأخلاقي والإحساس بالحقارة . ولأجل الوجدان الأخلاقي هذا الذي لا مفر من لومه وعذابه، يكون على الإنسان اكثر توحشا من الحيوان المفترس. هذه المخاوف ليست آثار الغريزة والهجوم بل إليها دليل صادق على قوة الوجدان الأخلاقي عند الإنسان تلك القوة التي لا تقبل الانكار والغلبة(1) إن طوى أسراراً لجريمة ما ، ولا تفتح إضبارة للمجرم أو يغفل المجرم القاضي ويمنح القضية أو يتهم شخص في مكانه ويحفظ نفسه من العقاب ... ولكن لا يمكن عقاب ولا يستطيع المجرم بأي حصيلة أن يبرئ نفسه في المحكمة على خلاف الواقع. الوجدان الأخلاقي يحاكم المجرم بأشد قوة ودقة ، فهو في الغرفة التي يختلي فيها والفراش الذي يؤوي إليه لا يرقب أحد يتلوى كالسليم ، ويجد عقابه على اعماله بشكل مستمر حتى في الطريق.

سرد رائع ووصف دقيق قدمه الأستاذ فلسفي حول محكمة الوجدان ولكن السؤال المطروح ما هي نتائج العقوبات ؟

ما هي الحصيلة التي نخرج بها ؟

هل ان المجرم يفوق إلى رشده ويتوب ؟

نعم هناك من تاب من جرائمه وعاش عذاب الضمير !!!

كيف يستغفر من الناس الذين سرقهم ؟

ولكن متى ؟... وبعدك من الوقت في استمراره بالجريمة ؟. وهذا يعتمد على ظروف قد تبقى في عالم المجهول.

كم يستطيع الهرب من هذا القاضي الذي لا مجال لتحديه ؟ هذا يعتمد على ما ناله من أخلاق في تربيته.

يعتمد على معرفته بالصح والخطأ.

كم من الناس ترسخ في ذهنه ان سرقه الاموال للدولة حلال ؟

وراح يثري على هذا الاساس. رغم الصدمات الالهية التي يقع بها لكنه لا يريد ان يقنع في يوم ما.

صحيح انه يعيش صراع لكن ما الفائدة فإنه مستمر.

كم من الناس ترسخ في ذهنه ان السرقة من الاجنبي حلال؟

وراح يستلذ بذلك وقد يكون انه يسرق نفسه ولا يدري ومتى يفوق إلى رشده؟ وكم سيدفع المجتمع ثمن اخطاءه ؟ وهناك شريحة انصاف المثقفين فلا هو جاهل فيصغي ولا هو متعلم ويتعظ .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) الأخلاق عند الإمام الصادق عليه السلام - لا يوجد أسم للمؤلف لأنه نشر في زمان الحرب على الكتب الدينية ومؤلفيها.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.