أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-30
1417
التاريخ: 15-4-2017
2648
التاريخ: 2024-01-10
1083
التاريخ: 18-4-2016
2981
|
يمكن تمثيل الوجدان الأخلاقي بقاض حاذق وقوي يحاكم صاحبه عند ارتكابه جريمة ويحكمه، ويجازيه على أعماله السيئة بالضربات المؤلمة التي يوجهها على روحه وأعصابه. فالمجرم مهما كان قويا ضعيفاً وعاجزاً أمام قاضي الوجدان، ولا يستطيع أن يهرب من عقوبات محكمة الوجدان بأي وسيلة أصلا.
للجنون أو الأمراض النفسية والعصبية عوامل مختلفة ، وإن مما لا شك فيه أن تلك العوامل والضربات الداخلية والضغط الشديد للوجدان. إن الوجدان الاخلاقي يسلب المجرم استقراره وراحته ويقضي عليه مضجعه ويجعل الحياة أمام عينه سجنا لا يطاق ، فالإحساس بالخيانة والاجرام يلتهب في باطن المجرم كشعلة متوهجة تحرق روحه وجسمه. وقد يكون اثر العقوبات الوجدانية في إيجاد الاختلالات النفسية شديدا ومعقدا إلى درجة انه لا يستطيع أي طبيب نفسي مهما كان حاذقا أن يعالجه ويعيد للمريض حالته الاعتيادية السابقة . أن المحكومين أمام قاضي الوجدان والمصابين ببعض الامراض النفسية، أو الجنون من جراء الضغط الداخلي يكونون في حالة خطرة جدا فقد يقومون ببعض الجرائم الكبيرة ويقودون المجتمع إلى مجموعة هائلة من المآسي والمشاكل.
(من الاختلافات الجوهرية بين الإنسان والحيوان المفترس أن الحيوان المفترس يستولي على فريسته بهدوء ويأكلها ثم يرتاح لهذا العمل ويتلذذ به ، في حين أن الإنسان اذا قتل أبناء جنسه يقع في خوف وألم شديدين).
وحيث لا يستطيع أن يقوم بطرد هذا الخوف والألم من نفسه يتشبث لإثبات حق لنيته بالتهم الكاذبة فيلصقها بضحيته ومن دون أن يحس انه قد صار بصورة متهم يدافع عن نفسه باستمرار: ويتحامل على الأفراد الآخرين الذين يحتمل أن يلوموه على أفعاله ، وبهذه الصورة فان الخطأ الأول لا يقف على أجساد الاختلالات العظيمة في مرتكبها ، بل أنها تجر ورائها سلسلة من الجراب الجديدة والعظيمة التي ترتبط بتألم الوجدان الأخلاقي والإحساس بالحقارة . ولأجل الوجدان الأخلاقي هذا الذي لا مفر من لومه وعذابه، يكون على الإنسان اكثر توحشا من الحيوان المفترس. هذه المخاوف ليست آثار الغريزة والهجوم بل إليها دليل صادق على قوة الوجدان الأخلاقي عند الإنسان تلك القوة التي لا تقبل الانكار والغلبة(1) إن طوى أسراراً لجريمة ما ، ولا تفتح إضبارة للمجرم أو يغفل المجرم القاضي ويمنح القضية أو يتهم شخص في مكانه ويحفظ نفسه من العقاب ... ولكن لا يمكن عقاب ولا يستطيع المجرم بأي حصيلة أن يبرئ نفسه في المحكمة على خلاف الواقع. الوجدان الأخلاقي يحاكم المجرم بأشد قوة ودقة ، فهو في الغرفة التي يختلي فيها والفراش الذي يؤوي إليه لا يرقب أحد يتلوى كالسليم ، ويجد عقابه على اعماله بشكل مستمر حتى في الطريق.
سرد رائع ووصف دقيق قدمه الأستاذ فلسفي حول محكمة الوجدان ولكن السؤال المطروح ما هي نتائج العقوبات ؟
ما هي الحصيلة التي نخرج بها ؟
هل ان المجرم يفوق إلى رشده ويتوب ؟
نعم هناك من تاب من جرائمه وعاش عذاب الضمير !!!
كيف يستغفر من الناس الذين سرقهم ؟
ولكن متى ؟... وبعدك من الوقت في استمراره بالجريمة ؟. وهذا يعتمد على ظروف قد تبقى في عالم المجهول.
كم يستطيع الهرب من هذا القاضي الذي لا مجال لتحديه ؟ هذا يعتمد على ما ناله من أخلاق في تربيته.
يعتمد على معرفته بالصح والخطأ.
كم من الناس ترسخ في ذهنه ان سرقه الاموال للدولة حلال ؟
وراح يثري على هذا الاساس. رغم الصدمات الالهية التي يقع بها لكنه لا يريد ان يقنع في يوم ما.
صحيح انه يعيش صراع لكن ما الفائدة فإنه مستمر.
كم من الناس ترسخ في ذهنه ان السرقة من الاجنبي حلال؟
وراح يستلذ بذلك وقد يكون انه يسرق نفسه ولا يدري ومتى يفوق إلى رشده؟ وكم سيدفع المجتمع ثمن اخطاءه ؟ وهناك شريحة انصاف المثقفين فلا هو جاهل فيصغي ولا هو متعلم ويتعظ .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الأخلاق عند الإمام الصادق عليه السلام - لا يوجد أسم للمؤلف لأنه نشر في زمان الحرب على الكتب الدينية ومؤلفيها.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|