أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-1-2022
2224
التاريخ: 9-11-2020
1645
التاريخ: 18-3-2021
2288
التاريخ: 15-6-2019
1768
|
حاول أن تشكل هذه النصوص وتقرأها بصوت مرتفع :
جذبتني أنوار عاصمة عربية أزورها ، فطفقت أجول شوارعها وساحاتها الجميلة. وأثقل الخطى على الرصيف الطويل الملتف كحاجب العين على أطراف بحر تتلوى مياهه كشعر غانية، وتنطح بعناد صخوراً تحمي ظهر المدينة منها.
النخيل يرقى أسباب السماء ويدلي بعناقيد تمره من أذنيه كأقراط غجرية فاتنة، والناس جيئة وذهاباً يسعون كنمل الحقل. وقد خفت حركتهم مع تفشي حبر الليل في نسيج النهار.
في زاوية من طريق. أوقفني شيخ جليل سائلا : ماذا أنت فاعل في هذه المدينة ؟
قلت: أبحث عن وجهها المنير
فنظر إلي وقال: هلا بحثت عن وجهها المعتم. للحقيقة وجهان والثلج أسود.
فأجبت بتعجب: وهل يكون لها وجه آخر غير هذا الوجه الجميل؟ فأمسكني من يدي وقادني إلى عتمة المدينة، فإذا بقابيل يفتك بهابيل.
ولا أحد يرد قابيل، ولا أحد ينجد هابيل. وإذا بقارون يكنز ذهباً وفضة مفاتيحها تنوع بالعصبة، وآلاف مؤلفة تتقيأ جوعها. وإذا بعسكر السلطان تجول كل مكان، وتعتقل أي لسان. وذهلت، بل وصعقت من مناظر البغي والغسق للصولجان والأعوان. فقلت للشيخ الجليل: وما هو الحل لحالنا؟ قال : لا تسلني. بل سل حكماء العرب.
فسألت بلهفة : وأين أجد حكماء العرب ؟
قال: سألبسك طاقية الإخفاء فتجول في المكان والزمان. فألبسني إياها، فإذا بي بمجلس كبير يضم حكماء العرب
يتصدرهم أبو العلاء المعري.
فقلت: يا رهين المحابس الثلاثة ما رأيك في حالنا ؟ ففكر طويلا ثم قال :
مل المقام فكم أعاشر أمة أمرت بغير صلاحها أمراؤها
ظلموا الرعية واستجاروا كيدها فعدوا مصالحها وهم أجراؤها
والتفت إلى يميني فإذا بالمتنبي يشمخ بأنفه عالياً ، ولا ينظر إلا شزراً. فقلت: يا أبا الطيب ما رأيك في حالنا ؟
ففكر وقال: انما الناس بالملوك وما تفلح عرب ملوكها عجم ثم أردف قائلا :
لا الخيل ولا الليل ولا البيداء تعرفكم
ولا السيف ولا الرمح ولا القرطاس ولا القلم
وما أن أتم كلامه حتى دخل المجلس فارس متلثم، أماط عن وجهه اللثام ثم قال :
أنا بن جلا وطلاع الثنايا متى أضع الغمامة تعرفوني
فقلت والله إنه الحجاج : يا أبا يوسف كيف ترى حالنا ؟
فهز بسيفه وقال :
يا معشر العرب يا امة اللهو والطرب
أمم تصل القمر وأنتم أبدا بين الحفر
قلت: قولك محرف. فامتعض وامتقع وشتم ثم استل سيفه وقال :
اني أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها، و والله إني لصاحبها.
فهربت أمامه أطلب النجاة، وأصيح : يا أيها الثقفي أتحسب أن رؤوس الناس رؤوس بطيخ.
فقال : إن رأسك أول بطيخة سأقطفها. وهوى بسيفه على رأسي فاستيقظت من نومي مذعوراً مرتعد الفرائص والأوصال رعبا.
وقد لازمني هذا الكابوس ليال وليال. فقلت لابد من طبيب نفسي يصف دواء لهذا الداء. وعندما أخبرته عن حالي سألني: ما هي مهنتك ؟
قلت : صحفي
قال : أفضل دواء لك أن تقلع عن هذه المهنة في عالمنا العربي ، وأن لا تبحث عن وجه المدينة المعتم. وعن الحقيقة في وجهها الآخر. فالثلج دائماً أبيض.
رياض معسعس
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|