أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-04-2015
2187
التاريخ: 10-10-2014
1748
التاريخ: 10-10-2014
7857
التاريخ: 9-10-2014
1716
|
لأهمية التأويل وأثره في الفكر الاسلامي فقد حظي بالدراسة والمناقشة من قبل العلماء المختصين بعلوم القرآن فاهتموا به ، ودقّقوا في تعريفه ، ودراسة نتائجه ، فعرّف بعضهم التأويل بالتفسير ولم يفرّق بينهما ، في حين رأى آخرون أن من لم يميّز بين التفسير والتأويل لم يعرف من علوم القرآن شيئا ، وليس هذا فحسب ، بل واختلفت عباراتهم في تعريف التأويل ، وتحديد حقيقته.
وفيما يلي نستعرض بعضا من تلك التعاريف :
قال السيوطي (911 هـ) : (هو ما ترك ظاهره لدليل) (1).
ثم قال : (و التأويل إنّما يقبل إذا قام عليه دليل ، وكان قريبا) (2)
أمّا البعيد فلا ، كتأويل الحنفيّة قوله تعالى : {فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا} [المجادلة : 4] ستين مدّا على أن يقدّر مضاف ... ووجه البعد : اعتبار ما لم يذكر ، وهو المضاف ، والغاء ما ذكر وهو العدد ...) (3).
وعرّف الزركشي (794 هـ) : التأويل بقوله : (... فكأن التأويل صرف الآية الى ما تحتمله من المعاني) (4).
ثم قال : (و قيل : أصله من الأيالة ، وهي السياسة ، فكأن المؤوّل للكلام يسوّي الكلام ، ويضع المعنى في موضعه) (5).
وعرّفه الطبرسي (القرن السادس) بقوله : (و التأويل رد أحد المحتملين الى ما يطابق الظاهر) ثم قال : (و قيل : التفسير كشف المغطى ، والتأويل انتهاء الشيء ومصيره ، وما يؤول اليه أمره ، والمعنى مأخوذ من قولهم عنيت فلانا ، أي قصدته ، فكأن المراد من قولهم عنى به كذا ، قصد بالكلام كذا (6).
وعرّفه أبو طالب التغلبي بقوله : (والتأويل تفسير باطن اللفظ؛ مأخوذ من الأول ، وهو الرجوع لعاقبة الأمر. فالتأويل إخبار عن حقيقة المراد ...).
وعرّفه الشهيد الصدر بقوله : (التأويل جاء في القرآن بمعنى ما يؤول إليه الشيء ، لا بمعنى التفسير ، وقد استخدم بهذا المعنى للدلالة على تفسير المعنى ، لا تفسير اللفظ ، أي على تجسيد المعنى العام في صورة ذهنية معيّنة) (7).
وعرّفه العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي في تفسير الميزان بقوله : (إنّه الحقيقة الواقعيّة التي تستند اليها البيانات القرآنية ، من حكم أو موعظة ، أو حكمة وأنه موجود لجميع الآيات القرآنية ، محكمها ومتشابهها ، وأنه ليس من قبيل المفاهيم المدلول عليها بالألفاظ ؛ بل هي من الامور العينية المتعالية من أن يحيط بها شبكات الألفاظ؛ وانّما قيدها اللّه سبحانه بقيد الألفاظ لتقريبها من أذهاننا بعض التقريب. فهي كالأمثال تضرب ليقرّب بها المقاصد ، وتوضح بحسب ما يناسب فهم السامع ، كما قال تعالى : {... وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الزخرف : 2 - 4] (8)).
ثم عرّفه بقوله : (... إنّ المراد بتأويل الآية ليس مفهوما من المفاهيم تدل عليه الآية ، سواء كان مخالفا لظاهرها أو موافقا ، بل هو من قبيل الامور الخارجيّة ، ولا كل أمر خارجي حتى يكون المصداق الخارجي للخبر تأويلا له ، بل أمر خارجي مخصوص نسبته الى الكلام نسبة الممثّل الى المثل ، والباطن الى الظاهر) (9).
ومن قراءة التعاريف الأخيرة الثلاثة يتضح لنا أنّ التأويل هو عبارة عن بيان الحقيقة الخارجيّة للشيء ، كبيان المقصود بقوله تعالى :
{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [البقرة : 255] بأنّ الكرسي ، كناية عن الملك والسلطان ، فالحقيقة الخارجيّة للكرسي في هذه الآية هي الملك والسلطان ، وليست هي الكرسي المادي المألوف في عالم الانسان ، فهو تعبير مجاز ، وليس تعبير حقيقة.
____________________
(1) جلال الدين عبد الرحمن أبي بكر السيوطي ، التحبير في علم التفسير : ص 110 ، دار الكتب العلميّة - بيروت (ط 1 سنة 1408 هـ).
(2) جلال الدين عبد الرحمن أبي بكر السيوطي ، التحبير في علم التفسير : ص 110 ، دار الكتب العلميّة - بيروت.
(3) جلال الدين عبد الرحمن أبي بكر السيوطي ، التحبير في علم التفسير : ص 110. دار الكتب العلميّة - بيروت.
(4) البرهان في علوم القرآن : 2/ 164.
(5) البرهان : 2/ 164 ، دار الكتب العلمية- بيروت (ط 1 سنة 1408 هـ).
(6) مجمع البيان : 1/ 80 ، دار المعرفة (ط 1 سنة 1406 هـ).
(7) محمد باقر الحكيم ، علوم القرآن : ص 78.
(8) الميزان : 3/ 49 ، تفسير سورة آل عمران ، الآية 7.
(9) المصدر السابق : 3/ 46.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|