أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2014
1521
التاريخ: 2024-06-22
552
التاريخ: 2023-05-11
1325
التاريخ: 11-10-2014
1287
|
ذكرنا أنّ حصر القراءات في الأئمّة السبعة كان محْض مصادفة واتّفاق ، على أثر جمْع ابن مجاهد واقتصاره على ما وصل إليه من القراءات السبع ، ولم يكن متّسِع الرواية والرِحلة ـ كما علَّله الإمام الزركشي (1) ـ ، أو لم يكن له سبب سوى نقْص العلم وقلَّة معرفته بقراءات الأئمّة الكِبار غيرهم ـ كما عللّه أبو حيّان الأندلسي (2) ـ ، أو لم يكن قرأ بأكثر من السبع ـ كما عليه الإمام القراب (3) ـ ونحو ذلك من تعاليل تنمّ عن قصور ابن مجاهد في هذا الشأن .
فكان من ثمّ تقصير وإزراء بحقِّ آخرين ، ممّن هو أعلى رتبةً وأجلّ قدراً من هؤلاء السبعة ، كما جاء في كلام أبي محمّد مكّي (4) ناقماً على مُسبِّع السبعة .
وذكر مكّي في تعليل ذلك : أنّ ابن جبير صنّف قبل ابن مجاهد كتاباً في القراءات واقتصر على خمسة ، اختار من كلّ مِصر إماماً واحداً ، باعتبار أنّ المصاحف التي أرسلها عثمان كانت خمسة إلى هذه الأمصار الخمسة ، ويقال : إنَّه وَجّه بسبعة ، هذه الخمسة ، واليمن والبحرين ، لكن لمّا لم يُسمع لهذَين المُصحفَين خبر ، وأراد ابن مجاهد مراعاة عدد المصاحف السبعة ، استبدل من غير البلدين قارئَين ، فاختارهما من الكوفة أيضاً ، فصادف بذلك موافقة العدد الّذي ورد به حديث الأحرُف السبعة .
قال : وكان أحد السبعة المعروفين يعقوب الحضرمي ، فأثبت ابن مجاهد اسم الكسائي وحذف يعقوب (5) .
قلت : وهو تعليل غريب ، وعلى أيّة حال فإنّ القراءات المعروفة عِبر العصور ـ بعد حادث ابن مجاهد ـ هي السبع ، وغيرها هُجرت تدريجياً ، وأوشكت أن تذهب أدراج الرياح ، وما ذاك إلاّ أثرٌ سيّئ من تلك المأساة الّتي قام بها ابن مجاهد .
ومن ثمّ فإنّا في هذا العصر نجد أنفسنا مضطرّين تجاه هذه السبع لا غيرها ، فالواجب هو التحفّظ عليها ومدارستها وممارستها ؛ لئلاّ تضيع كما ضاعت أخواتها من قبل .
* * *
أمّا القرّاء السبعة الذين قرأوا بهذه القراءات الباقية ، فإليك فهرس أسمائهم وأسماء راوِيَين من رُواتهم ، حسب ما جاء في كتاب ( السبعة ) لابن مجاهد ، وإلاّ فالرواة عنهم أكثر من ذلك :
1 ـ عبد الله بن عامر اليحصبي ، قارئ الشام (ت118هـ) .
وراوِياه هما : هشام بن عمّار ، وابن ذكوان ، ولم يُدركاه ؛ لأنّ هشاماً ولِد عام 153 هـ ومات 245 هـ ، وابن ذكوان ولِد عام 173هـ ومات 242هـ ، ومن ثمّ لم يُعرَف السبب في اختيار ابن مجاهد هذين للرواية عن ابن عامر ؟! .
2 ـ عبد الله بن كثير الداري ، قارئ مكّة (ت120هـ) .
وراوياه هما : البزي ، وقنبل ولم يدركاه أيضاً ؛ لأنّ الأوّل ولِد سنة 170 هـ ومات 250هـ ، والثاني ولِد 195هـ ومات 291 هـ .
3 ـ عاصم بن أبي النجود الأسدي ، قارئ الكوفة (ت128هـ) .
وراوِياه هما : حفص بن سليمان ( ربيبه ) (90هـ ـ 180هـ) ، وأبو بكر شعبة بن عيّاش (95هـ ـ 193هـ) ، وكان حفص أضبط بقراءة عاصم .
4 ـ أبو عمرو زبان بن العلاء المازني ، قارئ البصرة (ت154هـ) .
وراوِياه هما : حفص بن عمَر الدوري (ت 246هـ) ، وصالح بن زياد السوسي (ت261هـ) ، ولم يُدركاه ، وإنّما روَيا عن اليزيدي عنه .
5 ـ حمزة بن حبيب الزيّات ، قارئ الكوفة أيضاً (ت156هـ) .
وراوِياه هما : خلَف بن هشام البزّار (150هـ ـ 229هـ) ، وخلاّد بن خالد الشيباني (ت220هـ) ، رَويا عنه بالواسطة .
6 ـ نافع بن عبد الرحمان الليثي ، قارئ المدينة (ت169هـ) .
وراوِياه هما : ( قالون ) ربيب نافع ، واسمه عيسى بن ميناء (120هـ ـ 220هـ) ، و( ورش ) عثمان بن سعيد (110هـ ـ 197هـ) .
7 ـ علي بن حمزة الكسائي ، قارئ الكوفة أيضاً (ت189هـ) .
وراوِياه هما : الليث بن خالد البغدادي (ت240هـ) ، و( الدّوري ) حفص بن عمَر الدوري (ت246هـ) ، راوي أبي عمرو المازني أيضاً .
* * *
وزاد المتأخّرون ثلاثة ، تتميماً للعشرة ، وهم :
8 ـ خلف بن هشام ـ راوي حمزة الزيّات ـ وقارئ بغداد (229هـ) .
وراوِياه هما : أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم المروزي (ت286هـ) ورّاق خلَف ، وأبو الحسن إدريس بن عبد الكريم (ت292هـ) .
9 ـ يعقوب بن إسحاق الحضرمي ، قارئ البصرة (ت205هـ) .
وراوِياه هما : ( رويس ) محمّد بن المتوكّل اللؤلؤي (ت238هـ) ، وروح بن عبد المؤمن الهذلي (ت235هـ) .
10 ـ أبو جعفر يزيد بن القعقاع المخزومي ، قارئ المدينة (ت130هـ) .
وراوِياه هما : ( ابن وردان ) عيسى الحذّاء (ت160هـ) ، و( ابن جمّاز ) سليمان بن مسلم الزهري (ت170هـ) .
* * *
ولحقَ هؤلاء أربعة ، قرأوا بالشواذّ ، وقد اعتُبرت قراءاتهم ، وقَبِلَتها العامّة ، وهم :
11 ـ ( الحسن البصري ) ابن يسار ، قارئ البصرة (ت110هـ) .
وراوِياه : شجاع بن أبي نصر البلخي (120هـ ـ 190هـ) ، وحفص بن عمَر الدوري (ت246هـ) . روَيا عنه بالإسناد .
12 ـ ( ابن محيصن ) محمّد بن عبد الرحمان ، قارئ مكَّة مع ابن كثير (ت123هـ) .
وراوِياه هما : أحمد بن محمّد البزّي (170هـ ـ 250هـ) ، ومحمّد بن أحمد بن أيّوب بن شنبوذ (ت328هـ) ، روَيا عنه بالإسناد .
وراوِياه هما : سليمان بن الحكَم الخياط (ت235هـ) ، وأحمد بن فرج الضرير (ت303هـ) روى عن الدوري عنه .
14 ـ ( الأعمش ) سليمان بن مهران الأسدي ، قارئ الكوفة (ت148هـ) .
وراوِياه هما : محمّد بن أحمد الشنبوذي البغدادي (300هـ ـ 388هـ) ، والحسن بن سعيد المطوّعي البصري (ت371هـ) ، روَيا عنه بالواسطة .
هؤلاء أربعة عشر قارئاً وثمانية وعشرون راوياً ، ذكرناهم تبعاً لِمَا ذكَره القوم ، ولمسيس الحاجة إلى معرفتهم بالذات ، في خصوص القراءات الدارجة الموجودة اليوم .
ملحوظات قصيرة :
1 ـ قال أبو عمرو الداني : ليس في القرّاء السبعة من العرب سوى اثنين : عبد الله بن عامر اليحصبي قارئ دمشق ، وأبي عمرو زبان بن العلاء المازني قارئ البصرة (6) .
قلت : أمّا ابن عامر فكان يزعم أنّه من حِميَر ، غير أنّ ابن حجر ذكر أنّه ممّن يُغمَز في نسَبه (7) .
وكذا أبو عمرو زبان بن العلاء قيل : إنّه من مازن تميم ، لكن حكى القاضي أسد اليزيدي أنّه من ( فارس ) ـ شيراز ـ من قرية يقال لها ( كازرون ) وهي معمورة اليوم (8) .
* * *
2 ـ أربعة من القرّاء السبعة هم من شيعة آل البيت ( عليهم السلام) بالتصريح ، ومن المحافظين الثُقات : عاصم بن أبي النجود ، وأبو عمرو زبان بن العلاء ، وحمزة بن حبيب ، وعلي بن حمزة الكسائي (9) ، وواحد من أشياع معاوية ، وهو ابن عامر ، كان لا يتورَّع الكذِب والفسوق (10) واثنان ـ هما : ابن كثير المكّي ، ونافع المدني ـ مستورا الحال ، لكن نسبتهما إلى ( فارس ) بالخصوص (11) ربّما تنمّ عن موقفهما من مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) ؛ لأنّهم أسبق مَن عرف الحقّ ولَمِسَه في هذا الاتّجاه .
* * *
3 ـ قال أبو محمّد مكّي بن أبي طالب : وأصحّ القراءات سنداً نافع وعاصم ، وأفصحها أبو عمرو والكسائي (12) .
وقال ابن خلّكان : كان عاصم المشار إليه في القراءات (13) .
وقال أحمد بن حنبل : كان أهل الكوفة يختارون قراءة عاصم ، وأنا أختارها (14) .
وقال الخوانساري : وظلَّت قراءته هي الدارجة بين المسلمين ، وكانت تُكتَب بالسواد ، وباقي القراءات تكتَب بألوان أُخَر للتميّز (15) .
قال يحيى بن معين : الرواية الصحيحة الَّتي رُوَيت من قراءة عاصم هي رواية حفْص (16) .
قلت : ومن ثمّ فالقراءة المعروفة عن عاصم في جميع الأعصار هي الّتي برواية حفْص.
___________________________
(2) الإتقان لجلال الدين السيوطي : ج1 ، ص224 ، طبعة 1387هـ .
(3) هو الإمام إسماعيل بن إبراهيم بن القراب صاحب كتاب ( الشافي ) . ( راجع النشر في القراءات العشر لابن الجزري : ج1 ، ص46 ) .
(4) راجع الإبانة : ص5 ـ 8 . والمرشد الوجيز : ص151 . والإتقان : ج1 ، ص224 .
(5) راجع الإبانة ص 5 ـ 8 . والمرشد الوجيز : ص151 . والإتقان : ج1 ، ص224 .
(6) التيسير في القراءات السبع : ص6 .
(7) تهذيب التهذيب ، ج5 ، ص274 ، رقم 470 .
(8) غاية النهاية في طبقات القرّاء : ج1 ، ص288 .
(9) راجع تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام : ص346 .
(10) فقد كذب في سنة ولادته ، وفي انتسابه إلى حميَر ، وفي إسناد قراءته إلى شيوخ لم يلتقِ بهم ، أو إلى أُناس لم يكونوا مقرئين : كعثمان ، ومعاوية ، قال : قرأت على معاوية ..! ( راجع القرّاء الكبار : ج1 ، ص67) .
ومن ثُمّ بعث سليمان بن عبد الملك مهاجراً لينحّيه عن إمامة المسجد بدمشق ويقول له : تأخّر فلن يتقدّم منّا دعيّ ! ( راجع المصدر السابق : ص68 ) .
(11) فإنّ ابن كثير ينتهي نسَبه إلى زاذان بن فيروزان بن هرمز ، من أبناء فارس الذين بعثَهم كسرى في أسطول بحري لإنقاذ صنعاء من الأحباش ، فطردوهم عنها وأقاموا هناك مرابطين ، وكان نافع أصله من إصبهان . ( راجع التيسير : ص4 ، وغاية النهاية : ج2 ، ص330 وج1 ، ص 443 ) .
(12) الإتقان : ج1 ، ص225 طبعة 1387هـ .
(13) وفيات الأعيان : ج3 ، ص9 .
(14) تهذيب التهذيب : ج5 ، ص39 .
(15) روضات الجنّات : ج5 ، ص4 طبعة 1395هـ .
(16) النشر في القراءات العشر : ج1 ، ص156 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
قسم التربية والتعليم يكرّم الطلبة الأوائل في المراحل المنتهية
|
|
|