اعادة الأحياء للمناطق الحضرية (التجديد الشامل) (Revitalization) : ظهرت منذ العقدين الماضيين الحاجة الى مشاريع تخطيطية للتجديد الحضري تعمل على اعادة احياء مناطق النسيج الحضري المتدهورة بنمط يحافظ على هويتها الحضرية الأصيلة وليتفادى اقحام انماط غربية مقتبسة . وتطلب ذلك وضع اسس لسياسات التصميم الحضري التي تجعل من الممكن الحفاظ على الهياكل الأساسية للنسيج الحضري في الوقت نفسه تعمل على ادخال عناصر مكملة اضافية مترابطة لتحقيق المتطلبات المعاصرة .

ان منهج اعادة احياء المناطق الحضرية المتهرئة يتطلب اعداد سياسة شاملة للتخطيط والتصميم العمراني ترتبط بشكل وثيق بسياسة التطوير الحضري للمدينـة كلها ، بحيث يتم برمجة ذلك المنهج بخطط مرحلية تفصيلية ذات مقياس مناسب اعتمادا على السياسة التمويلية وتوفر الإمكانات والكوادر الفنية والإدارية المطلوبة.

وينبغي ان تستند تلك الخطط الى دراسات ديموغرافية واقتصادية واجتماعية شاملة لتتضمن قرارات ومؤشرات تخطيطية وتصميمية متعددة المقاييس والأبعاد بدءاً من تطوير منظومة الحركة واستعمالات الأرض وحتى ادنى مستوى من التفاصيل المعمارية ، وهو ما ينبغي ان يرتبط بالتخطيط الاقتصادي والاجتماعي المستقبلي . (عودة-2007-ص85) .

ان عملية تطوير المركز يجب ان تأخذ بنظر الاعتبار الانسجام الوثيق مع المجاورات ومع شبكة الطرق الرئيسة والمماشي المؤدية اليه. كما يمكن التأكيد على اهمية الموقع بجعل المباني فيه ترتفع اكثر من مجاوراتها او ان تكون مجموعات من المباني السكنية المرتفعة بجوار المركز لكي يكون خط السماء واضحاً في منطقة المركز ، اذ ان فهم مراكز المدن والمراكز القطاعية فيها جزء اساسي من فهم هيكل المدينة وفق هرمية وظيفية وعمرانية واقتصادية تنقسم الى اجزاء ذات احجام واهميات مختلفة كما انها تساعد على الشعور بانسجام وترابط مناطق المدينة ، ويكون لها اثر مهم في التكوين المعماري للمركز ، بل للمدينة جميعها (الجابري -1986-ص148).