المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

معادلة تربيعية Quadratic Equation
15-12-2015
غزوة حنين
11-12-2014
Jean Robert Argand
8-7-2016
روميلية بصلية، حرسنة Romulea bulbocodium
20-8-2019
المعينيون
الإشكاليات الأخلاقية المرتبطة بالمنهج التجريبي
10-3-2022


تأكيد المدح بما يشبه الذم وعكسه  
  
20300   11:10 صباحاً   التاريخ: 12-9-2020
المؤلف : علي الجارم ومصطفى أمين
الكتاب أو المصدر : البلاغة الواضحة
الجزء والصفحة : ص:291-294
القسم : الأدب الــعربــي / البلاغة / البيان /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-2-2020 48959
التاريخ: 26-03-2015 14016
التاريخ: 2-2-2019 5174
التاريخ: 4-2-2020 38318

 

تأكيد المدح بما يشبه الذم وعكسه

الأمثلة :

(1) قال ابن الرومي :

ليس به عيب سوى أنه
 

 

لا تقع العين على شبهه
 

 

(2) وقال آخر :

ولا عيب في معروفهم غير أنه
 

 

يبين عجز الشاكرين عن الشكر
 

 

* * *

(3) وقال صلى الله عليه وسلم : «أنا أفصح العرب بيد أنى من قريش».

(4) وقال النابغة الجعدي :

فتى كملت أخلاقه غير أنه
 

 

جواد فما يبقى على المال باقيا
 

 

 

البحث :

لا أظنك تتردد في أن الأمثلة السابقة جميعها تفيد المدح ولكنها وضعت في أسلوب غريب لم تعهده، ولذلك نرى أن نشرحه لك.

صدر ابن الرومي في المثال الأول كلامه بنفي العيب عامة عن ممدوحه، ثم أتى بعد ذلك بأداة استثناء هي «سوى» فسبق إلى وهم السامع أن هناك عيبا في الممدوح، وأن ابن الرومي سيكون جريئا في مصارحته به، ولكن السامع لم يلبث أن وجد بعد أداة الاستثناء صفة مدح، فراعه هذا الأسلوب، ووجد أن ابن الرومي خدعه فلم يذكر عيبا، بل أكد المدح الأول في صورة توهم الذم، ومثل ذلك يقال في المثال الثاني.

انظر إلى المثال الثالث تجد أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف نفسه بصفة ممدوحة وهي أنه أفصح العرب، ولكنه أتى بعدها بأداة استثناء فدهش السامع، وظن أن النبي صلى الله عليه وسلم سيذكر بعدها صفة غير محبوبة، ولكن سرعان ما هدأت نفسه حين وجد صفة ممدوحة بعد أداة الاستثناء، وهى أنه من قريش، وقريش أفصح العرب غير منازعين. فكان ذلك توكيدا للمدح الأول في أسلوب ألف الناس سماعه في الذم، وكذلك يقال في المثال الأخير. ويسمى هذا الأسلوب في جميع الأمثلة المتقدمة وما جاء على شاكلتها تأكيد المدح بما يشبه الذم.

وهناك أسلوب لتوكيد الذم بما يشبه المدح وهو كالأسلوب السابق، له صورتان : فالأولى نحو : لا جمال في الخطبة إلا أنها طويلة في غير فائدة، والثانية نحو : القوم شحاح إلا أنهم جبناء.

القواعد :

(75) تأكيد المدح بما يشبه الذم ضربان :

(ا) أن يستثنى من صفة ذم منفية صفة مدح

 

(ب) أن يثبت لشيء صفة مدح، ويؤتى بعدها بأداة استثناء تليها صفة مدح أخرى.

(76) تأكيد الذم بما يشبه المدح ضربان.

(ا) أن يستثنى من صفة مدح منفية صفة ذم.

(ب) أن يثبت لشيء صفة ذم، ثم يؤتى بعدها بأداة استثناء تليها صفة ذم أخرى.

تمرينات

(1)

اشرح ما في الأمثلة الآتية من تأكيد المدح بما يشبه الذم، وبين ضربه :

  (1) قال ابن نباتة المصري :

ولا عيب فيه غير أنى قصدته
 

 

فأنستني الأيام أهلا وموطنا
 

(2) وجوه كأزهار الرياض نضارة
 

 

ولكنها يوم الهياج صخور
 

(3) ولا عيب فيكم غير أن ضيوفكم
 

 

تعاب بنسيان الأحبة والوطن
 

 

(4) هم فرسان الكلام إلا أنهم سادة أمجاد.

(2)

اشرح ما في الأمثلة الاتية من تأكيد الذم بما يشبه المدح، وبين ضربه :

(1) لا فضل للقوم إلا أنهم لا يعرفون للجار حقه.

(2) الكلام كثير التعقيد سوى أنه مبتذل المعاني

(3) لا حسن في المنزل إلا أنه مظلم ضيق الحجرات.

 (3)

بين ما في الأمثلة الآتية من تأكيد المدح بما يشبه الذم وعكسه :

(1) قال صفي الدين الحلي (1) :

لا عيب فيهم سوى أن النزيل بهم
 

 

يسلو عن الأهل والأوطان والحشم
 

 

(2) لا خير في هؤلاء القوم إلا أنهم يعيبون زمانهم والعيب فيهم.

(3) ولا عيب فيه لامرئ غير أنه
 

 

تعاب له الدنيا وليس يعاب
 

 

(4) هو بذيء اللسان غير أن صدره مجمع الأضغان.

(5) تعد ذنوبي عند قوم كثيرة
 

 

ولا ذنب لي إلا العلا والفضائل
 

 

(6) لا عزة لهم بين العشائر غير أن جارهم ذليل.

(7) الجاهل عدو نفسه لكنه صديق السفهاء.

(8) لا عيب في الروض إلا أنه غليل النسيم.

(4)

(1) امدح كتابا قرأته وأكد المدح بما يشبه الذم

(2) امدح بلدا زرته وأكد المدح بما يشبه الذم

(3) ذم طريقا سلكتها. وأكد الذم بما يشبه المدح.

(5)

اشرح البيتين الآتيين وبين في أسلوبهما تأكيد المدح بما يشبه الذم :

مدحتكم بمديح لو مدحت به
 

 

بحر الحجاز لأغنتني جواهره (2)
 

لا عيب لي غير أني من دياركم
 

 

وزامر الحي لم تطرب مزامره
 

 

 

 

 

 

 

__________________

(1) شاعر الجزيرة، ولد ونشأ في الحلة «بين الكوفة وبغداد» ثم تأدب ونظم الشعر وأجاده، وهو من أئمة البديع المغالين في استعماله بلا كثير تكلف، وله ديوان شعر، وتوفى ببغداد سنة 750 ه‍.

(2) يريد ببحر الحجاز بحر عمان حيث يغاص على اللؤلؤ.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.