أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2014
1515
التاريخ: 1-12-2014
1445
التاريخ: 13-11-2015
1389
التاريخ: 7-12-2015
2119
|
من تتبع تاريخ المسلمين يرى ان تعاليم الكتاب والسنة قد عملت عملها ، وأثرت أثرها في نفوس الكثير من المسلمين ، حتى أنشأت مجموعة تتمثل فيها مكارم الأخلاق التي بعث الرسول الأعظم لاتمامها . . فلقد كان الجندي البسيط في جيش المسلمين يقع في يده من أسلاب العدو الثمين الغالي ، فيأتي به لأميره يضيفه إلى بيت المال ، ولا تحدثه نفسه بشيء منه .
قال ابن الأثير في تاريخه : لما فتح المسلمون المدائن كان قائد الجيش سعد بن أبي وقاص ، فعيّن سعد عمر بن مقرن ليقبض من الجنود الأسلاب والغنائم ، وكان يسمى هذا الموظف صاحب الأقباض ، وقد أتاه فيمن أتاه من الجنود رجل ، وسلمه تمثالين ليضمهما إلى الغنائم ، وكان أحد التمثالين فرسا من ذهب مرصعا بالزمرد والياقوت ، وعليه فارس مكلل بالجوهر . . والتمثال الثاني ناقة من فضة مرصعة بالياقوت ، ولها لجام من ذهب مكلل بالجوهر . . وكان كسرى يضع التمثالين على تاجه .
ولما رأى صاحب الأقباض التمثالين أخذته الدهشة ، وقال : ما رأينا مثلهما . .
ان كل ما عندنا لا يعادلهما ، بل لا يقاربهما . . ثم قال للرجل : من أنت ؟ .
فقال له : لا أخبرك ، ولا أخبر أحدا ، ليحمدني ، ولكني أحمد اللَّه وحده ، وأرضى بثوابه ، ولا أبتغي شيئا سواه . . ثم مضى لسبيله . . فأتبعه صاحب الأقباض رجلا ، حتى انتهى إلى أصحابه ، فسأل عنه ، فإذا هو عامر بن عبد قيس .
ان هذه الحكاية أشبه بالأساطير . . ولكن الإسلام إذا وجد قلبا طيبا أتى بالعجب العجاب ، تماما كالبذر الصالح الطيب في الأرض الصالحة الطيبة . . أما الأرض الخبيثة فلا تأتي بخير ، وان طاب البذر ، وكثر السقي : {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا } [الأعراف: 58] .
{أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [آل عمران: 162].
هذه الآية نظير الآية 28 من سورة ص : { أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ}. . قال الإمام أمير المؤمنين
علي : شتان بين عملين : عمل تذهب لذته ، وتبقى تبعته ، وعمل تذهب مئونته ، ويبقى أجره . . وقال : ان الحق ثقيل مريء ، وان الباطل خفيف وبيء . من الوباء . أي ان الحق مر المذاق ، ولكنه حميد العاقبة ، والباطل حلو المذاق ، ولكنه وخيم العاقبة . . وأي عاقبة ومصير أسوأ من غضب الجبار وعذاب النار .
{هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} [آل عمران: 163] . ضمير ( هم ) يعود على من اتبع رضوان اللَّه ومن باء بسخطه معا . والمعنى ان المطيعين يتفاوتون في الطاعات من المجاهدين في سبيل اللَّه بأنفسهم إلى القاعدين غير أولي الضرر . .
وكذا العاصون يتفاوتون في المعاصي من الجناية إلى الجنحة . . فوجب ، والحال هذه ، أن يتفاوت هؤلاء في العقاب ، وأولئك في الثواب .
{ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [آل عمران: 164].
مر نظيرها في سورة البقرة الآية 129 . وعلى أية حال ، فقد تضمنت هذه الآية الأمور التالية :
1 - ان الرسول احسان من اللَّه إلى الخلق ، لأن الرسول ينقلهم من الجهل إلى العلم ، ومن المذلة إلى الكرامة ، ومن معصية اللَّه وعقابه إلى طاعته وثوابه .
2 - ان هذا الإحسان قد تضاعف على العرب بالخصوص لأن محمدا ( صلى الله عليه واله ) منهم ، يباهون به جميع الأمم .
3 - انه يتلو عليهم آيات اللَّه الدالة على وحدانيته ، وقدرته وعلمه وحكمته .
4 - انه يطهرهم من أرجاس الشرك والوثنية ، ومن الأساطير والخرافات ، والتقاليد الضارة ، والعادات القبيحة .
5 - يعلمهم الكتاب أي القرآن الذي جمع كلمتهم ، وحفظ لغتهم ، وحثهم على العلم ومكارم الأخلاق ، ويعلمهم الرسول أيضا الحكمة ، وهي وضع الأشياء في مواضعها ، وقيل : ان المراد بها هنا الفقه . . وخير تفسير لهذه الآية ما قاله جعفر بن أبي طالب لنجاشي الحبشة :
« أيها الملك . كنا قوما أهل جاهلية ، نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ، ونسيء الجوار ، ويأكل القوي منا الضعيف . .
فكنا على ذلك ، حتى بعث اللَّه إلينا رسولا منا ، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه . فدعانا إلى اللَّه وحده لنوحده ونعبده ، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان ، وأمرنا بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وحسن الجوار ، والكف عن المحارم والدماء ، ونهانا عن الفواحش ، وقول الزور ، وأكل مال اليتيم ، وقذف المحصنات ، وأمرنا ان نعبد اللَّه ، ولا نشرك به شيئا ، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام » .
وبالاختصار ان محمدا ( صلى الله عليه واله ) هو الذي منح العرب وجودهم الانساني والدولي والحضاري ، ولولاه لم يكن لهم تاريخ يذكر ، ولا أثر يشكر .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|