بماذا يمتاز الأئمّة على الأنبياء دون النبيّ محمّد صلى الله عليه وآله؟ وهل يختلف علمائنا حول أفضليتهم؟ وبأيّ كتاب تنصحوننا نقتنيه يبحث هذا الموضوع؟ |
7102
08:39 صباحاً
التاريخ: 25-8-2020
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-1-2021
1679
التاريخ: 11-1-2021
4632
التاريخ: 10-1-2021
1419
التاريخ: 10-1-2021
1284
|
الجواب : الذي عليه أكثر علمائنا المتأخّرين : أنّ الأئمّة الاثني عشر عليهم السلام أفضل من جميع الأنبياء عليهم السلام ، حتّى أُولي العزم ، والدليل عليه وجوه.
الأوّل : ما رواه المفضّل بن عمر قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : ( إنّ الله تبارك وتعالى خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام ، فجعل أعلاها وأشرافها أرواح محمّد وعلي والحسن والحسين والأئمّة عليهم السلام ، فعرضها على السماوات والأرض والجبال فغشيها نورهم.
فقال الله تبارك وتعالى للسماوات والأرض والجبال : هؤلاء أحبّائي وأوليائي وحججي على خلقي ، وأئمّة برّيتي ، ما خلقت خلقاً هو أحبّ إليّ منهم ، ولمن تولاّهم خلقت جنّتي ، ولمن خالفهم وعاداهم خلقت ناري ... فلمّا اسكن الله عزّ وجلّ آدم وحوّاء الجنّة ... فنظرا إلى منزلة محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة بعدهم عليهم السلام فوجداها أشرف منازل أهل الجنّة ، فقالا : ... فقال جلّ جلاله : لولاهم ما خلقتكما ) (1).
الثاني : ما استفاض في الأخبار من أنّ علم الأئمّة عليهم السلام أكمل من علوم كلّ الأنبياء عليهم السلام ، وذلك أنّ من جملته علم الاسم الأعظم ، وهو ثلاثة وسبعون حرفاً ، حرف منها استأثر به الله تعالى نفسه ، واثنان وسبعون علّمها لرسوله ، وأمره أن يعلّمها لأهل بيته.
وأمّا باقي الأنبياء عليهم السلام ، فقال الإمام الصادق عليه السلام : ( إنّ عيسى بن مريم أُعطي حرفين كان يعمل بهما ، وأُعطي موسى أربعة أحرف ، وإبراهيم ثمانية أحرف ، وأُعطي نوح خمسة عشر حرفاً ، وأُعطي آدم خمسة وعشرين حرفاً ، وإنّ الله جمع ذلك كلّه لمحمّد صلى الله عليه وآله ... ) (2).
الثالث : إنّ القرآن الكريم أشار إلى أنّ الأنبياء عليهم السلام لو بعثوا في زمان النبيّ صلى الله عليه وآله ، لما وسعهم إلاّ الإيمان به واتباعه ، ومقتضى الإيمان والاتباع هو الامتثال لكلّ ما يأمر به النبيّ صلى الله عليه وآله واتباعه في كلّ شيء.
فلو فرضنا أنّ الأنبياء موجودون في زمان النبيّ صلى الله عليه وآله ، ونصّ على إمامة الأئمّة عليهم السلام ، وأمر بأتباعهم ، فهل يسع الأنبياء مخالفة ذلك؟
وحينئذ نسأل أيّهما أفضل الإمام أم المأموم؟ والتابع أم المتبوع؟ وإذا ثبتت أفضليتهم في هذا الحال ، فهي ثابتة في كلّ الأحوال ، فليس هناك ما يمنع من أفضلية الأئمّة عليهم السلام على سائر الأنبياء ، لا عقلاً ولا شرعاً.
الرابع : إنّ أهل السنّة رووا في كتبهم : أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله قال : ( علماء أُمّتي كأنبياء بني إسرائيل ) (3) ، أو بمنزلة أنبياء بني إسرائيل ونحو ذلك ، وأنّ النبيّ صلى الله عليه وآله يفتخر بعلماء أُمّته يوم القيامة ، فإذا كان العالم المسلم من أُمّة النبيّ صلى الله عليه وآله بهذه المنزلة والمكانة ، وهو مهما بلغ في علمه فليس بمعصوم ، فكيف بمن نصّ القرآن على عصمتهم؟ ونوهّ النبيّ صلى الله عليه وآله بفضلهم ، وورثوا العلوم عن النبيّ صلى الله عليه وآله واستغنوا عن الناس في المعارف والعلوم ، واحتياج الناس إلى علومهم ومعارفهم.
الخامس : في صفة منبر الوسيلة من النبيّ صلى الله عليه وآله أنّه منبر يؤتى به في يوم القيامة ، فيوضع عن يمين العرش ، فيرقى النبيّ صلى الله عليه وآله ، ثمّ يرقى من بعده أمير المؤمنين عليه السلام ، فيجلس في مرقاة دونه ، ثمّ الحسن في مرقاة دونه إلى آخرهم ، ثمّ يؤتى بإبراهيم وموسى وعيسى والأنبياء ، فيجلس كلّ واحد على مرقاته من دون المراقي ... (4).
هذا ، وقد وقع الخلاف بين أصحابنا في أفضلية الأئمّة عليهم السلام على الأنبياء عليهم السلام ، ما عدا جدّهم صلى الله عليه وآله ، فذهب جماعة إلى أنّهم أفضل من باقي الأنبياء ما خلا أُولي العزم ـ فهم أفضل من الأئمّة ـ وبعضهم إلى مساواتهم ، وكما ذكرنا سابقاً فإنّ أكثر المتأخّرين على أفضلية الأئمّة على أُولي العزم وغيرهم ، وهو الرأي الصحيح.
وهناك الكثير من الأدلّة على أفضلية الإمام أمير المؤمنين عليه السلام على جميع الأنبياء والمرسلين ، أعرضنا عن ذكرها خوف الإطالة عليك ، وللتعرّف على المزيد ، راجع الكتب الآتية :
اللمعة البيضاء للتبريزيّ الأنصاريّ ، أفضلية الأئمّة عليهم السلام لمركز المصطفى ، تفضيل الأئمّة عليهم السلام للسيّد علي الميلانيّ.
ويمكن أن نستدلّ بطريقة أُخرى ، وهي :
1 ـ أن نثبت الإمكان العقلي ، بأن يكون هناك شخص أفضل من الأنبياء حتّى أُولي العزم ، وهذا واضح فهو ليس بعزيز على الله ولا يلزم منه محذور.
2 ـ أن نثبت الوقوع والوجود لمثل هذا الشخص بعد النبيّ صلى الله عليه وآله ، وهو أمير المؤمنين عليه السلام أوّل الأئمّة ، بأدلّة عديدة :
منها : مساواته للنبيّ صلى الله عليه وآله ما عدا النبوّة ، كما في آية المباهلة ، فهو نفس النبيّ صلى الله عليه وآله والنبيّ أفضل ؛ فنفسه وهو علي أفضل.
ومنها : حديث الطائر ، ومفاده أنّ عليّاً عليه السلام أحبّ الخلق إلى الله عزّ وجلّ ، وكذلك أحاديث تشبيه علي عليه السلام بالأنبياء عليهم السلام.
3 ـ أن نثبت وقوع الأفضلية لإمام آخر ، وهو المهديّ عليه السلام من خلال ما تواتر من صلاة عيسى خلفه ، وأنّه من اتباعه.
4 ـ أن نوسّع ما ثبت أعلاه حتّى يشمل بقية الأئمّة عليهم السلام ، أمّا بأحد الأدلّة المذكورة في الجواب الأوّل ، أو بطريق الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام أنفسهم ، كما أوردنا آنفاً ، بعد أن أثبتنا أفضلية علي عليه السلام ، والمهديّ من القرآن وروايات أهل السنّة ، وكذلك أنّ الأئمّة كلّهم نور واحد ، وغيرها.
5 ـ وبعضهم استدلّ بوجوب معرفة الأئمّة عليهم السلام ـ وعدم وجوب معرفة الأنبياء كلّهم ـ على أفضليتهم على الأنبياء.
____________
1 ـ معاني الأخبار : 108.
2 ـ الكافي 1 / 230.
3 ـ كشف الخفاء 2 / 64 ، تاريخ ابن خلدون 1 / 325 ، سبل الهدى والرشاد 10 / 337 ، فيض القدير 1 / 21.
4 ـ اللمعة البيضاء : 217.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|