أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-7-2020
1699
التاريخ: 20-5-2021
3279
التاريخ: 9-8-2020
2932
التاريخ: 8-7-2020
1917
|
وقاد خالد بن سعيد والمرقال، معركة أجنادين ومَرْجَ الصُّفَّر وفِحل ونهضا بثقل معاركها، وحققا النصر للمسلمين ، وكذا في محاصرة دمشق !
قال ابن عساكر في تاريخ دمشق:16/66: «فلما نظر إليهم خالد (في مرج الصُّفَّر) عبَّأ لهم كتعبئة يوم أجنادين ، فجعل على ميمنته معاذ بن جبل ، وعلى ميسرته هاشم بن عتبة ، وعلى الخيل سعيد بن زيد بن نفيل(خالد بن سعيد) وترك أبا عبيدة في الرجال وزحف إليهم فذهب خالد فوقف في أول الصف يريد أن يحرض الناس ثم نظر إلى الصف من أوله إلى آخره ، فحملت لهم خيل على خالد بن سعيد بن زيد ، وكان واقفاً في جماعة من المسلمين في ميمنة الناس يحرض الناس ويدعو الله عز وجل ، ثم ينقض عليهم ، فحملت طائفة منهم عليه فنازلهم فقاتلهم قتالاً شديداً حتى قتل . كذا في الكتاب ابن سعيد بن زيد وإنما هو خالد بن سعيد بن العاص» .
وسعيد بن زيد بن نفيل هو ابن عم عمر، ولم يذكر أحد أنه كان في هذه المعارك !
وقال ابن سعد في الطبقات:4/98: «حدثني عبد الحميد بن جعفر عن أبيه قال: شهد خالد بن سعيد فتح أجنادين وفحل ومرج الصُّفَّر » .
وفي تاريخ دمشق:16/84: «وعبأ خالد الناس فسيروا الأثقال والنساء ثم جعل يزيد بن أبي سفيان أمامهم بينهم وبين العدو وصار خالد وأبو عبيدة من وراء الناس ثم رجعوا نحو الجيش وذلك الجيش خمسون ألفاً .
فلما نظر إليهم خالد بن الوليد نزل فعبأ أصحابه تعبئة القتال على تعبئة أجنادين ثم زحف إليهم فوقف خالد بن سعيد في مقدمة الناس يحرض الناس على القتال ويرغبهم في الشهادة، فحملت عليه طائفة من العدو فقتلته واستشهد& ومنهم من قال لم يستشهد خالد بن سعيد في هذا الموضع ولكنه قتل بمرج الصُّفَّر وذلك أنه خرج في يوم مطير يستمطر (يجمع ماء المطر) فتفاوت عليه أعلاج من الروم فقتلوه » ! وسيأتي كثرة مكذوباتهم في سبب موته .
وقال البلاذري:1/141: «ثم اجتمعت الروم جمعاً عظيماً ، وأمدهم هرقل بمدد . فلقيهم المسلمون بمرج الصُّفَّر وهم متوجهون إلى دمشق ، وذلك لهلال المحرم سنة أربع عشرة ، فاقتتلوا قتالاً شديداً حتى جرت الدماء في الماء وطحنت بها الطاحونة ، وجرح من المسلمين زهاء أربعة آلاف . ثم ولى الكفرة منهزمين مفلولين لا يلوون على شئ ».
غَضِبَ عمر على خالد بن سعيد فعزله ثم قتله، وانهالت عليه الإتهامات! وقد بدأ توتر العلاقة بينه وبين عمر بن الخطاب، عندما رجع خالد من اليمن وكان والياً للنبي (صلى الله عليه وآله) عليها، فتفاجأ بخبر أن ثلاثة مهاجرين هم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة صفقوا على يد أبي بكر في السقيفة، وأعلنوه خليفة ، وتجمهر حولهم الطلقاء وأخذوا يجبرون الناس على بيعته بالسيف !
قال الجوهري في كتابه السقيفة/48: «لا يمرون بأحد إلا خبطوه وقدموه فمدوا يده فمسحوها على يد أبي بكر يبايعه ، شاء ذلك أو أبى» !
فاستنكر ذلك خالد لأن النبي (صلى الله عليه وآله) نصب علياً (عليه السلام) خليفة بعده، فقام هؤلاء باستغلال فرصة انشغاله والمسلمين بجنازة النبي‘، وقاموا بهذه الفعلة !
فتشاور مع علي (عليه السلام) هو وأحد عشر من كبار المهاجرين والأنصار، وقرروا أن يخطبوا في المسجد، ويلزموا أبا بكر وعمر وأبا عبيدة بإرجاع الحق الى أهله !
وكان «أول من قام خالد بن سعيد بن العاص بإدلاله ببني أمية فقال: يا أبا بكر إتق الله فقد علمت ما تقدم لعلي من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ألا تعلم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لنا ونحن محتوشوه في يوم بني قريظة، وقد أقبل على رجال منا ذوي قدر فقال: يامعشر المهاجرين والأنصار أوصيكم بوصية فاحفظوها، وإني مؤد إليكم أمراً فاقبلوه ، ألا إن علياً أميركم من بعدي ، وخليفتي فيكم ، أوصاني بذلك ربي . وإنكم إن لم تحفظوا وصيتي فيه وتؤازروه وتنصروه، اختلفتم في أحكامكم ، واضطرب عليكم أمر دينكم ، وولي عليكم الأمر شراركم ! ألا وإن أهل بيتي هم الوارثون أمري ، القائمون بأمر أمتي ، اللهم فمن حفظ فيهم وصيتي فاحشره في زمرتي ، واجعل له من مرافقتي نصيباً يدرك به فوز الآخرة . اللهم ومن أساء خلافتي في أهل بيتي ، فاحرمه الجنة التي عرضها السماوات والأرض ! فقال له عمر بن الخطاب: أسكت يا خالد فلست من أهل المشورة ولا ممن يُرضى بقوله . فقال خالد: بل أسكت أنت يا ابن الخطاب، فوالله إنك لتعلم أنك تنطق بغير لسانك، وتعتصم بغير أركانك! والله إن قريشاً لتعلم أني أعلاها حسباً، وأقواها أدباً، وأجملها ذكراً، وأنك ألأمها حسباً، وأقلها عدداً، وأخملها ذكراً، وأقلها من الله عز وجل ومن رسوله غنى. وإنك لجبان عند الحرب، بخيل في الجدب، ليئم العنصر، ما لك في قريش مفخر! قال: فأسكته خالد فجلس » !(الإحتجاج:1/104).
وبعد ثلاثة أيام جاء أهل السقيفة الى المسجد وقد هيؤوا قوات الطلقاء وبني أسلم، فوقف عمر وقال: «والله يا أصحاب علي لئن ذهب منكم رجل يتكلم بالذي تكلم بالأمس لنأخذن الذي فيه عيناه! فقام إليه خالد بن سعيد بن العاص وقال: يا ابن صهاك الحبشية أبأسيافكم تهددوننا، أم بجمعكم تفزعوننا، والله إن أسيافنا أحد من أسيافكم، وإنا لأكثر منكم وإن كنا قليلين، لأن حجة الله فينا. والله لولا أني أعلم أن طاعة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) وطاعة إمامي أولى بي، لشهرت سيفي وجاهدتكم في الله إلى أن أبلي عذري! فقام أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: أجلس يا خالد، فقد عرف الله لك مقامك، وشكر لك سعيك. فجلس». (الإحتجاج:1/97، والخصال/461).
وروى الحاكم (3/250) وصححه على شرط مسلم: «قدم بعد وفاة رسول الله ‘وتربص ببيعته شهرين يقول: قد أمرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم لم يعزلني حتى قبضه الله عز وجل، وقد لقي علي بن أبي طالب وعثمان بن عبد مناف فقال: يا بنى عبد مناف، طبتم نفساً عن أمركم يليه غيركم! فنقلها عمر إلى أبي بكر، فأما أبو بكر فلم يحملها عليه وأما عمر فحملها عليه. ثم بعث أبو بكر الجنود إلى الشام فكان أول من استعمل على ربع منها خالد بن سعيد، فأخذ عمر يقول: أتؤمره وقد صنع ما صنع وقال ما قال؟! فلم يزل بأبي بكر حتى عزله، وأمَّر يزيد بن أبي سفيان ».
أقول: هذا التصرف من عمر رد فعل طبيعي على هجوم خالد الكاسح عليه ، فعمر لم يواجه كل عمره مثل موقف خالد بن سعيد ! بل إن تأمير أبي بكر لخالد على جيش الشام كان غير طبيعي، بعد إدانته الشديدة لعملهم في السقيفة!
وهنا يظهر الفرق بين شخصية أبي بكر وعمر، فأبو بكر أوسع صدراً من عمر لمن خالفه، ويستطيع إخفاء غيضه أكثر من عمر!
ولذلك اختلفا في بعض الأمور والأشخاص، منهم المثنى بن حارثة الشيباني، وخالد بن الوليد، وخالد بن سعيد، ولم يستطع عمر أن يفرض عليه رأيه في خالد بن الوليد ، بل وبخه أبو بكر .
قال ابن الجوزي في المنتظم:4/80: «كان عمر يحرض أبا بكر على عزله، وأن يقيد منه، فقال أبو بكر: مه يا عمر، ما هو بأول من أخطأ، فارفع لسانك عن خالد ، ثم ودى مالكاً» .
أي كان يحرضه على أن يقتل خالداً قصاصاً بقتله مالك بن نويرة وأخذه زوجته، فوبخه أبو بكر وأعطى دية مالك !
لكن عمر بقي مصراً على عزل خالد فكان أول مرسوم كتبه عندما صار خليفة عزل خالد ، لكنه لم يذكر أن السبب قتله لمالك بن نويرة ، بل صرح أن السبب كلام خالد في نفي أم عمر من بني مخزوم ، فقد كتب عمر الى أبي عبيدة: «إن أكذب خالد نفسه فيما كان قاله فله عمله ، وإلا فانزع عمامته وشاطره ماله . فشاور خالد أخته فقالت: والله ما أراد ابن حنتمة إلا أن تكذب نفسك ثم ينزعك من عملك ، فلا تفعلن». (اليعقوبي:2/139).
لكن أبا بكر أطاع عمر في خالد بن سعيد فعزله ، والسبب أن ابن الوليد من الكوادر الخاصة لأبي بكر ، بينما غرضه من تأمير ابن سعيد أن يكسب بني أمية ، وهذا يحققه استبداله بأموي آخر مقبول عندهم ، فأمَّر بدله يزيد بن أبي سفيان .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|