المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

عدم بطلان الصوم بالمضمضة والاستنشاق مع التحفّظ
15-12-2015
برانكارية ، هنري
14-8-2016
Infimum Limit
19-9-2018
التخطيط الإقليمي في الدول الرأسمالية
2023-03-15
لا فائدة للإِيمان بدون عمل
8-10-2014
التقويم العلمي الطبيعي للتصور الذري
17-5-2016


المعجزات الكبرى للإمام الصادق (عليه السلام)  
  
4507   03:28 مساءً   التاريخ: 17-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص189-193.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / مناقب الإمام الصادق (عليه السلام) /

عن هارون بن رئاب، قال : كان لي أخ جاروديّ‏ ، فدخلت على أبي عبد اللّه (عليه السلام) فقال لي : ما فعل أخوك الجاروديّ؟ قلت : صالح، هو مرضيّ عند القاضي و عند الجيران في الحالات كلّها غير انّه لا يقرّ بولايتكم، فقال : ما يمنعه من ذلك؟ قلت : يزعم انّه يتورع، قال : فأين كان ورعه ليلة نهر بلخ.

فقلت لأخي حين قدمت عليه : ثكلتك امّك دخلت على أبي عبد اللّه (عليه السلام) فسألني عنك، فأخبرته انّك مرضيّ عند الجيران و عند القاضي في الحالات كلّها غير انّه لا يقرّ بولايتكم فقال : ما يمنعه من ذلك؟ قلت : يزعم انّه يتورع، فقال : أين كان ورعه ليلة نهر بلخ؟ قال:

أخبرك أبو عبد اللّه بهذا؟ قلت : نعم، قال : اشهد انّه حجة ربّ العالمين، قلت : أخبرني عن قصتك؟

قال : نعم، أقبلت من وراء نهر بلخ، فصحبني رجل معه و صيفة فارهة الجمال فلمّا كنّا على النهر قال لي : امّا أن تقتبس لنا نارا فأحفظ عليك و امّا أن أقتبس نارا فتحفظ عليّ، فقلت : اذهب و اقتبس و أحفظ عليك، فلمّا ذهب قمت إلى الوصيفة و كان منّي إليها ما كان، و اللّه ما أفشت و لا أفشيت لأحد و لم يعلم بذلك الّا اللّه.

فخرجت من السنة الثانية و هو معي فأدخلته على أبي عبد اللّه (عليه السلام) فذكرت الحديث فما خرج من عنده حتى قال بامامته‏ .

و في الخرائج انّ داود الرقي قال : كنت عند أبي عبد اللّه (عليه السلام) فقال لي : ما لي أرى لونك متغيرا؟ قلت : غيّره دين فادح عظيم، و قد هممت بركوب البحر إلى السند لإتيان أخي فلان، قال : إذا شئت فافعل، قلت : تروّعني‏  عنه أهوال البحر و زلازله.

فقال : يا داود انّ الذي يحفظك في البرّ هو حافظك في البحر، يا داود لولانا ما أطردت‏  الأنهار و لا أينعت الثمار، و لا اخضرّت الأشجار، قال داود : فركبت البحر حتى اذا كنت بحيث ما شاء اللّه من ساحل البحر بعد مسيرة مائة و عشرين يوما، خرجت قبل الزوال يوم الجمعة، فاذا السماء متغيّمة و اذا نور ساطع من قرن السماء إلى جدد الأرض و إذا صوت خفيّ : يا داود هذا أوان قضاء دينك، فارفع رأسك قد سلمت.

 قال : فرفعت رأسي انظر النور و نوديت : عليك بما وراء الأكمة  الحمراء، فأتيتها فاذا بصفائح ذهب أحمر، ممسوح أحد جانبيه و في الجانب الآخر مكتوب : {هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [ص : 39]  ؛قال : فقبضتها و لها قيمة لا تحصى، قلت : لا أحدث فيها حتى آتي المدينة، فقدمتها، فدخلت على أبي عبد اللّه (عليه السلام) ، فقال لي : يا داود انما عطاؤنا لك النور الذي سطع لك لا ما ذهبت إليه من الذهب و الفضة، و لكن هو لك هنيئا مريئا عطاء من ربّ كريم، فاحمد اللّه.

قال داود : فسألت معتبا خادمه عن عمل الامام في ذلك الوقت و مكانه ؛ فقال : كان في ذلك الوقت الذي تصفه يحدّث أصحابه منهم خيثمة و حمران و عبد الأعلى، مقبلا عليهم بوجهه يحدّثهم بمثل ما ذكرت، فلمّا حضرت الصلاة قام فصلّى بهم.

قال داود : فسألت هؤلاء جميعا فحكوا لي حكاية معتّب‏ .

روي في مدينة المعاجز عن الثاقب في المناقب انّ السيد أبا هاشم إسماعيل بن محمد الحميري قال : دخلت على الصادق جعفر بن محمد (عليهم السّلام) و قلت : يا ابن رسول اللّه بلغني انّك تقول فيّ انّه ليس على شي‏ء، و أنا قد أفنيت عمري في محبّتكم و هجرت الناس فيكم في كيت و كيت، فقال : أ لست القائل في محمد بن الحنفية:

حتى متى؟ و الى متى؟ و كم المدى؟     يا ابن الوصي و أنت حيّ ترزق‏

تثوى برضوى لا تزال و لا ترى‏          و بنا إليك من الصبابة أولق‏

و أن محمد بن الحنفية قام بشعب رضوى، أسد عن يمينه و نمر عن شماله يؤتى برزقه غدوة و عشيّة؟! (أي انّه لا يزال حيّ يرزق كما هي عقيدة التابعين له و هم الكيسانية) ويحك انّ رسول اللّه (صلى الله عليه واله)و عليّا و الحسن و الحسين (عليهم السّلام) كانوا خيرا منه و قد ذاقوا الموت.

قال : فهل لك على ذلك من دليل؟

قال : «نعم انّ أبي أخبرني انّه كان قد صلّى عليه و حضر دفنه و أنا أريك آية» فأخذ بيده فمضى به إلى قبر و ضرب بيده عليه و دعا اللّه تعالى، فانشق القبر عن رجل أبيض الرأس و اللحية فنفض التراب عن رأسه و وجهه، و هو يقول : يا أبا هاشم تعرفني؟ قال : لا، قال : أنا

محمد بن الحنفية انّ الامام بعد الحسين بن عليّ، عليّ بن الحسين، ثم محمد بن عليّ، ثم هذا، ثم أدخل رأسه في القبر و انضمّ عليه القبر.

 فقال اسماعيل بن محمد عند ذلك:

تجعفرت بسم اللّه و اللّه اكبر                وأيقنت انّ اللّه يعفو و يغفر

ودنت بدين غير ما كنت دائنا              به و نهاني سيد الناس جعفر

فقلت له هبني تهوّدت برهة                والّا فديني دين من يتنصّر

ولست بغال ما حييت و راجعا             الى ما عليه كنت أخفي و أظهر

ولا قائلا قولا لكيسان بعدها                وإن عاب جهّال مقالي و أكثروا

فانّي إلى الرحمن من ذلك تائب‏            وانّي قد اسلمت و اللّه أكبر

روى الشيخ المفيد في الارشاد عن أبي بصير انّه قال : دخلت المدينة و كانت معي جويرية لي فاصبت منها ثم خرجت إلى الحمام فلقيت أصحابنا الشيعة و هم متوجّهون إلى جعفر بن محمد (عليهما السّلام)، فخفت أن يسبقوني و يفوتني الدخول إليه فمشيت معهم حتى دخلت الدار فلمّا مثّلت بين يدي أبي عبد اللّه (عليه السلام) نظر إليّ ثم قال : يا أبا بصير أ ما علمت انّ بيوت الأنبياء و أولاد الأنبياء لا يدخلها الجنب؟ ؛ فاستحييت و قلت له : يا ابن رسول اللّه انّي لقيت أصحابنا فخشيت أن يفوتني الدخول معهم، و لن أعود إلى مثلها و خرجت‏ .

روى الشيخ الكليني انّه أتى إلى أبي عبد اللّه (عليه السلام) رجل فقال : يا ابن رسول اللّه رأيت في‏ منامي كأنّي خارج من مدينة الكوفة في موضع أعرفه و كأنّ شبحا من خشب أو رجلا منحوتا من خشب على فرس من خشب، يلوّح بسيفه و أنا أشاهده فزعا مرعوبا.

فقال له (عليه السلام)  : أنت رجل تريد اغتيال رجل في معيشته، فاتّق اللّه الذي خلقك ثم يميتك، فقال الرجل : أشهد انّك قد أوتيت علما استنبطته من معدنه، أخبرك يا ابن رسول اللّه عمّا قد فسّرت لي، إنّ رجلا من جيراني جاءني و عرض عليّ ضيعته، فهممت أن أملكها بوكس‏  كثير لمّا عرفت انّه ليس لها طالب غيري.

فقال أبو عبد اللّه (عليه السلام)  : و صاحبك يتولّانا و يبرأ من عدوّنا؟ فقال : نعم يا ابن رسول اللّه، لو كان ناصبيّا حلّ لي اغتياله؟ فقال : أدّ الأمانة لمن ائتمنك و أراد منك النصيحة و لو إلى قاتل الحسين (عليه السلام) ‏ .

روى السيد ابن طاوس عن الربيع حاجب المنصور انّه قال : دعاني المنصور يوما، قال: أ ما ترى ما هو هذا يبلغني عن هذا الحبشي؟  قلت : و من هو يا سيدي؟ قال : جعفر بن محمد، و اللّه لاستأصلنّ شأفته‏ ؛ ثم دعا بقائد من قوّاده، فقال : انطلق إلى المدينة في ألف رجل فاهجم على جعفر بن محمد و خذ رأسه و رأس ابنه موسى بن جعفر في مسيرك، فخرج القائد من ساعته حتى قدم المدينة و أخبر جعفر بن محمد، فأمر فأتي بناقتين فأوثقهما على باب البيت و دعا بأولاده موسى و اسماعيل و محمد و عبد اللّه، فجمعهم و قعد في المحراب و جعل يهمهم.

 قال أبو بصير : فحدّثني سيدي موسى بن جعفر انّ القائد هجم عليه فرأيت أبي و قد همهم بالدعاء، فأقبل القائد و كلّ من كان معه قال : خذوا رأسي هذين القائمين فاجتزّوا رأسهما، ففعلوا و انطلقوا إلى المنصور، فلمّا دخلوا عليه اطّلع المنصور في المخلاة التي كان فيها الرأسان، فاذا هما رأسا ناقتين.

فقال المنصور : أي شي‏ء هذا؟ قال : يا سيدي ما كان بأسرع من انّي دخلت البيت الذي فيه جعفر بن محمد فدار رأسي و لم أنظر ما بين يدي، فرأيت شخصين قائمين خيّل لي انّهما جعفر بن محمد و موسى ابنه فأخذت رأسيهما، فقال المنصور : اكتم عليّ، فما حدّثت به أحدا حتى مات‏ .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.