أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-8-2016
3536
التاريخ: 20/11/2022
1305
التاريخ: 15-04-2015
5951
التاريخ: 21-8-2016
3592
|
على الرغم من أنّ بلاط هشام لم يكن المكان المناسب لإظهار منزلة الإمام الباقر العلمية وعظمتها، ولكن ولحسن الحظ سنحت فرصة مناسبة جداً للإمام قبل أن يغادر دمشق استطاع أن يستغلّها جيداً في توعية الرأي العام وتبيين مقامه العلمي الكبير ممّا دفع بالناس ان يموجوا ويخوضوا ويتحدّثوا عن ذلك، وحينها لم يكن لهشام الذريعة الكافية ليتجاسر على الإمام أكثر من ذلك، ولذا لم يكن أمامه غير السماح له بالرجوع إلى المدينة.
وعندما خرج الإمام مع ابنه الكريم من القصر وإذا ميدان ببابه وفي آخر الميدان أُناس قعود عدد كثير سأل الإمام : «من هؤلاء؟ قالوا : هؤلاء القسِّيسون والرهبان، وهذا عالم لهم يقعد إليهم في كلّ سنة يوماً واحداً يستفتونه فيفتيهم، فدخل الإمام بينهم متنكّراً وأُخبر هشام بذلك، فأمر بعض غلمانه أن يحضر الموضع فينظر ما يصنع الإمام، ولم يمض طويلاً حتى جاء الأُسقف الكبير الذي كان رجلاً طاعناً في السن وجلس في صدر المجلس، فأدار نظره، ولمّا لفت وجه الإمام الباقر انتباهه نظر إليه و قال : أمنّا أم من المسلمين؟
قال (عليه السَّلام) : من المسلمين.
فقال : من أيّهم أنت من علمائها أم من جهّالها ؟
فقال (عليه السَّلام) : لست من جهّالها.
ثمّ قال له : أأسألك أم تسألني؟
فقال (عليه السَّلام) : سل إن شئت.
فقال : من أين ادّعيتم انّ أهل الجنة يطعمون ويشربون ولا يحدثون ولا يبولون؟ وما الدليل فيما تدّعونه من شاهد لا يجهل؟
فقال (عليه السَّلام) : دليل ما ندّعي من شاهد لا يجهل الجنين في بطن أُمّه يطعم ولا يحدث.
ثمّ قال : هلا زعمت أنّك لست من العلماء؟! فقال (عليه السَّلام) : ولا من جهّالها.
فقال : أسألك عن مسألة أُخرى.
فقال (عليه السَّلام) : سل. فقال : من أين ادّعيتم انّ فاكهة الجنة أبداً غضة طرية موجودة غير معدومة عند جميع أهل الجنة؟ وما الدليل عليه من شاهد لا يجهل؟
فقال (عليه السَّلام) : دليل ما ندّعى النار في المصباح ،أنت لو قبست منها لتشعل مئات المصابيح ظلت نار المصباح الأوّل باقية أبداً لا تقل...
فراح الأُسقف يسأل الإمام بكلّ ما خطر في ذهنه من أسئلة صعبة، وكان يتلقّى الإجابة المقنعة لذلك، ولمّا رأى نفسه عاجزاً نهض عند ذلك قائماً غاضباً وقال : جئتموني بأعلم مني وأقعدتموه معكم حتى هتكني وفضحني، وأعلم المسلمين بأنّ لهم من أحاط بعلومنا وعنده ما ليس عندنا، لا واللّه لا كلّمتكم من رأسي كلمة واحدة، ولاقعدت لكم ان عشت سنة، ثمّ ذهب بعد ذلك.
شاع خبر هذا الحدث بسرعة في مدينة دمشق وأثار موجة من الفرح في البيئة الشامية.
وكان هشام الذي يفترض به أن يسعد بهذا الانتصار العلمي الباعث على الفخر الذي تحقّق على يد الإمام الباقر (عليه السَّلام) قلقاً خائفاً أكثر من السابق من نفوذ وسيطرة الإمام الروحية هناك، وفي نفس الوقت الذي تظاهر فيه بعكس ما هو عليه وأرسل جائزة إلى الإمام أبلغه بأن يغادر دمشق فوراً، ولأنّه قد غضب من ذلك الانتصار العلمي حاول أن يشوّه الشخصية العلمية والاجتماعية للإمام من خلال لعبة قذرة مكشوفة ويتّهم قائد الإسلام الكبير بالميول إلى المسيحية والخروج عن الإسلام.
ولذلك وبكل دناءة كتب إلى عامله على مدينة مدين : انّ ابني أبي تراب محمد و جعفر (عليمها السَّلام) وردا عليّ ولمّا صرفتهما إلى المدينة مالا إلى القسّيسين والرهبان وأظهرا لهما دينهما ومرقا من الإسلام إلى الكفر وتقرّبا إليهم بالنصرانية، فكرهت ان أنكل بهما لقرابتهما، فإذا قرأت كتابي هذا ووصلا إليكم فناد في الناس : برئت الذمّة منهما.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|