المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



احوال الإِمام ابي جعفر الباقر (عليه السلام)  
  
3885   03:37 مساءً   التاريخ: 15-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : الانوار البهية في تواريخ الحجج الالهية
الجزء والصفحة : ص119-122.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-8-2016 3654
التاريخ: 22-8-2016 2765
التاريخ: 11-8-2016 3094
التاريخ: 23-8-2016 3597

روي عن الزهري قال دخلت على عليّ بن الحسين (عليه السلام) في مرضه الذي توفي فيه فدخل عليه محمد ابنه (عليه السلام) فحدثه طويلاً بالسر فسمعته يقول فيما يقول، عليك بحسن الخلق.

وعن ابي بكر الحضرمي، قال: لما حمل ابو جعفر (عليه السلام) الى الشام الى هشام بن عبد الملك وصار ببابه قال هشام لأصحابه اذا سكتُّ من توبيخ محمد بن علي فلتوبخوه، ثم امر ان يؤذن له فلما دخل عليه ابو جعفر (عليه السلام) قال بيده : السلام عليكم فعمهم بالسلام جميعاً ثم جلس فازداد هشام عليه حنقاً بتركه السلام عليه بالخلافة، وجلوسه بغير اذن، فقال يا محمد بن علي لا يزال الرجل منكم قد شق عصا المسلمين ودعا الى نفسه وزعم انه الإمام سفهاً وقلة علم وجعل يوبخه فلما سكت أقبل القوم عليه رجل بعد رجل يوبخه، فلما سكت القوم نهض (عليه السلام) قائماً، ثم قال : ايها الناس اين تذهبون واين يراد بكم، بنا هدى اللّه اوَّلكم، وبنا يختم آخركم، فان يكن لكم ملك معجل فان لنا ملكاً مؤجّلاً وليس بعد ملكنا ملك لأنّا اهل العاقبة، يقول اللّه عز وجل {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف: 128] ، فامر به الى الحبس فلما صار في الحبس تكلم فلم يبق في الحبس رجل الا ترشفه وحنّ عليه فجاء صاحب الحبس الى هشام واخبره بخبره فأمر به، فحمل على البريد هو واصحابه ليردوا الى المدينة، وامر ان لا تخرج لهم الاسواق وحال بينهم وبين الطعام والشراب، فساروا ثلاثاً لا يجدون طعاماً ولا شراباً حتى انتهوا الى مَدْين: فاغلق باب المدينة دونهم، فشكا اصحابه العطش والجوع قال : فصعد جبلاً اشرف عليهم فقال بأعلى صوته : يا اهل المدينة الظالم اهلها، انا بقية اللّه، يقول اللّه بقية اللّه خير لكم ان كنتم مؤمنين وما انا عليكم بحفيظ، قال وكان فيهم شيخ كبير فأتاهم فقال يا قوم هذه واللّه دعوة شعيب (عليه السلام) واللّه لئن لم تخرجوا الى هذا الرجل بالأسواق لتؤخذون من فوقكم ومن تحت ارجلكم فصدقوني هذه المرة واطيعوني وكذبوني فيما تستأنفون فاني ناصح لكم، قال فبادروا واخرجوا الى ابي جعفر واصحابه الأسواق.

اقول : قال العلامة المجلسي (رحمه اللّه) في شرح الخبر : فلم يبق في الحبس رجل الا ترشّفه الترشف المص والتقبيل مع اجتماع الماء في الفم وهو كناية عن مبالغتهم في اخذ العلم عنه (عليه السلام) او عن غاية الحبّ ولعله تصحيف ترسفه بالسين المهملة يعني مشى اليه مشي المقيد يتحامل رجله مع القيد  ا.

وروى عن ابي عبد اللّه (عليه السلام) قال ان محمد بن المنكدر كان يقول ما كنت ارى ان مثل عليّ بن الحسين (عليه السلام) يدع خلفاً لفضل عليّ بن الحسين (عليهما السلام) حتى رأيت ابنه محمد بن عليّ (عليه السلام) فأردت ان اعظه فوعظني فقال له اصحابه باي شيء وعظك قال: خرجت الى بعض نواحي المدينة في ساعة حارّة فلقيت محمد بن عليّ (عليه السلام) وكان رجلاً بديناً وهو متكئ على غلامين له اسودين او موليين له، فقلت في نفسي شيخ من شيوخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا، واللّه لأعضنه، فدنوت منه فسلمت عليه فسلم عليّ بنهر وقد تصبَّب عرقاً فقلت: اصلحك اللّه، شيخ من اشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا، لو جاءك الموت وانت على هذه الحال، قال فخلى عن الغلامين من يده ثم تساند وقال: لو جاءني واللّه الموت وانا في هذه الحال جاءني وانا في طاعة من طاعات اللّه، اكف بها نفسي عنك وعن الناس، وانما كنت اخاف الموت لو جاءني وانا على معصية من معاصي اللّه، فقلت : يرحمك اللّه اردت ان اعظك فوعظتني.

وروي انه (عليه السلام) خرج حاجاً فلما دخل المسجد ونظر الى البيت بكى حتى علا صوته ثم طاف بالبيت وصلّى عند المقام فرفع رأسه من سجوده، فاذا موضع سجوده مبتل من كثرة دموع عينيه، وكان (عليه السلام) اذا ضحك قال اللهم لا تمقتني، وكان يقول في جوف الليل في تضرعه: أمرتني فلم أأتمر، ونهيتني فلم انزجر فها انا ذا عبدك بين يديك ولا اعتذر.

وروي عن ابي عبد اللّه (عليه السلام) قال: كان ابي (عليه السلام) اذا احزنه امر جمع النساء والصبيان ثم دعا، وأمنوا.

وقال ابو عبد اللّه (عليه السلام) كان أبي كثير الذكر لقد كنت امشي معه وانه ليذكر اللّه ولقد كان يحدث القوم وما يشغله ذلك عن ذكر اللّه، وكنت ارى لسانه لازقاً بحنكه يقول لا اله الا اللّه وكان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتى تطلع الشمس، ويأمر بالقراءة من كان يقرأ منّا ومن كان لا يقرأ منّا امره بالذكر.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.