أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-7-2020
16253
التاريخ: 28-7-2020
7945
التاريخ: 28-7-2020
22675
التاريخ: 24-7-2020
5836
|
قال تعالى: { مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُو الضَّلَالُ الْبَعِيدُ (18)أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (19) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (20) وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوهَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ} [إبراهيم: 18 - 21]
أخبر سبحانه عما ينال الكفار من الحسرة فيما تكلفوه من الأعمال فقال: { مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ} وقيل أن معناه مثل أعمال الذين كفروا بربهم ، فحذف المضاف اعتمادا على ذكره بعد المضاف إليه عن الفراء وقيل: معناه مما نقص عليك مثل الذين كفروا عن سيبويه { أعمالهم } في قلة انتفاعهم بها { كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ } أي: ذرته ونسفته { فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ} أي: شديد الريح فكما لا يقدر أحد على جمع ذلك الرماد المتفرق والانتفاع به فكذلك هؤلاء الكفار { لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ } أي: لا يقدرون على الانتفاع بأعمالهم ومثل قوله { وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا } { ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ} يعني أن عملهم ذلك هوالذهاب البعيد عن النفع وقيل الخطأ البعيد عن الصواب عن ابن عباس وفي هذه الآية دلالة واضحة على بطلان قول المجبرة لأنه أضاف العمل إليهم ولوكان مخلوقا له سبحانه لما صح إضافته إليهم .
ثم بين سبحانه أنه إنما خلق الخلق ليعبدوه وليؤمنوا به لا ليكفروا فقال { أَلَمْ تَرَ} أي: أ لم تعلم لأن الرؤية قد تكون بمعنى العلم كما تكون بمعنى الإدراك للبصر وهاهنا لا يمكن أن يكون بمعنى الرؤية بالبصر والخطاب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) والمراد به الأمة { أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ } على ما تقتضيه الحكمة والخلق فعل الشيء على تقدير وترتيب { بالحق } أي: بقوله الحق وقيل أراد للحق أي للغرض الصحيح والأمر الحق وهو الدين والعبادة أي ليعبدوه فيستحقوا به الثواب عن ابن عباس والجبائي { إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ} أي: إن يشأ يهلككم ويفنكم ويخلق قوما آخرين مكانكم لأن من قدر على بناء الشيء كان على هدمه أقدر إذ لم يخرج عن كونه قادرا { وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ} أي: وما إهلاككم والإتيان بخلق جديد بممتنع ولا متعذر على الله تعالى { وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا } أخبر سبحانه أن الخلق يبرزون يوم القيامة لله أي يظهرون من قبورهم ويخرجون منها لحكم الله فاللفظ للماضي والمراد به الاستقبال للتحقيق وصحة الوقوع وقيل معناه سيبرزون لله جميعا القادة والاتباع عن ابن عباس وهو يتصل بقوله { ولا يكاد يسيغه } .
لما تقدم ذلك الوعيد بين صفة ذلك اليوم وما يجري بين الأتباع والمتبوعين من المجادلة وقال { فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا} أي: تكبروا عن الإيمان فلم يؤمنوا وهم القادة في الدنيا الذين هم الأكابر والرؤساء والقادة في الدين الذين هم علماء السوء { إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا } في الكفر على وجه التقليد { فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ } أي: هل أنتم دافعون عنا شيئا من عذاب الله الذي قد نزل بنا إن لم تقدروا على دفع الكل ومن للتبعيض { قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ } أي: قال المتبوعون للأتباع لوهدانا الله إلى طريق الخلاص من العقاب والوصول إلى النعيم والثواب لهديناكم إلى ذلك والمعنى لوخلصنا لخلصناكم أيضا لكن لا مطمع فيه لنا ولكم عن الجبائي وأبي مسلم وقيل: معناه لوهدانا الله إلى الرجعة إلى الدنيا فنصلح ما أفسدناه لهديناكم وقيل: لوهدانا الله بإجابتنا إلى الطلب لهديناكم بالمسالة له سبحانه ذكر هذين الوجهين القاضي عبد الجبار في تفسيره .
{ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ} يعني أن الصبر والجزع سيان مثلان ليس لنا محيص ولا مهرب من عذاب الله أي انقطعت حيلتنا ويئسنا من النجاة .
حث الله سبحانه في هذه الآية على النظر وحذر من التقليد وإلى هذا أشار أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في قوله للحارث الهمداني(( يا حارث الحق لا يعرف بالرجال اعرف الحق تعرف أهله )).
_______________
1- تفسير مجمع البيان ،الطبرسي،ج6،ص68-70.
{ مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ } .
قال كثير من المفسرين : المراد من الآية ان الكافر لا يثاب على عمل البر ، كالصدقة ونحوها . . وفي رأينا ان كل من فعل الخير بدافع إنساني فقد عمل اللَّه أراد ذلك ، أم لم يرد ، وليس من شك ان من عمل للَّه فأجره على اللَّه لأنه عادل وحكيم ، وأثابه بنحو من الأنحاء ، اما في الدنيا ، واما في الآخرة بتخفيف العذاب ، وليس من الضروري ان لا يدخله النار إطلاقا ، فإن آلاء اللَّه لا تحصى كما ولا كيفا . وتكلمنا عن ذلك مفصلا عند تفسير الآية 178 من سورة آل عمران بعنوان : « الكافر وعمل الخير » ج 2 ص 211 .
وعلى هذا يكون معنى الآية ان أي إنسان يعمل الخير بدافع تجاري ، لا إنساني كالذي ينفق على المشاريع الخيرية أيام الانتخابات ، ان عمل هذا ومن إليه ليس بشيء عند اللَّه ، بل هو أشبه بهواء في شبك ، أو برماد تذروه الرياح ، سواء أكان العامل مسلما أو غير مسلم . قال الإمام علي ( عليه السلام ) : « اعملوا بغير رياء ولا سمعة فإنه من عمل لغير اللَّه يكله اللَّه إلى من عمل له » .
وتسأل : إذا كان هذا الحكم يعم الكافر وغيره فلما ذا ذكرت الآية الكافر وحده ؟
الجواب : ان ذكر الكافر بالخصوص لا ينفي الحكم عن غيره ، وانما خصص بالذكر لأنه أظهر الأفراد .
{ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَيْءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ } . ضمير لا يقدرون عائد لفظا على الكافرين ، وعائد معنى على كل من عمل ويعمل البر بقصد تجاري ، والمراد ان من عمل عملا ليس للَّه ولا للإنسانية فيه نصيب فإنه لا ينتفع غدا بعمله ، لأنه تماما كالرماد المتطاير في الهواء ، وصاحبه ضال ، بل وممعن في الضلال ، لأنه تجرد في عمله هذا عن كل سبب يربطه باللَّه والإنسانية .
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهً خَلَقَ السَّماواتِ والأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ ويَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وما ذلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ } . معنى ألم تر ألم تعلم ، والخطاب موجه لكل من يقرأه ويسمعه . وكلمة الحق تشير إلى أنه تعالى ما خلق شيئا إلا لحكمة اقتضت ذلك : « وما خَلَقْنَا السَّماءَ والأَرْضَ وما بَيْنَهُما باطِلًا ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا - 27 ص » . . بعد أن ذكر سبحانه الذين يعملون لغير اللَّه قال إنه في غنى عن الناس وأعمالهم ، ولو شاء لأفناهم جميعا ، وأتى بأمم غيرهم يعملون له وحده ولا يشركون به شيئا ، لأنه على كل شيء قدير ، ولا شيء أدل على ذلك من خلق الكون وعجائبه .
الظالم والمظلوم :
{ وبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً } . برزوا بلفظ الماضي ، والمراد به الاستقبال لأنه محقق الوقوع ، والمعنى ان الإنس والجان ، والملائكة والشياطين ، كل هؤلاء يظهرون للَّه يوم القيامة ، وما من واحد منهم الا وهو يعلم علم اليقين انه قد تكشف للَّه على حقيقته ، حتى من كان يكفر به وبالبعث .
{ فَقالَ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ } . كل عاقل مسؤول عن عمله قويا كان أو ضعيفا ، رئيسا أو مرؤوسا : « فَوَرَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ - 93 الحجر » ، بل وما يقولون أيضا : « ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ - 18 ق » .
فالتابع يسأل : هل اتبع الهدى أو الضلال ؟ . وهل عاضد وساند المصلحين أو المفسدين ؟
وأيضا المتبوع يسأل ، ومسؤوليته أكبر وأعظم ، لأنه مسؤول عن نفسه وعن غيره من الاتباع والهمج الرعاع ، فهل يحمل أوزاره وأوزارهم .
ولست أعرف أحدا أعظم وزرا من هذا الطاغية المتبوع الا من تابعه وأعانه على ظلمه ، وهو يعرفه على حقيقته . . ان ظلم الظالم ليس بأسوأ عند اللَّه من صبر المظلوم على الظلم . . ان قتل المظلوم في سبيل حقه شهادة ، والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون . . وهل جرّأ الظالم على الظلم إلا سكوت المظلوم عنه . ولو علم الظالم ان بين جوانح المظلوم نفسا « حسينية » ( 2 ) لتحاماه .
ومهما يكن ، فان المراد بالضعفاء في الآية ضعفاء النفوس الذين يتبعون الظالم الضال ، وهم على علم بظلمه وضلاله ، طمعا في جاهه أو ماله ، أو جبنا وإيثارا للسلامة والراحة ، وفي حكمهم في المسؤولية والجريمة من يتبع الضال على العمى ، وتقليدا للجموع أو للأصدقاء والأقارب .
وقد صور سبحانه موقف التابعين لأهل الغي والضلال عن علم أو جهل أعمى ، صور موقفهم يوم الحساب مع الطغاة بهذا الحوار : قال ضعفاء النفوس والهمم لرؤساء الدنيا والدجالين من رؤساء الدين : كنا نأتمر بأمركم ، وننتهي بنهيكم . .
وها نحن الآن كما ترون بين يدي اللَّه لا حول لنا ولا طول ، يحاسبنا ويعاقبنا على طاعتنا لكم في تكذيب الرسل ، وفي معصية اللَّه ، فهل تدفعون عنا ولو يسيرا من عذاب اللَّه ونقمته ؟ .
{ قالُوا لَوْ هَدانَا اللَّهُ لَهَدَيْناكُمْ }. المراد بالهداية هنا النجاة والخلاص من عذاب اللَّه ، لأن الجواب يأتي على وفق السؤال ، وقد سأل التابعون متبوعيهم ان يخففوا عنهم يسيرا من العذاب ، فأجابهم المتبوعون : لو استطعنا دفع العذاب لدفعناه عن أنفسنا . هذا هو المعنى المراد من الهداية هنا ولا يستقيم إلا به { سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا ما لَنا مِنْ مَحِيصٍ } . حيث انتهى كل شيء ، ولا يجدي جدال أو عتاب ، لأن الدار دار حساب وعقاب ، لا دار أقوال وأفعال .
______________
1- تفسير الكاشف،محمد جواد مغنية،ج4، صفحه 435-437.
2- إشارة إلى قول الحسين بن علي ( عليه السلام ) : لا أرى الموت الا سعادة ، والحياة مع الظالمين الا برما .
قوله تعالى:{ مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ}إلى آخر الآية، يوم عاصف شديد الريح تمثيل لأعمال الكفار من حيث تترتب نتائجها عليها وبيان أنها حبط باطلة لا أثر لها من جهة السعادة فهو كقوله تعالى:{ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا }: الفرقان: 23 فأعمالهم كذرات من الرماد اشتدت به الريح في يوم شديد الريح فنثرته ولم يبق منه شيئا هذا مثلهم من جهة أعمالهم.
ومن هنا يظهر أن لا حاجة إلى تقدير شيء في الكلام وإرجاعه إلى مثل قولنا: مثل أعمال الذين كفروا{إلخ}، والظاهر أن الآية ليست من تمام كلام موسى بل هي كالنتيجة المحصلة من كلامه المنقول.
تشتمل الآيات على تذكرة الناس في صورة خطاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مرة بعد مرة بقوله:{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ}{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا}{ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا}.
يذكر تعالى بها أن الخلقة مبنية على الحق فهم سيبرزون جميعا فالذين ساروا بالحق وآمنوا بالحق وعملوا الحق ينالون السعادة والجنة، والذين اتبعوا الباطل وعبدوا الشيطان وأطاعوا الطغاة المستكبرين منهم غرورا بظاهر عزتهم وقدرتهم لزمهم شقاء لازم وتبرأ منهم متبوعوهم من الجن والإنس ولله العزة والحمد.
ثم يذكر أن هذا التقسم إلى فريقين إنما هو لانقسام سلوكهم إلى قسمين: سلوك هدى وسلوك ضلال، والذي يلزمه الهدى هو المؤمن والذي يلزمه الضلال هو الظالم والقاضي بذلك هو الله سبحانه يفعل ما يشاء وله العزة والحمد.
ثم يذكر بالأمم الماضية الهالكة وما وقعوا فيه من البوار بسبب كفرانهم بنعمة الله العزيز الحميد ويعاتب الإنسان بظلمه وكفره بالنعم الإلهية التي ملأت الوجود وإن تعدوها لا تحصوها.
قوله تعالى:{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا }المراد بالرؤية هوالعلم القاطع، فإنه الصالح لأن يتعلق بكيفية خلق السماوات والأرض دون الرؤية البصرية.
ثم الفعل الحق ويقابله الباطل هو الذي يكون لفاعله فيه غاية مطلوبة يسلك إليه بذاته فمن المشهود أن كل واحد من الأنواع من أول تكونه متوجه إلى غاية مؤجلة لا بغية له دون أن يصل إليها ثم البعض منها غاية للبعض ينتفع به في طريق كينونته ويصلح به في حدوثه وبقائه كالعناصر الأرضية التي ينتفع بها النبات، والنبات الذي ينتفع به الحيوان وهكذا قال تعالى:{ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }: الدخان: 39.
وقال:{ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا }: ص: 27.
فلا تزال الخلقة تقع مرحلة بعد مرحلة وتنال غاية بعد غاية حتى تتوقف في غاية لا غاية بعدها، وذلك رجوعها إلى الله سبحانه، قال تعالى:{وأن إلى ربك المنتهى}: النجم: 42.
وبالجملة الفعل إنما يكون فعلا حقا إذا كان له أمر يقصده الفاعل بفعله وغاية يسلك بالفعل إليها، وأما إذا كان فعلا لا يقصد به إلا نفسه من غير أن يكون هناك غرض مطلوب فهو الفعل الباطل، وإذا كان الفعل الباطل ذا نظام وترتيب فهو الذي يسمى لعبا كما يلعب الصبيان بإتيان حركات منظمة مرتبة لا غاية لهم وراءها ولا أن لهم هما إلا إيجاد ما تخيلوه من صورة الفعل لشوق نفساني منهم إلى ذلك.
وفعله تعالى ملازم للحق مصاحب له فخلق السماوات والأرض يخلف عالما باقيا بعد زواله، ولو لم يكن كذلك كان باطلا لا أثر له ولا خلف يخلفه، وكان العالم المشهود بما فيه من النظام البديع لعبا منه سبحانه اتخذه لحاجة منه إليه كالتنفس من كرب وسأمة والتفرج من هم أو التخلص من وحشة وحدة ونحو ذلك وهو سبحانه العزيز الحميد لا تمسه حاجة ولا يذله فقر وفاقة.
وبما مر يظهر أن الباء في قوله:{بالحق}للمصاحبة وأن قول بعضهم: إن الباء للسببية أو الآلة وإن المعنى كيف خلقها بقوله الحق أو للغرض الحق ليس على ما ينبغي.
قوله تعالى:{ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (19) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ }أي بشاق صعب والخطاب لعامة البشر بجعل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مثالا لهم يمثلون به لأن الخطاب متوجه إليه في قوله قبل وبعد:{أ لم تر}{وما ذلك}.
قد تقدم أن كون الخلقة بالحق هو مقتضى كونه تعالى عزيزا غنيا بالذات إذ لو لم يقتض غناه ذلك وأمكن صدور اللعب منه تعالى وكان هذا الخلق المشهود بما له من النظام البديع لعبا لا يقصد به إلا حدوث وفناء كان ذلك لشوق خيالي منه إليه وحاجة داخلية كتنفيس كرب وتفريج هم أوأنس عن وحشة وسأمة ونحو ذلك وغناه تعالى بالذات يدفع ذلك.
ولعل هذه النكتة هي التي أوجبت تعقيب قوله:{إن الله خلق السماوات والأرض}بقوله:{إن يشأ يذهبكم}إلخ فقوله:{إن يشأ يذهبكم}إلخ، في موضع البيان لما تقدمه والمعنى أ لم تعلم أن الله خلق هذا الخلق المشهود عن عزة منه وغنى وأنه إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك عليه تعالى بعزيز وهو الله عز اسمه له الأسماء الحسنى وكل العزة والكبرياء.
وبهذا يظهر أن وضع الظاهر في موضع المضمر في قوله:{على الله}للدلالة على الحجة وأن عدم عزة ذلك عليه تعالى من جهة كونه هو الله عز اسمه.
فإن قلت: لو كان الإتيان بقوله:{إن يشأ}إلخ، للدلالة على غناه المطلق وعدم كونه لاعبا بالخلق لكان الأنسب الاقتصار على قوله:{إن يشأ يذهبكم}وترك قوله:{ويأت بخلق جديد}فإن إذهاب القديم والإتيان بجديد لا ينفي اللعب لجواز أن يكون نفس إذهاب بعض وإتيان بعض لعبا.
قلت: هذا كذلك لو قيل: إن يشأ يذهب جميع الخلق ويأت بخلق جديد ولكن لما قيل:{إن يشأ يذهبكم}إلخ والخطاب لعامة البشر أولأمة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقط أو للموجودين في عصره كان من اللازم أن يعقبه بقوله:{ويأت بخلق جديد}فإن هذا الخلق المشهود بما بين أجزائه من الارتباط والتعلق لا يتم الغرض منه إلا بهذه الصفة الموجودة والتركب والتآلف الخاص، ولو أذهب الناس على بقاء من السماوات والأرض بحالها الحاضرة كان ذلك باطلا ولعبا من جهة أخرى.
وبعبارة أخرى إذهاب الإنسان فقط من غير إتيان بخلق جديد على إبقاء لسائر الخلق المشهود لعب باطل كما أن إذهاب الخلق من أصله من غير غاية مترتبة لعب باطل، وإنما الحق الذي يكشف عن غناه تعالى أن يذهب قوما ويأتي بآخرين وهو الذي تذكره الآية الكريمة فافهم ذلك.
قوله تعالى:{وبرزوا لله جميعا}إلى آخر الآية، البروز هو الخروج إلى البراز بفتح الباء وهو الفضاء يقال: برز إليه إذا خرج إليه بحيث لا يحجبه عنه حاجب، ومنه المبارزة والبراز كخروج المقاتل من الصف إلى كفئه من العدو.
والتبع بفتحتين جمع تابع كخدم وخادم، وقيل: اسم جمع، وقيل: مصدر جيء به للمبالغة، والإغناء الإفادة وضمن معنى الدفع ولذا عدي بعن كما قيل، والجزع والصبر متقابلان، والمحيص اسم مكان من حاص يحيص حيصا وحيوصا إذا زال عن المكروه كما في المجمع فالمحيص هو المكان الذي يزول إليه الإنسان عن المكروه والشدة.
وقوله:{ وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا }أي ظهروا له تعالى ظهورا لا يحجبهم عنه حاجب وهذا بالنسبة إلى أنفسهم حيث كانوا يتوهمون في الدنيا أن ربهم في غيبة عنهم وهم غائبون عنه، فإذا كان يوم القيامة زال كل ستر متوهم وشاهدوا أن لا حاجب هناك يحجبهم عنه، وأما هو تعالى فلا ساتر يستر عنه في دنيا ولا آخرة، قال تعالى:{ إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ }: آل عمران: 5.
ويمكن أن تكون الجملة كناية عن خلوصهم لحساب الأعمال وتعلق المشيئة الإلهية بانقطاع الأعمال وإنجاز الجزاء الموعود كما قال:{ سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ}: الرحمن: 31.
وقوله:{ فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا - إلى قوله - من شيء}تخاصم بين الكفار يوم القيامة - على ما يعطيه السياق - فالضعفاء هم المقلدون المطيعون لأوليائهم من الكفار، والمستكبرون هم أولياؤهم المتبوعون أولوا الطول والقوة المستنكفون عن الإيمان بالله وآياته.
والمعنى فقال الضعفاء المقلدون للذين استكبروا منهم إنا كنا في الدنيا لكم تابعين مطيعين من غير أن نسألكم حجة على ما تأمروننا به فهل أنتم مفيدون لنا اليوم تدفعون عنا شيئا من عذاب الله الذي قضي علينا.
وعلى هذا فلفظة{من}في قوله{من عذاب الله}للبيان، وفي قوله{من شيء}زائدة للتأكيد كما في قولنا: ما جاءني من أحد، والنفي والاستفهام متقاربان حكما ولا دليل على امتناع تقدم البيان على المبين وخاصة مع اتصالهما وعدم الفصل بينهما.
وقوله:{قالوا لو هدانا الله لهديناكم}ظاهر السياق أن المراد بالهداية هنا الهداية إلى طريق التخلص من العذاب ويمكن أن يكون المراد بها الهداية إلى الدين الحق في الدنيا، والمآل واحد لما بين الدنيا والآخرة من التطابق، ولا يبرز في الأخرى إلا ما كان كامنا في الأولى، قال تعالى حكاية عن أهل الجنة:{ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ }: الأعراف: 43 مزجوا الهدايتين بعضا ببعض كما هو ظاهر.
وقوله:{ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ }سواء والاستواء والتساوي واحد، وسواء خبر لمبتدإ محذوف والجملة الاستفهامية بيان لذلك، وقوله:{ما لنا من محيص}بيان آخر للتساوي، والمعنى الأمران متساويان علينا وبالنسبة إلينا وهما الجزع والصبر لا مهرب لنا عن العذاب اللازم.
_______________
1- تفسير الميزان ،الطباطبائي،ج12،ص28-35.
رمادٌ إشتدّت به الريح:
ضربت هذه الآية مثالا واضحاً وبليغاً لأعمال الكفّار، وبذلك تكمل بحث الآيات السابقة في مجال عاقبة أمرهم.
يقول تعالى: { مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ } فيتناثر الرماد في الريح العاصف بحيث لا يستطيع أحد جمعه، كذلك منكرو الحقّ ليست بإستطاعتهم أن يجمعوا ما كسبوا { لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ }.
الخلق على أساس الحقّ:
بعد ما بحثنا عن الباطل وأنّه كالرماد المتناثر إذا إشتدّت به الريح، نبحث في هذه الآية عن الحقّ وإستقراره. يقول الله تعالى مخاطباً النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بإعتباره الاُسوة لكلّ دعاة الحقّ { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ }.
«الحقّ» كما يقول الراغب في مفرداته «المطابقة والتنسيق» وله إستعمالات أُخرى: فتارةً يستعمل الحقّ في العمل الصادر وفقاً للحكمة والنظام كما في قوله تعالى: { هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا... مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ }.(يونس ،5)
وتارةً يطلق على الشخص الذي قام بهذا العمل المحكم، كما نطلقها على الله عزّوجلّ { فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ }.(يونس،32)
وتارةً أُخرى يطلق على الإعتقاد الذي يطابق الواقع كما في قوله تعالى: { فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ }.(البقرة،213)
ومرّةً يقال للقول والعمل الذي يتحقّق في الوقت المناسب كما في قوله تعالى: { حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ }.(السجدة،13)
وعلى أيّة الحال فمقابل «الحقّ» الباطل والضلال واللعب وأمثالهما.
لكنّ الآية التي نحن بصددها تشير إلى المعنى الأوّل، وهو إنشاء عالم الخلق. حيث توضّح السّماء والأرض أنّ في الهدف من خلقها الحكمة والنظام والحساب. فالله تعالى ليس محتاجاً في خلقها ولا ناقصاً لكي يسدّ نقصه بها، بل هو الغني عن كلّ شيء، وهذا العالم الواسع دار لنمو المخلوقات وتكاملها.
ثمّ يضيف: إنّ الدليل في عدم الحاجة إليكم ولا إلى إيمانكم هو: { إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ }.
وهذا العمل ليس صعباً عند الله { وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ}.
والشاهد على هذا القول في سورة النساء {وإن تكفروا فإنّ لله ما في السّماوات وما في الأرض وكان الله غنيّاً حميداً ... إن يشأ يذهبكم أيّها الناس ويأت بآخرين وكان الله على ذلك قديراً}.(4)وهذا التّفسير بخصوص الآية أعلاه منقول عن ابن عبّاس.
وهناك إحتمال آخر، وهو أنّ الجملة أعلاه تشير إلى مسألة المعاد وأنّ الله قادراً على أن يفني جميع الناس ويأت بخلق آخر، فهل تشكّون في مسألة المعاد وبعثكم من جديد؟
المحادثة الصريحة بين الشيطان وأتباعه:
أشارت الآيات السابقة إلى العقاب الشديد للمخالفين والمعاندين والكافرين، وهذه الآيات تكمل ذاك البحث.
يقول تعالى أوّلا: { وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا }(2).
وفي هذه الأثناء يقول الضعفاء الذين تاهوا في وادي الضلالة للمستكبرين الذين كانوا سبب ضلالهم { فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ } فيجيبونهم بدون توقّف { قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ }.
ولكن للأسف فالمسألة منتهية { سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ }.
ملاحظات
1 ـ ما هو المراد من{ وبرزوا لله جميعاً }؟
أوّل سؤال يطرح بخصوص هذه الآية هو: هل أنّ الناس في هذه الدنيا غير ظاهرين في علم الله لكي تقول الآية: {وبرزوا لله جميعاً}؟
في الجواب على هذا السؤال قال كثير من المفسّرين: إنّ المقصود عدم إحساس الناس بهذا الظهور والبروز أمام الله في هذه الدنيا، فيكون إحساسهم ظاهراً لهم في الآخرة.
وقال بعض أيضاً: المقصود هو البروز والظهور من القبور في ساحة العدل الإلهي للحساب.
هذان التّفسيران جيدان وليس هناك مانع من أن تجمعا في مفهوم الآية.
2ـ ما هو المقصود من جملة{ لو هدانا الله لهديناكم }؟
يعتقد كثير من المفسّرين أنّ المقصود الهداية عن طريق النجاة من العقاب الإلهي في ذلك العالم، لأنّ هذا الحديث قاله المستكبرون لأتباعهم حينما طلبوا منهم أن يغنوا عنهم قسماً من العذاب، فالسؤال والجواب متناسبان ويوحيان أنّ المقصود هو هدايتهم للنجاة من العذاب.
وقد إستخدم القرآن هذه الكلمة «الهداية» بخصوص الوصول إلى نعم الجنّة، كما يقول أهل الجنّة: {وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله}.(الاعراف،43)
وهناك إحتمال أنّ «قادة الضلالة» حينما يرون أنفسهم أمام طلب أتباعهم، ولكي يتنصّلوا من الذنب ويلقوا باللائمة على الغير، كما هي طريقة كلّ المستكبرين ـ يقولون بكلّ وقاحة: ماذا نعمل؟ فلو كان الله قد هدانا إلى الطريق الصحيح لهديناكم إليه! ومعناه أنّنا مجبورون على ذلك وليست لنا إرادة حرّة.
وهذا هو منطق الشيطان بعينه، أو ليس هو القائل {فبما أغويتني لأقعدنّ لهم صراطك المستقيم}(الاعراف،16)؟ ولكن يجب أن يعلم المستكبرون أنّهم يتحمّلون مسؤولية ذنوب أتباعهم شاؤوا أم أبوا، طبقاً لصريح القرآن والرّوايات ، لأنّهم المؤسّسون للإنحراف والضلال دون أن ينقص أي شيء من عذاب أتباعهم.
3 ـ أوضح بيان في ذمّ التقليد الأعمى
يتّضح لنا من الآية أعلاه ما يلي:
أوّلا: الأشخاص الذين يضعون زمام اُمورهم بيد الآخرين هم ضعفاء الشخصيّة، وقد عبّر عنهم القرآن الكريم بـ(الضعفاء).
ثانياً: إنّ مصيرهم ومصير قادتهم واحد، وهؤلاء البؤساء لا يستطيعون حتّى في أحلك الظروف أن يستفيدوا من حماية قادتهم المضلّين، أو أنّ يخفّفوا عنهم قليلا من العذاب، بل يسخرون منهم ويقولون لهم: لا تجزعوا ولا تفزعوا فلا طريق للخلاص والنجاة من العذاب!
ثالثاً: «برزوا» في الأصل من مادّة «البروز» أي الظهور أو الخروج من الصفّ في مقابل الخصم في ساحة القتال، وتأتي أيضاً بمعنى المقاتلة.
«المحيص» من «المحص» بمعنى التخلّص من العيوب أو الألم.
_______________
1- تفسير الامثل،مكارم الشيرازي،ج6،ص508-519.
2 ـ يجب الإنتباه إلى أنّ «برزوا» فعل ماضي، إلاّ أنّه جاء هنا بصيغة المستقبل، لأنّ المسائل المتعلّقة بالقيامة قطعيّة وغير قابلة للنقاش، ولذلك وردت في كثير من الآيات بصيغة الماضي.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|