أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-04-2015
![]()
التاريخ: 8/10/2022
![]()
التاريخ: 15-04-2015
![]()
التاريخ: 15-04-2015
![]() |
روى الشيخ الثقة الجليل عليّ بن محمد الخزاز القمي في كفاية الأثر عن عثمان بن عثمان بن خالد انّه قال: مرض عليّ بن الحسين (عليه السلام) في مرضه الذي توفي فيه، فجمع أولاده محمدا و الحسن و عبد اللّه و عمر و زيدا و الحسين و أوصى الى ابنه محمد بن عليّ (عليه السلام) و كنّاه الباقر، و جعل أمرهم إليه، و كان فيما وعظه في وصيّته أن قال: «يا بنيّ انّ العقل رائد الروح و العلم رائد العقل (الى أن قال) و اعلم انّ الساعات تذهب عمرك و انّك لا تنال النعمة الّا بفراق أخرى فإيّاك و الأمل الطويل فكم من مؤمل أملا لا يبلغه و جامع مال لا يأكله ...» .
و روي أيضا عن الزهري انّه قال: دخلت على عليّ بن الحسين (عليه السلام) في المرض الذي توفي فيه إذ قدّم إليه طبق فيه خبز و الهندباء فقال لي كله، قلت: قد أكلت يا ابن رسول اللّه، قال: انّه الهندباء، قلت: و ما فضل الهندباء؟ قال: ما من ورقة من الهندباء إلّا و عليها قطرة من ماء الجنّة، فيه شفاء من كلّ داء.
قال: ثم رفع الطعام و أتي بالدهن، فقال: ادهن يا أبا عبد اللّه، قلت: قد ادّهنت، قال: انّه هو البنفسج، قلت: و ما فضل البنفسج على سائر الأدهان؟ قال: كفضل الاسلام على سائر الأديان، ثم دخل عليه محمد ابنه فحدّثه طويلا بالسرّ فسمعته يقول فيما يقول: «عليك بحسن الخلق».
قلت: يا ابن رسول اللّه ان كان من أمر اللّه ما لا بد لنا منه- و وقع في نفسي انّه قد نعى نفسه- فإلى من يختلف بعدك؟ قال: يا أبا عبد اللّه الى ابني هذا- و أشار الى محمد ابنه- انّه وصيّي و وارثي و عيبة علمي، معدن العلم و باقر العلم، قلت: يا ابن رسول اللّه ما معنى باقر العلم؟
قال: سوف يختلف إليه خلّاص شيعتي و يبقر العلم عليهم بقرا.
قال: ثم أرسل محمدا (الباقر) ابنه في حاجة له في السوق، فلمّا جاء محمد قلت: يا ابن رسول اللّه هلّا أوصيت الى أكبر أولادك؟ قال: يا أبا عبد اللّه ليست الامامة بالصغر و الكبر،
هكذا عهد إلينا رسول اللّه (صلى الله عليه واله)و هكذا وجدناه مكتوبا في اللوح و الصحيفة.
قلت: يا ابن رسول اللّه فكم عهد إليكم نبيّكم أن يكون الأوصياء من بعده؟
قال: وجدنا في الصحيفة و اللوح اثنا عشر أسامي مكتوبة بامامتهم و أسامي آبائهم و أمّهاتهم، ثم قال: يخرج من صلب محمد ابني سبعة من الأوصياء فيهم المهديّ صلوات اللّه عليهم .
و روى الكليني عن الباقر (عليه السلام) انّه قال: لمّا حضر عليّ بن الحسين (عليه السلام) الوفاة ضمّني الى صدره ثم قال: يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي (عليه السلام) حين حضرته الوفاة و مما ذكر انّ أباه أوصاه به قال: «يا بنيّ إياك و ظلم من لا يجد عليك ناصرا الّا اللّه» .
و روي في البحار عن بصائر الدرجات انّه، التفت عليّ بن الحسين (عليه السلام) الى ولده و هو في الموت و هم مجتمعون عنده، ثم التفت الى محمد بن عليّ ابنه فقال: يا محمد هذا الصندوق فاذهب به الى بيتك، ثم قال: أما انّه لم يكن فيه دينار و لا درهم و لكنّه كان مملوءا علما .
و في رواية انّه حمل الصندوق بين أربعة رجال و كان فيه سلاح رسول اللّه و كتبه.
و روى في جلاء العيون عن بصائر الدرجات عن الامام الصادق (عليه السلام) انّه قال: لما كان الليلة التي وعدها عليّ بن الحسين (عليه السلام) قال لمحمد: يا بني أبغي وضوء، قال: فقمت فجئت بوضوء، قال: لا ينبغي هذا فانّ فيه شيئا ميتا، قال: فخرجت فجئت بالمصباح فإذا فيه فأرة ميتة، فجئته بوضوء غيره.
قال: فقال: يا بني هذه الليلة التي وعدتها، فأوصى بناقته أن يحضر لها عصام و يقام لها علف، فجعلت فيه فلم نلبث أن خرجت حتى أتت القبر فضربت بجرانها و رغت و هملت عيناها، فأتي محمد بن عليّ فقيل: انّ الناقة قد خرجت الى القبر فضربت بجرانها و رغت و هملت عيناها.
فأتاها فقال: مه الآن قومي بارك اللّه فيك فسارت و دخلت موضعها فلم نلبث أن خرجت حتى أتت القبر فضربت بجرانها و رغت و هملت عيناها فأتي محمد بن عليّ فقيل له: انّ الناقة قد خرجت، فأتاها فقال: مه الآن قومي، فلم تفعل، قال: دعوها فانّها مودّعة، فلم تلبث الّا ثلاثة حتى نفقت .
و لقد حجّ عليها اثنين و عشرين حجة فلم يقرعها بسوط قط.
و روى عليّ بن ابراهيم بسند أبي الحسن عن الامام الرضا (عليه السلام) انّه قال: لما حضر عليّ بن الحسين (عليه السلام) الوفاة أغمي عليه ثلاث مرّات فقال في المرّة الأخيرة: «الحمد للّه الذي صدقنا وعده و أورثنا الارض نتبوأ من الجنّة حيث نشاء فنعم أجر العاملين» ، ثم توفي (عليه السلام) .
و رواها الكليني بسند حسن عن الامام الرضا (عليه السلام) و أضاف انّه قرأ سورة الواقعة و سورة الفتح ثمّ تلى الآية الكريمة. (انتهى) و ذكر في مدينة المعاجز عن محمد بن جرير الطبري انّه: لما حضرت عليّ بن الحسين الوفاة قال لولده: يا محمد أيّ ليلة هذه؟ قال: ليلة كذا، قال: و كم مضى من الشهر؟ قال: كذا و كذا، قال: و كم بقي؟ قال: كذا و كذا، قال: انّها الليلة التي وعدتها.
قال: و دعا بوضوء و قال: انّ فيه فأرة ... فأمر بذلك الماء فاهريق و أتوه بماء آخر، ثم توضأ و صلّى حتى إذا كان آخر الليل توفي .
و في دعوات الراوندي انّه كان زين العابدين (عليه السلام) يقول عند الموت: «اللهم ارحمني فانّك كريم، اللهم ارحمني فانّك رحيم» فلم يزل يرددها حتى توفي (عليه السلام) .
فلمّا توفي ضجت المدينة بالبكاء و النحيب و بكى عليه الرجل و المرأة و الصغير و الكبير و الحرّ و العبد و ظهر الحزن في السماء و الأرض.
و روي عن عليّ بن زيد و عن الزهري انّه قال: قلت لسعيد بن المسيب انّك أخبرتني أنّ عليّ بن الحسين النفس الزكية و انّك لا تعرف له نظيرا، قال: كذلك و ما هو مجهول ما أقول فيه، و اللّه ما رؤي مثله، قال عليّ بن زيد: فقلت: و اللّه انّ هذه الحجة الوكيدة عليك يا سعيد فلم لم تصلّ على جنازته؟
فقال: انّ القراء كانوا لا يخرجون الى مكة حتى يخرج عليّ بن الحسين (عليه السلام) فخرج و خرجنا معه ألف راكب، فلمّا صرنا بالسقيا نزل فصلّى و سجد و سبّح في سجوده فلم يبق حوله شجرة و لا مدرة الّا سبحت بتسبيحه، ففزعت من ذلك و أصحابي، ثم قال: يا سعيد انّ اللّه جلّ جلاله لمّا خلق جبرئيل ألهمه هذا التسبيح فسبحت السماوات و من فيهنّ لتسبيحه الأعظم و هو اسم اللّه جلّ و عزّ الأكبر.
يا سعيد أخبرني أبي الحسين عن أبيه عن رسول اللّه (صلى الله عليه واله)عن جبرئيل عن اللّه جلّ جلاله انّه قال: ما من عبد من عبادي آمن بي و صدّق بك و صلّى في مسجدك ركعتين على خلاء من الناس الّا غفرت له ما تقدم من ذنبه و ما تأخّر، فلم أر شاهدا أفضل من عليّ بن الحسين (عليه السلام) حيث حدّثني بهذا الحديث.
فلمّا أن مات شهد جنازته البرّ و الفاجر و أثنى عليه الصالح و الطالح و انهال (الناس) يتبعونه حتى وضعت الجنازة، فقلت: ان أدركت الركعتين يوما من الدهر فاليوم هو، و لم يبق الّا رجل و امرأة ثم خرجا الى الجنازة و ثبت لأصلّي فجاء تكبير من السماء فأجابه تكبير من الارض و أجابه تكبير من السماء فأجابه تكبير من الارض، ففزعت و سقطت على وجهي فكبّر من في
السماء سبعا و من في الأرض سبعا و صلّى على عليّ بن الحسين صلوات اللّه عليهما، و دخل الناس المسجد فلم أدرك الركعتين و لا الصلاة على عليّ بن الحسين صلوات اللّه عليهما.
فقلت: يا سعيد لو كنت أنا لم أختر الّا الصلاة على عليّ بن الحسين انّ هذا لهو الخسران المبين، فبكى سعيد، ثم قال: ما أردت الّا خير ليتني كنت صلّيت عليه فانّه ما رؤي مثله .
و ذكر في جنات الخلود انّ علي بن الحسين (عليه السلام) توفي بالمدينة في بيته و دفن في البقيع عند عمّه، و لذلك المكان شرف عظيم و هو من البقاع المكرمة التي من دفن فيها دخل الجنة بغير حساب لكن بشرط الايمان الكامل و الصحيح كما في الحديث المعتبر: الحجون و البقيع يؤخذان بأطرافهما و ينثران في الجنة .
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|