المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



عبادة السجاد(عليه السلام)  
  
5057   05:59 مساءً   التاريخ: 11-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص19-22.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام) /

انّ كثرة عبادة زين العابدين أشهر من أن تذكر، فانّه (عليه السلام) أعبد أهل زمانه و يكفينا في الاشارة الى هذا المعنى عدم تمكن أحد من الناس على مضاهاة أمير المؤمنين (عليه السلام) في العبادة الّا هو، فانّه كان يصلّي في كل يوم و ليلة ألف ركعة، فإذا دخل وقت الصلاة ارتعش جسمه الشريف و اصفر لونه ، و إذا شرع فيها كان كجذع الشجرة لا يتحرّك الّا ما حرّكت منه الريح، و إذا وصل في القراءة الى {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } [الفاتحة: 4] ظلّ يكررها الى ان يوشك على الموت، و إذا سجد لم يرفع رأسه الشريف حتى يتصبب عرقا، و إذا أصبح أصبح صائما و إذا أمسى أمسى عابدا و كان يستمر في صلاته ليلا حتى يصيبه التعب الى درجة أنه لا يقدر على النهوض الى الفراش فكان يذهب إليه كهيئة الاطفال الذين لا يقدرون على المشي، و إذا دخل شهر رمضان لم يتكلم الّا بالدعاء و التسبيح و الاستغفار، و كانت لديه صرّة فيها تراب قبر الحسين (عليه السلام) فإذا أراد السجود سجد عليها.

 و في عين الحياة عن حلية الأولياء انّه: كان عليّ بن الحسين (عليه السلام) إذا فرغ من وضوء الصلاة و صار بين وضوئه و صلاته أخذته رعدة و نفضة، فقيل له في ذلك فقال: و يحكم أ تدرون الى من أقوم؟ و من أريد أناجي ؟

و في كتبنا: انّه كان إذا توضّأ اصفرّ لونه ، و أتت فاطمة بنت عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)الى جابر بن عبد اللّه، فقالت له: يا صاحب رسول اللّه (صلى الله عليه واله) إنّ لنا عليكم حقوقا و من حقّنا عليكم أن إذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهادا أن تذكّروه اللّه، و تدعوه الى البقيا على نفسه‏ و هذا عليّ بن الحسين بقية أبيه الحسين قد انخرم أنفه‏  و نقبت جبهته و ركبتاه و راحتاه أذاب نفسه في العبادة.

 فأتى جابر الى بابه و استأذن، فلمّا دخل عليه وجده في محرابه قد أنضته‏  العبادة، فنهض عليّ فسأله عن حاله سؤالا حفيا ، ثم أجلسه بجنبه ثم أقبل جابر يقول: يا ابن رسول اللّه أ ما علمت أنّ اللّه إنمّا خلق الجنة لكم و لمن أحبّكم و خلق النار لمن أبغضكم و عاداكم، فما هذا الجهد الذي كلّفته نفسك؟

 فقال له عليّ بن الحسين (عليه السّلام) : يا صاحب رسول اللّه أ ما علمت أنّ جدّي رسول اللّه (صلى الله عليه واله)قد غفر اللّه له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر، فلم يدع الاجتهاد له و تعبّد- بأبي هو و أمّي- حتى انتفخ الساق و ورم القدم و قيل له : أ تفعل هذا و قد غفر اللّه لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخّر؟

قال: أ فلا أكون عبدا شكورا.

 فلمّا نظر إليه جابر و ليس يغني فيه قول، قال: يا ابن رسول اللّه البقيا على نفسك فانّك من أسرة بهم يستدفع البلاء و بهم تستكشف اللأواء و بهم تستمسك السماء، فقال: يا جابر لا أزال على منهاج أبويّ مؤتسيا بهما حتى ألقاهما .

 و روي عن الصادق (عليه السلام)انّه قال : و لقد دخل أبو جعفر الباقر (عليه السّلام) ابنه عليه فإذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحد فرآه و قد اصفرّ لونه من السهر و رمضت‏  عيناه من البكاء و دبرت جبهته و انخرم أنفه من السجود و قد ورمت ساقاه و قدماه من القيام في الصلاة، فقال أبو جعفر (عليه السّلام): فلم أملك حين رأيته بتلك الحال البكاء، فبكيت رحمة له، فإذا هو يفكّر، فالتفت إليّ بعد هنيئة من دخولي فقال: يا بني أعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)فأعطيته، فقرأ فيها شيئا يسيرا، ثم تركها من يده تضجّرا و قال: من يقوى على عبادة عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام)‏ .

 و روى الكليني عن أبي عبد اللّه الصادق (عليه السّلام) انّه قال: كان عليّ بن الحسين (عليه السلام) إذا قام الى الصلاة تغيّر لونه، فإذا سجد لم يرفع رأسه حتى يرفضّ عرقا .

و روي عن الباقر (عليه السلام) انّه قال: كان عليّ بن الحسين (عليه السلام) يصلّي في اليوم و الليلة الف ركعة و كان إذا قام في صلاته غشي لونه لون آخر و كان قيامه في صلاته قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل، كانت اعضاؤه ترتعد من خشية اللّه و كان يصلّي صلاة مودّع يرى انّه لا يصلّي بعدها أبدا، فربّما سأله من لا يعرف أمره في ذلك، فيقول: إنّي أريد الوقوف بين يدي ملك عظيم.

 و سقط بعض ولده في بعض الليالي فانكسرت يده فصاح أهل الدار و اتاهم الجيران و جي‏ء بالمجبّر فجبّر الصبيّ و هو يصيح من الألم، و كلّ ذلك لا يسمعه فلمّا أصبح رأى الصبي يده مربوطة الى عنقه فقال: ما هذا؟ فأخبروه.

 و وقع حريق في بيت هو فيه ساجد فجعلوا يقولون: يا ابن رسول اللّه النار النار، فما رفع رأسه حتى أطفئت، فقيل له بعد قعوده: ما الذي ألهاك عنها؟ قال: ألهتني عنها النار الكبرى‏ . (تمّ ما نقلناه عن عين الحياة) .

و روي عن أبي حمزة الثمالي من زهاد الكوفة و مشايخها أنّه قال: بينا أنا قاعد يوما في المسجد عند السابعة إذا رجل مما يلي أبواب كندة قد دخل فنظرت الى أحسن الناس وجها و أطيبهم ريحا و أنظفهم ثوبا معمم بلا طيلسان و لا ازار، عليه قميص و دراعة و عمامة و في رجليه نعلان عربيتان فخلع نعليه ثم قام عند السابعة و رفع مسبحتيه حتى بلغتا شحمتي أذنيه ثم أرسلهما بالتكبير فلم يبق في بدني شعرة الّا قامت ثم صلى أربع ركعات أحسن ركوعهن و سجودهن.  

و روي كان عليّ بن الحسين (عليه السلام) أحسن الناس صوتا بالقرآن و كان السقاءون يمرّون فيقفون ببابه، يستمعون قراءته‏ .

 و قال الغزّالي في كتابه أسرار الحج عن سفيان بن عيينة قال : حجّ عليّ بن الحسين فلمّا أراد الأحرام وقفت راحلته و اصفرّ لونه و أخذته رعشة و لم يقدر على التلبية فقلت : لم لا تلبّي فأجابني بانّه يخاف أن يقول له اللّه تعالى لا لبيك و لا سعديك، فلمّا لبّى أغمي عليه و سقط عن راحلته و كان هذا حاله الى أن فرغ من الحج‏ .

 و في كتاب حديقة الشيعة انّه قال طاوس اليماني : دخلت حجر اسماعيل ليلة فرأيت عليّ بن الحسين (عليه السلام) في السجود و هو يكرّر كلاما فأصغيت جيدا فإذا هو يقول: الهي عبيدك بفنائك مسكينك بفنائك فقيرك بفنائك فما أصابني بلاء أو مرض أو ألم فصلّيت و سجدت و قلتها الّا كشف عنّي و فرّج بي.

 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.