أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-04-2015
3067
التاريخ: 11-04-2015
3424
التاريخ: 11-04-2015
3188
التاريخ: 30-3-2016
5589
|
انّ كثرة عبادة زين العابدين أشهر من أن تذكر، فانّه (عليه السلام) أعبد أهل زمانه و يكفينا في الاشارة الى هذا المعنى عدم تمكن أحد من الناس على مضاهاة أمير المؤمنين (عليه السلام) في العبادة الّا هو، فانّه كان يصلّي في كل يوم و ليلة ألف ركعة، فإذا دخل وقت الصلاة ارتعش جسمه الشريف و اصفر لونه ، و إذا شرع فيها كان كجذع الشجرة لا يتحرّك الّا ما حرّكت منه الريح، و إذا وصل في القراءة الى {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } [الفاتحة: 4] ظلّ يكررها الى ان يوشك على الموت، و إذا سجد لم يرفع رأسه الشريف حتى يتصبب عرقا، و إذا أصبح أصبح صائما و إذا أمسى أمسى عابدا و كان يستمر في صلاته ليلا حتى يصيبه التعب الى درجة أنه لا يقدر على النهوض الى الفراش فكان يذهب إليه كهيئة الاطفال الذين لا يقدرون على المشي، و إذا دخل شهر رمضان لم يتكلم الّا بالدعاء و التسبيح و الاستغفار، و كانت لديه صرّة فيها تراب قبر الحسين (عليه السلام) فإذا أراد السجود سجد عليها.
و في عين الحياة عن حلية الأولياء انّه: كان عليّ بن الحسين (عليه السلام) إذا فرغ من وضوء الصلاة و صار بين وضوئه و صلاته أخذته رعدة و نفضة، فقيل له في ذلك فقال: و يحكم أ تدرون الى من أقوم؟ و من أريد أناجي ؟
و في كتبنا: انّه كان إذا توضّأ اصفرّ لونه ، و أتت فاطمة بنت عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)الى جابر بن عبد اللّه، فقالت له: يا صاحب رسول اللّه (صلى الله عليه واله) إنّ لنا عليكم حقوقا و من حقّنا عليكم أن إذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهادا أن تذكّروه اللّه، و تدعوه الى البقيا على نفسه و هذا عليّ بن الحسين بقية أبيه الحسين قد انخرم أنفه و نقبت جبهته و ركبتاه و راحتاه أذاب نفسه في العبادة.
فأتى جابر الى بابه و استأذن، فلمّا دخل عليه وجده في محرابه قد أنضته العبادة، فنهض عليّ فسأله عن حاله سؤالا حفيا ، ثم أجلسه بجنبه ثم أقبل جابر يقول: يا ابن رسول اللّه أ ما علمت أنّ اللّه إنمّا خلق الجنة لكم و لمن أحبّكم و خلق النار لمن أبغضكم و عاداكم، فما هذا الجهد الذي كلّفته نفسك؟
فقال له عليّ بن الحسين (عليه السّلام) : يا صاحب رسول اللّه أ ما علمت أنّ جدّي رسول اللّه (صلى الله عليه واله)قد غفر اللّه له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر، فلم يدع الاجتهاد له و تعبّد- بأبي هو و أمّي- حتى انتفخ الساق و ورم القدم و قيل له : أ تفعل هذا و قد غفر اللّه لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخّر؟
قال: أ فلا أكون عبدا شكورا.
فلمّا نظر إليه جابر و ليس يغني فيه قول، قال: يا ابن رسول اللّه البقيا على نفسك فانّك من أسرة بهم يستدفع البلاء و بهم تستكشف اللأواء و بهم تستمسك السماء، فقال: يا جابر لا أزال على منهاج أبويّ مؤتسيا بهما حتى ألقاهما .
و روي عن الصادق (عليه السلام)انّه قال : و لقد دخل أبو جعفر الباقر (عليه السّلام) ابنه عليه فإذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحد فرآه و قد اصفرّ لونه من السهر و رمضت عيناه من البكاء و دبرت جبهته و انخرم أنفه من السجود و قد ورمت ساقاه و قدماه من القيام في الصلاة، فقال أبو جعفر (عليه السّلام): فلم أملك حين رأيته بتلك الحال البكاء، فبكيت رحمة له، فإذا هو يفكّر، فالتفت إليّ بعد هنيئة من دخولي فقال: يا بني أعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)فأعطيته، فقرأ فيها شيئا يسيرا، ثم تركها من يده تضجّرا و قال: من يقوى على عبادة عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) .
و روى الكليني عن أبي عبد اللّه الصادق (عليه السّلام) انّه قال: كان عليّ بن الحسين (عليه السلام) إذا قام الى الصلاة تغيّر لونه، فإذا سجد لم يرفع رأسه حتى يرفضّ عرقا .
و روي عن الباقر (عليه السلام) انّه قال: كان عليّ بن الحسين (عليه السلام) يصلّي في اليوم و الليلة الف ركعة و كان إذا قام في صلاته غشي لونه لون آخر و كان قيامه في صلاته قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل، كانت اعضاؤه ترتعد من خشية اللّه و كان يصلّي صلاة مودّع يرى انّه لا يصلّي بعدها أبدا، فربّما سأله من لا يعرف أمره في ذلك، فيقول: إنّي أريد الوقوف بين يدي ملك عظيم.
و سقط بعض ولده في بعض الليالي فانكسرت يده فصاح أهل الدار و اتاهم الجيران و جيء بالمجبّر فجبّر الصبيّ و هو يصيح من الألم، و كلّ ذلك لا يسمعه فلمّا أصبح رأى الصبي يده مربوطة الى عنقه فقال: ما هذا؟ فأخبروه.
و وقع حريق في بيت هو فيه ساجد فجعلوا يقولون: يا ابن رسول اللّه النار النار، فما رفع رأسه حتى أطفئت، فقيل له بعد قعوده: ما الذي ألهاك عنها؟ قال: ألهتني عنها النار الكبرى . (تمّ ما نقلناه عن عين الحياة) .
و روي عن أبي حمزة الثمالي من زهاد الكوفة و مشايخها أنّه قال: بينا أنا قاعد يوما في المسجد عند السابعة إذا رجل مما يلي أبواب كندة قد دخل فنظرت الى أحسن الناس وجها و أطيبهم ريحا و أنظفهم ثوبا معمم بلا طيلسان و لا ازار، عليه قميص و دراعة و عمامة و في رجليه نعلان عربيتان فخلع نعليه ثم قام عند السابعة و رفع مسبحتيه حتى بلغتا شحمتي أذنيه ثم أرسلهما بالتكبير فلم يبق في بدني شعرة الّا قامت ثم صلى أربع ركعات أحسن ركوعهن و سجودهن.
و روي كان عليّ بن الحسين (عليه السلام) أحسن الناس صوتا بالقرآن و كان السقاءون يمرّون فيقفون ببابه، يستمعون قراءته .
و قال الغزّالي في كتابه أسرار الحج عن سفيان بن عيينة قال : حجّ عليّ بن الحسين فلمّا أراد الأحرام وقفت راحلته و اصفرّ لونه و أخذته رعشة و لم يقدر على التلبية فقلت : لم لا تلبّي فأجابني بانّه يخاف أن يقول له اللّه تعالى لا لبيك و لا سعديك، فلمّا لبّى أغمي عليه و سقط عن راحلته و كان هذا حاله الى أن فرغ من الحج .
و في كتاب حديقة الشيعة انّه قال طاوس اليماني : دخلت حجر اسماعيل ليلة فرأيت عليّ بن الحسين (عليه السلام) في السجود و هو يكرّر كلاما فأصغيت جيدا فإذا هو يقول: الهي عبيدك بفنائك مسكينك بفنائك فقيرك بفنائك فما أصابني بلاء أو مرض أو ألم فصلّيت و سجدت و قلتها الّا كشف عنّي و فرّج بي.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|