وتتمثل اهم خطوات التخطيط لتصميم تلك الخارطة ومن ثم اتخاذ القرارات المناسبة لتحديد عناصرها فيما يلي: 

1/1/3  تشخيص وتحليل ظواهر واعراض الثورة المضادة واهم تداعياتها واسبابها.

فمن اهم ظواهر وأعراض الثورة المضادة لمعظم الثورات التي اندلعت في الدول العربية السابق الإشارة إليها على سبيل المثال ما يلي:

* التظاهر غير السلمي والمصحوب بأعمال عنف إما ضد المواطنين العاديين والمؤيدين للنظام او ضد المسئولين الحاليين بالدولة.

* تعطيل مرافق الدولة كوسيلة للضغط لتحقيق مصالح فئوية.

* الإرهاب الفكري الذي تمارسه المؤسسات الاعلامية لترسيخ صورة حالة اللانظام لتفكيك الدولة وخلق دوائر مفرغة للجدل وخلق حالات الازمات.

* تزايد انفلات السلوك الوظيفي والاخلاقي داخل المؤسسات المختلفة للدولة.

* الضرب على وتر الفتنة الطائفية لخلق حالة من الشك لمعدلات نظم الحكم للديانات الاخرى مما يثير حالات العنف على أساس طائفي في الشارع العربي.

* انقسام القوى السياسية حول جميع القضايا الراهنة مثل الحقوق السياسية.

* تأجيج الصراع بين السلطات المختلفة بالدولة مثل القضائية والتشريعية والتنفيذية بغرض تعطيل أداء تلك السلطات مما يخلق حالة من الارتباط والفوضى وتعطيل الاداء في كافة تلك المؤسسات الامر الذي ينعكس بدوره على إثارة الغضب لدى المواطنين.

وقد ترتب على تلك الظواهر واعراض الثورات المضادة كثير من التداعيات السلبية ومن اهمها :

• خلق حالة من عدم الرضا لدى الشعب قد ترقى إلى حالة من السخط وفقدان الامل في المستقبل من قبل  النظام ، مما ينعكس على عدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وخلق فجوة بين الشعب والنظام مما ادى إلى خلق حالة من الشك المتبادل بين المؤسسة الرئاسية والمؤسسات الاخرى بالدولة.

• إعاقة مسيرة التقدم الاقتصادي في مقدمتها التنمية الصناعية والسياحية وغيرها.

• خلق حالة من الفوضى الايدولوجية داخل المجتمع منها على سبيل المثال الفكر الديني والعلماني (عقائد دينية ، علمانية، ليبرالية ، يسارية ، مدنية ، دينية) مما يؤدي إلى تفكيك بنية المجتمع الاجتماعية والفكرية.

• تأجيج حالات العنف والانفلات الاخلاقي داخل المجتمع والتخلي عن القيم الدينية والروحانية.

• الاضرار بحالة المواطنة داخل المجتمع.

• إضعاف صورة الدولة أمام دول العالم الخارجي والمؤسسات الدولية الاقتصادية والسياسية.

• تعميق حالة التجرؤ على هيبة الدولة.

• انتشار حالة الغضب الشعبي نتيجة الممارسات السابقة مما يساهم في انطلاق حركات مقاومة للنظام.

ومن اهم الأسباب التي ادت إلى تلك الثورات المضادة وزيادة حدتها :

• السعي نحو تحقيق المصالح الشخصية على حساب المصالح العامة. وتتمثل هذه المصالح فيما يلي:

ـ مصالح اديولوجية اي خاصة بعقائد او أفكار سياسية.

ـ مصالح اقتصادية – الخوف على المكتسبات الاقتصادية غير العادلة والتي سبق تحقيقها خلال النظام السابق.

ـ مصالح سياسية وتتمثل في الرغبة للوصول إلى المناصب السياسية.

ـ الصورة  الذهنية المغلقة عن الاطراف الاخرى اي نقص المعلومات الحقيقية عن الاطراف الاخرى.

ـ تدني مستوى الوعي السياسي والثقافي لدى العامة من الشعب في ضوء كثافة الآليات الاعلامية.

ـ ضعف اداء نظم الحكم بعد تلك الثورات خاصة المتعلقة بالإسراع بتحقيق تنمية واستقرار امنى على أرض الواقع كما كان متوقعا في ظل ثورة متطلبات جماهيرية.

ـ القوى الداخلية والخارجية التي تم استغلالها لتحقيق المنافع السابقة.