المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الحديث الإخباري (المعلوماتية)
11-4-2022
Box and Impulsive Magnetic Field
7-8-2016
حكم من مات في السفينة
17-12-2015
Regional characteristics of Australian English: phonology Conclusion
2024-04-24
اجتناب الذنوب
2024-09-08
تصنيف الصوائت
23-4-2019


سخاء وجود ابي عبدالله (عليه السلام)  
  
3656   01:12 مساءً   التاريخ: 2-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1, ص400-403.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام) /

قدم أعرابي المدينة فسأل عن اكرم الناس بها فدلّ على الحسين (عليه السلام) فدخل المسجد فوجده مصلّيا فوقف بازائه و أنشأ:

لم يخب الآن من رجاك و من‏              حرّك من دون بابك الحلقة

أنت جواد و أنت معتمد                    أبوك قد كان قاتل الفسقة

لو لا الذي كان من أوائلكم‏                 كانت علينا الجحيم منطبقة

فسلّم الحسين (عليه السلام) و قال: يا قنبر هل بقي من مال الحجاز شي‏ء؟ قال: نعم أربعة آلاف دينار، فقال: هاتها قد جاء من هو أحقّ بها منّا، ثم نزع برديه و لفّ الدنانير فيها و أخرج يده من شقّ الباب حياء من الأعرابي و أنشأ:

خذها فانّي إليك معتذر                      و اعلم بانّي عليك ذو شفقة

لو كان في سيرنا الغداة عصا              أمست سمانا عليك مندفقة

لكنّ ريب الزمان ذو غير                            و الكفّ منّي قليلة النفقة

فأخذها الاعرابي و بكى، فقال له: لعلّك استقللت ما أعطيناك؟ قال: لا و لكن كيف يأكل التراب جودك، و هو المرويّ عن الحسن بن عليّ (عليه السلام)‏ .

يقول المؤلف: قد رويت هذه الفضائل و كثير منها تارة عن الحسن و تارة عن الحسين عليهما السّلام و ذلك لشباهة اسميهما و التصحيف الناشئ من عدم ضبط الاسم دقيقا.

و نقل في بعض الكتب عن عصار بن المصطلق الشامي انّه قال: دخلت المدينة فرأيت الحسين بن عليّ سمته و رواؤه و اثار من الحسد ما كان يخفيه صدري لأبيه من البغض فقلت له: أنت ابن ابي تراب.

يقول المؤلف: (و كان اهل الشام يسمّون امير المؤمنين (عليه السلام) أبا تراب لزعمهم انّه منقصة له و قد خفي عليهم انّهم كلّما سمّوه بهذا الاسم فقد ألبسوه حلة من الحلل أي انّ هذه الكنية فضيلة له لا نقيصة).

فقال: نعم، قال: فبالغت في شتمه و شتم أبيه، فنظر إليّ نظرة عاطف رءوف فقال: اعوذ باللّه من الشيطان الرجيم، بسم اللّه الرحمن الرحيم‏ { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ *  وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ * وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ } [الأعراف : 199 - 202] (و أشار بها الى المكارم التي علّمها اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه و آله)، ثم قال: خفض عليك استغفر اللّه لي و لك، انّك لو استعنتنا لأعنّاك، و لو استرفدتنا لرفدناك، و لو استرشدتنا لأرشدناك.

قال عصام: فتوسّم منّي الندم على ما فرط منّي، فقال: {قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف : 92] ، أمن أهل الشام أنت؟

قلت: نعم، فقال: شنشنة أعرفها من أخزم، حيان اللّه و اياك انبسط إلينا في حوائجك و ما يعرض لك تجدني عند أفضل ظنّك إن شاء اللّه تعالى.

قال عصام: فضاقت عليّ الأرض بما رحبت و وددت لو ساخت بي ثم سللت منه لو اذا و ما على الأرض أحبّ إليّ منه و منه أبيه‏ .

و روي في مقتل الخوارزمي و جامع الاخبار، أنّ أعرابيا جاء الى الحسين بن علي (عليه السلام) فقال: يا ابن رسول اللّه قد ضمنت دية كاملة و عجزت عن أدائها فقلت في نفسي : أسأل اكرم الناس و ما رأيت اكرم من أهل بيت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله).

فقال الحسين (عليه السلام): يا أخا العرب أسألك عن ثلاث مسائل، فان أجبت عن واحدة أعطيتك ثلث المال، وان أجبت عن اثنين أعطيتك ثلثي المال، وان أجبت عن الكلّ أعطيتك الكلّ.

فقال الاعرابي : يا ابن رسول اللّه أمثلك يسأل عن مثلي و أنت من أهل العلم و الشرف؟

فقال الحسين (عليه السلام): بلى سمعت جدي رسول اللّه (صلى الله عليه واله) يقول: المعروف بقدر المعرفة.

فقال الاعرابي: سل عما بدا لك، فان أجبت و الّا تعلمت منك و لا قوّة الّا باللّه.

فقال‏ الحسين (عليه السلام): أيّ الاعمال أفضل؟.

فقال الاعرابي: الايمان باللّه.

فقال الحسين (عليه السلام): فما النجاة من المهلكة؟.

فقال الاعرابي: الثقة باللّه.

فقال الحسين (عليه السلام): فما يزين الرجل؟.

فقال الاعرابي: علم مع حلم.

قال: فان أخطاءه ذلك؟.

فقال: مال معه مروءة.

فقال: فان أخطاءه ذلك؟.

فقال: فقر معه صبر.

فقال الحسين (عليه السلام): فان أخطاءه ذلك؟.

فقال الاعرابي : فصاعقة تنزل من السماء و تحرقه فانّه أهل لذلك.

فضحك الحسين (عليه السلام) ورمى بصرّة إليه فيها الف دينار وأعطاه خاتمه وفيه فص قيمته مائتا درهم فقال : يا أعرابي اعط الذهب الى غرمائك واصرف الخاتم في نفقتك، فأخذ الاعرابي وقال: اللّه أعلم حيث يجعل رسالته.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.