المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

تفسير سورة البقرة من آية (59-130)
2023-12-31
سيروتونين Serotonin
23-1-2020
بخار الماء (Water vapour)
2023-12-28
الاطلاق والتقييد لدى الأصوليين
2023-08-08
شعر لابن مطروح
2024-02-24
من آذى علياً (عليه السلام) فقد آذى الله ورسوله
2023-11-01


تفسير الآية (18-20) من سورة يونس  
  
3000   01:49 صباحاً   التاريخ: 12-2-2020
المؤلف : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : ......
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف الياء / سورة يونس /

 

 

قال تعالى{ ويَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضرُّهُمْ ولا يَنفَعُهُمْ ويَقُولُونَ هَؤُلاءِ شفَعَؤُنَا عِندَ اللَّهِ قُلْ أَ تُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فى السمَوَتِ ولا فى الأَرْضِ سبْحَنَهُ وتَعَلى عَمَّا يُشرِكُونَ(18) ومَا كانَ النَّاس إِلا أُمَّةً وَحِدَةً فَاخْتَلَفُوا ولَولا كلِمَةٌ سبَقَت مِن رَّبِّك لَقُضىَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يخْتَلِفُونَ(19) ويَقُولُونَ لَولا أُنزِلَ عَلَيْهِ ءَايَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْب للَّهِ فَانتَظِرُوا إِنى مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ}(يونس 18-20)

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هذه  الآيات (1) :
 أخبر سبحانه عن هؤلاء الكفار فقال { وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ } أي: ويعبد هؤلاء المشركون الأصنام التي لا يضرهم إن تركوا عبادتها ولا ينفعهم إن عبدوها فإن قيل كيف ذمهم على عبادة الصنم الذي لا ينفع ولا يضر مع أنه لونفع وضر لكان لا يجوز أيضا عبادته قلنا عبادة من لا يقدر على أصول النعم وإن قدر على النفع والضر إذا كان قبيحا فمن لا يقدر على النفع والضر أصلا من الجماد تكون عبادته أقبح وأشنع فلذلك خصه بالذكر { وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ } أخبر سبحانه عن هؤلاء الكفار أنهم قالوا إنا نعبد هذه الأصنام لتشفع لنا عند الله وإن الله أذن لنا في عبادتها وأنه سيشفعها فينا في الآخرة وتوهموا أن عبادتها أشد في تعظيم الله سبحانه من قصده تعالى بالعبادة فجمعوا بين قبيح القول وقبيح الفعل وقبيح التوهم وقيل: معناه هؤلاء شفعاؤنا في الدنيا لإصلاح معاشنا عن الحسن قال لأنهم كانوا يقرون بالبعث بدلالة قوله وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت { قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ } أمر سبحانه نبيه (صلى الله عليه وآله وسلّم) أن يقول لهم على وجه الإلزام أ تخبرون الله بما لا يعلم من حسن عبادة الأصنام وكونها شافعة لأن ذلك لوكان صحيحا لكان تعالى به عالما ففي نفي علمه بذلك نفي المعلوم ومعناه أنه ليس في السماوات ولا الأرض إله غير الله ولا أحد يشفع لكم يوم القيامة وقيل معناه أ تخبرون الله بشريك أوشفيع لا يعلم شيئا كما قال ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض فكذلك وصفهم بأنهم لا يعلمون في السماوات والأرض شيئا { سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } أي: تنزه الله تعالى عن أن يكون له شريك في استحقاق العبادة { وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا } فيه أقوال.

 ( أحدها ) أن الناس كانوا جميعا على الحق وعلى دين واحد فاختلفوا في الدين الذي كانوا مجتمعين عليه ثم قيل أنهم اختلفوا على عهد آدم وولده عن ابن عباس والسدي ومجاهد والجبائي وأبي مسلم ، ومتى اختلفوا ؟ قيل عند قتل أحد ابنيه أخاه وقيل اختلفوا بعد موت آدم (عليه السلام) لأنهم كانوا على شرع واحد ودين واحد إلى زمن نوح وكانوا عشرة قرون ثم اختلفوا عن أبي روق وقيل كانوا على ملة الإسلام من لدن إبراهيم (عليه السلام) إلى أن غيره عمروبن لحي وهوأول من غير دين إبراهيم وعبد الصنم في العرب عن عطاء ويدل على صحة هذه الأقوال قراءة عبد الله وما كان الناس إلا أمة واحدة على هدى فاختلفوا عنه .

( وثانيها ) أن الناس كانوا أمة واحدة مجتمعة على الشرك والكفر عن ابن عباس والحسن والكلبي وجماعة ثم اختلف هؤلاء فقيل كانت أمة كافرة على عهد إبراهيم ثم اختلفوا فتفرقوا فمنهم مؤمن ومنهم كافر عن الكلبي وقيل كانت كذلك منذ وفاة آدم إلى زمن نوح عن الحسن وقيل أراد به العرب الذين كانوا قبل مبعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) فإنهم كانوا مشركين إلى أن بعث النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) ف آمن به قوم وبقي آخرون على الشرك وسئل علي (عليه السلام) عن هذا فقيل كيف يجوز أن يطبق أهل عصر على الكفر حتى لا يوجد مؤمن يشهد عليهم والله تعالى يقول فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وأجيبوا عن ذلك بأنه يجوز أن يكون أهل كل عصر وإن لم يخل عن مؤمنين يشهدون عليهم فربما يقلون في عصر وإنما يتبع الاسم الأعم وعلى هذا يقال دار الإسلام ودار الكفر وفي تفسير الحسن وما كان الناس إلى مبعث نوح إلا ملة واحدة كافرة إلا الخاصة فإن الأرض لا تخلومن أن يكون لله تعالى فيها حجة .

( وثالثها ) إن الناس خلقوا على فطرة الإسلام ثم اختلفوا في الأديان { وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ } من أنه لا يعاجل العصاة بالعقوبة إنعاما عليهم في التأني بهم { لقضي بينهم } أي: فصل بينهم { فيما فيه يختلفون } بأن يهلك العصاة وينجي المؤمنين لكنه أخرهم إلى يوم القيامة تفضلا منه إليهم وزيادة في الإنعام عليهم ثم حكى سبحانه عن هؤلاء الكفار فقال { وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ } أي: هلا أنزل على محمد آية من ربه تضطر الخلق إلى المعرفة بصدقة فلا يحتاجون معها إلى النظر والاستدلال ولم يطلبوا معجزة تدل على صدقه لأنه (صلى الله عليه وآله وسلّم) قد أتاهم بالمعجزات الدالة على نبوته وإنما لم يلجئهم الله إلى ما التمسوه لأن التكليف يمنع من الاضطرار إلى المعرفة فإن الغرض بالتكليف التعريض للثواب ولوكانت المعرفة ضرورة لما استحقوا ثوابا فكيف وكان يكون ذلك ناقضا للغرض ؟

{ فقل إنما الغيب لله } معناه: فقل يا محمد إن الذي يعلم الغيب ويعلم مصالح الأمور قبل كونها هو الله العالم لنفسه يعلم الأشياء قبل كونها وبعد كونها لا تخفى عليه خافية فيعلم ما في إنزاله صلاح فينزله ويعلم ما ليس في إنزاله صلاح فلا ينزله ولذلك لا يفعل الآية التي اقترحوها في هذا الوقت لما في ذلك من حسن تدبير { فانتظروا } أي: فانتظروا عقاب الله تعالى بالقهر والقتل في الدنيا والعقاب في الآخرة { إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ } لأن الله تعالى وعدني النصرة عليكم وقيل معناه فانتظروا إذلال الكافرين فإني منتظر إعزاز المؤمنين .

___________________

1- تفسير مجمع البيان ،الطبرسي، ج5،ص168-170.

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هذه  الآيات (1) :

{ ويَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُمْ ولا يَنْفَعُهُمْ } . هؤلاء هم الذين قالوا

لرسول اللَّه ( صلى الله عليه واله وسلم ) : ائت بقرآن غير هذا أوبدله . فقد كانوا يعبدون الأصنام معتقدين انها تنفع وتضر بدليل قوله تعالى : { ويَقُولُونَ هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ } ولكن اعتقادهم لا يقوم على أساس سوى الوهم والخيال . . وقد أمر اللَّه محمدا ( صلى الله عليه واله وسلم ) أن يقول مكذبا زعمهم : { أَتُنَبِّئُونَ اللَّهً بِما لا يَعْلَمُ فِي السَّماواتِ ولا فِي الأَرْضِ سُبْحانَهُ وتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ } . ادعى المشركون ان أصنامهم تشفع لهم عند اللَّه ، ولوكان هذا حقا لعلم اللَّه بهذه الشفاعة ، وحيث انه لا يعلم بها وجب أن تكون دعوى المشركين كذبا وافتراء .

{ وما كانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً واحِدَةً } على فطرة اللَّه التي فطر الناس عليها ، ثم شتّتهم الهوى عن أصلهم ، وفرّقهم شيعا في دينهم بعد أن اهتدوا إلى ملذات الحياة ، وتسابقوا إلى نيلها { ولَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيما فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } .

المراد بكلمة اللَّه هنا عدم التعجيل بالعقوبة للعصاة ، وبالمثوبة للطائعين ، بل يؤخرهم جميعا إلى يوم يبعثون ، ليبلغ كل إنسان بإرادته إلى ما يرتضيه لنفسه من خير أوشر ، وفضيلة أورذيلة ، ولوعجل اللَّه بالعقوبة إلى من أساء من الناس لقضي بينهم بالوفاق وعدم الاختلاف ، ولكن خوفا لا طوعا . . وليس من شك ان هذا إلجاء يبطل معه الثواب والعقاب ، ونقض لحكمته تعالى التي قضت بأن يظهر كل إنسان على حقيقته عن طريق ما يزاوله من أعمال ، ويختاره لنفسه من كمال . . ومر نظير هذه الآية في سورة البقرة الآية 213 ، وفي سورة المائدة الآية 48 .

{ ويَقُولُونَ لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ } . لقد أنزل اللَّه على محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) العديد من الآيات والمعجزات ، ولكن المشركين الذين قالوا هذا يريدون آية على أهوائهم ، ومعجزة هم يقترحونها ويفرضونها مثل قولهم : { لَولا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ - 118 البقرة } . وقولهم : { لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً - 7 الفرقان } ، وما إلى ذلك من لغوهم وعبثهم . وسبق الكلام عن اقتراحاتهم الفاسدة في ج 1 ص 188 عند تفسير الآية 118 من سورة البقرة .

{ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ } . أي قل يا محمد لهؤلاء المعاندين : ان الآية التي طلبتموها هي في يد اللَّه ، وليس لي من الأمر

شيء ، ولا أدري ان كان اللَّه ينزلها أولا ينزلها من السماء ، فأنا وأنتم سواء في ذلك ، فلننتظر لنرى أي الفريقين أحق بالأمن من غضب اللَّه وعقابه.

________________

1- تفسير الكاشف ، محمد جواد مغنيه، ج4، ص143-145.

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآيات (1) :

قوله تعالى: { وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ } إلى آخر الآية الكلام: موجه نحوعبدة الأصنام من المشركين وإن كان ربما شمل غيرهم كأهل الكتاب بحسب سعة معناه، وذلك لمكان {ما} وكون السورة مكية من أوائل ما نزل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من القرآن.

وقد كانت عبدة الأصنام يعبدون الأصنام ليتقربوا بعبادتها إلى أربابها وبأربابها إلى رب الأرباب وهوالله سبحانه، ويقولون: (إننا على ما بنا من ألواث البشرية المادية وقذارات الذنوب والآثام لا سبيل لنا إلى رب الأرباب لطهارة ساحته وقدسها ولا نسبة بيننا وبينه.

فمن الواجب أن نتقرب إليه بأحب خلائقه إليه وهم أرباب الأصنام الذين فوض الله إليهم أمر تدبير خلقه، ونتقرب إليهم بأصنامهم وتماثيلهم وإنما نعبد الأصنام لتكون شفعاء لنا عند الله لتجلب إلينا الخير وتدفع عنا الشر فتقع العبادة للأصنام حقيقة، والشفاعة لأربابها وربما نسبت إليها.

وقد وضع في الكلام قوله: {ما لا يضرهم ولا ينفعهم} موضع الأصنام للتلويح إلى موضع خطئهم في مزعمتهم، وهوأن هذا السعي إنما كان ينجح منهم لوكانت هذه الأصنام ضارة نافعة في الأمور وكانت ذوات شعور بالعبادة والتقرب حتى ترضى عن عبادها بعبادتهم لها فتشفع أويشفع أربابها لهم عند الله إن كان الله يرتضي شفاعتهم وهؤلاء أجسام ميتة لا تشعر بشيء ولا تضر ولا تنفع شيئا.

وقد أمر الله سبحانه نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يحتج على بطلان دعواهم الشفاعة - مضافا إلى ما يلوح إليه قوله: {لا يضرهم ولا ينفعهم} - بقوله: { قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ } ومحصله أن الله سبحانه لا علم له بهذه الشفعاء في شيء من السماوات والأرض فدعواكم هذه إخبار منكم إياه بما لا يعلم، وهو من أقبح الافتراء وأشنع المكابرة، وكيف يكون في الوجود شيء لا يعلم به الله وهو يعلم ما في السماوات والأرض؟.

فالاستفهام إنكاري، ونفي العلم بوجود الشفعاء كناية عن نفي وجودها، ولعل اختيار هذا التعبير لكون الشفاعة مما يتقوم بالعلم لذاته فإن الشفاعة إنما تتحقق إذا كان المشفوع عنده عالما بوجود الشافع وشفاعته فإذا فرض أنه لا يعلم بالشفعاء فكيف تتحقق الشفاعة عنده وهولا يعلم.

وقوله: { سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } كلمة تنزيه، وهي من كلام الله وليست مقولة قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فإن ظرف المشركين بالنسبة إليه هوالخطاب دون الغيبة فلوكان من كلام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لقيل: عما تشركون بالخطاب.

قوله تعالى: { وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا } قد تقدم في تفسير قوله تعالى: { كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ:} البقرة: - 213 أن الآية تكشف عن نوعين من الاختلاف بين الناس.

أحدهما: الاختلاف من حيث المعاش وهوالذي يرجع إلى الدعاوي وينقسم به الناس إلى مدع ومدعى عليه وظالم ومظلوم ومتعد ومتعدى عليه وآخذ بحقه وضائع حقه، وهذا هوالذي رفعه الله سبحانه بوضع الدين وبعث النبيين وإنزال الكتاب معهم ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه، ويعلمهم معارف الدين ويواجههم بالإنذار والتبشير.

وثانيهما: الاختلاف في نفس الدين وما تضمنه الكتاب الإلهي من المعارف الحقة من الأصول والفروع، وقد صرح القرآن في مواضع من آياته أن هذا النوع من الاختلاف ينتهي إلى علماء الكتاب بغيا بينهم، وليس مما يقتضيه طباع الإنسان كالقسم الأول، وبذلك ينقسم الطريق إلى طريقي الهداية والضلال فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق، وقد ذكر سبحانه في مواضع من كلامه بعد ذكر هذا القسم من الاختلاف أنه لولا قضاء من الله سبق لحكم بينهم فيما اختلفوا فيه ولكن يؤخرهم إلى أجل، قال تعالى: { وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ:} الشورى: - 14 إلى غير ذلك من الآيات.

وسياق الآية السابقة أعني قوله تعالى: {ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم} إلخ، لا يناسب من الاختلافين المذكورين إلا الاختلاف الثاني وهوالاختلاف في نفس الدين لأنها تذكر ركوب الناس طريق الضلال بعبادتهم ما لا يضرهم ولا ينفعهم واتخاذهم شفعاء عند الله ومقتضى ذلك أن يكون المراد من كون الناس سابقا أمة واحدة كونهم على دين واحد وهودين التوحيد ثم اختلفوا فتفرقوا فريقين موحد ومشرك.

فذكر الله فيها أن اختلافهم كان يقضي أن يحكم الله بينهم بإظهار الحق على الباطل وفيه هلاك المبطلين وإنجاء المحقين لكن السابق من الكلمة الإلهية منعت من القضاء بينهم، والكلمة هي قوله تعالى لما أهبط الإنسان إلى الدنيا: { وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ:} البقرة: - 36.

وللمفسرين في الآية أقوال عجيبة منها: أن المراد بالناس هم العرب كانوا على دين واحد حق وهودين إبراهيم (عليه السلام) إلى زمن عمروبن لحي الذي زوج بينهم الوثنية فانقسموا إلى حنفاء مسلمين، وعبدة أصنام مشركين وأنت خبير أنه لا دليل عليه من جهة اللفظ البتة.

ومنها: أن المراد بالناس جميعهم، والمراد من كونهم أمة واحدة كونهم على فطرة الإسلام وإن كانوا مختلفين دائما، فلفظة {كان} منسلخ الزمان، والآية تحكي عما عليه الناس بحسب الطبع وهوالتوحيد، وما هم عليه بحسب الفعلية وهوالاختلاف فليس الناس بحسب الطبع الفطري إلا أمة واحدة موحدين لكنهم اختلفوا على خلاف فطرتهم.

وفيه أنه خلاف ظاهر الآية والآية التي في سورة البقرة، وكذا ظاهر سائر الآيات كقوله: { وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ:} الشورى: - 14 وقوله: { وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ:} آل عمران: - 19.

على أن القول بوجود الاختلاف الدائم بين الناس مع عدم رجوعه إلى الفطرة مما لا يجتمعان.

ومنها: أن المراد أن الناس جميعا كانوا على ملة واحدة هي الكفر والشرك ثم اختلفوا فكان مسلم وكافر.

وهذا أسخف الأقوال في الآية فإنه مضافا إلى كونه قولا بغير دليل يأباه ظاهر الآيات فإن ظاهرها أن ظهور الاختلاف لانتهائه إلى بغي الناس من بعد ما جاءهم العلم أي ظهور الكفر والشرك عن بغي كان هوالمقتضي للحكم بينهم والقضاء عليهم بنزول العذاب والهلاك فإذا كانوا جميعا على الكفر والشرك من غير سابقة هدى وإيمان فما معنى استناد الاقتضاء إلى البغي عن علم؟ وما معنى خلق الجميع ووجود المقتضي لإهلاكهم جميعا إلا انتقاض الغرض الإلهي؟.

وهذا القول أشبه بما قالته النصارى في مسألة التفدية إن الله خلق الإنسان ليطعمه فيسكنه الجنة دائما لكنه عصاه ونقض بذلك غرض الخلقة فتداركه الله بتفدية المسيح.

ومنها: قول بعضهم: إن المراد بالكلمة في قوله: {ولولا كلمة سبقت من ربك} إلخ قوله تعالى فهذه السورة: { إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ:} الآية - 93.

وفيه: أن المراد بالسبق إن كان هوالسبق بحسب البيان فالآية متأخرة عن هذه الآية لوقوعها في أواخر السورة، والآيات متصلة جارية.

على أن الآية في بني إسرائيل خاصة والضمير في قوله: {بينهم} راجع إليهم وهي قوله: {وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ:} يونس - 93.

على أن قوله في بعض الآيات: {ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم:} الشورى: - 14 لا يلائم هذا المعنى من السبق.

وإن كان المراد بالسبق السبق بحسب القضاء فينبغي أن يتبع في ذلك أول كلمة قالها الله تعالى في ضلال الناس وشركهم ومعصيتهم، وليست إلا ما قاله عند أول ما أسكن الإنسان الأرض وهوما قدمناه من الآية.

قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ} الآية كقوله قبلها: {ويعبدون من دون الله} وقوله قبله: {وإذا تتلى عليهم آياتنا} تعد أمورا من مظالم المشركين في أقوالهم وأعمالهم ثم ترد عليها بحجج تلقنها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ليقيمها عليهم كما مر في أول الآيات فقوله: {ويقولون لولا أنزل} إلخ، عطف على قوله في أول الآيات: {وإذا تتلى عليهم آياتنا}.

وفيها مع ذلك عود بعد عود إلى إنكارهم أمر القرآن فإن مرادهم بقولهم: {لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ} وإن كان طلب آية أخرى غير القرآن لكنهم إنما قالوه إزراء وتحقيرا لأمر القرآن واستخفافا به لعدم عده آية إلهية والدليل عليه قوله تعالى: {فقل إنما الغيب لله} ولم يقل: {قل} كما قال في سائر الآيات كأنه يقول: ويطلبون منك آية أخرى غير مكتفين بالقرآن ولا راضين به فإذا لم يكتفوا به آية فقل: إنما الآيات من الغيب المختص بالله وليست بيدي فانتظروا إني معكم من المنتظرين.

فهذا هوالمستفاد من الآية وفيها دلالة على أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان ينتظر آية فاصلة بين الحق والباطل غير القرآن قاضية بينه وبين أمته، وسيجيء الوعد الصريح منه بهذه الآية - التي يأمر بانتظارها هاهنا - في قوله: {وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَونَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ:} يونس: - 46 إلى تمام عدة آيات.

____________________

1- تفسير الميزان ، الطباطبائي ، ج10، ص23-27.

تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه  الآيات (1) :

آلهة بدون خاصية!

واصلت الآية الحديث عن التوحيد أيضاً، وذلك عن طريق نفي أُلوهية الأصنام، وذكرت عدم أهلية الأصنام للعبادة وأنتفاء قيمتها وأهميتها: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ}.

من البديهي أن الأصنام ـ حتى لوفرضنا أنّها منشأ الضر والنفع والربح والخسارة ـ ليست لها لياقة أن تكون معبودة، إلاّ أنّ القرآن الكريم يريد بهذا التعبير أن يوضح هذه النقطة، وهي أنّ عبدة الأصنام لايمتلكون أدنى دليل على صحة هذا العمل، ويعبدون موجودات لا خاصية لها مطلقاً، وهذه أقبح وأسوأ عبادة.

ثمّ تتطرق إِلى إِدعاءات عبدة الأوثان الواهية، {وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} أي إِنّ هذه الأصنام والآلهة تستطيع بشفاعتها أن تكون سبباً للضر والنفع رغم عجزها عن أي عمل بصورة مستقلة.

لقد كان الإِعتقاد بشفاعة الأصنام أحد أسباب عبادتها، وكما جاء في التواريخ، فإِنّ عمروبن لحي كبير العرب عندما ذهب إِلى المياه المعدنية في الشام لمعالجة نفسه بها، جلب انتباهه وضع عبدة الأصنام، ولما سأل منهم عن الباعث على هذا العمل والعبادة، قالوا له: إِنّ هذه الأصنام هي سبب نزول الأمطار، وحل المشاكل، ولها الشفاعة بين يدي الله، ولما كان رجلا خرافياً وقع تحت تأثير هذه الأجوبة، وطلب منهم بعض الأصنام ليأخذها إِلى الحجاز، وعن هذا الطريق راجت عبادة الأصنام بين أهل الحجاز.(2)

إِنّ القرآن يقول في دفع هذا الوهم: {قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ} وهوكناية عن أن الله سبحانه لوكان له مثل هؤلاء الشفعاء. فإِنّه يعلم بوجودهم في أي نقطة كانوا من السماء والأرض، لأنّ سعة علم الله لا تدع أصغر ذرة في السماء والأرض إلاّ وتحيط بها علماً.

وبتعبير آخر، إن ذلك يشبه تماماً ما لوقيل لشخص: أعندك مثل هذا الوكيل؟ وهوفي الجواب يقول: لا علم لي بوجود هذا الوكيل، وهذا أفضل دليل على نفيه حيث لايمكن أن لا يعلم الإِنسان بوكيله.

وفي آخر الآية تأكيد لهذا الموضوع حيث تقول: {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }.

لقد بُحث موضوع الشفاعة بصورة مفصلة في المجاد الأوّل ذيل الآية (46و255) من سورة البقرة.

إِنّ هذه الآية ـ تتمّة للبحث الذي مرّ في الآية السابقة حول نفي الشرك وعبادة الأصنام ـ تشير إِلى فطرة التوحيد لكل البشر، وتقول: {وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً}.

إِنّ فطرة التوحيد هذه، والتي كانت سالمة في البداية، إلاّ أنّها قد اختلفت وتلوّثت بمرور الزمن نتيجة الأفكار الضيقة، والميول الشيطانية والضعف، فانحرف جماعة عن جادة التوحيد وتوجهوا إِلى الشرك، وقد انقسم المجتمع الإِنساني إِلى قسمين مختلفين: قسم موحّد، وقسم مشرك: {فاختلفوا}. بناءً على هذا فإِنّ الشرك في الواقع نوع من البدعة والإِنحراف عن الفطرة، الإِنحراف المترشح من الأوهام والخرافات التي لا أساس لها.

السؤال :وقد يطرح هنا هذا السؤال، وهو: لماذا لا يرفع الله هذا الإِختلاف بواسطة عقاب المشركين السريع، ليرجع المجتمع الإِنساني جميعه موحِّداً؟

الجواب :ويجيب القرآن الكريم مباشرة عن هذا السؤال بأنّ الحكمة الإلهية تقتضي  حرية البشر في مسير الهداية، فهي رمز التكامل والرقي، ولولم يكن أمره كذلك فإِنّ الله سبحانه كان سيقضي بينهم في اختلافاتهم: {وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}.

بناءً على هذا فإِنّ {كلمة} في الآية إِشارة إِلى السنّة وقانون الخلقة الذي يقتضي حرية البشر، لأنّ المنحرفين والمشركين لوكانوا يعاقبون سريعاً ومباشرة، فإِنّ إِيمان الموحّدين سيكون اجبارياً ونتيجة للخوف والرهبة، ومثل هذا الإِيمان لا يُعدُّ فخراً. ولا دليلا على التكامل، والله سبحانه قد أجّل العقاب والجزاء لعالم الآخرة لينتخب الصالحون والطاهرون طريقهم بحرية تامّة.

المعجزات المقترحة!

مرّة أُخرى يتطرق القرآن الكريم إِلى اختلاق المشركين للحجج عند امتناعهم عن الإِيمان والإِسلام {وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ}.

من الطبيعي، وبدليل القرائن التي سنشير إِليها بعد حين، أنّ هؤلاء لم يقصدوا أي معجزة، لأنّ من المسلّم أنّه كان للنّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) إِضافةً إِلى القرآن معاجر أُخرى، وتاريخ الإِسلام وبعض الآيات القرآنية شاهدة على هذه الحقيقة.

إِنّ هؤلاء كانوا يظنون أنّ الإِعجاز أمر بيد النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، وهويستطيع أن يقوم به في أي وقت وبأية كيفية يريد، مضافاً الى أنّه مأمور أن يستفيد من هذه القوّة مقابل كل مُدّع لجوج معاند والعمل حسب ميله لإقناعه وإِقامة الحجة عليه، ولهذا فإِنّ القرآن الكريم يأمر النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) مباشرة: {فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ} وبناء على هذا، فإِنّ المعجزة ليست بيدي لآتيكم كل يوم بمعجزة جديدة إِرضاءً لأهوائكم وحسب ميولكم ورغباتكم، ثمّ لا تؤمنون بعد ذلك بأعذار واهية وفي النهاية تقول الآية بلهجة التهديد: {فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ } فانتظروا العقاب الإِلهي، وأنا أنتظر النصر!

أوكونوا بانتظار ظهور مثل هذه المعجزات، وأكون بانتظار عقابكم أيّها المعاندون!.

____________________

1- تفسير الامثل ، مكارم الشيرازي ،ج5، ص449-452.

2- بحار الانوار،ج9،ص84، وسيرة النبي ، لأبن هشام الحميري ،ج1،ص50.

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .