ذهب روستو Rostow الى ان المجتمعات قد مرت في تطورها بخمس مراحل اساسية :

المرحلة الاولى : وتمثل المجتمع التقليدي ؛ وفيها يقوم الانتاج على اساس العلوم والفنون التي كانت شائعة قبل عصر نيوتن .

المرحلة الثانية : مرحلة التهيؤ للانطلاق ؛ حيث يتجه المجتمع الى تجاوز حالته التقليدية والدخول في مرحلة انتقالية ، حيث تشهد هذه المرحلة انتشار التعليم ولو بين طبقات محدودة ، وظهور البنوك والمؤسسات وزيادة الاستثمار ، وظهور طبقة واعية تؤمن بالتجديد واتساع نطاق التجارة الخارجية والداخلية ... الخ . 

المرحلة الثالثة : مرحبة الانطلاق ؛ وفيها يتم القضاء على كل العقبات والقوى التي تقف في طريق النمو المضطرد ، ويتم التوسع في صناعات جديدة ويتقدم  الفن الانتاجي .

المرحلة الرابعة : مرحلة الاتجاه نحو النضج ؛ وهي المرحلة التي يؤكد فيها المجتمع قدرته على الحركة خارج نطاق الصناعات الاصلية التي دفعته للانطلاق ، بحيث يستطيع ان ينتج أي شيء يرغب فيه .

المرحلة الخامسة : مرحلة الاستهلاك الوفير ؛ وتشهد هذه المرحلة ارتفاع متوسط دخل الفرد ، زيادة اعتماد الرفاهية الاجتماعية ، زيادة نسبة سكان المناطق الحضرية ، وأشار روستو الى ان هذا المجتمع هو المجتمع الرأسمالي .

ولكن وجهت انتقادات لنظرية روستو ومن هذه الانتقادات :

1ـ ان انتقاده بأن المجتمعات التقليدية تعيش منعزلة غير صحيح فإننا اليوم لا نجد اياً من المجتمعات يعيش منعزلاً حتى المجتمعات البدائية بينت بعض الدراسات الانثروبولجية استحالة بقائها معزولة فلا بد من الاحتكاك والتصال بين المجتمعات .

2ـ رأيه بأن المجتمعات النامية حتى تستطيع ان تتطور يجب ان تمر بنفس المراحل التاريخية التي مرت بها المجتمعات المتقدمة بعيداً عن واقعية التغير العالمي التي تمر به المجتمعات الانسانية .

3ـ كما ان روستو قد أغفل عاملاً أساسياً في التطور الاقتصادي والتغير هو الثورة لأن لدينا كثير من الأدلة التي تبين دور الثورة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية .

ومن الملفت للنظر أن روستو بين تطور المجتمعات ليصل الى المجتمع الرأسمالي ، واعتمد في نموذجه في تطور المجتمعات على مؤشرات رأسمالية مرتبطة بالصناعة والتجارة بالأساس في تجاهل للمؤشرات البشرية والاجتماعية والثقافية .

اتجاه الانتشار الثقافي الحضاري : القضية الاساسية في هذا الاتجاه ان التنمية لا يمكن تحقيقها من خلال انتقال العناصر المادية والثقافية السائدة في الدول المتقدمة الى الدول النامية ، وقد اشار ماركس في هذا الاطار الى ان التوسع الذي تحققه الرأسمالية الأوربية في مختلف انحاء العالم ، وما تخلقه من نظام اقتصادي واحد سوف يحول البلدان المتخلفة الى بلدان اوربية الطابع وهو ما يؤكد على الجوانب الاستعمارية للبلدان الاوربية ، غير ان هذا الاتجاه في صورته غير الماركسية يؤكد على تأثيرالتكنولوجيا والسلع الاستهلاكية والافكار والقيم الغربية التي تنتقل الى الدول النامية من خلال هيئات ووسائل الاتصال والتعليم والسياحة ... الخ .

غير انه لا بد من التأكيد على ان الانتشار عن طريق الاستعمار والسلع والثقافات قد أدى الى تكريس التخلف بالدول النامية واستنزاف مواردها التي يمكن أن تمثل مصادر التنمية المستدامة بهذه الدول .