روابط الجذب الامامية غير المباشرة لقطاع الصناعة التحويلية في العراق 2
المؤلف:
أ. د. علي مجيد الحمادي
المصدر:
التشابك الاقتصادي بين النظرية والتطبيق
الجزء والصفحة:
ص415 - 421
2025-11-09
131
ومن الجدير بالذكر ان كلا من صناعة الخشب ومنتجاته ومن ضمنها الاثاث وصناعة المنسوجات غير المصنفة في محل اخر والملابس الجاهزة قد حافظت على قوة ترابطها الامامي غير المباشر خلال العامين المذكورين اذ بلغت "Zi " فيهما نحو (0.58 و0.57) دينار على التوالي عام 1982.
ومن ملاحظة روابط الجذب الامامية غير المباشرة " Zi" لعام 1983 ومقارنتها بعام 1982 يتبين لنا ان غالبية فروع الصناعة التحويلية قد شهدت تراجعاً في قيـم هذه الروابط، وذلك نتيجة لظهور حالة الاختناقات المتولدة عن ظروف الحرب وتأثيرها على مجمل التكوين الرأسمالي الا انه على الرغم من هذا التراجع فانه يمكننا ملاحظة ان عددا من الفروع الصناعية استطاعت ان تحقق روابط جذب امامية غير مباشرة "Zi" مرتفعة في عام 1983 مقارنة بعام 1982 وفي مقدمة هذه الفروع صناعة السكر، اذ بلغت قيمة "Zi" فيها نحو (2.0924) دينارا عام 1983 بعد أن كانت تمثل (0.9962) دينارا، بمعنى انها تطورت بمعدل نمو مركب قدره (110%) بين العامين المذكورين، وبهذا قد احتلت المرتبة الأولى بين فروع الصناعة التحويلية لكونها من الصناعات الغذائية التي لا تتطلب مستوىً تكنولوجياً مرتفعاً، ويأتي بعد ذلك على الترتيب صناعة المكائن والمعدات الأخرى واصلاحها ( عدا الكهربائية)، وصناعة تصفية النفط فقد سجلت قيمة مقدارها (0.826 و0.7280) ديناراً لعام 1983 على التوالي. ومن مقارنة قيمة (Zi) في العامين 1983 و1986 نستطيع ان نقول ان بعض فروع الصناعة استطاعت ان تحقق تطوراً واضحاً في قيمة (Zi) لعام 1986 مقارنة بعام 1983 ومن هذه الصناعات صناعة الكيمياويات الصناعية التي استطاعت ان تحقق قفزة في قيمة الروابط هذه فقد كانت قيم هذه الروابط اقل من الصف (55.0-) عام 1983 وذلك بسبب كون هذه الصناعة تمد صناعة منتجات ويمكن القول عموما ان عدم الفصل بين المدخلات الوسيطة المحلية والمدخلات الوسيطة المستوردة يمكن ان يكون السبب وراء المعاملات الفنية المنتجة لهذه الصناعة (1).

وارتفعت قيمة Zi لهذه الصناعة (0.7720) عام 1986 محتلة بذلك المرتبة الثالثة اي انها نمت بمعدل نمو مرکب قدره (46.535%) للعامين المذكورين (2) . وكذلك لكل من صناعة عجينة الورق والكارتون وصناعة وسائط النقل الاخرى واصلاحها حيث بلغت قيمة Zi لهاتين الصناعتين عام 1986 نحو (0.2329 و0.624) (3) دينار. اما صناعة الزجاج والمنتجات الزجاجية وصناعة المنتجات الورقية والطباعة والنشر فقد حققت تطورا في قيم هذه الروابط فبعد ان كانت تمثل نحو (0.0815 و0.0398) دينار.
عام 1983، ارتفعت الى (0.5747 و0.5626) دينار عام 1986 على التوالي، اي انها نمت بمعدل نمو مركب قدره (90.40% و143%) على التوالي بين العامين 1983 و1986. وهذا ناجم عن ان هاتين الصناعتين موجهتان لإشباع الطلب المحلي اضافة الى عدم حاجاتها الى رؤوس اموال ضخمة ومن بين الفروع التي اتسمت بانخفاض قيمة (Zi) لعام 1986 قياساً بعام 1983 صناعة السكر التي بلغت قيمة (Zi) فيها نحو (0.2243) عام 1986 بعد ان كانت نحو (2.09) عام 1983 اي انها تخلفت بمعدل نمو مركب قدره (- 52.496%) للعامين المذكورين. ويؤكد هذا ان هذه الصناعة قد فقدت احدى الفروع التي كانت تغذيها في عام 1983 وبالتالي فان مثل هذه القيمة المنخفضة انما يؤكد على ضعف التشابك غير المباشر لهذه الصناعة وبالتالي عدم قدرة مثل هذه الصناعة على تحريك الاقتصاد الوطني وكذلك الحال بالنسبة لصناعة الغزل والنسيج وتجهيز المنسوجات من مقارنة العامين 1979 و1986 تبين لنا ان غالبية فروع الصناعة التحويلية قد شهدت تطوراً في قيم روابط الجذب الأمامية غير المباشرة وهذا ما يوضحه الجدولان 1-9 و9-8. ومن هذه الفروع من استطاع ان يحقق تقدماً واضحاً وقفزة كبيرة في قيم هذه الروابط. اذ بعد ان كانت هذه الفروع قد حققت قيماً سالبة استطاعت ان تحقق قيماً مرتفعة جعلتها في مصاف الفروع التي اتسمت بمواقع متقدمة بين الفروع الأخرى.

ومن بين هذه الفروع صناعة الكيماويات الصناعية التي استطاعت ان تحتل المرتبة الثانية في عام 1986 حيث سجلت قيمة "Zi" ما مقداره (0.772) دينار بعد ان كانت قيمة سالبة (0.794-) عام 1979 أي أنها نمت بمعدل نمو مركب قدره (199.6٪) بين العامين المذكورين وهذا ما تبرره سياسة الدولة الصناعية بأهمية مثل هذه الصناعة فضلاً عن توافر مستلزمات انتاجها محلياً (4).
وكذلك الحال بالنسبة لصناعة وسائط النقل واصلاحها، إذ بلغت قيمة "Zi" نحو (0.624) دينار عام 1986 بعد ان كانت (0.9048) دينار عام 1979، وينسحب الحال ايضاً على كل من صناعة الزجاج والمنتجات الزجاجية، وصناعة عجينة الورق والكارتون. اذ ان مثل هذه الصناعات تسهم في تحريك عجلة الاقتصاد الوطني.
اما قيمة رابطة الجذب الامامية غير المباشرة لصناعة الدهون والزيوت النباتية والحيوانية فقد ظلت كما هي عليه في العامين 1979 و1986 اذ بلغت (0.57) دينار فيما سجلت كل من صناعة المنتجات المعدنية المصنعة عدا المكائن والمعدات والصناعات المعدنية الاساسية قيما منخفضة في عام 1986 قياسا بعام 1979، فقد حققت هذه الصناعات قيما قدرها (0.6641-) و (1.16-) دينار على التوالي عام 1986 . ويرجع مثل هذا الانخفاض في هاتين الصناعتين الى الانخفاض النسبي في حجم الاستثمارات الموجهة لهاتين الصناعتين.
واخيرا يمكن توضيح معدلات النمو المركبة لروابط الامامية غير المباشرة بين العامين (1979 و1986) بالشكل البياني ادناه:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر مديرية الحسابات القومية شعبة الموازين الاقتصادية، جدول التداخل الصناعي لسنة 1983.
(2) وزارة التخطيط، العلاقة التشابكية بين قطاعي الزراعة والصناعة (دراسة مستمدة من واقع جدول المستخدم - المنتج لعام 1978، مصدر سابق، ص. 52.
(3) انظر جدول 9-1.
(4) سهام حسين البصام ، الدور الاستراتيجي للصناعات البتروكيمياوية في تعجيل التنمية الصناعية، مصدر سابق 163-161.
الاكثر قراءة في التحليل الأقتصادي و النظريات
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة