خلاصة لتحليل مؤشرات الجذب الأمامي على المستوى القطاعي (حالة الصناعية التحويلية في العراق)
المؤلف:
أ. د. علي مجيد الحمادي
المصدر:
التشابك الاقتصادي بين النظرية والتطبيق
الجزء والصفحة:
ص422 - 424
2025-11-09
121
خلاصة:
ان اهم ما يمكن ان نتوصل اليه من استنتاجات من واقع هذه الدراسة ما يلي:
1- نستنتج من ملاحظة روابط الجذب الامامية المباشرة Ai ان عددا من الفروع الصناعية قد احتل مكانة متقدمة في تحقيق روابط جذب امامية مباشرة مثل الصناعات المعدنية الاساسية، وصناعة عجينة الورق والورق والكارتون، وصناعة الزجاج والمنتجات الزجاجية وصناعة اصلاح المكائن والمعدات الاخرى (عدا الكهربائية) في عام 1979 على الترتيب. وذلك نتيجة لتوجه السياسة الصناعية في البلاد نحو تنمية الصناعات الوسيطة والرأسمالية في البلاد، الا ان قيم هذه الروابط قد تراجعت في عام 1982 في كل من صناعة وسائط النقل الاخرى واصلاحها وصناعة اصلاح المكائن والمعدات عدا الكهربائية، واستطاعت بالوقت نفسه ان تحقق صناعة الغزل والنسيج وتجهيز المنسوجات قيمة مرتفعة Ai، وقد تراجعت قيم هذه الروابط في مختلف الفروع اعلاه باستثناء صناعة الكيماويات الصناعية في عام 1983، ويعود ذلك الى مساهمة هذه الصناعة في رفد متطلبات المجهود الحربي، كما تعود اسباب تطور قيمة Ai في بعض الفروع الصناعية الاستهلاكية بخاصة الى دورها البارز في تغطية الطلب النهائي للمجتمع او عدم حاجتها الى مستوى مرتفع من التكنولوجيا، ولابد من ان نذكر بان قيمة Ai لغالبية الفروع الصناعية قد تراجعت في عام 1986 نتيجة لاستمرار الحرب العراقية الايرانية التي انعكست تأثيراتها على المستوى الكمي والنوعي للاستثمارات الصناعية ومدخلات الصناعة المحلية والمستوردة، الأمر الذي اثر كثيراً على مخرجات العديد من الفروع الصناعية ودرجة تشابكها.
2- اما عن النتائج المستخلصة عن روابط الجذب الامامية غير المباشرة Ei، يتضح أن عدداً من الفروع الصناعية قد حققت تطوراً ملموساً في مجال روابط الجذب الامامية غير المباشرة بين العامين 1979 و 1982 مثل صناعة المطاط والبلاستك، وصناعة المشروبات والتبغ، وصناعة طحن الغلال والتعليب، وصناعة الجلود والاحذية والصناعة الورقية والطباعة والنشر، رغم استمرار حالة الحرب العراقية الايرانية ويعود ذلك بالدرجة الاساسية الى عدم بدء الدولة بممارسة سياسة عسكرة الاقتصاد الوطني بالشروط المطلوبة، فضلا عن بساطة التكنولوجيا المستخدمة في هذه الصناعات، وتوافر بعض مدخلاتها محليا. وتأسيساً على ذلك وجدنا بان الصناعات التي تتطلب كثافة رأسمالية كبيرة وكفاءة ومهارة عالية كصناعة المنتجات المعدنية المصنعة عدا المكائن والمعدات وصناعة المكائن والمعدات الاخرى واصلاحها عدا الكهربائية قد تراجعت قيمة Zi فيها في عام 1982.
وما يؤكد الحالة اعلاه ان غالبية فروع الصناعة التحويلية قد شهدت تراجعاً واضحاً في قيم هذه الروابط بين عام 1982 و1983 وذلك نتيجة لظهور حالة الاختناقات المتولدة عن اتباع سياسة ترشيد الاستثمارات والبدء بتطبيق مبادئ اقتصاد الحرب وتأثير ذلك على مجمل التكوين الرأسمالي، وقد استمر ذلك التراجع في قيمة Zi للعديد من الفروع الصناعية في عام 1986، عدا بعض الصناعات التي تتوافر مدخلاتها محلياً كصناعة السكر وصناعة تصفية النفط اضافة الى صناعة الكيماويات الصناعية وصناعة وسائط النقل واصلاحها، وصناعة الورق، نظرا لمساهمة هذه الصناعات في تغذية متطلبات المجهود الحربي وما يمكن استنتاجه ايضاً انه قد لا يحدث توافق في اتجاه كل من قيمة روابط الجذب الامامية المباشرة Ai وغير المباشرة، Zi كما حصل في عدد من فروع الصناعة، وذلك ما يدلل على ان روابط الجذب غير المباشرة لا تتوقف على مستوى المؤشر العددي للفروع فحسب وانما تعتمد كثيرا على نوعية هذه الفروع وقدرتها في تنشيط وتغذية نفسها والفروع الأخرى.
واذا كان لابد من وضع بعض المقترحات في هذه الدراسة فنشير الى ما يلي:
1- اتباع سياسة تصنيعية تستهدف زيادة الانتاجية في فروع الصناعة التحويلية سواء كان ذلك عن طريق تأهيل وتدريب الكوادر الفنية أو استخدام التقنية العالمية في هذا النشاط.
2- تطوير وتوسيع الصناعات المعدنية الاساسية وصناعة الكيماويات الصناعية، وزيادة الاعتماد على المدخلات الوسيطة المحلية وزيادة مساهمتها في سد الطلب الوسيط للفعاليات الصناعية التحويلية الأخرى.
3- تكثيف الترابطات الامامية بين فروع الصناعة التحويلية، وتطوير الفروع التي تمتلك روابط امامية قوية مع بقية انشطة القطاع الصناعي والتحويلي.
4- توسيع الترابط والتشابك بين فروع الصناعة التحويلية عن طريق زيادة الاهتمام بتطوير بنية القطاع الصناعي بشكل يفضي الى تقليل الاعتماد على استخدام المستلزمات الانتاجية وبخاصة المستورد منها. وبما يؤمن تخفيض الاختناقات التي تواجهها المشاريع الصناعية.
5- اعداد جداول التداخل الصناعي سنوياً على ان يراعى الفصل بين المستخدمات الوسيطة المحلية والمستوردة حتى يتم التخلص من مشكلة أثر التضخم في المعاملات الفنية والوقوف على درجة انكشاف الفروع الصناعية.
الاكثر قراءة في التحليل الأقتصادي و النظريات
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة