المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2749 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



أبو جعفر الرؤاسي و معاذ الهراء  
  
3841   08:33 صباحاً   التاريخ: 27-03-2015
المؤلف : د. محمد المختار ولد اباه
الكتاب أو المصدر : تاريخ النحو العربي في المشرق والمغرب
الجزء والصفحة : 103- 104
القسم : علوم اللغة العربية / المدارس النحوية / المدرسة الكوفية / أهم نحاة المدرسة الكوفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-07-2015 5153
التاريخ: 2-03-2015 10274
التاريخ: 27-03-2015 3527
التاريخ: 2-03-2015 1974

يروى أن الرؤاسي، و اسمه محمد بن أبي سارة، هو أول من وضع نحو الكوفيين، و يذكر من تصانيفه، كتاب «معاني القرآن» و «كتاب الفيصل» ، و كتاب (التصغير و الوقف و الابتداء) (1)، و نقل أنه زار البصرة، و لكن علماءها لم يعطوا كتبه و آراءه اهتماما يذكر، و يقول بعض المؤرخين: إن سيبويه كان يعنيه حينما يتكلم عن الكوفي، إلا أن هذه العبارة (2) لا تكاد توجد في الكتاب (3).

و اعتبارا لكون الرؤاسي ابن أخي معاذ بن مسلم الهراء، فمن الجائز أن توجد صلة علمية بينه و بين عمه، الذي يعد من أساتذة الإمام الكسائي. و لهذا فإنه بوسعنا أن نفترض أن معاذا و الرؤاسي كانا من الرواد الأوائل الذين رسموا معالم الاتجاه الكوفي في اللغة و النحو.

و في لقاء بين هذين الأخيرين، كان الكسائي يصحح للفراء المسائل التي أخذها من الرؤاسي. و يقول شوقي ضيف(4) إن الكسائي اختلف إلى حلقات الرؤاسي و قرأ كتابه «الفيصل» و لم يجد عنده ما يرجو(5).

ص103

أخذ الرؤاسي عن أبي عمرو بن العلاء و عن عيسى بن عمر الثقفي، و قيل:

إنه أول كوفي وضع كتابا في النحو. كما قرأ على زهير الفرقبي تلميذ ميمون الأقرن(6).

أما معاذ الهراء فيقول بعض المؤرخين أنه كان من المعمرين الذين عاشوا نحو مائة و خمسين سنة، و يكادون يجمعون على أنه مات سنة 187 ه‍ أو سنة 195 ه‍. حتى قال فيه محمد بن مناذر:

      إن معاذ بن مسلم رجل                          قد ضج من طول عمره الأبد 
      قد شاب رأس الزمان و اكتهل الده              ـــ‍ر و أثواب عمره جدد 
      يا بكر حواء كم تعيش و كم                     تخدم ثوب الحياة يا لبد 
      فهذه دار آدم خربت                             و أنت فيها كأنك الوتد(7)
و قد ذكروا صلات بينه و بين الكميت و إن لم نطلع على شيوخه، كما يلمح السيوطي في «بغية الوعاة» أنه مؤسس علم التصريف(8)، و مما يروى في معالجته للتصريف، أن أبا مسلم مؤدب عبد الملك بن مروان قد نظر في النحو، و لما أحدث الناس التصريف، أنكره و قال:
قد كان أخذهم في النحو يعجبني         حتى تعاطوا كلام الزنج و الروم 
لما سمعت كلاما لست أفهم                      هكأنه زجل الغربان و البوم 
تركت نحوهم و اللّه يعصمني                    من التقحم في تلك الجراثيم (9)
فأجابه معاذ هذا:
عالجتها أمرد حتى إذا                           شبت و لم تحسن أبا جادها 
سميت من يعرفها جاهلا                        يصدرها من بعد إيرادها 
سهّل منها كل مستصعب                        طود علا أقران أطوادها(10)
غير أن ثمار جهود الرؤاسي و معاذ لم تظهر إلا بعد أن أخذها الكسائي من معاذ، و ناقشها مع الخليل و أغناها برحلته في قبائل العرب، ثم أضاف إليها ما أخذ عن يونس الضّبّيّ، و على هذا فإن إمام المذهب الكوفي في النحو هو الكسائي.

ص104

____________________

(1) ابن النديم: الفهرست، ص 102.

(2) القفطي: الإنباه 4 /108.

(3) المصدر نفسه، ص 4 /106.

(4) الفهرست لابن النديم، و النسخة المطبوعة بياض في محل «عم» .

(5) المدارس النحوية، ص 172 نقلا عن مجالس العلماء الزجاجي.

(6) راجع إنباه الرواة، ج 6 ص 105-108.

(7) راجع إنباه الرواة، ج 3 ص 290.

(8) بغية الوعاة، ج 2 ص 291.

(9) الزبيدي: طبقات النحاة، ص 125.

(10) مكرر يقول الفراء في معاني القرآن (ج 2 ص 3) و حدثني الثقة عبد اللّه بن المبارك عن ابن جريج عن رجل أظنه عطاء عن ابن عباس أنه قرأ تثنوني صدورهم و هي بالعربية بمنزلة تثنى كما قال عنترة:

و قولك للشيء الذي لا تناله              إذا ما هو احلولى ألا ليت ذا ليا




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.