أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-6-2017
54762
التاريخ: 23-3-2018
7076
التاريخ: 2-1-2020
1990
التاريخ: 23-3-2018
11629
|
كانت قضية اللفظ والمعنى، أهم قضية دار حولها النقاش بين القدماء والمحدثين، بل إنها القضية الرئيسة، وما سواها متفرّع منها.
يحدثنا طه حسين عن تطور هذه القضية في العصرين الأموي والعباسي، فيقول: " كان القدماء والمحدثون أيام بني أمية يختلفون في اللفظ اختلافاً ظاهراً، (1) وكانوا يتخذون اللفظ مقياساً لجودة الشعر، فكلما قرب هذا اللفظ من البداوة، وكلما كان رصيناً يملأ الفم ويهز السمع كان الشعر جيداً، أي إن جزالة اللفظ، وشدة القرب بينه وبين ألفاظ البادية في العصر الجاهلي كانت هي المزية الأولى للشاعر، ثم تأتي بعد ذلك جودة المعنى والتعمق فيه " (2).
وقد استمرّ هذا الخلاف نفسه في أول العصر العباسي، " فاختلف الشعراء العباسيون، واختلف معهم الأدباء واللغويون في أيّ الشعرين أجمل وأرقى وأحسن: الشعر الذي يحتذي شعراء الجاهلية والإسلام في متانة اللفظ ورصانته وبداوته، أم الشعر الذي يتخير الألفاظ السهلة العذبة التي ألفها الناس عامة، لا علماء اللغة خاصة؟ " (3).
وإلى جانب ذلك ظهر خلاف آخر حول معاني الشعر:" أتبقى كما كانت بدوية أعرابية، أم تتحضر كما تحضّر الناس؟ ... أيعيش الشعراء عصرهم الذي هم فيه، أم يعيشون عصور الآباء والأجداد؟ " (4).
هذا الخلاف حول اللفظ، والمعنى: كان أشد أنواع الخلاف إنتاجاً وأكثرها خصباً ...وكان هذا كل ما عرف العرب من اختلاف في الشعر بين القدماء والمحدثين: اختلاف في اللفظ نشأت عنه مدرسة مسلم بن الوليد، التي أخرجت أبا تمام والمتبني وأمثالهما من أصحاب البديع، واختلاف في المعنى نشأت عنه مدرسة أبي نواس التي أخرجت البحتري وغيره من أولئك الشعراء، الذين آثروا اللفظ القديم والمعنى الجديد، ولم يتكلفوا بديعاً ولا استعارة ولا جناساً " (5).
لقد احتلّت قضية اللفظ والمعنى، إذاً، حيّزاً هاماً من النقاش الدائر بين أنصار القديم وأنصار الحدّيث. بل إن بعضهم يذهب إلى القول: " إن محور تلك الخصومة كان تجديد المحدثين لمعاني القدماء وفشلهم أو توفيقهم في ذلك " (6).
فالبحتري، بحسب الآمدي، " يتجنب التعقيد ومستكره الألفاظ ووحشي الكلام... ويتعمّد حذف الغريب والوحشي من شعره، ليقرّبه على فهم من يمدحه" (7). أما أبو تمام، فكان " يستكره الألفاظ والمعاني،.. (بل إنه) تعّمد أن يُدلّ في شعره على علمه باللغة وبكلام العرب. فتعمد إدخال ألفاظ غريبة في مواضع كثيرة من شعره "(8).
هذا هو رأي أنصار البحتري في الشاعرين. أما خصومهم فيرون أن ما أُخذ على أبي تمام في اللفظ، والمعنى مسبوق إليه:" ففحول الشعراء -الذين غلبوا عليه، وافتتحوا معانيه، وصاروا قدوة فيه، واتبعهم الشعراء، واحتذوا على حذوهم، وبنوا على أصولهم ـ ما عُصموا من الزلل، ولا سلموا من الغلط "(9) وإن أساء صاحبهم، فالبحتري أيضاً " قد أساء " (10).
ويعود أصحاب البحتري ليردّوا على خصومهم بأن " أخذّ السهو والغلط على من أُخذ عليه من المتقدمين والمتأخرين، في البيت الواحد والبيتين والثلاثة، وربما سلم الشاعر المُكثر من ذلك البتّة " (11). هذا، على حين كان أبو تمام " لا تكاد تخلو له قصيدة واحدة من أبيات عديدة، يكون فيها مخطئاً، أو مُحيلاً، أو عن الغرضِ عادلاً، أو مستعيراً استعارة قبيحة، أو مفسداً للمعنى الذي يقصده بطلب الطباق والتجنيس، أو مُبهماً له بسوء العبارة والتعقيد حتى لا يفهم، ولا يوجد له مخرج " (12).
بعد هذا الدفاع عن المتقدّمين، يأبى أنصارهم إلاّ أن ينزّهوهم عن كل عيب وغلط، فينسبون أغلاطهم إلى السهو، " والسهو فيه إنما دخل على الرواة.. وليس ينبغي له (أي للمتأخر) أن يتبعهم (أي العرب) فيما سهوا فيه "(13).
ويتابع خصوم أبي تمام الدفاع عن صاحبهم، فإن كان البحتري قد أخطأ في بعض شعره، فإنه لا يكون بذلك " داخلاً في جملة المسيئين، ولا الخاطئين في الشعر، لجودة نظمه، واستواء نسجه، ووقوع لفظه في مواقعه، ولأن معانيه تصحّ في النقد، وتخلّصُ على السّبر والسبك، وأبو تمام يتبهرج شعره عند التفتيش والبحث، ولا تصحّ معانيه على التفسير والشرح "(14).
لقد حدّد طرفا الخصومة، وهما يتبادلان الحجج بينهما، نظريتهما في اللفظ والمعنى. فأنصار القديم يميلون إلى المعنى القريب، البعيد عن التعقيد، وإلى اللفظ الواضح المطابق لدلالته المعنوية، لهذا قدّموا البحتري على أبي تمام. وهم، في موقفهم هذا كانوا يفصلون بين اللفظ والمعنى، وهذا يعني بالتالي " أن الشعر (عندهم) محاكاة، أو هو إعادة سبك لعناصر سابقة " (15) أما كون المعنى قريباً، فهو يعني أنه: مسبق موجود قبلياً " (16)، له رصيد سابق في أذهان المتلقين.
على هذه الرؤية التقليدية ثار أنصار الجديد، فلئن كانت " اللغة مستودع الماضي"، إنها " في الوقت نفسه ينبوع المستقبل، من حيث إن الأساسي هو كلام الشاعر، الخاص به، ومن حيث إن الكلام يفتح بعضه بعضاً." وعليه فإن الشاعر مدعو إلى تأسيس تعبير جديد تتحقق فيه الوحدة بين ما يقال وطريقة القول" أي هو مدعو إلى أن يكون كلامه مطابقاً للمعنى الحادث الجديد، لا للمعنى المسبّق القديم، كما يريد التقليديون، وكما أصرّ علماء اللغة والنحو .(17) وهنا يكمن سرّ النقد الموجه لأبي تمام، فهو " يخالف قواعد اللغة لأنه متعمّق في المعاني، فيضطره هذا التعمق إلى أن يحمّل اللغة أكثر مما تطيق، ولا يجوز للمحدثين أن يتصرفوا في اللغة "(18).
وهنا نجد أنفسنا مرة أخرى في حَرَم اللغة، وأمام قضية قدسيتها. وبذلك، تنحلّ مشكلة الخصومة حول اللفظ والمعنى، بين أنصار القديم والجديد. فالبحتري ملتزم بقدسية اللغة، محافظ على ألفاظها ودلالاتها المعنوية كما أقرّها عمود الشعر العربي. أما أبو تمام، فخارج على اللغة، يسعى إلى المعنى البعيد، فيضطر إلى تسخير اللغة له. وهكذا يقوم مذهب أبي تمام في اللفظ والمعنى على اعتماد " المعنى غير المألوف، واستخدام الكلمة العربية بطريقة غير مألوفة، أي نقل اللفظ عن معناه المعروف.. (وهو مذهب) جديد مخالف للطريقة التقليدية في كتابة الشعر آنذاك. لكنه، إذا كان خروجاً على الطريقة، فهو ليس خروجاً على الشعر، بل إنه أفق شعري آخر ". (19).
وعلى الرغم من مهاجمة النقاد مذهب أبي تمام في اللفظ والمعنى، نراهم، بالنسبة إلى المعنى، قد " سلّموا له بالشيء الذي هو ضالة الشعراء وطلبتهم، وهو لطيف المعاني "(20).
أما فيما يخصّ اللفظ، فنرى الزمخشري يدعو إلى الاستشهاد بشعر أبي تمام نفسه، فيقول: " وهو، وإن كان محدثاً لا يُستشهد بشعره في اللغة، فهو من علماء العربية، فاجعل ما يقوله بمنزلة ما يرويه. ألا ترى إلى قول العلماء: الدليل عليه بيتُ الحماسة، فيقنعون بذلك لوثوقهم بروايته وإتقانه " (21) ويذكر أن الزمخشري نفسه استشهد بشعر أبي تمام في الكشاف. ( 22) .
وقد كان للخصومة حول اللفظ والمعنى أثر كبير في دراسة السرقات، فادّعاء المحدثين (23) السبق والابتكار في ما أعادوا صياغته وتقعيده من معاني القدماء، كان أدعى لخلق مشكلة السرقات من موقف أنصار القديم " (24).
وقد دفعت دراسة السرقات، بالتالي، النقاد إلى الاهتمام بالموازنة " فقد كان هؤلاء النقاد حريصين جداً على أن يكشفوا في كل جهود الشعراء، الصورة العارية، لأن هذه الصورة هي مأثورهم الذي يعتزون به... إن الاهتمام بالموازنة بين الشعراء كشف الاهتمام الغريب بالعناصر الثابتة، وخيل إلى النقاد أن العناصر الثابتة تنافس العناصر المتطورة أو الطارئة. فالمأثور أو أصل المعنى أو الصورة العارية ذات قدم راسخة.. إن الاهتمام بالموازنة بين المعاني في اللغة العربية، له دوافع تَخَفْىَ عَلَيْنا الآن، أهم هذه الدّوافع هو كما قلنا أن يُثبت الناقد أن الجماعة أهم من الفرد، أنّ المأثور ينافس المبتدع، أن الصورة العارية لها وجاهة وإن خلت من آثار الفردية والخيال. هذه الصورة الأولى تبلغ أقصى ما قدّر لها من حبّ حين تسمّى تسمية مشهورة هي الفطرة. والفطرة صافية نقية بسيطة كجمهور الناس، أي أن فكرة الجمهور أخذت مكانة ضخمة في ظل الفطرة أو الصورة الأولى أو المستوى الأوّل " (25). وفي ذلك عودة إلى قضيتي الطبع والتقليد.
بقي علينا أن نشير إلى أن عناية أبي تمام بمعانيه والبحتري بألفاظه، جعلت الكثير من النقاد يقصرون إبداع الأول على المعاني، والثاني على الألفاظ، وإن كانوا قد انتبهوا إلى عناية الأول باختيار ألفاظه، والثاني بانتخاب معانيه. يقول ابن الأثير: " فأبو تمام ربّ معان وصيقل أذهان، وقد شهد له بكل معنى مبتكر، لم يمشِ فيه على أثر... أما البحتري فإنه أحسن في سبك اللفظ على المعنى، ولقد حاز طرفي الرقة والجزالة على الإطلاق.. وأتى في شعره بالمعنى المقدود من الصخرة الصمّاء، في اللفظ المصوغ من سُلافة الماء... "(26).
ويبقى الشعر، أخيراً، إبداعاً لغوياً، أداته الرئيسة اللفظ، ومادته المعنى. ولمّا كان كل شاعر يسعى إلى الأصالة والتفرّد، كان لابدّ له أن يطوّر في لغته ومعانيه، وإلاّ بات نسخة طبق الأصل عمّن تقدّمه، فالشاعر يخلق لغته بالخروج على النسق المألوف، وبخروجه هذا يطوّر معانيه، إذ اللغة وعاء المعنى. وبذلك تصبح الصلة وثيقة بين الشعر والشاعر، فلا يعود هذا مقلّداً أو مقيّداً بنماذج مألوفة، لها رصيد نفسي عميق لدى المتلقين. وبعودة حقوق الإبداع للمبدع، وبخروجه على تلك القيود، يصطدم بالآخر، فينشأ عن هذه الصدمة رفض ومعركة وخصومة.
ويبقى السؤال: أيهمّا أجمل، وأين تكمن الأدبية؟: في شعر معانيه مطروقة ولغته مألوفة، أم في شعر يصدمك في ألفاظه ويدهشك في معانيه؟ إن قيمة الإدهاش وما يرافقها من لذة ومتعة في الكشف، هي الحلقة المفقودة التي ينبغي البحث عنها في الحكم على الشعر. سواءٌ أوافق هذا الشعرُ مذهب الأوائل أم لم يوافقه فنحن حينذاك في محراب الشعر حقّاً.
________________
(1) يرى طه حسين أن العصر الأموي " كان عصر تجديد قوي ظاهر في اللفظ والمعنى " حديث الأربعاء 2/14
(2) حديث الأربعاء 2/ 7، وانظر موقف أصحاب اللفظ من تقديم اللفظ على المعنى، عند محمد نجيب البهبيتي: أبو تمام الطائي 187، ط 2 دار الفكر، بيروت، 1970.
(3) حديث الأربعاء 2/7
(4) المرجع نفسه 2/7 -8
(5) المرجع نفسه 2/8
(6) البحتري بين نقاد عصره 34، وانظر النقد المنهجي 86، ومقالات في النقد الأدبي، لمحمد مصطفى هدارة، ص 60 يقول الأخير: " ويمكننا أن نحصر عناصر الخصومة الحقيقية بين القدماء والمحدثين في اختلافهم على عمود الشعر ونهج القصيدة، وفي الإيمان بفكرة استنفاد القدماء للمعاني فأغلب مافي الخصومة كان دائراً حول تجديد المحدثين لمعاني القدماء، وذلك عن طريق وضعها في صورة شعرية جديدة، مادامت المعاني قد استأثر بها القدماء، ولابد للمحدثين من التوارد عليها "مقالات في النقد الأدبي، دار القلم، 1964 -1965.
(7) الموازنة 1/4، 26
(8) المصدر نفسه 1/4، 25
(9) المصدر نفسه 1/51 وما قبل
(10) المصدر نفسه 1/28
(11) المصدر نفسه 1/52، 217 -ويعلق الأعرجي على هذا الموقف بقوله: " إن موقف أنصار القديم (هذا)، لا يمليه سدّ الطريق على أنصار الجديد في التشبث بالضعيف، قدر ما يمليه سد الطريق عليهم في استغلال منافذ القديم، دفاعاً عن جديدهم، مستندين في ذلك إلى أن " العيب من كل أحد معيب، وإنما الاقتداء في الصواب لا في الخطأ " الصراع بين القديم والجديد 135
(12) الموازنة 1/36 -37
(13) الثابت والمتحول 3/ 18
(14) المرجع نفسه 3 / 17
(15) يقول ابراهيم السامرائي: " لم يكن لعلماء اللغة وعلماء النحو بصر بالشعر ونقده، ولكنهم باشروا هذا الفن، فقصروا همهم على النظر في الاستعمالات اللغوية، وانصراف اللفظ إلى معنى دون غيره. ولم يكن القول بفكرة تبدّل المعاني والدلالات، وتطوّر ذلك تبعاً للزمان والمكان، مفهوماً عندهم. على أن هؤلاء الشعراء المحدثين، ما كانوا ليأبهوا بأقوال هؤلاء... " لغة الشعر بين جيلين 136
(16) من حديث الشعر والنثر 105
(17) زمن الشعر 30، لأدونيس، ط 2 دار العودة، بيروت، 1978
(18) الموازنة 1/ 397
(19) شعراء ودواوين 214، لعبد الوهاب الصابوني، مكتبة الشرق، بيروت، 1978.
(20) شعراء ودواوين 214، لعبد الوهاب الصابوني، مكتبة الشرق، بيروت، 1978.
(21) يقول الصولي: " إن المتأخرين إنما يجرون بريح المتقدمين، ويصبون على قوالبهم، ويستمدون بلعابهم، وينتجعون كلامَهم، وقلما أخذ أحدّ منهم معنى، من متقدم إلاّ أجاده. وقد وجدنا في شعر هؤلاء معاني لم يتكلم القدماء بها، ومعاني أومؤوا إليها، فأتى بها هؤلاء وأحسنوا فيها... " أخبار أبي تمام 17.
وإلى هذا النص يستند مندور في حكمه على الخصومة بأنها " كانت دائرة حول تجديد المحدثين لمعاني القدماء وإصابتهم في ذلك أو إخفاقهم " النقد المنهجي 86
(22) يقول الآمدي في حديثه عن أبي تمام: " ومع هذا، فلم أر المنحرفين عن هذا الرجل يجعلون السرقات من كبير عيوبه، لأنه باب ما يعرى منه أحد من الشعراء إلا القليل، بل الذي وجدته يعيبونه كثرة أخطائه وإخلاله وإحالاته، وأغاليطه في المعاني والألفاظ " -الموازنة 1/138
(23) البحتري بين نقاد عصره 35
(24) نظرية المعنى 57 -58، لمصطفى ناصف، دار القلم، القاهرة، 1965
(25) جواهر الأدب / 372 -373، لأحمد الهاشمي، ط 26، القاهرة، 1965 -نقلاً عن المثل السائر.
(26) عز الدين إسماعيل: الأسس الجمالية في النقد العربي 176، ط 3 دار الفكر العربي، القاهرة 1974.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
الصحة العالمية: الضوضاء تهديد خفي لصحة الإنسان
|
|
|
|
|
سر جديد ينكشف.. أهرامات الجيزة خدعت أنظار العالم
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|