يصنف محصول الصويا ضمن قائمة المحاصيل البقولية، باعتباره محصولا زيتيا Oilseed crop، حيث تتسم بذور بالإضافة إلى محتواها العالي بالبروتين (38-45%) بمحتواها المرتفع نسبيا من الزيت (20%). ويزرع الصويا بشكل رئيس لإنتاج الزيت، وتستخدم الكسبة الناتجة عن عصر البذور واستخراج الزيت منها علفا للحيوانات Livestock feed.

ويحتوي زيت فول الصويا، على قرابة 7% من الحمض الدهني غير المشبع اللينولينيك Linolenic acid)) (3: 18– C)، وقرابة 51% من حمض اللينولييك Linoleic acid (2: 18 –C)، ونحو 23% من حمض الأوليك Oleic acid (1: 18- C). ويحتوي أيضا على الأحماض الدهنية غير المشبعة مثل حمض الستياريك Stearic بنسبة 4%، وحمض البالميتيك Palmitic بنسبة 10%. وإن ارتفاع نسبة الحمض الدهني غير المشبع اللينولينيك في زيت الصويا (7-10%) يجعله عرضة للتأكسد Oxidation، وهي صفة غير مرغوبة.

يطلق على محصول فول الصويا اسم المحصول المعجزة The miracle crop، أو الذهب الذي ينمو The gold that grows، بسبب تعدد مجالات استعماله في تغذية الإنسان، والحيوان، وفي العديد من المجالات الصناعية.

أولا- استخدام الصويا في غذاء الإنسان

تعد بذور الصويا مصدرا غذائيا مهما للإنسان، بسبب غناها بالبروتين (45-35 %)، ويمتاز بروتين الصويا بغناه بالأحماض الأمينية الأساسية Essential amino acids، والزيت (18-22%)، حيث يمتاز زيت الصويا بغناه بالأحماض الدهنية غير المشبعة Unsaturated fatty acids التي تؤدي دورا مهما في خفض مستوى الكوليسترول في الدم، والحيلولة دون الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل تصلب الشرايين. وتحتوي على الفيتامينات، مثل حمض النيكوتين، و B₁ أو الثيامين، و B₂ أو الريبوفلافين، بالإضافة إلى فيتامين B₆ (البيريدوكسين)، وفيتامينE  (α- Tocopherol)، وفيتامين K. بالإضافة إلى العديد من العناصر المعدنية المهمة في تغذية الإنسان مثل P, Na⁺ ، K⁺ ، Ca²⁺.

 تستعمل بذور فول الصويا الكاملة، خضراء أو جافة في تحضير العديد من الوجبات، كما في الكثير من دول جنوب آسيا، أو تعلب لاستخدامها لاحقا. ويمكن أن تنبت البذور للحصول على البادرات الصغيرة Sprouts واستخدامها في إعداد السلطات. ويمكن أن يستخدم دقيق الصويا الغني بالبروتين في صناعة الخبز والمعجنات بعد خلطه مع دقيق القمح أو الذرة الصفراء والحليب. ويحضر من حبوب الصويا شراب يحتوي على 3.5 % بروتين، وهذا يعادل محتوى الحليب البقري من البروتين، ويمتاز بطعمه الجيد، بسبب خلوه من المركبات المسببة للطعم غير المرغوب به. ويستخدم هذا الشراب بديلا للحليب الحيواني في إعداد الكثير من المنتجات الغذائية مثل المثلجات Ice cream، والزبدة منخفضة الدسم، ولبن الصويا.

ثانيا- استخدامات الصويا في تغذية الحيوان

يستخدم الصويا في تغذية الحيوان بعدة أشكال : علف أخضر Forage أو دريس Hay، أو سيلاج Silage. بيد أن الاستخدام الأوسع والأكثر انتشارا للصويا في تغذية الحيوان هو على شكل كسبة Meal. تستخدم كسبة الصويا Soy meal في معظم أنحاء العالم في تغذية الأبقار الحلوب، وعجول التسمين وبشكل أكبر في تغذية الدواجن. وتشكل نسبة الصويا عالية البروتين، أكثر من 70-75 % من مجموع الأكساب المتداولة في السوق العالمية، وتتعرض للمنافسة من قبل كسبة القطن Cotton seed meal، ومسحوق السمك Fish meal، وكسبة زهرة الشمس، وكسبة بذور اللفت الزيتي Rapseed meal. ولكن تعد كسبة بذور فول الصويا أهم مصدر حيوي للبروتين في علائق الدواجن بسبب قيمتها الغذائية العالية، وتوافرها بكميات كبيرة، وكلفتها المنخفضة، وثبات تركيبها. وتستخدم كسبة الصويا في علائق الحيوانات بشكلين أساسيين، هما الكسبة المقشورة Dehulled meal، والكسبة غير المقشورة. وتحتوي كسبة الصويا غير المقشورة على 44% بروتينا، و7% أليافا، في حين تحتوي كسبة الصويا المقشورة على 47% بروتينا، و3.5 % أليافا، ويتشابه النوعان في محتواهما من الرماد (6%). وتعد القشور المنتج الثانوي الأساسي في صناعة الكسبة، وتشكل 87% من حبوب الصويا، وهي ذات قيمة غذائية منخفضة بسبب محتواها العالي من الألياف، فهي تستعمل حصرا في علائق المجترات Ruminants، أو مواد تحميل الفيتامينات والمضادات الحيوية في علائق الحيوانات.

ثالثا- استعمالات الصويا في الصناعة

يستعمل الصويا في مجال صناعات الدهانات، ويدخل بوصفه مادة أولية لصناعة البلاستيك، وصناعة موانع الأكسدة Anti oxidants، وصناعة المشمعات غير النفوذة للماء المستخدمة في صنع المعاطف المطرية. ويستخدم في صناعة مواد إطفاء الحريق، وحفظ الخشب والشحوم Lubricants والمطاط الصناعي، والسجاد الصناعي، والجلود والورق، ووقود في محركات الديزل، والشموع، والصابون. ويدخل أيضا في صناعة مبيدات الآفات، ومبيدات الأعشاب بدلا من الزيت المعدني. ويستخدم زيت الصويا مانعا للغبار في صوامع تخزين القمح، حيث يخفض نسبة الغبار المتطاير في جو الصومعة بنسبة 90% عندما يستخدم بتركيز 0.03 %، حيث يمكن أن يؤدي ارتفاع تركيز الغبار، واحتكاك ذرات الغبار مع بعضها إلى حدوث انفجارات بسبب الكهرباء الساكنة، ويمكن أن تدمر الصومعة بشكل كامل، وتتركها أثرا بعد عين.