مناظرة ابن أبي الحديد المعتزلي مع علي بن الفارقي وبعضهم في أمر فدك |
744
10:06 صباحاً
التاريخ: 22-10-2019
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-10-2019
3220
التاريخ: 23-10-2019
905
التاريخ: 22-10-2019
606
التاريخ: 23-10-2019
1207
|
يقول ابن أبي الحديد المعتزلي (1) في أمر فدك: وسألت علي بن الفارقي مدرس المدرسة الغربية ببغداد، فقلت له: أكانت فاطمة (عليها السلام) صادقة؟ قال: نعم.
قلت: فلم لم يدفع إليها أبو بكر فدك وهي عنده صادقة؟ فتبسم، ثم قال كلاما لطيفا مستحسنا مع ناموسه وحرمته وقلة دعابته، قال: لو أعطاها اليوم فدك بمجرد دعواها لجاءت إليه غدا وادعت لزوجها الخلافة، وزحزحته عن مقامه، ولم يكن يمكنه الاعتذار والموافقة بشيء، لأنه يكون قد أسجل على نفسه أنها صادقة فيما تدعي كائنا ما كان من غير حاجة إلى بينة ولا شهود.
وهذا كلام صحيح، وإن كان أخرجه مخرج الدعابة والهزل (2).
وقال لي علوي من الحلة (3) يعرف بعلي بن مهنأ، ذكي ذو فضائل: ما تظن قصد أبي بكر وعمر بمنع فاطمة (عليها السلام) فدك؟
قلت: ما قصدا؟
قال: أرادا ألا يظهرا لعلي (عليه السلام) - وقد اغتصباه الخلافة - رقة ولينا وخذلانا، ولا يرى عندهما خورا، فأتبعا القرح بالقرح.
وقلت لمتكلم من متكلمي الإمامية يعرف بعلي بن تقي من بلدة النيل (4): وهل كانت فدك إلا نخلا يسيرا وعقارا ليس بذلك الخطير!
فقال لي: ليس الأمر كذلك، بل كانت جليلة جدا، وكان فيها من النخل نحو ما بالكوفة الآن من النخل، وما قصد أبو بكر وعمر بمنع فاطمة (عليها السلام) عنها إلا ألا يتقوى علي (عليه السلام) بحاصلها وغلتها على المنازعة في الخلافة، ولهذا أتبعا ذلك بمنع فاطمة وعلي (عليهما السلام) وسائر بني هاشم وبني المطلب حقهم في الخمس، فإن الفقير الذي لا مال له تضعف همته ويتصاغر عند نفسه، ويكون مشغولا بالاحتراف والاكتساب عن طلب الملك والرياسة (5).
_________________
(1) هو: عبد الحميد بن هبة الله بن محمد بن محمد بن الحسين بن أبي الحديد عز الدين المدائني، ولد بالمدائن سنة 586 ه ونشأ بها وتلقى عن شيوخها، ودرس المذاهب الكلامية فيها، ثم مال إلى مذهب الاعتزال منها، وعلى أساسه جادل وناظر، وكان متضلعا في فنون الأدب، عارفا بأخبار العرب، وله عدة مصنفات أشهرها شرح نهج البلاغة، توفي سنة 655 ه، وقيل 656 ه، راجع ترجمته في: مقدمة شرح نهج البلاغة تحقيق محمد أبو الفضل، وفيات الأعيان لابن خلكان: ج 5 ص 391 - 392، البداية والنهاية: ج 13 ص 199.
(2) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 16 ص 284.
(3) الحلة: مدينة كبيرة بين الكوفة وبغداد، كانت تسمى الجامعين، وكان أول من عمرها ونزلها سيف الدولة صدقة بن منصور بن دبيس بن علي بن مزيد الأسدي، وذلك في محرم سنة (495 ه)، وكانت أجمة تأوي إليها السباع، فنزل بها بأهله وعساكره وبنى بها المساكن الجليلة والدور الفاخرة، وتأنق أصحابه في مثل ذلك فصارت ملجأ، وقد قصدها التجار فصارت أفخر بلاد العراق وأحسنها مدة حياة سيف الدولة، وفي الحلة مسجد الإمام الصادق (عليه السلام) وفيها أيضا مسجد رد الشمس ومسجد جمجمة. سفينة البحار: ج 1 ص 299، مراصد الاطلاع: ج 1 ص 419.
(4) النيل: بليدة في سواد الكوفة، قرب حلة بني مزيد يخترقها نهر يتخلج من الفرات العظمى، حفره الحجاج بن يوسف وسماه نيل مصر، وهو عمود عمل قوسان يصب فاضله إلى دجلة تحت النعمانية، مراصد الاطلاع: ج 3 ص 1413.
(5) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 16 ص 236 - 237.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
وفد كلية الزراعة في جامعة كربلاء يشيد بمشروع الحزام الأخضر
|
|
|