أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2019
1855
التاريخ: 1-12-2016
2853
التاريخ: 29-12-2019
1745
التاريخ: 5-6-2020
2761
|
عمار: فهو عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس العنسي المذحجي، يكنى أبا اليَقْظَان حليف بني مخزوم.
قال ابن عبد البر في كتاب (الاستيعاب): كان والد عمار عربي من قحطان من عنس في مذحج؛ فتقدم مكة مع أخوين له يقال لهما: مالك، والحارث في طلب أخ لهم رابع، فرجع الحارث ومالك إلى اليمن، وأقام ياسر بمكة فحالف أبا حذيفة بن المغيرة المخزومي، فزوجه أمة له يقال لها: سمية فولدت عماراً، فأعتقه أبو حذيفة.
فمن هاهنا كان عمار مولى بني مخزوم، وهو عربي لا يختلفون في ذلك، وللحلف والولاء الذي بين بني مخزوم وعمار وأبيه ياسر، كان اجتماع بني مخزوم على عثمان حين نال من عمار من الضرب، حتى انفتق له فتق في بطنه وكسروا ضلعاً من أضلاعه؛ فقال بنو مخزوم: والله لئن مات لا قتلنا غير عثمان.
وكان عمار [وأمه] ممن عذِّب في الله، ثم أعطاهم عمار ما أرادوا بلسانه واطمأن الإيمان بقلبه، فنزلت فيه الآية: {إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ} [النحل:106]، وهذا مما أجمع عليه أهل التفسير، وهاجر إلى الحبشة، وصلى [إلى] القبلتين، وهو من المهاجرين الأولين، ثم شهد بدراً، والمشاهد كلها، وابتلي بلاءً حسناً، ثم شهد اليمامة وقاتل فيها، ويومئذٍ قطعت أذنه.
قال بعضهم: رأيت عماراً يوم اليمامة على صخرة، وقد أشرف عليها يصيح: يا معشر المسلمين، أمن الجنة تفرون؟ أنا عمار بن ياسر هلموا إليَّ، وأنا أنظر إلى أذنه قد قطعت وهي تذبذب، وهو يقاتل أشد قتال.
قال ابن عبد البر: وبلغنا أن عماراً قال: كنت ترباً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سنه، لم يكن أحد أقرب إليه مني سناً. قال: وقد قال ابن عباس في قوله تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ }[الأنعام:122]: إنه عمار بن ياسر، {كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا }[الأنعام:122] إنه أبو جهل، وقال رسول الله ً: ((إن عماراً ملىء إيماناً [من قدمه] إلى مشاشه)). ويروى: ((إلى أخمص قدميه)). وروي عن عائشة، أنها قالت: ما من أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أشاء أن أقول فيه إلا قلت إلا عماراً؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((إنه ملىء إيماناً إلى أخمص قدميه )). وقال عبد الرحمن بن البراء : شهدنا مع علي -عليه السلام- ثماني مائة ممن بايع بيعة الرضوان، قتل منَّا ثلاثة وستون. [وفي بعض النسخ: مائة وستون] منهم عمار بن ياسر، ومن حديث خالد بن الوليد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((من أبغض عماراً أبغضه الله )). فما زلت أحبه من يومئذٍ.
ومن حديث علي -عليه السلام- أن عماراً جاء يستأذن على رسول الله ً يوماً فعرف صوته، فقال: ((مرحباً بالطيِّب المطيَّب ائذنوا له )).
وقال أنس، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (( اشتاقت الجنة إلى أربعة: علي، وعمار، وبلال، وسلمان)).
وعن أبي عبد الرحمن السلمي قال: شهدنا مع علي -عليه السلام- صفين فرأيت عمار بن ياسر ما يأخذ في ناحية، ولا [في] وادي من أودية صفين إلا رأيت أصحاب محمد يتبعونه كأنه علم لهم، وسمعته يومئذٍ يقول لهاشم بن عتبة : يا هاشم، تقدم الجنة تحت البارقة اليوم نلقى الأحبة محمداً وحزبه، والله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر ؛ لعلمنا أنَّا على الحق وهم على الباطل، ثم قال:
نحن ضربناكم على تنزيله.... واليوم نضربكم على تأويله
ضرباً يزيل الهام عن مقيله.... ويذهل الخليل عن خليله
أو يرجع الحق إلى سبيله
فلم أر أصحاب محمد قتلوا في موطن ما قتلوا يومئذٍ، وقد قال أبو مسعود البدري وطائفة من الصحابة لحذيفة حين احتضر وقد ذكر الفتنة: إذا اختلف الناس فبمن تأمرنا؟ فقال : عليكم بابن سمية، فإنه لن يفارق الحق حتى يموت، أو قال: فإنه يزول مع الحق حيث زال.
قال ابن عبد البر: استسقى عمار يوم صفين؛ فأوتي بشربة من ماء فشرب فقال: اليوم ألقى الأحبة محمداً وحزبه، إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عهد إليَّ أن آخر شربة أشربها في الدنيا شربة لبن، ثم استسقى ثانية فأتته امرأة طويلة بإناء فيه ضياح من لبن، فقال حين شربه: الحمد الله الجنة تحت الأسنة، والله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أنَّا على الحق، وأنهم على الباطل، ثم قاتل حتى قتل.
[قالوا] : وكتب عمر إلى أهل الكوفة أما بعد:
فإني بعثت إليكم عماراً أميراً، وعبد الله بن مسعود معلماً ووزيراً، وهما من النجباء، من أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ً فاسمعوا لهما، واقتدوا بهما؛ فإني قد آثرتكم بعبد الله على نفسي.
قال ابن عبد البر: وإنما قال عمر: وهما من النجباء؛ لقوله : ((إنه لم يكن نبي إلا أعطي سبعة من أصحابه نجباء وزراء رفقاء، [فقال] وإني أعطيت أربعة عشر: حمزة، وجعفر، وأبا بكر، وعمر، وعلياً، وحسناً، وحسيناً، وعبد الله بن مسعود، وسلمان، وعماراً، وأبا ذر، وحذيفة، والمقداد، وبلالاً)).
قال ابن عبد البر: وتواترت الأخبار عن النبي ً أنه قال: ((تقتل عماراً الفئة الباغية )). وهذا من إخباره بالغيب، وأعلام نبوته، وهو من أصحَّ الأحاديث. انتهى.
وعن أبي سعيد الخدري قال: أمرنا رسول الله ً أن نقاتل الناكثين[الساكتين والماكثين] والقاسطين، والمارقين؛ فقلنا: يا رسول الله، مع من نقاتل؟ فقال: ((مع علي بن أبي طالب، معه يقتل عمار بن ياسر)).
قال في (النجم الثاقب) : هذا حديث صحيح، متفق على صحته، وقد تواترت الأخبار أن عماراً قتل يوم صفين في عسكر علي، ودفن بالرقة، وقبره يزار.
قال: وقد زرته، ثم قال: إن معاوية أرسل إلى عمار ليرسله إلى علي في الصلح في صفين، فجعل عمار يعاتب معاوية في حرب علي -عليه السلام- ومعاوية يعرض عن حديثه، ويرغبه في فضول الشام؛ فقال عمار: صدق خليلي؛ فقال: من خليلك أعلي أم غيره؟ فقال: بل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كنت أنقل لبن المسجد لبنتين لبنتين، فمسح الغبار عن رأسي، وقال: ((ويح عمار!! يدعوهم إلى الله، ويدعونه إلى النار )).
قال: وأخرجه البخاري في كتاب الجهاد، وترجم عليه باب مسح الغبار عن الرأس. انتهى.
وكانت صفين في ربيع الآخر سنة 37[سبع وثلاثين] ؛ فلما قتل عمار دفنه علي -عليه السلام- في ثيابه، ولم يغسله.
قال ابن عبد البر: وروى أهل الكوفة أنه صلى عليه -وهو مذهبهم في الشهداء يصلى عليهم ولا يغسلون-، وكانت سنه يوم قتل ثلاثاً وتسعين سنة -رحمه الله تعالى-.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
جامعة كربلاء: مشاريع العتبة العباسية الزراعية أصبحت مشاريع يحتذى بها
|
|
|