إحتجاج أمير المؤمنين (عليه السلام) على أبي بكر لما كان يعتذر إليه من بيعة الناس له ويظهر الانبساط له |
3031
07:31 صباحاً
التاريخ: 16-10-2019
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-10-2019
1165
التاريخ: 19-10-2019
546
التاريخ: 16-10-2019
2293
التاريخ: 20-10-2019
765
|
عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم السلام، قال: لما كان من أمر أبي بكر وبيعة الناس له وفعلهم بعلي، لم يزل أبو بكر يظهر له الانبساط ويرى منه الانقباض فكبر ذلك على أبي بكر، وأحب لقائه واستخراج ما عنده والمعذرة إليه مما اجتمع الناس عليه وتقليدهم إياه أمر الأمة وقلة رغبته في ذلك وزهده فيه.
أتاه في وقت غفلة وطلب منه الخلوة، فقال: يا أبا الحسن والله ما كان هذا الأمر عن مواطاة مني ولا رغبة فيما وقعت عليه ولا حرص عليه ولا ثقة بنفسي فيما تحتاج إليه الأمة ولا قوة لي بمال ولا كثرة لعشيرة ولا استيثار به دون غيري فما لك تضمر علي ما لم استحقه منك وتظهر لي الكراهة لما صرت فيه وتنظر إلي بعين الشنآن؟
قال: فقال أمير المؤمنين عليه السلام : فما حملك عليه إذ لم ترغب فيه ولا حرصت عليه ولا أثقت بنفسك في القيام به؟!
قال: فقال أبو بكر: حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله: " إن الله لا يجمع أمتي على ضلال " ولما رأيت إجماعهم اتبعت قول النبي صلى الله عليه وآله، وأحلت أن يكون إجماعهم على خلاف الهدى من ضلال، فأعطيتهم قود الإجابة، ولو علمت أن أحدا يتخلف لامتنعت.
فقال علي عليه السلام: أما ما ذكرت من قول النبي صلى الله عليه وآله " إن الله لا يجمع أمتي على ضلال " فكنت من الأمة أم لم أكن؟ قال: بلى.
قال: وكذلك العصابة الممتنعة عنك: من سلمان، وعمار، وأبي ذر، والمقداد، وابن عبادة، ومن معه من الأنصار.
قال: كل من الأمة قال علي عليه السلام: فكيف تحتج بحديث النبي وأمثال هؤلاء قد تخلفوا عنك؟! وليس للأمة فيهم طعن ولا في صحبة الرسول لصحبته منهم تقصير، قال: ما علمت بتخلفهم إلا بعد إبرام الأمر، وخفت إن قعدت عن الأمر أن يرجع الناس مرتدين عن الدين، وكان ممارستهم إلي إن أجبتهم أهون مؤنة على الدين وإبقاء له من ضرب الناس بعضهم ببعض فيرجعون كفارا، وعلمت أنك لست بدوني في الإبقاء عليهم وعلى أديانهم.
فقال علي عليه السلام: أجل ولكن أخبرني عن الذي يستحق هذا الأمر بما يستحقه؟
فقال أبو بكر: بالنصيحة، والوفاء، ودفع المداهنة، وحسن السيرة، وإظهار العدل، والعلم بالكتاب والسنة، وفصل الخطاب، مع الزهد في الدنيا، وقلة الرغبة فيها، وانتصاف المظلوم من الظالم للقريب والبعيد، ثم سكت.
فقال علي عليه السلام: والسابقة، والقرابة.
فقال أبو بكر: والسابقة والقرابة.
فقال علي عليه السلام: أنشدك بالله يا أبا بكر أفي نفسك تجد هذه الخصال أو في ؟
فقال أبو بكر: بل فيك يا أبا الحسن.
قال: فأنشدك بالله أنا المجيب لرسول الله صلى الله عليه وآله قبل ذكران المسلمين (1) أم أنت؟
قال: بل أنت.
قال عليه السلام: فأنشدك بالله، أنا صاحب الأذان لأهل الموسم والجمع الأعظم للأمة بسورة براءة (2) أم أنت؟ قال: بل أنت.
قال: فأنشدك بالله أنا وقيت رسول الله صلى الله عليه وآله بنفسي يوم الغار (3) أم أنت؟
قال: بل أنت.
قال فأنشدك بالله أنا المولى لك ولكل مسلم بحديث النبي صلى الله عليه وآله يوم الغدير (4) أم أنت؟ قال: بل أنت .
قال فأنشدك بالله ألي الولاية من الله مع رسوله في آية الزكاة بالخاتم (5)
أم لك؟ قال: بل لك.
قال فأنشدك بالله ألي الوزارة مع رسول الله صلى الله عليه وآله والمثل من هارون من موسى (6) أم لك؟ قال: بل لك.
قال فأنشدك بالله أبي برز رسول الله صلى الله عليه وآله وباهلي وولدي في مباهلة المشركين أم بك وبأهلك وولدك (7)؟ قال: بل بكم.
قال فأنشدك بالله ألي ولأهلي وولدي آية التطهير من الرجس أم لك ولأهل بيتك (8)؟ قال: بل لك ولأهل بيتك.
قال فأنشدك بالله أنا صاحب دعوة رسول الله صلى الله عليه وآله وأهلي وولدي يوم الكساء " اللهم هؤلاء أهلي إليك لا إلى النار (9) " أم أنت؟ قال: بل أنت وأهلك وولدك قال فأنشدك بالله أنا صاحب آية " يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا (10) أم أنت؟ قال: بل أنت.
قال فأنشدك بالله أنت الذي ردت عليه الشمس لوقت صلاته فصلاها ثم توارت أم أنا (11)؟ قال: بل أنت.
قال فأنشدك بالله أنت الفتى نودي من السماء " لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي " (12) أم أنا؟ قال: بل أنت.
قال فأنشدك بالله أنت الذي حباك رسول الله صلى الله عليه وآله برايته يوم خيبر، ففتح الله له أم أنا (13)؟ قال: بل أنت.
قال فأنشدك بالله أنت الذي نفست عن رسول الله وعن المسلمين بقتل عمرو بن عبد ود أم أنا (14)؟ قال: بل أنت.
قال فأنشدك بالله أنت الذي ائتمنك رسول الله صلى الله عليه وآله على رسالته إلى الجن (15) فأجابت أم أنا؟ قال: بل أنت.
قال فأنشدك بالله أنا الذي طهره الله من السفاح من لدن آدم إلى أبيه بقول رسول الله صلى الله عليه وآله: " خرجت أنا وأنت من نكاح لا من سفاح (16) من لدن آدم إلى عبد المطلب " أم أنت؟ قال: بل أنت.
قال فأنشدك بالله أنا الذي اختارني رسول الله وزوجني ابنته فاطمة عليها السلام، وقال: " الله زوجك إياها في السماء (17) " أم أنت؟ قال: بل أنت.
قال فأنشدك بالله أنا والد الحسن والحسين سبطيه وريحانتيه إذ يقول: " هما سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما (18) " أم أنت؟ قال: بل أنت.
قال فأنشدك بالله أخوك المزين بالجناحين يطير في الجنة مع الملائكة أم أخي (19)؟ قال: بل أخوك.
قال فأنشدك بالله أنا ضمنت دين رسول الله وناديت في المواسم بإنجاز موعده أم أنت (20)؟ قال: بل أنت.
قال فأنشدك بالله أنا الذي دعاه رسول الله صلى الله عليه وآله والطير عنده يريد أكله يقول: " اللهم ايتني بأحب خلقك إلي وإليك بعدي يأكل معي من هذا الطير " (21) فلم يأته غيري أم أنت؟ قال: بل أنت.
قال فأنشدك بالله أنا الذي بشرني رسول الله صلى الله عليه وآله بقتال الناكثين، والقاسطين والمارقين، على تأويل القرآن (22) أم أنت؟ قال: بل أنت.
قال فأنشدك بالله أنا الذي دل عليه رسول الله صلى الله عليه وآله بعلم القضاء وفصل الخطاب بقوله: " على أقضاكم " أم أنت (23)؟ قال بل أنت.
قال فأنشدك بالله أنا الذي أمر رسول الله صلى الله عليه وآله أصحابه بالسلام عليه بالإمرة في حياته أم أنت (24)؟ قال: بل أنت.
قال فأنشدك بالله أنا الذي شهدت آخر كلام رسول الله صلى الله عليه وآله ووليت غسله ودفنه أم أنت (25)؟ قال: بل أنت.
قال فأنشدك بالله أنت الذي سبقت له القرابة من رسول الله صلى الله عليه وآله أم أنا (26)؟
قال: بل أنت.
قال فأنشدك بالله أنت الذي حباك الله بالدينار عند حاجته إليه وباعك جبرئيل وأضفت محمدا فأطعمت ولده أم أنا (27) قال: فبكى أبو بكر قال: بل أنت.
قال فأنشدك بالله أنت الذي جعلك رسول الله صلى الله عليه وآله على كتفه في طرح صنم الكعبة وكسره حتى لو شئت أن أنال أفق السماء لنلتها أم أنا (28)؟ قال بل أنت قال: فأنشدك بالله أنت الذي قال لك رسول الله صلى الله عليه وآله: " أنت صاحب لواي في الدنيا والآخرة (29) " أم أنا؟ قال: بل أنت.
قال فأنشدك الله أنت الذي أمرك رسول الله صلى الله عليه وآله بفتح بابه في مسجده عندما أمر بسد أبواب جميع أهل بيته وأصحابه وأحل لك فيه ما أحل الله له أم أنا (30) قال: بل أنت.
قال فأنشدك بالله أنت الذي قدمت بين يدي نجوى رسول الله صلى الله عليه وآله صدقة (31) فناجيته إذ عاتب الله قوما فقال: {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ} [المجادلة: 13] أم أنا قال: بل أنت.
قال فأنشدك بالله أنت قال رسول الله صلى الله عليه وآله لفاطمة: " زوجتك أول الناس إيمانا، وأرجحهم إسلاما في كلام له " أم أنا (32) قال: بل أنت.
قال فأنشدك بالله يا أبا بكر أنت الذي سلمت عليه ملائكة سبع سماوات يوم القليب (33) أم أنا؟ قال: بل أنت.
قال: فلم يزل يورد مناقبه التي جعل الله له ورسوله دونه، ودون غيره، ويقول له أبو بكر: بل أنت.
قال: فبهذا وشبهه تستحق القيام بأمور أمة محمد، فما الذي غرك عن الله وعن رسوله ودينه وأنت خلو مما يحتاج إليه أهل دينه.
قال: فبكى أبو بكر وقال: صدقت يا أبا الحسن انظرني قيام يومي فأدبر ما أنا فيه وما سمعت منك.
فقال علي عليه السلام: لك ذلك يا أبا بكر.
فرجع من عنده وطابت نفسه يومه ولم يأذن لأحد إلى الليل، وعمر يتردد في الناس لما بلغه من خلوته بعلي، فبات في ليلته فرأى في منامه كأن رسول الله صلى الله عليه وآله تمثل له في مجلسه فقام إليه أبو بكر يسلم عليه فولى عنه وجهه فصار مقابل وجهه فسلم عليه فولى وجهه عنه، فقال أبو بكر: يا رسول الله أمرت بأمر لم أفعله؟ فقال: أرد عليك السلام وقد عاديت من والاه الله ورسوله؟ رد الحق إلى أهله. فقلت: من أهله؟ قال: من عاتبك عليه علي، قلت: فقد رددته عليه يا رسول الله ثم لم يره.
فأصبح وبكر إلى علي عليه السلام وقال ابسط يدك يا أبا الحسن أبايعك وأخبره بما قد رأى، قال: فبسط علي يده فمسح عليها أبو بكر وبايعه وسلم إليه وقال له: أخرج إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبرهم بما رأيت من ليلتي وما جرى بيني وبينك، وأخرج نفسي من هذا الأمر وأسلمه إليك، قال: فقال علي عليه السلام: نعم.
فخرج من عنده متغيرا لونه عاتبا نفسه، فصادفه عمر وهو في طلبه، فقال له ما لك يا خليفة رسول الله؟ فأخبره بما كان وما رأى وما جرى بينه وبين علي، فقال: أنشدك بالله يا خليفة رسول الله والاغترار بسحر بني هاشم والثقة بهم فليس هذا بأول سحر منهم، فما زال به حتى رده عن رأيه وصرفه عن عزمه ورغبه فيما هو، بالثبات عليه، والقيام به.
قال: فأتى علي المسجد على الميعاد فلم ير فيه منهم أحدا فأحس بشيء منهم، فقعد إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله قال: فمر به عمر، فقال: يا علي دون ما تريد خرط القتاد (34) فعلم عليه السلام بالأمر ورجع إلى بيته.
________________________
(١) في " ذخائر العقبى ": عن زيد بن أرقم قال: " كان أول من أسلم علي بن أبي طالب ". وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " على أول من أسلم بعد خديجة ".
وذكر الحجة الأميني في ج ٣ من كتاب الغدير ص ٢١٩ مائة حديث من طرق مختلفة، رواها أئمة الحديث وحفاظه، في أن عليا أول من أسلم.
وروى محب الدين الطبري في " ذخائر العقبى " عن عمر بن الخطاب قال: " كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة، إذ ضرب رسول الله صلى الله عليه وآله منكب علي بن أبي طالب فقال: " يا علي أنت أول المؤمنين إيمانا، وأنت أول المسلمين إسلاما، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى " وبعد أن نقل عدة روايات في الموضوع أعقبها بقوله:
وقد وردت أحاديث في أن أبا بكر أول من أسلم وهي محمولة على أنه أول من أظهر إسلامه، وعلي (عليه السلام) أول من بدر إلى الإسلام. ذخائر العقبى ص ٥٨ .
(٢) عن أبي سعيد وأبي هريرة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بكر على الحج فلما بلغ ضجنان، سمع بغام ناقة علي، فعرفه فأتاه، فقال: ما شأنك؟ فقال:
خيرا، إن رسول الله صلى الله عليه وآله بعثني ببراءة.
فلما رجعا، انطلق أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله ما لي؟ قال:
خيرا أنت صاحبي في الغار، غير أنه لا يبلغ عني غيري أو رجل مني يعني عليا: أخرجه أبو حاتم.
وفي رواية عنده من حديث جابر: إن أبا بكر قال له: أمير أم رسول؟ فقال:
بل رسول، أرسلني رسول الله صلى الله عليه وآله ببراءة أقرؤها على الناس في مواقف الحج.
وفي رواية من حديث أحمد عن علي أن النبي صلى الله عليه وآله لما راجعه أبو بكر قال له:
" جبريل جائني فقال: لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك " عن ذخائر العقبى ص ٩٦ وذكر الشيخ الأميني في ج 6 من الغدير ص 338 (73) مصدرا قدم لها بقوله:
" هذه الإثارة أخرجها كثير من أئمة الحديث وحفاظه بعدة طرق صحيحة يتأتى التواتر بأقل منها، عند جمع من القوم، وإليك أمة ممن أخرجها،.. الخ .
(3) وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما أراد الهجرة خلف علي بن أبي طالب (عليه السلام) بمكة لقضاء ديونه ورد الودايع التي كانت عنده، وأمره ليلة خرج إلى الغار - وقد أحاط المشركون بالدار - أن ينام على فراشه، وقال له: " اتشح ببردى الحضرمي الأخضر، فإنه لا يخلص إليك منهم مكروه إن شاء الله تعالى، ففعل ذلك فأوحى الله إلى جبرئيل وميكائيل (عليه السلام): إني آخيت بينكما، وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر، فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فاختارا كلاهما الحياة، فأوحى الله عز وجل إليهما: أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب، آخيت بينه وبين نبيي محمد صلى الله عليه وآله فبات على فراشه، يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة، اهبطا إلى الأرض، فاحفظاه من عدوه، فنزلا فكان جبرئيل عند رأس علي وميكائيل عند رجليه، وجبريل ينادي: بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب يباهي الله عز وجل به الملائكة؟! فأنزل الله عز وجل إلى رسوله وهو متوجه إلى المدينة في شأن علي (ومن الناس من يشر نفسه ابتغاء مرضات الله) أسد الغابة ج ٤ ص ٩٥ .
(4) مر في ص ٦٦ من هذا الكتاب حديث الغدير كما أشير في الهامش إلى ما ذكره الحجة الأميني في الجزء الأول من (كتاب الغدير) من عدد رواته من الصحابة والتابعين ومن أئمة الحديث وحفاظه والأساتذة وما استعرضه من أسماء من ألفوا فيه من الفريقين كتبا مستقلة فبلغ عددهم -26- مؤلفا.
وبالمناسبة أحببنا ذكر ما نقلة صاحب ينابيع المودة في ص 26 منه إذ قال: حكى العلامة علي بن موسى، وعلي بن محمد أبي المعالي الجويني الملقب بإمام الحرمين، أستاذ أبي حامد الغزالي يتعجب ويقول: رأيت مجلدا في بغداد في يد صحاف فيه روايات خبر غدير خم مكتوبا عليه المجلد الثامنة والعشرون من طرق قوله صلى الله عليه وآله من كنت مولاه فعلي مولاه ويتلوه المجلدة التاسعة والعشرون. انتهى.
وفي واقعة الغدير هذه يقول حسان بن ثابت - بعد أن استأذن النبي صلى الله عليه وآله فأذن له :
يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم واسمع بالنبي مناديا
وقد جاء جبرئيل عن أمر ربه * بأنك معصوم فلا تك وانيا
وبلغهم ما أنزل الله ربهم * إليك ولا تخش هناك الأعاديا
فقام به إذ ذاك رافع كفه * بكف علي معلن الصوت عاليا .
فقال: فمن مولاكم ووليكم؟ * فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا
إلهك مولانا وأنت ولينا * ولن تجدن فينا لك اليوم عاصيا .
فقال له: قم يا علي فإنني * رضيتك من بعدي إماما وهاديا
(فمن كنت مولاه فهذا وليه) * فكونوا له أنصار صدق مواليا
هناك دعا: اللهم وال وليه * وكن للذي عادى عليا معاديا
فيا رب أنصر ناصريه لنصرهم * إمام هدى كالبدر يجلو الدياجيا
ويقول - مشيرا إليها - قيس بن سعد بن عبادة:
وعلي إمامنا وإمام * لسوانا أتى به التنزيل
يوم قال النبي: من كنت * مولاه فهذا خطب جليل
إنما قاله النبي على الأمة * حتم ما فيه قال وقيل .
(5) عن أنس بن مالك: أن سائلا أتى المسجد وهو يقول: (من يقرض الملي الوفي) وعلي عليه السلام راكع، يقول بيده خلفه للسائل أي اخلع الخاتم من يدي قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عمر وجبت. قال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما وجبت قال وجبت له الجنة والله وما خلعه من يده حتى خلعه الله من كل ذنب ومن كل خطيئة قال: فما خرج أحد من المسجد حتى نزل جبرئيل بقوله عز وجل: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون).
ذكر الأميني في ج 3 من الغدير ص (156 - 162) 66 طريقا ممن رواه من الحفاظ والثقاة من الرواة.
ولحسان بن ثابت:
أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي * وكل بطئ في الهدى ومسارع أيذهب مدحي والمحبين ضايعا * وما المدح في ذات الإله بضائع فأنت الذي أعطيت إذ أنت راكع * فدتك نفوس القوم يا خير راكع بخاتمك الميمون يا خير سيد * ويا خير شار ثم يا خير بايع فأنزل فيك الله خير ولاية * وبينها في محكمات الشرايع .
(6) إن قول النبي " صلى الله عليه واله " لعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى قد تكرر منه " صلى الله عليه واله " في مناسبات شتى، ففي حديث تبوك عندما مع علي " عليه السلام " يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان؟! قال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي. الصواعق المحرقة ص ١١٩.
وحين آخى النبي " صلى الله عليه واله " بين أصحابه. فقال على " عليه السلام " آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد فقال: والذي بعثني بالحق نبيا ما أخرتك إلا لنفسي فأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ينابيع المودة ص ٥٦.
وعن عبد الله بن عباس: سمعت عمر وعنده جماعة فتذاكروا السابقين إلى الإسلام فقال عمر: أما علي فسمعت رسول الله " صلى الله عليه واله " يقول فيه ثلاث خصال، لوددت أن تكون لي واحدة منهن، وكانت أحب إلى مما طلعت عليه الشمس، كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة من أصحابه: إذ ضرب " صلى الله عليه واله " على منكب علي رضي الله عنه فقال له يا علي أنت أول المؤمنين إيمانا، وأول المسلمين إسلاما، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى.
شرح النهج لابن أبي الحديد ج ٣ ص ٢٥٨ وعن سعد بن أبي وقاص: إن النبي " صلى الله عليه واله " قال لعلي: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " أخرجه البخاري ومسلم. ذخائر العقبى ص ٦٣.
وعن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله " صلى الله عليه واله " يقول: " اللهم إني أقول كما قال أخي موسى واجعل لي وزيرا من أهلي أخي عليا اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا " أخرجه أحمد في المناقب ذخائر العقبى ص ٦٣ إلى غير ذلك من المواطن المتعددة.
(7) وقد رويت هذه القصة على وجوه عن جماعة من التابعين وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن جابر قال: قدم على النبي " صلى الله عليه واله " العاقب والسيد، فدعاهما إلى الإسلام، فقالا أسلمنا يا محمد فقال كذبتما إن شئتما أخبرتكما ما يمنعكما من الإسلام قالا فهات؟! قال حب الصليب، وشرب الخمر، وأكل لحم الخنزير قال جابر: فدعاهما إلى الملاعنة فواعداه على الغد فغدا رسول الله " صلى الله عليه واله " وأخذ بيد على وفاطمة والحسن والحسين، ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيباه وأقرا له، فقال:
والذي بعثني بالحق لو فعلا، لا مطر الوادي عليهما نارا. قال جابر فيهم نزلت: " تعالوا ندع أبنائنا " الآية. قال جابر: " أنفسنا وأنفسكم " رسول الله " صلى الله عليه واله " وعلي و " أبنائنا " الحسن والحسين، و " نسائنا " فاطمة ورواه أيضا الحاكم من وجه آخر عن جابر وصححه. وأخرج مسلم. والترمذي. وابن منذر. والحاكم. والبيهقي. عن سعد بن أبي وقاص قال: لما نزلت هذه الآية " قل تعالوا " دعا رسول الله " صلى الله عليه واله " عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: " اللهم هؤلاء أهلي ".
عن الفتح القدير للشوكاني في تفسير قوله تعالى: (تعالوا ندع) .
(8) أخرج أحمد عن أبي سعيد الخدري أنها نزلت في خمسة: النبي صلى الله عليه وآله وعلي وفاطمة. والحسن. والحسين.
وأخرجه ابن جرير مرفوعا بلفظ: أنزلت هذه الآية في خمسة: في وفي علي والحسن والحسين وفاطمة. وأخرجه الطبراني أيضا.
عن الصواعق المحرقة " لابن حجر ": ص ١٤١ وفي ينابيع المودة ص " ١٠٧ ": حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا محمد بن سليمان الإصبهاني عن يحيى بن عبيد عن عطا عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي " صلى الله عليه واله " قال: نزلت " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " في بيت أم سلمة، فدعى النبي " صلى الله عليه واله " عليا وفاطمة وحسنا وحسينا، فجللهم بكساء، ثم قال: " اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " قالت أم سلمة. " وأنا معهم يا نبي الله؟ " قال: " أنت على مكانك وأنت إلى خير ".
وفي ذخائر العقبى لمحب الدين الطبري ص ٢٢: عن أنس بن مالك أن رسول الله " صلى الله عليه واله " كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر ويقول: " الصلاة يا أهل بيتي - إنما يريد الله - الآية ". أخرجه أحمد وعن أبي الحمراء قال صحبت رسول الله " صلى الله عليه واله " تسعة أشهر فكأن إذا أصبح أتى على باب على وفاطمة وهو يقول: " يرحمكم الله - إنما يريد الله - الآية ". أخرجه عبد بن حميد.
(9) عن أم سلمة قالت: بينما رسول الله " صلى الله عليه واله " في بيته يوما إذ قالت الخادم:
" إن عليا وفاطمة بالسدة " قالت: فقال لي: " قومي فتنحي عن أهل بيتي، قالت فقمت فتنحيت في البيت قريبا، فدخل على وفاطمة ومعهما الحسن والحسين وهما صبيان صغيران، فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره وقبلهما واعتنق بإحدى يديه عليا وفاطمة بالأخرى، وقبل فاطمة وقبل عليا، فأغدق عليهم خميصة سوداء، ثم قال: " اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي " قالت: قلت وأنا يا رسول الله عليك، قال وأنت. أخرجه أحمد، وخرج الدولابي معناه مختصرا.
عن ذخائر العقبى لمحب الدين الطبري ص 21 – 22 .
(10) ينابيع المودة ص 93 قال:
أيضا الحمويني أخرجه عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى: (يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) قال: مرض الحسن والحسين رضي الله عنهما فعادهما جدهما صلى الله عليه وآله وعادهما بعض الصحابة، فقالوا: (يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك) فقال علي رضي الله عنه: إن برأ ولداي مما بهما، صمت لله ثلاثة أيام شكرا لله، وقالت فاطمة رضي الله عنها مثل ذلك، وقالت جارية يقال لها فضة مثل ذلك، وقال الصبيان نحن نصوم ثلاثة أيام فألبسهما الله العافية:، وليس عندهم قليل ولا كثير، فانطلق علي رضي الله عنه إلى رجل من اليهود يقال له: (شمعون بن حابا) فقال له: (هل تؤتيني جزة من صوف تغزلها لك بنت محمد صلى الله عليه وآله بثلاثة أصواع من شعير) قال: نعم فأعطاه، ثم قامت فاطمة رضي الله عنها إلى صاع فطحنته واختبزت منة خمسة أقراص لكل واحد منهم قرص وصلى علي رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وآله المغرب، ثم أتى فوضع الطعام بين يديه، إذ أتاهم مسكين فوقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد " صلى الله عليه واله " أنا مسكين أطعموني شيئا فأعطوه الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا شيئا إلا الماء القراح. وفي الليلة الثانية أتاهم يتيم فقال: أطعموني فأعطوه الطعام، وفي الليلة الثانية أتاهم أسير فقال: أطعموني فأعطوه ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا شيئا إلا الماء القراح، فلما أن كان في اليوم الرابع وقد قضوا نذرهم، أخذ علي بيده اليمنى الحسن وبيده اليسرى الحسين رضي الله عنهم، وأقبل نحوهم رسول الله صلى الله عليه وآله وهما يرتعشان كالفراخ من شدة الجوع، فلما أبصرهم صلى الله عليه وآله انطلق إلى ابنته فاطمة رضي الله عنها فانطلقوا إليها وهي في محرابها تصلي وقد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع، وغارت عيناها - فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وآله قال: (وا غوثاه أهل بيت محمد يموتون جوعا) فهبط جبرئيل عليه السلام فأقرأه: (هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا) إلى آخر السورة وهذا الخبر مذكور في تفسير البيضاوي، وروح البيان، والمسامرة.
أقول: وذكر الحجة الأميني في ج 3 من الغدير ص 107 - 111 من رواة هذا الحديث (34) طريقا فراجع.
(11) جاء في ينابيع المودة ص 137 - 138.
وفي كتاب الإرشاد أن أم سلمة وأسماء بنت عميس وجابر بن عبد الله وأبا سعيد الخدري وغيرهم من جماعة الصحابة (رض) قالوا: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان في المنزل فلما تغشاه الوحي توسد فخذ على فلم يرفع رأسه حتى غابت الشمس، وصلى علي صلاة العصر بالايماء، فلما أفاق النبي صلى الله عليه وآله قال: (اللهم أردد الشمس لعلي فردت عليه الشمس حتى صارت في السماء وقت العصر، فصلى علي العصر، ثم غربت.
فأنشأ حسان بن ثابت:
يا قوم من مثل على وقد * ردت عليه الشمس من غائب أخو رسول الله وصهره * والأخ لا يعدل بالصاحب قال الحجة الأميني: في ج 3 من الغدير ص (127):
إن حديث رد الشمس أخرجه جمع من الحفاظ الأثبات، بأسانيد جمة، صحح جمع من مهرة الفن بعضها، وحكم آخرون بحسن آخر، وشدد جمع منهم النكير على من غمز فيه وضعفه، وهم الأبناء الأربعة حملة الروح الأموية الخبيثة ألا وهم: ابن حزم. ابن الجوزي. ابن تيمية. ابن كثير. وجاء آخرون من الأعلام وقد عظم عليهم الخطب بإنكار هذه المأثرة النبوية، والمكرمة العلوية الثابتة فأفردوها بالتأليف وجمعوا فيه طرقها وأسانيدها. وعد منهم (9) ثم قال: ولا يسعنا ذكر تلكم المتون وتلكم الطرق والأسانيد إذ يحتاج إلى تأليف ضخم يخص به غير أنا نذكر نماذج ممن أخرجه من الحفاظ والأعلام بين من ذكره من غير غمز فيه، وبين من تكلم حوله وصححه، وفيها مقنع وكفاية وعد من ذلك (19) سندا فراجع.
(12) وذلك في غزوة (أحد) ذكر الطبري في ج ٣ ص ١٧ عن عبيد الله بن أبي رافع قال: لما قتل علي بن أبي طالب أصحاب الألوية أبصر رسول الله صلى الله عليه وآله جماعة من مشركي قريش فقال لعلي: (احمل عليهم) فحمل عليهم ففرق جمعهم، وقتل عمرو بن عبد الله الجمحي قال: ثم أبصر رسول الله صلى الله عليه وآله جماعة من مشركي قريش فقال لعلي: إحمل عليهم، فحمل عليهم، ففرق جماعتهم، وقتل شيبة بن مالك أحد بني عامر بن لؤي، فقال جبريل: يا رسول الله إن هذا للمواسات فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
إنه مني وأنا منه فقال جبريل: وأنا منكما: قال: فسمعوا صوتا:
لا سيف إلا ذو الفقار * ولا فتى إلا علي .
وأخرج ابن هشام في سيرته ج ٣ ص ٥٢ عن ابن أبي نجيح قال: نادى مناد من السماء لا سيف إلا ذو الفقار * ولا فتى إلا علي .
قال حسان بن ثابت:
جبريل نادى معلنا * والنقع ليس بمنجلي
والمسلمون قد أحدقوا * حول النبي المرسل
لا سيف إلا ذو الفقار * ولا فتى إلا علي .
(13) عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لأعطين غدا الراية رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله يفتح الله على يديه قال فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطى. فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وآله كلهم يرجو أن يعطاها فقال صلى الله عليه وآله: أين علي بن أبي طالب فقالوا يشتكي عينيه يا رسول الله صلى الله عليه وآله قال:
فأرسلوا إليه. فلما جاء بصق صلى الله عليه وآله في عينيه، ودعا له، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع وأعطاه الراية فقال على: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ قال: انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم. أخرجه البخاري ومسلم. ذخائر العقبى.
(14) وكان عمرو بن عبد ود قد قاتل يوم بدر حتى أثبتته الجراحة فلم يشهد يوم أحد، فلما كان يوم الخندق، خرج معلما ليرى مكانه وقف هو وخيله قال من يبارز، فبرز له علي بن أبي طالب فقال له: يا عمرو إنك قد كنت عاهدت الله أن لا يدعوك رجل من قريش إلى إحدى خلتين إلا أخذتها منه، قال له: أجل. قال له علي: فإني أدعوك إلى الله وإلي رسوله وإلى الإسلام قال: لا حاجة لي بذلك. قال: فإني أدعوك إلى النزال فقال له: لم يا بن أخي؟ فوالله ما أحب أن أقتلك. قال له علي: ولكني والله أحب أن أقتلك فحمى عمرو عند ذلك، فأقحم عن فرسه فعقره وضرب وجهه، ثم أقبل على علي فتنازلا وتجاولا فقتله علي رضي الله عنه.
قال ابن إسحاق: وقال علي بن أبي طالب رضوان الله عليه في ذلك:
نصر الحجارة من سفاهة رأيه * ونصرت رب محمد بصوابي
فصدرت حين تركته متجدلا * كالجذع بين دكادك وروابي
وعففت عن أثوابه ولو أنني * كنت المقطر بزنى أثوابي
لا تحسبن الله خاذل دينه * ونبيه يا معشر الأحزاب .
(15) ج ٦ بحار الأنوار ص ٣١٥.
عيون المعجزات من كتاب الأنوار مسندا عن سلمان قال: كان النبي " صلى الله عليه واله " ذات يوم جالسا بالأبطح وعنده جماعة من أصحابه وهو مقبل علينا بالحديث، إذ نظرنا إلى زوبعة قد ارتفعت فأثارت الغبار، وما زالت تدنو والغبار يعلو إلى أن وقفت بحذاء النبي " صلى الله عليه واله " ثم برز منها شخص كان فيها، ثم قال: يا رسول الله " صلى الله عليه واله " إني وافد قوم وقد استجرنا بك فأجرنا، وابعث معي من قبلك من يشرف على قومنا فإن بعضهم قد بغى علينا، ليحكم بيننا وبينهم بحكم الله وكتابه، وخذ على العهود والمواثيق المؤكدة أن أرده إليك في غداة غد سالما إلا أن تحدث علي حادثة من عند الله، فقال النبي " صلى الله عليه واله ": من أنت ومن قومك.؟ قال: أنا عطرفة بن شمراخ أحد بني نجاح، وأنا وجماعة من أهلي كنا نسترق السمع فلما منعنا من ذلك آمنا ولما بعثك الله نبيا آمنا بك، على ما علمته وقد صدقناك وقد خالفنا بعض القوم، وأقاموا على ما كانوا عليه فوقع بيننا وبينهم الخلاف، وهم أكثر منا عددا وقوة، وقد غلبوا على الماء والمرعى، وأضروا بنا وبدوا بنا، فابعث معي من يحكم بيننا بالحق، فقال له النبي " صلى الله عليه واله ": فاكشف لنا عن وجهك حتى نراك على هيئتك التي أنت عليها، قال:
فكشف لنا عن صورته فنظرنا فإذا شخص عليه شعر كثير، وإذا رأسه طويل، طويل العينين، عيناه في طول رأسه، صغير الحدقتين، وله أسنان كأنها أسنان السباع، ثم أن النبي " صلى الله عليه واله " أخذ عليه العهد والميثاق على أن يرد عليه في غد من يبعث به معه، فلما فرغ من ذلك التفت إلى أبي بكر فقال: سر مع أخينا عطرفة وانظر إلى ما هم عليه، واحكم بينهم بالحق، فقال: يا رسول الله وأين هم؟ قال: هم تحت الأرض، فقال أبو بكر وكيف أطيق النزول تحت الأرض؟ وكيف أحكم بينهم ولا أحسن كلامهم؟ ثم التفت إلى عمر بن الخطاب فقال له مثل قوله لأبي بكر، فأجاب مثل جواب أبي بكر. ثم أقبل على عثمان وقال له مثل قولهما فأجابه كجوابهما. ثم استدعى عليا وقال له: يا علي سر مع أخينا عطرفة، وتشرف على قومه، وتنظر إلى ما هم عليه وتحكم بينهم بالحق فقام أمير المؤمنين مع عطرفة وقد تقلد سيفه، قال سلمان: فتبعتهما إلى أن صارا إلى الوادي فلما توسطاه نظر إلى أمير المؤمنين " عليه السلام " وقال قد شكر الله تعالى سعيك يا أبا عبد الله فارجع، فوقفت أنظر إليهما، فانشقت الأرض ودخلا فيها ورجعت، وتداخلني من الحسرة ما الله أعلم به كل ذلك إشفاقا على أمير المؤمنين وأصبح النبي " صلى الله عليه واله " وصلى بالناس الغداة وجاء وجلس على الصفا وما زال يحدث أصحابه، إلى أن وجبت صلاة العصر وأكثر القوم والكلام، وأظهروا اليأس من أمير المؤمنين " عليه السلام " فصلى النبي " صلى الله عليه واله " صلاة العصر وجاء وجلس على الصفا، وأظهر الفكر في أمير المؤمنين " عليه السلام " وظهرت شماتة المنافقين بأمير المؤمنين " عليه السلام " وكادت الشمس تغرب، فتيقن القوم أنه قد هلك وإذا قد انشق الصفا، وطلع أمير المؤمنين " عليه السلام " منه، وسيفه يقطر دما، ومعه عطرفة، فقام إليه النبي وقبل بين عينيه وجبينه، وقال له: ما الذي حبسك عني إلى هذا الوقت؟ فقال عليه السلام: صرت إلى جن كثير قد بغوا على عطرفة وقومه من المنافقين، فدعوتهم إلى ثلاث خصال فأبوا علي، وذلك إني دعوتهم إلى الإيمان بالله تعالى والإقرار بنبوته ورسالتك فأبوا، فدعوتهم إلى أداء الجزية فأبوا، فسألتهم أن يصالحوا عطرفة وقومه فيكون بعض المرعى لعطرفة وقومه وكذلك الماء فأبوا ذلك كله، فوضعت سيفي فيهم وقتلت منهم ثمانين ألفا، فلما نظروا إلى ما حل بهم طلبوا الأمان والصلح ثم آمنوا وزال الخلاف بينهم، وما زلت معهم إلى الساعة. فقال عطرفة يا رسول الله جزاك الله وأمير المؤمنين عنا خيرا.
(16) ينابيع المودة ص ١٦ قال: " وفي " الشفاء وروي عن علي كرم الله وجهه عنه " صلى الله عليه واله " في قوله تعالى: لقد جائكم رسول من أنفسكم - قال: نسبا وصهرا وحسبا، ليس في آبائي من لدن آدم " عليه السلام " سفاح كلنا بنكاح ".
وفي كنز العمال ج ٦ ص ١٠٠ الحديث ١٤٩٤.
عن النبي " صلى الله عليه واله " قال في حديث له رواه البيهقي في الدلائل عن أنس: "وخرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبي وأمي، فإنا خيركم نسبا وخيركم أنا " والحديث ١٤٩٥.
منه أيضا عن عائشة عنه صلى الله عليه وآله.
(خرجت من نكاح غير سفاح).
والحديث ١٤٩٧ عن ابن عباس عنه صلى الله عليه وآله: (خرجت من لدن آدم من نكاح غير سفاح).
والحديث ١٤٩٨ في ص ١٠١ منه عن علي (عليه السلام): (خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي، لم يصبني من سفاح الجاهلية شئ).
وفي ص ١٦ من ينابيع المودة:
(وفي جمع الفوائد رفعه: خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي. للأوسط..) ابن عباس رفعه: ما ولدني في سفاح الجاهلية شئ وما ولدني إلا نكاح كنكاح الإسلام. للكبير.
(17) ينابيع المودة ص ١٧٥ عن أنس قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله فغشيه الوحي فلما أفاق قال: يا أنس أتدري بما جائني به جبرئيل من عند صاحب العرش عز وجل، قلت: بأبي وأمي بما جائك جبرائيل؟ قال: قال جبرائيل: إن الله يأمرك أن تزوج فاطمة بعلي، فانطلق فادع لي أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير ونفرا من الأنصار، قال. فانطلقت فدعوتهم فلما أن أخذوا مقاعدهم قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
الحمد لله المحمود: بنعمته. وذكر الخطبة المشتملة على التزويج وفي آخرها: فجمع الله شملهما، وأطاب نسلهما، وجعل نسلهما مفاتيح الرحمة، ومعادن الحكمة، وأمن الأمة ثم حضر على وكان غائبا، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: يا علي إن الله أمرني أن أزوجك فاطمة (عليها السلام) وإني قد زوجتكها على أربعمائة مثقال فضة، فقال على قد رضيتها يا رسول الله صلى الله عليه وآله ثم إن عليا خر لله ساجدا شكرا، فلما رفع رأسه قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: بارك الله لكما، وبارك فيكما، وأسعد جدكما، وأخرج منكما الكثير الطيب قال أنس: والله لقد أخرج الله منهما الكثير الطيب. أخرجه أبو علي الحسن بن شاذان فيما نقله عنه الحافظ جمال الدين الزرندي في نظم درر السمطين وقد أورده المحب الطبري في ذخائره وأخرجه أبو الخير القزويني الحاكمي، انتهى.
(18) ابن ماجة عن نافع عن ابن عمر قال رسول الله " صلى الله عليه واله ": الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما.
(وفي الإصابة) مالك بن الحويرث الليثي قال: قال رسول الله " صلى الله عليه واله ": الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما.
ينابيع المودة ص 166 وأخرج ابن عساكر عن علي، وعن ابن عمر. - وابن ماجة والحاكم. عن ابن عمر. - والطبراني عن قرة، وعن مالك بن الحويرث. - والحاكم عن ابن مسعود. -:
أن النبي " صلى الله عليه واله " قال: ابناي هذان الحسن، والحسين، سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما.
الصواعق المحرقة ص 189 .
(19) هو جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، كنيته أبو عبد الله، ابن عم الرسول، وأخو علي بن أبي طالب لأبويه، أسلم قديما بعد إسلام أخيه علي بن أبي طالب بقليل.
هاجر الهجرتين إلى أرض الحبشة - في الهجرة الثانية، مع زوجته أسماء بنت عميس - فأسلم النجاشي ومن تبعه على يديه، وأقام جعفر عنده: ثم هاجر منها إلى المدينة فقدم والنبي " صلى الله عليه واله " بخيبر. - فقال النبي " صلى الله عليه واله ": ما أدري بأيهما أنا أفرح بقدوم جعفر أم بفتح خيبر.
وكان أشبه الناس برسول الله خلقا وخلقا وقال له النبي " صلى الله عليه واله ": " اشبهت خلقي وخلقي ".
مر أبو طالب " عليه السلام " فرأى النبي " صلى الله عليه واله " وعليا " عليه السلام " يصليان، وعلي عن يمينه فقال لجعفر: صل جناح ابن عمك وصل عن يساره.
استشهد بمؤتة من أرض الشام مقبلا غير مدبر مجاهدا للروم في حياة النبي " صلى الله عليه واله " سنة ثمان في جمادى الأولى.
عن ابن عمر قال: وجد فيما أقبل من بدن جعفر ما بين منكبيه تسعين ضربة ما بين طعنة برمح وضربة بسيف.
وعن أنس بن مالك: أن النبي " صلى الله عليه واله " نعى جعفرا وزيدا نعاهما قبل أن يجيء خبرهما نعاهما وعيناه تذرفان.
وكان أسن من على بعشرة سنين، فاستوفى أربعين سنة وزاد عليها.
ودخل رسول الله " صلى الله عليه واله " لما أتاه نعي جعفر " عليه السلام " على امرأته أسماء بنت عميس " عليه السلام " فعزاها فيه، ودخلت فاطمة " عليها السلام " وهي تبكي وتقول: واعماه. فقال رسول الله " صلى الله عليه واله " " على مثل جعفر فالتبك البواكي " ودخله هم شديد حتى أتاه جبرئيل، فأخبره أن الله قد جعل لجعفر جناحين مضرجين بالدم يطير بهما مع الملائكة.
وقال " صلى الله عليه واله ": رأيت جعفرا يطير في الجنة مع الملائكة.
وعن ابن عمر: أنه " صلى الله عليه واله " كان إذا سلم على عبد الله بن جعفر قال: السلام عليك يا بن ذي الجناحين.
راجع: الإصابة ج ١ ص ٢٣٩ - ٢٤٠، صفة الصفوة ج ١ ص ٢٠٥ - ٢٠٩ أسد الغابة ج ٢ ص ٢٨٦ - 289.
(20) ينابيع المودة ص ١٠٥:
" وفي مسند أحمد بسنده عن عباد بن عبد الله الأسدي عن علي " رض " قال: لما نزلت وأنذر عشيرتك الأقربين. جمع النبي " صلى الله عليه واله " أهل بيته، فاجتمع ثلاثون نفرا فأكلوا وشربوا ثلاثا، ثم قال لهم: من يضمن عني ديني ومواعيدي يكون معي في الجنة ويكون خليفتي في أهلي، فقال علي: أنا يا رسول الله " صلى الله عليه واله ".
أيضا الثعلبي ذكر هذا الحديث في تفسير هذه الآية.
(21) عن أنس بن مالك: أهدي لرسول الله " صلى الله عليه واله " طير فقال: " اللهم ائتني برجل يحبه الله ويحبه رسوله ". قال أنس: فأتى علي فقرع الباب، فقلت: إن رسول الله " صلى الله عليه واله " مشغول، وكنت أحب أن يكون رجلا من الأنصار، ثم إن عليا فعل مثل ذلك، أتى الثالثة فقال رسول الله " صلى الله عليه واله ": ادخله فقد عنيته.
وفي مسند أحمد بن حنبل بسنده عن سفينة مولى النبي " صلى الله عليه واله " قال: أهدت امرأة من الأنصار طيرين مشويين بين رغيفين فقال النبي " صلى الله عليه واله ": " اللهم ايتني بأحب خلقك إليك وإلى رسولك، فجاء علي فأكل معه من الطيرين حتى كفينا.
أسد الغابة ج ٤ ص ٣٠ وفي المستدرك ج ٣ ص ١٣٠ - 131 عن أنس بن مالك أيضا قال: كنت أخدم رسول الله " صلى الله عليه واله " فقدم لرسول الله " صلى الله عليه واله " فرخ مشوي فقال: " اللهم ايتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير " قال: فقلت اللهم اجعله رجلا من الأنصار، فجاء علي رضي الله عنه فقلت: إن رسول الله " صلى الله عليه واله " على حاجة، ثم جاء فقلت: إن رسول الله " صلى الله عليه واله " على حاجة ثم جاء فقال رسول الله " صلى الله عليه واله " افتح فدخل فقال رسول الله " صلى الله عليه واله " ما حبسك يا علي؟
فقال: إن هذه آخر ثلاث كرات يردني أنس، يزعم أنك على حاجة، فقال: ما حملك على ما صنعت. فقلت يا رسول الله سمعت دعائك فأحببت أن يكون رجلا من قومي فقال رسول الله " صلى الله عليه واله " إن الرجل قد يحب قومه. ثم قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
(22) في ج ٢ من الرياض النضرة ص ٣٢٠:
وعن ابن مسعود أن رسول الله " صلى الله عليه واله " أتى منزل أم سلمة فجاء على فقال رسول الله " صلى الله عليه واله ": يا أم سلمة هذا قاتل القاسطين. والناكثين، والمارقين، من بعدي.
وفي ج ٦ من كنز العمال ص ١٥٥ الحديث ٢٥٨٥:
إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله. قيل أبو بكر وعمر؟
قال: لا ولكنه خاصف النعل - يعني عليا.
وفي مستدرك الحاكم ج ٣ ص ١٢٢:
عن أبي سعيد قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله فانقطعت نعله فتخلف على يخصفها فمشى قليلا فقال: إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله. فاستشرف لهما القوم وفيهم أبو بكر وعمر، قال أبو بكر: أنا هو؟ قال: لا قال عمر: أنا هو؟
قال: لا. ولكن خاصف النعل - يعني عليا - فأتيناه فبشرناه، فلم يرفع به رأسه، كأنه قد كان سمعه من رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
وفيه الص 139 - 140 عن الأصبغ بن نباتة عن أبي أيوب الأنصاري (رض) قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول لعلي بن أبي طالب تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين بالطرقات والنهروانات وبالشعفات قال أبو أيوب: قلت يا رسول الله مع من نقاتل هؤلاء الأقوام؟ قال: مع علي بن أبي طالب.
(23) الإستيعاب ج 2 ص 461 وروي عن النبي " صلى الله عليه واله " أنه قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأته من بابه - وقال " صلى الله عليه واله " في أصحابه: أقضاهم علي بن أبي طالب - وقال عمر بن الخطاب: على أقضانا وأبي أقرؤنا وإنا لنترك أشياء من قراءة أبي وأيضا مرفوعا عن سعيد بن المسيب قال: كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لهما أبو حسن، وقال في المجنونة التي أمر برجمها، وفي التي وضعت لستة أشهر فأراد عمر رجمها فقال له على: أن الله تعالى يقول: وحمله وفصاله ثلاثون شهرا الحديث.
وقال له: إن الله رفع القلم عن المجنون الحديث. فكان عمر يقول: لولا على لهلك عمر وأيضا ص 462 مرفوعا عن زر بن حبيش قال: جلس رجلان يتغديان مع أحدهما خمسة أرغفة ومع الآخر ثلاثة أرغفة فلما وضعا الغذاء بين أيديهما مر بهما رجل فسلم فقالا: أجلس للغداء فجلس وأكل معهما واستوفوا في أكلهم الأرغفة الثمانية فقام الرجل وطرح إليهما ثمانية دراهم وقال: خذا هذا عوضا مما أكلت لكما ونلته من طعامكما فنزعا وقال صاحب الخمسة الأرغفة لي خمسة دراهم ولك ثلاث فقال صاحب الثلاثة الأرغفة لا أرضى إلا أن تكون الدراهم بيننا نصفين وارتفعا إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقصا عليه قصتهما فقال لصاحب الثلاثة الأرغفة قد عرض عليك صاحبك ما عرض وخبزه أكثر من خبزك فارض بثلاثته فقال: لا والله لا رضيت منه إلا بمر الحق. فقال علي رضي الله عنه: " ليس لك في مر الحق إلا درهم واحد وله سبعة فقال الرجل: سبحان الله يا أمير المؤمنين هو يعرض على ثلاثة فلم أرض، وأشرت علي بأخذها فلم أرض. وتقول لي الآن إنه لا يجب في مر الحق إلا درهم واحد، فقال له علي: " عرض عليك صاحبك الثلاثة صلحا فقلت لم أرض إلا بمر الحق، ولا يجب لك بمر الحق إلا واحد " فقال الرجل:
فعرفني بالوجه في مر الحق حتى أقبله. فقال علي رضي الله عنه: أليس للثمانية الأرغفة أربعة وعشرون ثلثا، أكلتموها وأنتم ثلاثة أنفس ولا يعلم الأكثر منكم أكلا ولا الأقل، فتحملون في أكلكم على السواء قال: بلى. قال فأكلت أنت ثمانية أثلاث وإنما لك تسعة أثلاث، وأكل صاحبك ثمانية أثلاث وله خمسة عشر ثلثا أكل منها ثمانية ويبقى له سبعة وأكل لك واحدة من نسعة فلك واحد بواحدك، وله سبعة بسبعته. فقال له الرجل رضيت الآن.
(24) في ص ١٢٥ من كتاب (اليقين في إمرة أمير المؤمنين " عليه السلام ") قال:
فيما نذكره من كتاب الرسالة الموضحة تأليف المظفر بن جعفر بن الحسين..
وهو ممن يروي عنه محمد بن جرير الطبري ننقل ذلك من خط مصنفه من الخزانة العتيقة بالنظامية ببغداد فقال ما هذا لفظه: (وعنه قال: حدثنا محمد بن همام عن علي بن العباس ومحمد بن الحسين بن حفص قالا: حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا يحيى بن سالم عن صباح بن يحيى عن العلا بن المسيب عن أبي داود عن بريدة الأسلمي قال: كنا نسلم على علي بن أبي طالب (عليه السلام) بحضرة رسول الله صلى الله عليه وآله بإمرة المؤمنين نقول: (السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته) ويرد علينا.
وفي ج 9 من بحار الأنوار ص 246 عن بريدة وعن يحيى بن سالم قالا: أمرنا النبي صلى الله عليه وآله أن نسلم على علي بإمرة المؤمنين.
وفيه أيضا عن الرضا عن آبائه عليهم السلام عن الحسين بن علي عليهما السلام قال: (قال لي بريدة: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله أن نسلم على أبيك بإمرة المؤمنين) وفيه أيضا عن عمرو بن حصيب أخي بريدة بن حصيب قال:
بينا أخي بريدة عند النبي صلى الله عليه وآله إذ دخل أبو بكر فسلم على رسول الله فقال له:
انطلق فسلم على أمير المؤمنين، فقال: يا رسول الله ومن أمير المؤمنين؟ قال: علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: عن أمر الله وأمر رسوله. قال: نعم. ثم دخل عمر فسلم فقال انطلق فسلم على أمير المؤمنين فقال يا رسول الله ومن أمير المؤمنين؟ قال صلى الله عليه وآله: على ابن أبي طالب (عليه السلام) قال عن أمر الله ورسوله قال: نعم.
(25) في ذخائر العقبى ص ٧٢ والرياض النضرة ج 2 ص 237.
عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله - لما حضرته الوفاة - (ادعو لي حبيبي) فدعوا له أبا بكر. فنظر إليه ثم وضع رأسه فقال: (ادعو لي حبيبي) فدعوا له عمر فلما نظر إليه وضع رأسه ثم قال: (ادعو لي حبيبي) فدعوا له عليا رضي الله عنه فلما رآه أدخله معه الثوب الذي كان عليه فلم يزل يحتضنه حتى قبض صلى الله عليه وآله - أخرجه الرازي وفيهما أيضا وفي ج 3 من المستدرك عن أم سلمة (رض) قالت: والذي أحلف به إن كان علي أقرب الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وآله عدنا رسول الله صلى الله عليه وآله غداة بعد غداة يقول: (جاء على - مرارا -؟) وأظنه كان بعثه في حاجة فجاء بعد فظننت أن له حاجة فخرجنا من البيت وقعدنا عند الباب فكنت من أدناهم إلى الباب فأكب عليه على فجعل يساره ويناجيه ثم قبض صلى الله عليه وآله يومه ذلك فكان من أقرب الناس به عهدا. أخرجه الإمام أحمد.
وفي ج 3 من المستدرك ص 111 عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
لعلي أربع خصال ليست لأحد، هو أول عربي وعجمي صلى مع رسول الله صلى الله عليه وآله وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف، وهو الذي صبر معه يوم المهراس، وهو الذي غسله وأدخله قبره.
(26) عن الشعبي: إن أبا بكر نظر إلى علي بن أبي طالب فقال: من سره أن ينظر إلى أقرب الناس قرابة من رسول الله صلى الله عليه وآله وأعظمهم عنه غنا، وأحظهم عنده منزلة، فلينظر وأشار إلى علي بن أبي طالب. خرجه ابن السمان.
الرياض النضرة ج 2 ص 215 .
(27) أخرج الخوارزمي الحنفي في ص 224 من مناقبه، عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد قال: انقض على وفاطمة، فقالت له فاطمة ليس في الرحل شئ فخرج علي يبتغي، قال: فوجد دينارا فعرفه فلم يجد له طالبا، ولم يصب شيئا، ورجع، فقالت له فاطمة، ما صنعت؟ قال ما أصبت شيئا إلا أني وجدت دينارا فعرفت حتى سئمت فلم أجد له طالبا باغيا، فقالت: هل لك في خير هل لك في أن نقترضه فنتعشى به، فإذا جاء صاحبه أعطيته دينارا، فإنما هو دينار مكان دينار، فقال علي (عليه السلام) أفعل فأخذ الدينار وأخذ وعاءا ثم خرج إلى السوق فإذا رجل عنده طعام يبيعه، فقال علي (عليه السلام) كيف تبيع من طعامك هذا؟ قال: كذا وكذا بدينار، فناوله علي (عليه السلام) الدينار ثم فتح وعاء، وذهب ليقوم رد عليه الدينار وقال لتأخذنه والله، فأخذه ورجع إلى فاطمة فحدثها حديثه، فقالت فاطمة (عليه السلام) هذا رجل عرف حقنا وقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وآله فأكلوه حتى أنفذوه ولم يصيبوا ميسرة، فقالت له فاطمة " عليه السلام ": هل لك في خير تستقرضه فنتعشى به مثل قولها الأول؟ قال: أفعل. فخرج إلى السوق فإذا صاحبه فقال له مثل قوله الأول، وفعل الرجل مثل فعله الأول، فرجع فأخبر فاطمة " عليه السلام " فدعت له مثل دعائها الأول، فأكلوا حتى أنفذوا فلما كان الثالثة، قالت له فاطمة إن رد عليك الدينار فلا تقبله، فذهب علي عليه السلام فوجده فلما كان له. ذهب يرده عليه، فقال له على " عليه السلام " والله لا آخذه فسكت عنه - قال أبو هارون: فقمت فانصرفت من عنده فمررت برجل من الأنصار له صحبة يطين بيته، فسلمت عليه، فرد علي وسايلني، فقال ما حدثكم اليوم أبو سعيد؟ فقلت حدثنا بكذا وكذا؟! فقال الأنصاري: من كان الذي اشترى منه علي " عليه السلام "! فقلت لا أعلم! قال: كتمكم أبو سعيد؟! قلت: ومن كان البايع؟ قال: لما ذهب على " عليه السلام " إلى رسول الله " صلى الله عليه واله " قال له: يا علي تخبرني أو أخبرك؟! قال أخبرني يا رسول الله قال صاحب الطعام جبرئيل، والله لولا تحلف لوجدته ما دام الدينار في يدك.
(28) في ج 2 من الرياض النضرة ص 265 - 266 عن علي قال:
انطلقت أنا والنبي " صلى الله عليه واله " حتى أتينا للكعبة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: اجلس وصعد على منكبي، فذهبت لأنهض به فرأى مني ضعفا فنزل، وجلس لي نبي الله صلى الله عليه وآله وقال: اصعد على منكبي فصعدت على منكبيه، قال: فنهض. قال فتخيل إلي أن لو شئت لنلت أفق السماء حتى صعدت على البيت وعليه تمثال صفراء ونحاس فجعلت أزاوله عن يمينه وعن شماله ومن بين يديه ومن خلفه حتى إذا استمكنت منه. قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: اقذف به فقذفت به فتكسر كما تتكسر القوارير ثم نزلت، فانطلقت أنا ورسول الله صلى الله عليه وآله نستبق حتى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد من الناس.
أخرجه أحمد. وصاحب الصفوة. وأخرجه الحاكمي وقال: - بعد قوله: فصعدت على الكعبة - فقال لي: ألق صنمهم الأكبر وكان من نحاس موتد بأوتاد من حديد إلى الأرض فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: عالجه فلم أزال أعالجه حتى استمكنت منه. فقال:
اقذفه فقذفته. ثم ذكر باقي الحديث وزاد فما صعد حتى الساعة. انتهى.
وإلى هذه المكرمة الجليلة يشير الإمام الشافعي بقوله:
قيل لي قل في علي مدحا * ذكره يخمد نارا موصدة قلت لا أقدم في مدح أمره * ضل ذو اللب إلى أن عبده والنبي المصطفى قال لنا * ليلة المعراج لما صعده وضع الله بظهري يده * فأحس القلب مما برده وعلي واضع إقدامه * في محل وضع الله يده .
(29) في ذخائر العقبى ص ٧٥ عن علي قال:
كسرت يد على " رض " يوم أحد فسقط اللواء من يده فقال رسول الله " صلى الله عليه واله " ضعوه في يده اليسرى فإنه صاحب لوائي في الدنيا والآخرة. أخرجه ابن الحضرمي.
وعن مالك بن دينار سألت سعيد بن جبير وإخوانه من القراء: من كان حامل راية رسول لله " صلى الله عليه واله "؟ قالوا: كان حاملها على " رض ". أخرجه أحمد في المناقب.
وفي الرياض النضرة ج ٢ ص ٢٦٧ عن جابر قالوا:
يا رسول الله من يحمل رأيتك يوم القيامة؟ قال: من عسى أن يحملها يوم القيامة إلا من كان يحملها في الدنيا! علي بن أبي طالب. أخرجه نظام الملك في أماليه.
وفي ص ٧٥ من ذخائر العقبى عن مخدوع الذهلي، أن النبي " صلى الله عليه واله " قال لعلي: أما علمت يا علي أني أول من يدعى به يوم القيامة فأقوم عن يمين العرش في ظله، فأكسى حلة خضراء من حلل الجنة ثم يدعى بالنبيين بعضهم على أثر بعض، فيقومون سماطين عن يمين العرش، ويكسون حللا خضراء من حلل الجنة ألا وإني أخبرك يا علي: أن أمتي أول الأمم يحاسبون يوم القيامة ثم ابشر أنك أول من يدعى بك لقرابتك مني، وميزتك ومنزلتك عندي فيدفع إليك لوائي وهو: " لواء الحمد " تسير به بين السماطين، آدم وجميع خلق الله تعالى مستظلون بظل لوائي يوم القيامة، فتسير باللواء، الحسن عن يمينك، والحسين عن يسارك، حتى تقف بيني وبين إبراهيم في ظل العرش، نعم الأب أبوك إبراهيم، ونعم الأخ أخوك يا علي، أبشر يا علي إنك تكسى إذا كسيت، وتدعى إذا دعيت، وتحيى إذا حييت.
أخرجه أحمد في المناقب.
(30) في ج ٣ ص ١٢٥ من مستدرك الحاكم، وفي كنز العمال ج ٦ ص ١٥٢ الحديث 2465 عن زيد بن أرقم قال:
كانت لنفر من أصحاب رسول الله " صلى الله عليه واله " أبواب شارعة في المسجد، فقال يوما سدوا هذه الأبواب إلا باب علي قال: فتكلم في ذلك ناس فقام رسول الله " صلى الله عليه واله " فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب على فقال فيه قائلكم، والله ما سددت شيئا ولا فتحته ولكن أمرت بشئ فاتبعته. ثم قال، هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وفي الرياض النضرة ج 2 ص 253 - 254 عن أبي هريرة قال:
قال عمر، ثلاث خصال لعلي لأن يكون لي خصلة منهن أحب إلى من أن يكون لي حمر النعم: تزويجه فاطمة بنت النبي " صلى الله عليه واله " وسكناه في المسجد مع رسول الله " صلى الله عليه واله " والراية يوم خيبر. أخرجه ابن السمان في الموافقة.
وعن أبي سعيد عنه قال: قال رسول الله " صلى الله عليه واله ": يا علي لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك.
وأيضا عن ابن عمر قال: لقد أوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم: زوجه رسول الله " صلى الله عليه واله " ابنته وولدت له، وسد الأبواب إلا بابه في المسجد، وأعطاه الراية يوم خيبر. أخرجه أحمد.
وفي كنز العمال ص 159 ح 6 الحديث 2670.
عن أم سلمة لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد إلا أنا وعلي والحديث 2671 عن أبي سعيد: يا علي لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيرك.
(31) الرياض النضرة ج ٢ ص ٢٦٥ عن علي عليه السلام:
أنه قال: آية في كتاب الله عز وجل لم يعمل بها أحد بعدي: آية النجوى.
كان لي دينار فبعته بعشرة دراهم، فلما أردت أن أناجي رسول الله " صلى الله عليه واله " قدمت درهما، فنسختها الآية الأخرى (أأشفقتم - الآية) أخرجه ابن الجوزي في أسباب النزول قال الحافظ محمد بن أحمد بن جزي الكلبي في كتاب التسهيل لعلوم التنزيل ص ١٠٥ ج ٤:
روي أنه كان له دينارا فصرفه بعشرة دراهم وناجاه عشر مرات تصدق في كل مرة منها بدرهم وقيل بصدق في كل مرة بدينار. الخ.
وفي تفسير القرطبي ج ١٧ ص ٣٠٢ قال.
وقد روي عن مجاهد: إن أول من تصدق في ذلك علي بن أبي طالب رضي الله عنه وناجى الرسول صلى الله عليه وآله. روي أنه تصدق بخاتم. وذكر القشيري وقيره عن علي بن أبي طالب أنه قال: في كتاب الله آية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي، وهي:
(يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) كان لي دينار فبعته، فكنت إذا ناجيت الرسول تصدقت بدرهم حتى نفد، فنسخت بالآية الأخرى (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات). كذلك قال ابن عباس: نسخها الله بالآية التي بعدها.
وقال ابن عمر: لقد كانت لعلي رضي الله عنه ثلاث لو كانت لي واحدة منهن كانت أحب إلى من حمر النعم، تزويجه فاطمة، واعطائه الراية يوم خيبر، وآية النجوى.
(32) كنز العمال ج ٦ ص ١٥٣ الحديث 2543 عن أبي هريرة وعن ابن عباس:
أما ترضين أني زوجتك أول المسلمين إسلاما، وأعلمهم علما، فإنك سيدة نساء أمتي كما سادت مريم قومها، أما ترضين يا فاطمة أن الله اطلع على أهل الأرض فاختار منهم رجلين فجعل أحدهما أباك والآخر بعلك.
وأيضا الحديث 2542 عن معقل بن يسار:
أما ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلما وأكثرهم علما، وأعظمهم حلما.
والحديث 2544 عن بريدة:
زوجتك خير أهلي أعلمهم علما، وأفضلهم حلما، وأولهم سلما.
والحديث 2545 عن أبي إسحاق:
لقد زوجتكه وإنه لأول أصحابي سلما، وأكثرهم علما، وأعظمهم حلما.
وفي ينابيع المودة ص 80 - 81.
موفق بن أحمد بسنده عن أبي أيوب الأنصاري قال: إن فاطمة رضي الله عنها أتت في مرض أبيها صلى الله عليه وآله وبكت فقال: يا فاطمة إن لكرامة الله إياك زوجك من هو أقدمهم سلما، وأكثرهم علما، وأعظمهم حلما، إن الله عز وجل اطلع إلى أهل الأرض اطلاعة فاختارني منهم فبعثني نبيا مرسلا، ثم اطلع اطلاعة فاختار منهم بعلك، فأوحى إلي أن أزوجه إياك واتخذه وصيا.
(33) في ص ٢٨ من تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي:
قال أحمد في الفضائل -: حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، حدثنا إسحاق ابن إبراهيم النهشلي، حدثنا سعيد بن الصلت، حدثنا أبو الجارود الرحبي عن أبي إسحاق الهمداني عن الحرث عن علي قال: لما كانت ليلة بدر قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من يستقي لنا من الماء؟ فأحجم الناس، قال: فقمت فاحتضنت قربة، ثم أتيت قليبا بعيد القعر مظلما، فانحدرت فيه فأوحى الله إلى جبرئيل وميكائيل وإسرافيل، تأهبوا لنصرة محمد صلى الله عليه وآله وحزبه، فهبطوا من السماء لهم دوي يذهل من يسمعه، فلما حاذوا القليب - وقفوا وسلموا علي من عند آخرهم، إكراما، وتبجيلا وتعظيما وذكره أرباب المغازي وفي ذخائر العقبى ص ٦٨ - 69 قال: لما كان ليلة يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من يستقي لنا من الماء؟
فأحجم الناس، فقام علي فاحتضن قربة فأتى بئرا بعيدة القعر مظلمة، فانحدر فيها فأوحى الله عز وجل إلى جبرئيل وميكائيل وإسرافيل، تأهبوا لنصر محمد صلى الله عليه وآله وحزبه فهبطوا من المساء لهم لغط يذهل من سمعه، فلما حاذوا بالبئر سلموا عليه من عند آخرهم إكراما وتبجيلا.
(34) القتاد: شجر صلب له شوك كالإبر. وخرط القتاد: هو انتزاع قشره أو شوكه باليد يقال: (من دون ذلك خرط القتاد) أي إنه لا ينال إلا بمشقة عظيمة.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|