أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-03-2015
2221
التاريخ: 23-03-2015
19285
التاريخ: 22-03-2015
3069
التاريخ: 22-03-2015
4931
|
الشعر من الفنون الجميلة التي يسميها العرب الآداب الرفيعة، وهي الحفر والرسم والموسيقى والشعر. ومرجعها الى تصوير جمال الطبيعة. فالحفر يصورها بارزة، والرسم يصورها مسطحة بالأشكال والخطوات والألوان، والشعر يصورها بالخيال ويعبر عن اعجابنا بها وارتياحنا اليها بالألفاظ .. فهو لغة النفس او هو صور ظاهرة لحقائق غير ظاهرة. والموسيقى كالشعر .. هو يعبر عن جمال الطبيعة بالألفاظ والمعاني، وهي تعبر عنه بالانغام والألحان، وكلاهما في الاصل شيء واحد.
هذا هو تعريف الشعر في حقيقته، ولكن علماء العروض من العرب يريدون بالشعر الكلام المقفى الموزون فيحصرون حدوده بالألفاظ، وهو تعريف للنظم لا للشعر .. وبينهما فرق كبير، اذ قد يكون الرجل شاعرا ولا يحسن النظم، وقد يكون ناظما وليس في نظمه شعر .. وان كان الوزن والقافية يزيدان الشعر طلاوة ووقعا في النفس، فالنظم هو القالب الذي يسبك فيه الشعر، ويجوز سبكه في النثر.
وقد تقدم ابن خلدون خطوة أخرى في تعريف الشعر، فقال: (الشعر هو الكلام المبني على الاستعارة والأوصاف، المفصل بأجزاء متفقة في الوزن والروي مستقل كل جزء منها في غرضه ومقصده عما قبله وبعده، الجاري على أساليب العرب المخصوصة به) فهو يجعل التقفية والوزن من شروط الشعر، ويشترط أيضاً استقلال كل بيت منها بغرضه. وهو تقييد لا باعث له اذ قد ترى في الكلام المنثور معاني تؤثر في نفسك تأثير الشعر، وذلك كثير في كلامهم، والحكم فيه للذوق. ومن أصعب الأمور ان نعرف الشعر ونجعل له حدودا جامعة مانعة، كما نعرف الصرف او النحو او الفلك او غيرها من العلوم والآداب. ولكنك إذا قرأت قولا فيه خيال شعري، تعرفت الشاعرية فيه وشعرت بلذة ذلك التعرف وطربت له، وقد يكون ذلك النثر قولا وانما أطربك ما فيه من أساليب الكناية او الاستعارة .. فاذا سبكته في قالب شعري زاد رونقا وطلاوة، فاذا غنيته على توقيع الألحان زدت طربا به. فالوزن يزيد الشعر طلاوة من قبيل التوقيع الموسيقي في الألفاظ والحركات لا من قبيل المعنى.
فاذا قرأنا لبعضهم نثراً يصف به ذهوله في الحب، فيقول: (إذا جئت دار الحبيب ليلا لحاجة لي التمسها، فلا ادخل الدار حتى أنسى ما جئت له) فهذا معنى شعري ترتاح إليه النفس، لكن ارتياحا يكون أكثر إذا نظم ذلك المعنى شعراً كقول المجنون:
فيا ليل كم من حاجة لي مهمة إذا جئتكم بالليل لم أدر ما هيا
ويكون وقعه في النفس اشد إذا غنى على لحن مطرب.
وعلى ذلك فيدخل في الشعر كثير من أقوال العرب التي نعدها من قبيل الأمثال او الحكم المأثورة المبنية على الكناية كقولهم: المرء بأصغريه لا ببرديه، وعاد الأمر الى نصابه، وصاحت عصافير بطنه، ونحو ذلك.
فالشعر بالمعنى لا بالوزن والقافية .. وقد رأينا بعض متقدمي العرب يرون هذا الرأي في تعريف الشعر، فقد قال بعضهم: (الشعر كلام وأجوده أشعره) (1) ولم يقيده بالوزن ولا القافية. وقال آخر: (الشعر شيء تجيش به صدورنا، فتقذفه على ألسنتنا) (2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الأغاني ج18، ج21
(2) البيان والتبيين ج2
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
العتبة الحسينية تطلق فعاليات المخيم القرآني الثالث في جامعة البصرة
|
|
|