المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06
النضج السياسي في الوطن العربي
2024-11-06



مناظرة السيد علي البطحائي مع البعض في مسألة عدالة الصحابة  
  
395   12:56 صباحاً   التاريخ: 29-9-2019
المؤلف : الشيخ عبد الله الحسن
الكتاب أو المصدر : مناظرات في العقائد
الجزء والصفحة : ج1 ، 528-531
القسم : العقائد الاسلامية / الحوار العقائدي / * أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) /

قال السيد علي البطحائي: ذهبت مع عدد من الأصدقاء إلى الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وأهدينا لعلمائها عدة من كتب الشيعة، واتصلنا بعميد الجامعة الشيخ عبد العزيز بن باز ثم بعد السلام وإهداء التحيات قال الشيخ: صحابة الرسول (صلى الله عليه وآله) كلهم عدول وجاهدوا في سبيل الله.

قلت: على ما تقول، لا يبقى مورد لثلث القرآن، لأن الآيات الراجعة إلى المنافقين كثيرة، إن صحابة الرسول (صلى الله عليه وآله) مثل سائر الناس، فيهم الطيب وغير الطيب والعادل والفاسق.

ثم ذهب الشيخ، وجاء عدد من العلماء والمدرسين من الجامعة الإسلامية للبحث والمناظرة، فسألت عن واحد منهم - اسمه الشيخ عبد الله - ما تقولون في هذه الرواية الواردة في صحيح البخاري في المجلد الأول وفي المجلد التاسع عن ابن عباس لما اشتد بالنبي (صلى الله عليه وآله) وجعه، قال: إئتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده، قال عمر: إن النبي (صلى الله عليه وآله) غلبه الوجع، وعندنا كتاب الله حسبنا، وكثر اللغط فقال الرسول (صلى الله عليه وآله): قوموا عني لا ينبغي عند نبي تنازع، فخرج ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية مال حال بين رسول الله وبين كتابته. (1)

قلت للعلماء: أي شيء يريد أن يكتب نبي الرحمة، وما معنى قول عمر: إن النبي (صلى الله عليه وآله) غلبه الوجع، هل معناه أن الرسول (صلى الله عليه وآله) ليست له مشاعر ولا يفهم شيئا، وإذا كان كذلك، هل تطيب نفس إنسان أن يقول في شخص الرسول الأعظم الذي يقول القرآن في حقه: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 3، 4] أنه غلبه الوجع وليست له مشاعر.

قال الشيخ عبد الله - واحد من المدرسين في الجامعة الإسلامية -: أن معنى قول عمر أن الرسول (صلى الله عليه وآله) في شدة المرض لا تزاحموه حتى يصحو ويكتب الوصية.

قلت: هذا المعنى ينافي كلمة (فاختلفوا) في الرواية، وكلمة (وكثر اللغط) وقول الرسول (صلى الله عليه وآله): (قوموا عني ولا ينبغي عند نبي تنازع)، لأن الظاهر أنه وقع النزاع في محضر الرسول وإذا كان معنى قوله: إن النبي (صلى الله عليه وآله) في شدة المرض لا تزاحموه ما كان يقع التنازع والقيل والقال والاختلاف في محضر الرسول، وأيضا فما معنى قول ابن عباس (رضي الله عنه): إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين كتابته، وما معنى تأسف ابن عباس إلا من جهة حيلولة عمر بين الرسول والكتابة.

ثم قلت للشيخ عبد الله: أنا وأنت جئنا من لندن؟! لا نعرف معاني اللغة العربية فلنذهب عند الحمالين والبقالين من أهل المدينة نسأل معنى الرواية منهم.

قال: بحمد الله أنت عالم ديني تعرف كل شيء، ثم قال لي: أنت أكملت إيمانك من أصول الكافي؟

قلت: أنا أكملت إيماني من صحيح البخاري من أمثال هذه الرواية، مضافا إلى أن الرسول (صلى الله عليه وآله) طلب منهم الإتيان بكتاب يكتب لهم، لا أن الناس طلبوا منه (صلى الله عليه وآله) الكتابة. (2) .

___________________

(1) صحيح البخاري: ج 1 ص 39 (ك العلم ب كتابة العلم) وج 6 ص 11 - 12 (ك الغزوات ب مرض النبي (صلى الله عليه وآله)) ج 7 ص 156 (ك المرض ب قول المريض قوموا عني)، وج 9 ص 137 (ك الاعتصام بالكتاب والسنة ب كراهية الخلاف).

(2) مناظرات في الحرمين للبطحائي: ص 22 - 24.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.