لقد غلب على المذهب البغدادي في القرن الخامس الهجري، وما بعده الميل الى المذهب البصري ، ولعل ذلك يعود الى سببين مهمين :⁽¹⁾

الأول : غلبة المذهب البصري على بغداد زمن المبرد وثعلب ، وانتشاره انتشار واسعا على حساب المذهب الكوفي.

الثاني: قوة النحاة البغداديين البصريين العلمية في القرن الرابع الهجري، وكثرة تلامذتهم، وانتشار مؤلفاتهم على نطاق واسع، وكان ظهور الامامين النحويين الكبرين ابي على النحوي ، وتلميذه ابن جني ايذانا بان ينتزع المذهب البغدادي نزعة بصرية، وان يسود اتجاهه في الانتخاب من اراء المذهبين البصري والكوفي، والاجتهاد في استنباط اراء جديدة⁽²⁾ وان يتأثر بهما النحاة النابهون الذين خلفوها في الاقطار الاسلامية، ويتخذوا المنهج الذي وضعا اصوله فلا بد من تمثيل الآراء البصرية والكوفية، واراء البغداديين الاوليين الذين كانوا ينزعون نزعة كوفية، ولا بد من تمثيل من كانوا ينزعون بصرية، ثم لا بد من النفاذ الى اراء جديدة تعبر عن شخصيتهم، واستقلالهم عن البصريين والكوفيين⁽³⁾. ومن ابرز هؤلاء البغداديين واوسعهم شهرة : الربعي، والعكبري، والزمخشري، وابن الشجري، وابو البركات بن الانباري، وابن يعيش ، والرضي ، وسنخص الزمخشري بكلمة اكثر تفصيلا لكونه أنبه هؤلاء جميعا.

ص149

_________________________

(1) المدرسة البغدادية :395.

(2) المدارس النحوية، د شوقي: 276.

(3) المدارس النحوية، د. شوقي 276- 277، المدرسة البغدادية: 395.