المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



مسير حركة الإمام (عليه السلام) من مكّة إلى كربلاء  
  
5363   01:39 صباحاً   التاريخ: 7-5-2019
المؤلف : إعداد: معهد سيد الشهداء (عليه السلام) للمنبر الحسيني .
الكتاب أو المصدر : معجم كربلاء
الجزء والصفحة : ص27-31.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الأحداث ما قبل عاشوراء /

سوف نشير إلى مسير حركة الإمام (عليه السلام) من مكّة إلى كربلاء المقدّسة في منازلها المختلفة بالبيان التالي:

ـ التنعيم

ويقع هذا المنزل على بعد فرسخين من مكّة وقد التقى (عليه السلام) فيه مع قافلة آتية من اليمن محمّلة بالهدايا إلى يزيد, فقام الإمام (عليه السلام) بمصادرة متاع القافلة بعد أن دفع أجرة الجمال لأصحابها.

ـ الصفاح

وعندما وصل الإمام (عليه السلام) إلى الصفاح التقى بالفرزدق- أحد الشعراء العرب المشهورين- فاستعلم منه الإمام (عليه السلام) عن أوضاع أهل العراق فقال له: "الخبير سألت، إنّ قلوب الناس معك، وسيوفهم مع بني أميّة، والقضاء ينزل من السماء, والله يفعل ما يشاء".

ـ ذات عرق

وفي هذا المنزل استقبل الإمام (عليه السلام) بشر بن غالب القادم من العراق, فاستعلمه عن أحوال أهله, فأجابه كما أجاب الفرزدق بأنّ القلوب معه والسيوف مع بني أميّة.

ـ الحاجر

وبعدما وصل الإمام إلى هذا المكان أرسل قيس بن مسهّر برسالة إلى الكوفة يخبر

ـ الخزيمية

توقفت قافلة الإمام في هذا المنزل ليوم وليلة، وأتت زينب الكبرى لتخبر الإمام (عليه السلام) بأنّها سمعت هاتفاً ينشد هذين البيتين من الشعر:

أَلَا يَا عَيْنُ فَاحْتَفِلِي بِجُهْدٍ        وَمَنْ يَبْكِي عَلَى الشُهَداءِ بَعْدِي

عَلَى قَوْمٍ سُيُوفُهُمُ المنَايَا         بِمْقدارٍ إلَى إِنْجَازِ وَعْدِ

فأجابها الإمام الحسين (عليه السلام) قائلاً: "يا أختاه المقضيّ هو كائن"

ـ زَرُود

وفي هذا المنزل رأى الحسين بن عليّ (عليه السلام) فسطاطاً مضروباً لزهير بن القين الذي كان يحذر بشدّة من الاقتراب من الإمام, فدعاه الحسين لمرافقته, فما لبث أن استجاب له بعد تشجيع زوجته له.

ـ الثعلبيّة

وفي هذا المكان أخبر رجلان من بني أسد الإمام (عليه السلام) بخبر فارس من بني أسد كان قد مرّ بقرب منزلهم في زرود حيث قال لهم: بأنّه لم يخرج من الكوفة إلّا وقد قُتِل مسلم وهاني, فلم يكن من الإمام (عليه السلام) إلّا أن استرجع، مكرّراً لقوله تعالى: ﴿إِنَّا لِلهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ﴾ وترحّم على هذين الشهيدين قائلاً: "لا خير في العيش بعد هؤلاء".

وعندما نزل الإمام (عليه السلام) في الثعلبيّة وقت الظهيرة وضع رأسه فَرَقَد, ثمّ استيقظ, فقال لابنه عليّ الأكبر ما رآه في منامه: "خفقت برأسي خفقة, فعنّ لي فارس يقول: القوم يسيرون والمنايا تسير إليهم, فعلمت أنّها أنفسنا نعيت إلينا".

فقال له ابنه عليّ الأكبر: يا أبه فلسنا على الحقّ؟

فقال له الإمام (عليه السلام): "بلى يا بني، والله الذي إليه مرجع العباد".

فقال له عليّ الأكبر: يا أبه إذاً لا نبالي بالموت.

فقال الحسين (عليه السلام): "جزاك الله يا بنيّ خير ما جزى ولداً عن والده".

وفي هذا المكان التقى الإمام أيضاً برجلٍ من أهل الكوفة يدعى أبا هرّة الأزديّ, وقد سأل الإمام (عليه السلام) عن سبب خروجه من حرم الله وحرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال له الحسين (عليه السلام):

"يا أبا هرّة إنّ بني أميّة أخذوا مالي فصبرت، وشتموا عرضي فصبرت، وطلبوا دمي فهربت، وأيم الله يا أبا هرّة لتقتلني الفئة الباغية, وليلبسهم الله ذلّاً شاملاً وسيفاً قاطعاً...".

ـ الشقوق

ويذكر بعض المؤرّخين بأنّ الفرزدق قد التقى بالإمام (عليه السلام) في هذا المنزل.

ـ زبالة

وفي هذا المنزل أخبر رسولٌ من أهل الكوفة الإمام (عليه السلام) باستشهاد مسلم بن عقيل وكذلك هاني بن عروة وقيس بن مسهّر، وأيضاً وصله في هذا المنزل خبر شهادة عبد الله بن يقطر الذي كان قد أرسله الإمام (عليه السلام) بعد خروجه من مكّة إلى الكوفة حاملاً رسالته إلى مسلم بن عقيل.

وعندما وصل خبر استشهاد أصحاب الإمام (عليه السلام) في الكوفة أخبر أصحابه بذلك وقال لهم: "قد خذلتنا شيعتنا, فمن أحبّ منكم الانصراف فلينصرف ليس عليه منّا ذمام".

 

فتفرّق عنه بعض الناس، ويذكر أبو مخنف بأنّه لم يبق في أصحابه إلّا من جاءوا معه من المدينة.

وأحد النماذج التي تفرّقت عنه في هذا المكان فراس بن جعدة المخزوميّ, الذي انسحب ليلاً متخلّفاً عن الحسين (عليه السلام).

ـ بطن العقبة

وعندما نزلت قافلة الحسين (عليه السلام) في هذا المنزل لقيه رجل من بني عكرمة يدعى عمرو بن لوذان فناشد الإمام أن يرجع, فقال له: "فوالله لا تقدم إلّا على الأسنّة وحدّ السيوف"، فأجابه الحسين (عليه السلام) قائلاً: "يا عبد الله إنّه ليس يخفى عليّ, الرأي ما رأيت, ولكن الله لا يغلب على أمره".

ثمّ قال له: "والله لا يدعونني حتّى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي, فإذا فعلوا سلّط الله عليهم من يذلهّم حتّى يكونوا أذلّ فرق الأمم".

ـ شراف

وبعدما توقّف الإمام (عليه السلام) في هذا المنزل, أمر فتيانه في السَّحَر باستقاء الماء والإكثار منه ومن ثمّ ارتحلوا عنه.

ـ ذو حُسَم

وعند انتصاف النهار أخبر أحد روّاد القافلة الإمام (عليه السلام) بأنّه يرى عن بعد رؤوس الفرسان على خيولهم الكثيرة, فرأى الإمام أن يلتجئ إلى مكانٍ ما, فغيّر مسيره بمشورة

بعض من معه إلى مرتفعٍ يدعى ذو حسم, وسبق فرسان العدوّ في الوصول إليه, ونزل فيه الحسين (عليه السلام) وجاء القوم وهم ألف فارس يقودهم الحرّ بن يزيد الرياحيّ نحو خيمة الإمام (عليه السلام) حتّى وقفوا في مقابله، فقال الحسين (عليه السلام) لفتيانه: "اسقوا القوم وارووهم من الماء ورشّفوا الخيل ترشيفاً", يقول عليّ بن طعان: بأنّ الإمام الحسين (عليه السلام) أخذ السقاء وقام بإرواء الحرّ وحصانه.

وفي يومه الأوّل في هذا المنزل وبعد إقامة صلاة الظهر والعصر بحضور أصحابه وأصحاب الحرّ أشار الإمام (عليه السلام) في خطبته الأولى معهم إلى دعوة أهل الكوفة له فلم يجبه الحرّ، وفي الخطبة الثانية أكّد (عليه السلام) على معرفة الحقّ وأنّ الحقّ لمن؟ فقال: "أمّا بعد, أيّها الناس فإنّكم إن تتّقوا وتعرفوا الحقّ لأهله يكن أرضى لله، ونحن أهل البيت أولى بولاية هذا الأمر عليكم من هؤلاء المدّعين ما ليس لهم, والسائرين فيكم بالجور والعدوان، وإن أنتم كرهتمونا وجهلتم حقّنا وكان رأيكم غير ما أتتني كتبكم, وقدمت به عليّ رسلكم انصرفت عنكم", فقال له الحرّ بن يزيد، إنّا والله ما ندري هذه الكتب التي تذكر، وحينئذٍ أمر الحسين (عليه السلام) أن تنشر الرسائل بين أيديهم.

فقال الحرّ: فإنّا لسنا من هؤلاء الذين كتبوا إليك, وقد أمرنا إذا نحن لقيناك ألّا نفارقك حتّى نقدمك على عبيد الله بن زياد.

فقال له الحسين (عليه السلام): "الموت أدنى إليك من ذلك".

ثمّ قال لأصحابه: "قوموا فاركبوا"، فركبوا، وانتظروا حتّى ركبت نساؤهم فقال لأصحابه: "انصرفوا بنا"، فلمّا ذهبوا لينصرفوا حال القوم بينهم وبين الانصراف، وفي هذه الأثناء جرى كلام طويل بين الإمام الحسين (عليه السلام) والحرّ، ومن ثمّ قال الحرّ: "فإذا أبيت فخذ طريقاً لا تدخلك الكوفة ولا تردّك المدينة، لتكون بيني وبينك نصفاً حتّى أكتب إلى ابن زياد...".

- البيضة

وفي هذا المنزل خطب الحسين (عليه السلام) في أصحابه وأصحاب الحرّ فقال لهم:

"أيّها الناس إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من رأى سلطاناً جائراً مستحلّاً لحرم الله, ناكثاً لعهد الله, مخالفاً لسنّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغيّر عليه بفعلٍ ولا قولٍ كان حقّاً على الله أن يدخله مدخله، ألا وإنّ هؤلاء لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن, وأظهروا الفساد, وعطّلوا الحدود, واستأثروا بالفيء، وأحلّوا حرام الله وحرّموا حلاله, وأنّا أحقّ من غَيَّرَ, وقد أتتني كتبكم، وقدمت عليّ رسلكم ببيعتكم، أنّكم لا تسلموني ولا تخذلوني, فإن تممتم عليّ بيعتكم تصيبوا رشدكم... وإن لم تفعلوا ونقضتم عهدكم وخلعتم بيعتي من أعناقكم، فلعمري ما هي لكم بنكر، لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمّي مسلم، والمغرور من اغترّ بكم, فحظّكم أخطأتم, ونصيبكم ضيّعتم ومن نكث فإنّما ينكث على نفسه...".

وأقبل الحرّ يساير الحسين, وتكلّم معه عن الحرب والهلاك, فقال له الحسين (عليه السلام): "أبالموت تخوّفني... ولكن أقول لك كما قال أخو الأوس لابن عمّه ولقيه وهو يريد نصرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال له: أين تذهب فإنّك مقتول؟ فقال:

سَأَمْضِي وَمَا بِالمَوْتِ عَارٌ عَلَى الفَتَى          إِذا مَا نَوَى حَقّاً وَجَاهَدَ مُسْلِمَا

وَوَاسَى الرِّجَالَ الصَّالِحِينَ بِنَفْسِهِ               وَفَارَقَ مَثْبُوراً يُغَشُّ وَيُرْغَمَا

فَإِنْ عِشْتُ لَمْ أَنْدَمْ وَإِنْ مُتُّ لَمْ أُلَمْ              كَفَى بِكَ ذُلّاً أَنْ تَعِيشَ وَتُرْغَما"

 

ـ عذيب الهجانات

وفي هذا المنزل التقى الإمام (عليه السلام) بأربعة أشخاص يقودهم الطرماح بن عديّ قدموا من الكوفة للالتحاق بالإمام الحسين (عليه السلام), وهنا توجّه الإمام (عليه السلام) نحو الطرماح وقال له:  "أما والله إنّي لأرجو أن يكون خيراً ما أراد الله بنا قتلنا أم ظفرنا".

وهنا تدخل الحرّ وصمّم على اعتقال هؤلاء الأربعة من أهل الكوفة أو أن يردّهم.

فقال له الحسين (عليه السلام): "لأمنعنّهم ممّا أمنع به نفسي، إنمّا هؤلاء أنصاري وأعواني...".

ثمّ استفسر الإمام (عليه السلام) من هؤلاء الأشخاص الكوفيّين عن أوضاع مدينتهم, فقال له مجمع بن عبد الله العائذيّ: "أمّا أشراف الناس فقد أعظمت رشوتهم وملئت غرائرهم، يستحال ودّهم ويستخلص به نصيحتهم، فهم ألبّ واحدٍ عليك، وأمّا سائر الناس بعد فإنّ أفئدتهم تهوي إليك وسيوفهم غداً مشهورة عليك".

ثمّ استخبرهم الحسين (عليه السلام) عن سفيره قيس بن مسهّر، فأخبروه بشهادته، فترقرقت عينا الحسين (عليه السلام) ولم يملك دمعه، ثمّ تلا قوله تعالى:

﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾.

ومن ثمّ توجّه بالدعاء قائلاً: "أللهم اجعل لنا ولهم الجنّة نزلاً, واجمع بيننا وبينهم في مستقرٍّ من رحمتك, ورغائب مذخور ثوابك".

وفي هذا المنزل تعلّل الطرماح بأخذ الزاد لعائلته فترك الإمام (عليه السلام) ومضى.

 

ـ قصر بني مقاتل

التقى الإمام الحسين (عليه السلام) في هذا المكان بعبيد الله بن الحرّ الجعفيّ فدعاه إلى نصرته ومرافقته، فتعلّل بالنساء والأطفال وأمانات الناس لديه، وردّ على الإمام (عليه السلام) طلبه الموجب للسعادة ومضى عنه.

ـ نينوى

ولمّا وصل موكب الحسين (عليه السلام) إلى نينوى، وصل رسول من الكوفة يحمل كتاب ابن زياد إلى الحرّ بن يزيد، وممّا جاء فيه: "أمّا بعد, فجعجع بالحسين حين يبلغك كتابي، ويقدم عليك رسولي، فلا تنزله إلّا بالعراء في غير حصنٍ وعلى غير ماء, وقد أمرت رسولي أن يلزمك ولا يفارقك حتّى يأتيني بإنفاذ أمري".

وطلب الحرّ من الإمام الحسين (عليه السلام) وأصحابه النزول في هذا المكان، ولكن الإمام (عليه السلام) صمّم على أن ينزل وأصحابه إمّا في قرية الغاضريّة أو قرية الشفيّة، ولكن الحرّ رفض ذلك بشدّة، ومن ثمّ سار سيّد الشهداء (عليه السلام) بالقافلة ونزل في كربلاء.

 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.