المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2793 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الدلالة (دور الفرد في المجتمع)  
  
1473   11:07 صباحاً   التاريخ: 9-4-2019
المؤلف : تمام حسان
الكتاب أو المصدر : اللغة العربية معناها ومبناها
الجزء والصفحة : ص356- 361
القسم : علوم اللغة العربية / علم الدلالة / قضايا دلالية اخرى /

 

دور الفرد في المجتمع:
ذكرنا أن الحياة الاجتماعية مسرح أكبر, وأن لكل فرد من أفراد المجتمع دورًا محددًا من حيث الأداء الكلامي والحركي، وأن النجاح الاجتماعي للفرد منوط بحسن أداء دوره على مسرح الحياة, فقد يكون الفرد أبًا أو أخًا أو ابنًا أو عضوًا في ناد أو جماعة, أو رئيسًا أو مرؤوسا, أو أعلى أو أدنى, أو خادمًا أو مخدومًا, أو صديقًا أو شريكًا, أو أستاذًا أو طالبًا أو مربية, أو بائعًا أو مشتريًا, أو موظفا أو أجيرًا, أو متطوعًا، وقد يكون عسكريًّا أو مدنيًّا, أو عاملًا يدويًّا أو مفكرًا, أو صاحب مهنة أو عاطلًا, أو غنيًّا أو فقيرًا, أو مثقفًا أو جاهلًا, أو جادًّا أو هازلًا, أو قائدًا أو مقودًا, وهلم جرّا. وواضح أن الكلمة الواحدة بعينها قد يختلف معناها بحسب الدور الذي يؤد به الفرد. فعبارة: "إنه يشرب كثيرًا" مثلًا إذا قيلت في طفل صغير دلّت على نوعٍ من المشروبات, أما إذا قيلت في رجل مشهور بمعاقرة الخمر فإنها تدل على نوع آخر من المشروبات. وعبارة: "لا ينبغي لي أن ألبس هذه الملابس القصيرة" تختلف دلالتها الاجتماعية والمقاييس التي وصفت بالقصر بحسب ما إذا كان المتكلم رجلًا أو امرأة. وعبارة "أنا أحب هذه اللعبة" يختلف معناها حين يقولها طفل عنه حين يقولها رجل, بل يختلف حين يقولها متفرج عنه حين يقولها لاعب. وإننا إذا نظرنا إلى عضوية الأسرة باعتبارها دورًا اجتماعيًّا للفرد, فسنجد لكل عضو في الأسرة عبارات تناسب دوره لا يقولها غيره من أفراد الأسرة

ص356

الآخرين. فالعبارات التي يستعملها الأب غير العبارات التي ترد على لسان الأم, فالأب مثلًا لا يقول: "يا حبيبي" إذا كان يخاطب الكبار من أبنائه, ولكن الأم تقول ذلك بإسراف. والبنت لا تكلم أباها في شئونها الخاصَّة, ولكنها تكلم أمها, والأخ الأصغر في الأسرة يتلقَّى التوجيه الصحيح من بقية أفراد الأسرة, وليس له فرصة لأن يوجه الآخرين أو يصحح أخطاءهم. ولو حاول ذلك لكانت تلك مناسبة طيبة للضحك وللتدليل والإعجاب بالصغير الطموح غير الواعي بدوره في الأسرة.
ومعنى ذلك بالطبع أن الأدوار موزَّعة توزيعًا محكمًا بين أفراد الأسرة, ولكل دور منها عبارات وحركات ومواقف نفسية واجتماعية, ومعانٍ تختلف من فرد إلى آخر من أعضاء هذه الأسرة, فالموقف الاجتماعي والنفسي إلخ لكل عضو يختلف عن مواقف بقية الأعضاء, حتى إنَّ الأخوة في الأسرة مع اندراجهم جميعًا تحت عنوان: "البنوة" بالنسبة لأبيهم وأمهم, واشتراكهم في "الأخوة" يتقاسمونه بالتساوي فيما بينهم, تختلف أدوارهم من حيث السيطرة والخضوع والحزن أو التدليل في المعاملة وتحمل المسئوليات في نظام الأسرة, والقرب أو البعد من الأبوين, والاعتماد أو عدم الاعتماد عليهما. ومع أنني لا أريد أن أقفز إلى استنتاج الحقائق من طبيعة هذه الأدوار قبل أوانها الذي يأتي بعد إيفاء القول فيها حقه من البيان, أستطيع أن أقرر هنا أن الدور الاجتماعي أيًّا كان نوعه هو علاقة تنضوي تحتها طائفة من المقامات التي تنبع من تشابك الأساسين الآخرين. "دور الفرد في الأداء" و"غاية الأداء" في إطار هذه الأساس الأول المذكور: "دور الفرد في المجتمع", وسيأتي شرح ذلك بعد قليل.
قد يكون الفرد واحدًا من مجموعة من الأصدقاء الذين يقضون وقت فراغهم معًا في منتدى معين, ويتنزهون معًا, ويذهبون إلى السينما معًا, وبذلك يصدق عليهم اللفظ العامي "شلة", أو اللفظ الفصيح "ثلة", والغالب في دور كل واحد من أفراد هذه الثلة أن يحدده عرف الصحبة وقوة الشخصية والخبرة فيما بينهم, فيكتسب سلوك كل واحد منهم حيال الآخرين نمطية معينة وأسلوبًا محددًا, وربما كونوا فيما بينهم "لغيّة" خاصة بهم

ص357

قوامها بعض المفردات المرتجلة التي يراعى في ارتجالها ألّا يفهم غيرهم ممن يتصل بهم. وقد عودنا المسرح عند التصدي لتصوير هذا النوع من العلاقة الاجتماعية على توقع أن يكون لكلِّ دور من أدوار أفراد هذه المجموعة مفردات خاصة وأسلوب خاص في الأداء الحركي.
وللطالب في مدرسته دور محدَّد الكلمات والحركات, فلو أننا رأينا قصة طالب في مدرسة ثانوية يريد أن يوقد لنفسه سيجارة فلا يجد ما يوقدها به, ويلمح الطالب ناظر المدرسة عن بعد فيذهب إليه ويقول: "تسمح بالولاعة؟ " فلا ينبغي عند تحلي هذه العبارة وتحديد معناها أن نكتفي منها بما يدل عليه الفعل والجار والمجرور المؤنث, أو بأن أسلوب الجملة هو الاستفهام الدال على التماس, أو أن أداة الاستفهام قرينة لفظية أغنت القرائن الأخرى عن ذكرها طبقًا لمبدأ الترخص في القرينة الذي أشرنا إليه من قبل, فهذا النوع من التحليل المقالي مهما كان دقيقًا فلن يصل بنا إلى أهمِّ عنصر من عناصر معنى هذه الجملة, وهو أنها تدل على "سوء تربية", وهو عنصر لا يمكن الوصول إليه إلّا بفهم دور كل من الطالب والناظر في مجتمع المدرسة, ثم يفهم "المقام" الذي تَمَّ فيه "المقال" في حدود العلاقة الاجتماعية المحددة بين الناظر والطالب, ثم ما في هذا المقام من عدم التناسب بين المقال وبين هذين الدورين الاجتماعيين. ومما يقع على عاتق ناظر المدرسة في هذا المقام -باعتبار ذلك جزءًا من دوره الاجتماعي- أن يبادر بتأديب هذا الطالب ويردَّه إلى مطابقة معايير العرف الاجتماعي الذي يحكم سلوك كل من أعضاء مجتمع المدرسة حيال الآخر.
ولعضوية نادٍ بعينه نمطية أو معيارية خاصة في السلوك تحددها من الناحية الرسمية لائحة النادي, ومن الناحية الاجتماعية علاقات الأعضاء داخل النادي بعضهم ببعض, وعلاقتهم في معترك الحياة العامة خارج النادي. ولقد أصبح من نمطية سلوك أعضاء النوادي بصفة عامة حيث التظاهر بالجاه والغنى والتسامي الاجتماعي, وقد ينعكس هذا على كل ما يقوله العضو أو يفعله تقريبًا. ومن هذه النمطية في الوقت الحاضر التخفف من القيود التي يفرضها العرف التقليدي خارج النادي على الأفراد بالنسبة لقضايا السفور والاختلاط

ص358

ومزاولة الرقص والسمر. فالتعارف بين الأعضاء يتمُّ بطريقة أسهل مما يحدث خارج النادي, وقد تشترك السيدة المعروفة خارج النادي بالاحتشام في السباحة داخل النادي فتبدي من أجزاء جسمها ما لا تسمح لنفسها بابدائه في أيّ مكان آخر خارج النادي. وللشابات ملابس تصلح لتذهب إلى النادي بها وملابس أخرى لا تصلح, ومقياس الصلاح وعدمه خاضع لاعتبارات التباهي بآخر ما أخرجته بيوت الأزياء من نماذج؛ بحيث يدل الثوب على تطور صاحبته مع تطور المدنية والتقدم! ومعنى ذلك أن ما يفعله أعضاء النادي أو يقولونه يخضع لمعيارية عرفية اجتماعية مهما كان عرفها خاصًّا وكان مجتمعها ضيقًا.
وقد يكون الفرد أحد محترفي لعبة بعينها كأن يكون لاعبًا في فريق لكرة القدم أو الملاكمة أو غيرهما, فيتَّسم سلوكه الحركي وأداؤه الكلامي بنمطية معيارية ملحوظة بالطبع أثناء أداة اللعبة التي يتخصص فيها الفريق؛ لأن هذه اللعبة لها قوانينها ومعاييرها وأخلاقياتها, ولها فوق ذلك عقوبات لمن يخالف هذه المعايير. فالأمر أثناء اللعب واضح لا جدال في معياريته, وقد يؤثر عقاب المخالف في مستقبله المهني؛ إذ أنَّ الفصل من عضوية الفريق والإيقاف عن مزاولة اللعبة عقوبات محتملة. أضف إلى ذلك أن نوع اللعبة التي يمارسها الفرد قد ينعكس على مجازاته واستعاراته وكناياته كعبارات "الضربة القاضية" و"إصابة الهدف" و"رحت واخده شمال" و"الضرب تحت الحزام". وقد تشيع هذه الاستعمالات أحيانًا خارج العرف الخاص, فتكتسب عرفية عامة.
وقد يتعوّد الفرد الصلاة في مسجد بعينه يلتقي فيه دائمًا بروادٍ له دائمين, ويستمع إلى خطيب هذا المسجد, ويحضر درسه الديني بعد الصلاة مع بقية المصلين, فتحدث بينه وبين هؤلاء المصلين علاقة فكرية ونفسية خاصة فيما يتعلق بوجهة النظر الدينية والأخلاق الدينية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالقضاء والقدر, مما يترك أثرًا ظاهرًا في اتجاهاته السلوكية ومواقفه العقلية والعاطفية المختلفة؛ بحيث يقترب هذا السلوك وتلك المواقف اقترابًا أكيدًا من سلوك بقية المصلين ومواقفهم, مما يبرر تسميتهم بمجتمع

ص359

المسجد. وكذلك قد يؤدي الإلف وكثرة اللقاء بين هذه المجموعة إلى أن يتعرّف كل من أفرادها على الآخرين فتزداد الشركة الفكرية بينهم, وتنشأ بينهم أخوة في الله, ووحدة في الآراء تعتمد إلى حد كبير على الجوِّ السائد في المسجد, وعلى تعاليم إمام المسجد ودروسه ونظرته إلى المسائل الاجتماعية والخلقية. فإذا سمعت أحد رواد هذا المسجد يقول: "فسد الزمان" فلا يبتغي أن نقف في فهم معنى هذه العبارة على مجرّد تحليل "المقال", فتكتفي بظاهر النصِّ, وإنما ينبغي أن نتعدَّى ذلك إلى اعتبار "المقام" الذي يكشف لنا عن ضوء جديد يضئ لنا طريق تحليل المعنى, فإذا عرفنا أن هذا القائل يغشى مسجدًا بعينه, ويتأثّر بالجوِّ الفكري السائد لدى روَّاد هذا المسجد, فلربما فهمنا في النهاية أن الزمان لم يفسد حقيقة إلّا في رأي هذا الرجل المتزمِّت في دينه ونظرته إلى الأمور. ومثل ذلك يقال في انتماء الفرد إلى طريقة صوفية ما, فإذا سمعت هذا الفرد يقول: "سمعت هاتفًا يقول...." فضع المقال في ضوء المقام وافهم المعنى بحسبه.
وينتمي الفرد إلى قبيلة أو قرية أو مدينة أوحي من مدينة, فيكتسب ما قد يكون هناك من معيارية سلوكية أو تعبيرية أو عرفية سائدة في القبيلة أو القرية أو المدينة أو الحي, فيخضع ما يقوله وما يفعله في المواقف المختلفة لهذه المعيارية, مختلفًا في ذلك عن أبناء القبائل والقرى والمدن الأخرى؛ ففي القاهرة مثلًا: يختلف أبناء حيّ الحسينية في كلامهم ونظرتهم إلى المواقف المختلفة في التعامل مع الآخرين عن أبناء الحلمية مثلًا, ونجد مثل هذا الاختلاف بين القريتين المتجاورتين من قرى الريف. وإذا قرأت رسالة أرسل بها أحد أبناء الريف لقريب له نازح عن القرية, فرأيت في الرسالة: "أفراد الأسرة يقرئونك السلام" فاعلم أنه يرسل إلى قريبه تحية ما يربو على ثلاثمائة من الآدميين؛ لأن نظام الأسرة في الريف يجمع بين عدد كبير من الأفراد يشتركون في الانتساب إلى جدٍّ أعلى توفِّي من نحو مائتي عام تقريبًا, وتشتمل هذه الأسرة الريفية على خلايا أسرية تتكوّن كل خلية منها من أب وأم وأولادهما. أما إذا قرأت هذه العبارة نفسها في رسالة من أحد أبناء المدينة فاعلم أن المقصود بالأسرة هنا رجل وامرأة وأطفالهما, وقد يكون مجموع

ص360

هؤلاء جميعًا خمسة أفراد أو دون ذلك, فانظر إلى الكلمة الواحدة ذات المعنى الواحد بقي لمعناها طابعه المعجمي العام, واختلف معناها العددي بين الريف والمدينة, أي: بحسب الاعتبارات الاجتماعية والجغرافية في "المقام".
ويمكن لنا أن ندَّعي مثل ذلك عند النظر إلى الانتماء إلى إقليمٍ ما ذي ثقافة شعبية متميزة عن ثقافات الأقاليم الأخرى من الأمة نفسها؛ لأن معيارية السلوك في ظل عرفية هذه الثقافة تجعل "المقام" يختلف عنه في الأقاليم الأخرى. فالصعيدي الذي ينزل القاهرة ليزور أصدقاءه بها يؤذيه جدًّا أن يسأله إنسان من غير أفراد "الأسرة" عن حال زوجته أو صحتها أو بعض شئونها؛ لأن الزوجات هناك في الصعيد محجبات لا يراهن غريب عن الأسرة, وفي السؤال عن الزوجة اهتمام بشخصها غير مستحب لدى زوجها لصدوره من رجل غريب عن الأسرة. ولو أن الصعيدي المسئول كان على غير علم بنمطية السلوك لدى أهل القاهرة فربما نهر هذا السائل بسبب جرأته "غير المهذبة".

ص361




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.