أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-04-2015
2128
التاريخ: 2024-09-27
275
التاريخ: 20-12-2014
2433
التاريخ: 22-3-2016
3130
|
تأليف الشيخ محمد الصادقي الطهراني، وقد تم تأليفه خلال السنوات (1397- 1407 هـ) وكان بصورة محاضرات يلقيها على طلبة العلوم الدينية في الحوزتين النجف وقم، وهوتفسير جامع شامل، اتخذ منهج تفسير القرآن بالقرآن وكان باقتداد، وهوتحليلي نقدي تربوي اجتماعي، مع تنقية للأحاديث التي يراها أقرب إلى روح القرآن الكريم ! ولذا احترز عن الإسرائيليات- التي تبنى مفسروأهل السنة رواتها ورواياتها- بشكل قاطع وكذا عن الأحاديث الموضوعة والضعيفة.
ويمتاز المؤلف أنه من الفقهاء الكبار، فإن تفسيره تعرض لمسائل الفقه والأحكام لا بل حاكم وناقش الفقهاء والمراجع في كثير من المسائل التي شخصها بأنها دخيلة على التشيع (النهج المحمد الأصيل) خاصة مما اعتنى بها القرآن العزيز مثل الزكاة وصلاة الجمعة والقصر والتمام وغيرها من المسائل- ومع الأسف- التي أصبحنا نؤسس على أساسها الأحكام وندافع ونؤيدها بالروايات المنسوبة لأهل البيت عليهم السّلام. بينما هي نشأت في ظروف التقية، ورفض جمعة وجماعة الظالمين المنحرفين عن القرآن والسنة الحقة، وعدم شرعيتهم لدفع الزكاة لهم؟! وقد التقيت به في عدة مناسبات فوجدته الباحث والداعي إلى التشيع القرآني السنتي المحمد الأصيل، وذلك بتنقية وتشذيب ما أصاب التشيع العظيم من الشوائب والدخائل والتي اعتبرها البعض من أصول وضرورات المذهب وما هي كذلك؟! وفي المقابل نجد- ومما يؤسف له حقا- بعض مفسرينا قد انبهروا ببهارج كثرة التفاسير واشتهار رجالها سياسيا، فراح يعتبرها المصدر المنشود بل وأخذ يتأثر بها حتى بما سانده من الأحاديث والتفاسير التعصبية والناصبية ضد أهل البيت، والتشيع لعلي نفس وصنوالنبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، لا التشيع لسياسات وبطون الحكام! وهكذا تجده في العقائد فإنه يجلي الوجه الإسلامي الأصيل للتشيع العلوي المحمدي بكل نزاهة، ليأخذ بأيدي المخالفين والمنحرفين إلى الصراط القويم في المسائل الكلامية، وكل من شذّ عن التشيع الحق؟! كما ويتجنب تحميل القرآن بنظرات النظريات العلمية الحديثة، كما بينا كيف أن أهل السنة يتجرءون على كلام اللّه سبحانه بالرأي والاستحسان وكذلك يلصق كل نظرية ظهرت بالقرآن الكريم، وإيجاد ما يؤدها من الآيات تكلفا حسب أذواقهم .. ولكن مفسرنا يرى أن القرآن في غنى عن ذلك، اللهم إلا إذا رفع بذلك إبهام في إشارات عابرة جاءت في القرآن على شرط أن تكون النظرية ثابتة، ولذلك تراه يحمل على الشيخ طنطاوي موجها إياه للتفسير الصحيح بقوله : (ومن ذلك كثير عند كثير من المفسرين الذين غرقوا في العلوم والنظريات الجديدة، ونسوا أن القرآن هوعلم اللّه، فلن يتبدل، والعلم دوما في تبدل وتحول من خطأ إلى صاب ومن صواب، إلى أصوب) (1).
تفسير الكاشف : للعلامة الشيخ محمد حداد معنية، من كبار علماء لبنان (1322- 1400 هـ) المتخرجين من حوزة النجف الأشرف. وصاحب التأليفات المعتبرة والمفيدة، ومنها هذا التفسير القيّم، أخرجه من سبع مجلدات، وطبع عدة طبعات.
منهجه باختصار : تفسير يتلائم وحاجة المسلمين المعاصرة. ولقد أجاد في هذا المضمار، وأوجز الكلام حول مفاهيم القرآن الكريم المتوافقة مع متطلبات الزمن وقد يذكر الأحداث السياسية ويؤرخها كتفاصيل هزيمة (67) مع اليهود، ويربطها بالآيات ومصير بني إسرائيل! كان يعيش تطلعات عصره، ويفاعلها مع الآيات في عبارات شيقة ورصينة، ودلائل متينة معقولة، من غير أن يتغافل عما حققه المفسرون السلف، وزاد عليه الخلف. فهويدعوإلى الوحدة الإسلامية على ضوء القرآن الكريم، ويحمل الآخرين سبب تفرق الأمة، ولجوء الشيعة إلى التقية والانحسار عن الحياة الإسلامية، بكل صراحة. فكان تفسيره جامعا وشاملا ومجيبا على أسئلة الجيل الحديث.
وأخيرا : هناك تفاسير أخرى معاصرة جمعت ما بين محاسن السلف وحذرهم من الإسرائيليات والموضوعات، وبين استفادات العلوم الحديثة المادية والأكاديمية مثل : من هدي القرآن- للمدرسي- الذي اعتمد فيه على التدبر المباشر، أي منهج الاستلهام المباشر، والعودة إلى القرآن ذاته، وكما يقول : (وفق المنهج الذي علّمنا إياه الرسول الكريم، وأئمة أهل البيت عليهم السّلام حيث أمرونا بتفسير القرآن ببعضه) (2).
كذلك تفسير (من وحي القرآن) لآية اللّه السيد محمد حسين فضل اللّه، ويتميز بكونه تفسيرا حركيا للجيل المجاهد، فضلا عن منهجه التربوي والاجتماعي الشامل، ويعمل على إحياء الجوالقرآني في كل مجالات الحياة المادية والمعنوية متأثرا بأسلوب سيد قطب في «الظلال» وقد ظهر تأثره به رغم كونه ينتمي إلى مدرسة أهل البيت وتعاليمهم، وقد حاول تذويب بعض الفوارق بين المسلمين- حسب منهجه- بتأثير إعجابي بمفسري أهل السنة مما أثار النقود بل الحملات عند ما لمسوا منه- حسب ما فهموه- أنه على حساب المساس بمنزلة الإمام علي عليه السّلام وأهل البيت عليهم السّلام؟! أقول : إن منهجنا المنتمي إلى أهل بيت النبوة، يدعوننا إلى عرض أخبارنا وموروثنا كله بل وأنفسنا- كما مرّ سابقا- على القرآن الكريم، ولا ننكر ما أصاب موروثنا من ظروف التقية وغيرها.
وقد رأينا كيف اختلف حتى بعض أصحاب الأئمة، وتجديدات الشيخ المفيد، وابن إدريس، وابن الجنيد، والوحيد البهبهاني وغيرهم.
وما هذه المحاولات إلا لأجل تجلية الصورة على أساس نقد ذاتي للوصول إلى الإسلام المحمدي الأصيل، الذي خلفه النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في خليفته وأخيه ونفسه وصنوه علي بن أبي طالب عليه السّلام ومن بعده أهل بيته عليهم السّلام.
وعليه فنحن غير ملزمين بأحكام وسنة السلاطين من زكاة، وجمعته وجماعته وغيرها.
فما أخذه الناقدون ضد السيد فضل اللّه، أنه يدعوإلى تشيع على هامش مذاهب أهل السنة؟! متأثرا بموروثهم المذهبي؟! وبين هذا وذاك يرد سماحته على أولئك، ويدافع عن وجهة نظره، حتى لا نقع- كما يرى- في دائرة التعصب والانغلاق وأمثالها؟! وهذا يمثل أعلى درجات النقد الذاتي في هذا المخاض، وهوالصراع بوسائل الخصم وتقمص شخصيته، بل وبأسلحته.
ويرى سماحته في المقدمة : (ان القرآن ليس كلمات لغوية تتجمد في معناها اللغوي، بل هي كلمات تتحرك في أجواء روحية وعملية ...) (3).
هذا إذا علمنا أن سماحته يدعوإلى الحوار والتقارب. إلّا أنّ الذي يدور ترى أن لتلك الدعوة اتجاهين :
1- الاتجاه الأول :
الداعي والراجي من مذاهب أهل السنّة بالاعتراف بالتشيع كمذهب خامس .. وكان موقف أهل السنّة بين مدّ وجزر ومن علو؟! ولعله يشار لأصحاب هذا الاتجاه لأمثال سماحة السيد فضل اللّه والشيخ شمس الدين وأمثالهم. وإن كان الأول أكثر عمقا وتمسكا بالتشيع!
2- الاتجاه الثاني :
وهوالذي نتبناه وهودعوة أهل السنّة لنبذ الانحراف عن السنّة الحقّة التي خالفوها زمنا، وإرجاعهم إلى وصية النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في أهل بيته عليهم السّلام بعد ترك التعصب والغلوبالرجال والإسرائيليات والتشيع للحكام بالحوار الموضوعي الذي أسلفنا ذكره فيما مضى في مجال التفسير والتشريع؟!!
______________________
(1) الفرقان في تفسير القرآن 1/ 31.
(2) من هدي القرآن 1/ 5.
(3) تفسير من وحي القرآن 1/ 8 (المقدمة).
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|