أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-26
175
التاريخ: 21-2-2021
2212
التاريخ: 4-11-2021
1899
التاريخ: 22-4-2019
2097
|
موقع اللسان من الإنسان موقع ينبغي أن يمتاز بالبحث والتحقيق عن حاله وبيان وظائفه عقلاً وشرعاً واجتماعاً ، فإنه من أعظم ما يمتاز به الإنسان عن أبناء جنسه ، ولذا قال تعالى : {خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} [الرحمن : 3، 4] ، واللسان هو الطريق الوحيد العام لانتقال ضمائر الإنسان وعلومه ومعارفه إلى بني نوعه.
وأما البيان بالقلم ، كما قيل : إن البيان بيانان : بيان باللسان ، وبيان بالبنان ، فهو يختص من حيث الملقن والملقن له ، وكيفية التلقين بالعلماء ولا يعم الجميع.
وذكر بعض علماء الفن أن المعاصي التي يمكن صدورها من اللسان ثمانية عشر نوعاً .
ثم إن المراد بالصمت الممدوح أعم من الصمت عن التكلم الحرام ، أو عن التكلم بما لا فائدة فيه للإنسان.
فقد ورد في النصوص : أن علي بن الحسين (عليه السلام) سئل عن الكلام والسكوت أيهما أفضل؟ , فقال : لكل واحد منهما آفات ، فإذا سلما من الآفات فالكلام أفضل من السكوت ، قيل : كيف ذلك؟ , قال : لأن الله ما بعث الأنبياء والأوصياء بالسكوت ، إنما بعثهم بالكلام ، ولا استحقت الجنة بالسكوت ، ولا استوجبت ولاية الله بالسكوت ولا توقيت النار بالسكوت ، إنما ذلك كله بالكلام ما كنت لأعدل القمر بالشمس ، إنك تصف فضل السكوت بالكلام ، ولست تصف فضل الكلام بالسكوت (1).
وأنه ليس على الجوارح عبادة أخف مؤونة وأفضل منزلة وأعظم قدراً عند الله من الكلام في رضا الله ، ألا ترى أن الله لم يجعل فيما بينه وبين رسله معنى يكشف ما أسر إليهم من مكنونات علمه غير الكلام؟ , وكذلك بين الرسل والأمم فهو أفضل الوسائل والعبادة , وكذلك لا معصية أسرع عقوبة وأشد ملامة منه (2) , والسكوت خير من إملاء الشر ، وإملاء الخير خير من السكوت (3) , ولكن قد ورد : أن الكلام لو كان من فضة كان ينبغي للصمت أن يكون من ذهب (4) , وظاهره أن الصمت في موضع رجحانه أفضل من الكلام في مورد رجحانه ، فهذا : إما بنحو الموجبة الجزئية ، أو أن الجملة مسوقة لبيان حال أكثر الناس ، حيث أنهم جاهلون بسطاء وكلامهم لو كان خيراً فهو خير قليل ، فسكوتهم أفضل منه.
وأنه : جمع الخير كله في ثلاث خصال : النظر والسكوت والكلام ، فكل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو ، وكل سكوت ليس فيه فكر فهو غفلة ، وكل كلام ليس فيه ذكر فهو لغو ، فطوبى لمن كان نظره عبراً وسكوته فكراً وكلامه ذكراً (5) , وأنه لا حافظ أحفظ من الصمت (6) , وأن علياً (عليه السلام) وقفت على رجل يتكلم بفضول الكلام وقال : إنك تملي على حافظيك كتاباً إلى ربك ، فتكلم بما يعنيك ودع ما لا يعنيك (7) , وأن أعظم الناس قدراً من ترك ما لا يعنيه (8) , وأن النطق راحة للروح ، والسكوت راحة للعقل (9) , وأنه تكلموا تعرفوا فإن المرء مخبوء تحت لسانه (10) , وأن من علامات الفقه الصمت (11) ( قال المجلسي (رحمه الله) : الفقه هو العلم الرباني المستقر في القلب الذي يظهر آثاره على الجوارح ) , وأن الصمت باب من أبواب الحكمة يكسب المحبة ، وهو دليل على الخير (12) , وأن على لسان كل قائل رقيباً فليتق العبد ولينظر ما يقول (13) , وأن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه (14).
وأنه : ما من شيء أحق بطول السجن من اللسان (15) , وأن المؤمن يكتب محسناً ما دام ساكتاً ، فاذا تكلم كتب محسناً أو مسيئاً (16) , وأن داود قال لسليمان : عليك بطول الصمت إلا من خير ، فإن الندامة على طول الصمت مرة واحدة خير من الندامة على كثرة الكلام مرات (17) , وأنه ما عبد الله بشيء أفضل من الصمت (18) , وأن من لم يملك لسانه يندم (19).
وأن من حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه (20) , وأن الصمت مطردة للشيطان وعون لك على أمر دينك (21) , وأنه من المنجيات (22) , وأنه : إن أردت خير الدنيا والآخرة فاخزن لسانك كما تخزن مالك (23) , ولا يعرف عبد حقيقة الإيمان حتى يخزن لسانه (24) , وأن الصمت نعم العون في مواطن كثيرة وإن كنت فصيحاً (25) , وأن كثرة الكلام بغير ذكر الله تقسي القلب (26) , وأنه : لا بد للعاقل أن ينظر في شأنه فليحفظ لسانه (27).
وأن نجاة المؤمن في حفظ لسانه ، ومن حفظ لسانه ستر الله عورته (28) , وأن ذلاقة اللسان رأس المال (29) , وأن من حق اللسان إكرامه عن الخنا وتعويده حسن القول وترك الفضول (30) , وأن الكلام في وثاقك ما لم تتكلم به ، فإذا تكلمت فأنت في وثاقه (31) , ورب كلمة سلبت نعمة (32) , ومن كثر كلامه كثر خطؤه (33) , وحبس اللسان سلامة الإنسان (34) وبلاء الإنسان من اللسان (35) , وفتنة اللسان أشد من ضرب السيف (36) , وأن من خاف الناس لسانه فهو من أهل النار (37) , وأنه : لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ، فمن استطاع أن يلقى الله وهو سليم اللسان من أعراض المسلمين فليفعل (38) , وأن اللسان كلب عقور ، إن خليته عقر (39) , وأن نجاة المؤمن من حفظه (40).
وأنه ما أحسن الصمت لا من عيّ ، والمهذار له سقطات (41) , وأن الكلام ثلاثة : رابح وسالم وشاحب ، فأما الرابح فالذي يذكر الله ، وأما السالم فالذي يقول ما أحب الله ، وأما الشاحب فالذي يخوض في الله (42) , وأنه : لا يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم (43) , وأن اللسان سبع ، إن خلي عنه عقر (44) , وأنه : هانت عليه نفسه من أمر عليها لسانه (45) , وأنه إذا تم العقل نقص الكلام (46) , وأنه : رب قول أنفذ من صول (47) , وأنه : اجعلوا اللسان واحداً. وأن اللسان جموح بصاحبه ، وما أرى عبداً يتقي بتقوى الله تنفعه حتى يختزن لسانه (48) وأن لسان المؤمن من وراء قلبه ، وأن قلب المنافق من وراء لسانه (49) , وأن اللسان بضعة من الإنسان ، فلا يسعده القول إذا امتنع ، ولا يمهله النطق إذا اتسع (50) , وأن تلافيك ما فرط من صمتك أيسر من إدراكك ما فات من منطقك وحفظ ما في الوعاء بشد الوكاء (51) , وأنه إذا فاتك الأدب فالزم الصمت (52) , وأن المرء يعثر برجله فيبرأ ، ويعثر بلسانه فيقطع رأسه (53) , وأن الله جعل صورة المرأة في وجهها وصورة الرجل في منطقه (54) , ورحم الله عبداً قال خيراً فغنم ، أو سكت عن سوء فسلم (55) , وأن الباقر (عليه السلام) قال : شيعتنا الخرس (56) ( هو جمع أخرس ، أي : لا يتكلمون باللغو والباطل ، وفيما لا يعلمون ، وفيما لا يعنيهم ، وفي مقام التقية ) , وأنه : ما من يوم إلا وكلّ عضو من أعضاء الجسد يكفّر اللسان يقول : نشدتك الله أن نعذب فيك (57) , ( يكفر اللسان أي : يذل ويخضع له ، والمراد : أن لسان حال الأعضاء هو الإقسام له بأن تكف نفسك من أن نعذب بسببك ) , وأن الله يعذب اللسان بعذاب لا يعذب به شيئاً من الجوارح ، فيقول له : خرجت منك كلمة فبلغت مشارق الأرض ومغاربها ، فسفك بها الدم الحرام ، وانتهب بها المال الحرام ، وانتهك بها الفرج الحرام (58).
وأنه : إن كان في شيء شؤم ففي اللسان (59).
___________________________
(1) الحقائق : ص71 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص274.
(2) بحار الأنوار : ج71 ، ص285.
(3) بحار الأنوار : ج71 ، ص294.
(4) المحجة البيضاء : ج5 ، ص195 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص278.
(5) الأمالي : ج1 ، ص32 ـ ثواب الأعمال : ص212 ـ الخصال : ص98 ـ معاني الأخبار : ص334 ـ من لا يحضره الفقيه : ج4 ، ص405 ـ وسائل الشيعة : ج8 ، ص538 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص275 وج77 ، ص406 وج78 ، ص54.
(6) بحار الأنوار : ج71 ، ص275.
(7) من لا يحضره الفقيه : ج4 ، ص396 ـ وسائل الشيعة : ج8 ، ص538 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص276.
(8) بحار الأنوار : ج71 ، ص276.
(9) بحار الأنوار : ج71 ، ص276.
(10) نهج البلاغة : الحكمة 392 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص276.
(11) بحار الأنوار : ج71 ، ص276.
(12) بحار الأنوار : ج71 ، ص288.
(13) وسائل الشيعة : ج8 ، ص537 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص277.
(14) تنبيه الخواطر : ج1 ، ص236 ـ مجمع البحرين : ج1 ، ص309 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص277.
(15) الخصال : ص15 ـ وسائل الشيعة : ج8 ، ص535 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص277.
(16) ثواب الأعمال : ص196 ـ الخصال : ص15 ـ وسائل الشيعة : ج8 ، ص529 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص277.
(17) بحار الأنوار : ج71 ، ص277.
(18) الخصال : ص35 ـ وسائل الشيعة : ج8 ، ص55 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص278 وج99 ، ص103.
(19) غرر الحكم ودرر الكلم : ج5 ، ص245 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص278.
(20) الكافي : ج2 ، ص116 ـ وسائل الشيعة : ج8 ، ص537 ـ بحار الأنوار : ج71 ص289.
(21) بحار الأنوار : ج71 ، ص279.
(22) نفس المصدر السابق.
(23) بحار الأنوار : ج71 ، ص280.
(24) غرر الحكم ودرر الكلم : ج2 ، ص180 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص280.
(25) بحار الأنوار : ج71 ، ص280.
(26) الأمالي : ج1 ، ص2 ـ وسائل الشيعة : ج8 ، ص536 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص281 وج93 ، ص164.
(27) بحار الأنوار : ج71 ، ص281 ـ مرآة العقول : ج8 ، ص225.
(28) وسائل الشيعة : ج8 ، ص535 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص283.
(29) بحار الأنوار : ج71 ، ص286.
(30) روضة الواعظين : ص467 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص286.
(31) نهج البلاغة : الحكمة 381 ـ وسائل الشيعة : ج8 ، ص531 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص286 ـ مرآة العقول : ج8 ، ص219.
(32) غرر الحكم ودرر الكلم : ج4 ، ص58 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص287.
(33) وسائل الشيعة : ج8 ، ص531 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص291.
(34) جامع الأخبار : ص93 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص286.
(35) بحار الأنوار : ج71 ، ص286 ـ مستدرك الوسائل : ج9 ، ص30.
(36) بحار الأنوار : ج71 ، ص 286.
(37) الكافي : ج2 ، ص327 ـ وسائل الشيعة : ج11 ، ص326 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص286 وج75 ، ص283.
(38) بحار الأنوار : ج71 ، ص292 وج75 ، ص262 ـ مستدرك الوسائل : ج9 ، ص31.
(39) ارشاد القلوب : ص103 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص287.
(40) بحار الأنوار : ج71 ، ص286.
(41) بحار الأنوار : ج71 ، ص288.
(42) وسائل الشيعة : ج8 ، ص539 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص289 وج93 ، ص165.
(43) المحجة البيضاء : ج5 ، ص157 ـ بحار الأنوار : ج68 ، ص103 وج70 ، ص85 وج71 ، 290.
(44) نهج البلاغة : الحكمة 60 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص290.
(45) كنز الفوائد : ج2 ، ص14 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص290.
(46) نهج البلاغة : الحكمة 71 ـ وسائل الشيعة : ج8 ، ص534 ـ بحار الأنوار : ج1 ، ص292 ـ مرآة العقول : ج8 ، ص225.
(47) نهج البلاغة : الحكمة 394 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص291.
(48) نهج البلاغة : الخطبة 176 ـ غرر الحكم ودرر الكلم : ج1 ، ص114 وج6 ، ص208.
(49) نهج البلاغة : الخطبة 176 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص292 ـ المحجة البيضاء : ج5 ، ص195.
(50) نهج البلاغة : الخطبة 233 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص292.
(51) نهج البلاغة : الكتاب 31 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص 292.
(52) بحار الأنوار : ج71 ، ص293.
(53) نفس المصدر السابق.
(54) نفس المصدر السابق.
(55) نفس المصدر السابق.
(56) الكافي : ج2 ، ص113 ـ وسائل الشيعة : ج8 ، ص527 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص285.
(57) الكافي : ج2 ، ص115 ـ وسائل الشيعة : ج8 ، ص534 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص302.
(58) الكافي : ج2 ، ص115 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص304.
(59) الكافي : ج2 ، ص116 ـ وسائل الشيعة : ج8 ، ص534 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص305.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|