أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-4-2021
![]()
التاريخ: 2024-09-23
![]()
التاريخ: 20-2-2019
![]()
التاريخ: 23-6-2019
![]() |
قال (عليه السلام) : (الهم نصف الهرم)(1) .
الدعوة إلى الصبر وعدم الحزن الطويل على ما يصيب الإنسان من فقد عزيز او ابتلاء بأمر يضيق به ، بل لابد من معالجة الحالة بما ينفع ويجعلها ذات تأثير ايجابي عليه ، وذلك من خلال توظيفها لصالحه ، كأخذ العبرة والموعظة، لئلا يغتر بإقبال الدنيا وزهوها ، فيعرف سرعة تقلباتها حتى لا يأمنها ويتصرف فيها وكأنها الدائمة له ، او ان يعمل ما يجعله مستثمرا للوقت ، حتى لا يمر عليه بدون فائدة مهمة ، او ان يضيف لنفسه رصيدا من الثواب ينفعه بعدئذ ، كالمشاركة ببعض اعمال البر الاجتماعي العام ، مما يبدد عليه عزلته النفسية ويخرجه من ضيقه الذي يعانيه ، وهذا مما يحقق عدة مكاسب في آن واحد ، حيث النفع العام والخاص ، بما يؤسس لمجتمع يتكامل في المحن والازمات ، ويستثمرها لما يخدم وضعه الانساني الفردي والنوعي ، لينتقل من مستواه إلى الأفضل تدريجيا وعبر مراحله الزمنية المختلفة ، فلا تمنعه أزماته وما يعانيه ، من التكامل الروحي او المادي.
ولو لم يعمل كذلك ، لأدى تفاعله مع المصائب وتجاوبه معها إلى ابتئاسه وحزنه وتذويب حالة الصمود لديه ، بما يأتي عليه بالأذى النفسي والجسدي ، فيسرع إليه المرض وتضعف قواه عن التحمل وتشتد وطأة المعاناة حتى يضيق بما فيه ، ثم يتناقص جسديا بالعوارض الصحية ونفسيا بانعكاساتها السلبية ، وهو كله مضر به ، فعليه تقدير الامور بما يناسبها دون هلع او جزع ، لعدم جدوى ذلك جميعا بقدر ما يترك آثارا سلبية متعددة عليه وعلى مجتمع.
وان هذه الحكمة تميثل سبقا في مجال تشخيص الحالات والاعراض قبل ان يدرك ذوو التخصص بأن للقلق والحزن المنبعث عن الهم ، اثرا في الهرم وقطع المراحل العمرية بالمرض النفسي او العضوي ، حيث يذيب الهم عناصر التماسك التي يعتمدها الإنسان ويستقوي بها (2) ، وعندما تضعف عن مقاومة تلك العوارض ، يبدأ العد التنازلي بما يضيع عليه فرصة استثمار العبور في هذه المحطة الدنيوية التي لابد من التزود منها لما بعدها.
وبهذا قد اختصرت هذه الحكمة بكلماتها الثلاث ، جميع عبارات الشكوى والتألم ، كما تختزن وتختزل جميع عبارات المواساة ، ووسائل التسلية والتهدئذ المعهودة ، فإنها تشخص العلة ، وتشير إلى السبب ، وتحدد العلاج بشرط الابتعاد عن الهم ، لما له من تأثير نفسي واضح ، في القدرة على التخلص من التبعات والآثار السيئة ، حيث لا يكون الاطمئنان إلا بالاستقرار النفسي ، الذي لا يحصل لو زاحمه الهم ، الذي ولو تعددت اسبابه ، لكنها تتحد في تأثيرها المباشر على الإنسان واضعافه ، حتى يبلغ اقصى الكبر ، ويهرم سريعا ، فتبدو واضحة علامات العجز والشيخوخة ، وعوارضهما المرضية ، التي عادة ما يتفادها الإنسان ، ليتشبث بالحياة ، والبقاء اكثر.
ولابد في مواجهة ذلك من الابتعاد عما يعكر صفو الحياة – مهما امكن - ، ولو ان الهم مما يلازم الإنسان كثيرا ، لكنه ليس بمقصور على الرضوخ والاستجابة ، بل لديه فسحة من الأمل ، بالاعتصام بالله تعالى ، والبحث عن الحلول المناسبة الصحيحة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الهرم : كبر السن.
(2) أكد العلماء ان العديد من الاضطرابات النفسية تؤثر ... على مناعة الجسد ومقاومته للأمراض و ... تسهم في نشوء امراض عضوية كالسكر والسرطان وأمراض القلب والجلطات وغيرها من أمراض الغدد الصماء والاضطرابات الهرمونية والشيخوخة والهدم ... والنسيان وضعف الذاكرة .... والصداع والغثيان والدوخة ... وقرحة المعدة وقرحة اللاثني عشر والتهاب القولون) ، ينظر : الهم والهدم من منظور القران الكريم والسنة النبوية (الاضطرابات النفسية وتأثيرها على الاجزاء العضوية ) حسن يوسف شهاب الدين بحث منشور في موقع منتديات صوت القرآن الكريم.
|
|
لخفض ضغط الدم.. دراسة تحدد "تمارين مهمة"
|
|
|
|
|
طال انتظارها.. ميزة جديدة من "واتساب" تعزز الخصوصية
|
|
|
|
|
مشاتل الكفيل تزيّن مجمّع أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) بالورد استعدادًا لحفل التخرج المركزي
|
|
|