أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-12-2020
2170
التاريخ: 29-9-2020
2862
التاريخ: 22-4-2019
2304
التاريخ: 11-10-2016
2157
|
العقائد لا يجوز أخذها إلا بوحي من اللّه سبحانه بواسطة الأنبياء ثم الأوصياء مع ما فطر الناس عليه من المعرفة ، قال اللّه تعالى : {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} [الروم : 30] , فقد ورد ، أن المراد بها المعرفة ، و في رواية التوحيد ، و في الحديث النبوي (صلى الله عليه واله): «كلّ مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه و ينصرانه و يمجسانه»(1).
والفطرة في الاصل الجبلة ، و هي عبارة عن العقل المطبوع الذي هو شرع من داخل كما أنّ الشرع عقل من خارج فان العقل كالسّراج و الشّرع كالزّيت يمده فما لم يكن زيت لم يشعل السراج ، و ما لم يكن سراج لم يضيء الزيت ، و أيضا العقل كالبصر و الشرع كالشعاع و لم ينفع البصر ما لم يكن شعاع من خارج و لن يغني الشعاع ما لم يكن بصر {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ} [المائدة : 15، 16] , فسحقا لأقوام عزلوا عقولهم و أعرضوا عن رسلهم و اتبعوا اهواءهم فضلوا و أضلوا.
ثم إن أعقل العقلاء نبينا (صلى الله عليه واله) و خير الشرايع شرعه و إنّما أرسله اللّه و انزل معه الكتاب ليقوم الناس بالقسط.
فصدع بأمر اللّه و هدى الخلق إلى صراط اللّه ، و أرشدهم الى معرفة صانعهم و يوم اخر هم ببيان و برهان ناسبا عقولهم ، و نبّههم على أدلة و حجج بلغت إليها أفهامهم و أتى كل طائفة من ذلك بما يصلح لعقله و فهمه من برهان و خطابة و جدال بالتي هي أحسن و معجزة لمن له المعجزة أبين ليكونوا على بصيرة من أمرهم و ليهلك من هلك عن بيّنة و يحيى من حيّ عن بينة.
ثم أكمل لهم امور دينهم بحيث لم يحتج امّته إلى آثار السّالفين فيما يهمهم و يعينهم من أمر الدّين و ليس لقائل أن يقول: إنّ ثبوت الأنبياء و الشرايع يتوقف على ثبوت الصانع و صفاته الكمالية فكيف يعرف الصّانع و صفاته بالأنبياء و الشرايع و ذلك لأنه لو لم يكن صاحب هذا الكلام و البيان مقبول القول و معصوم الفعال لكان فيها الحجة من حيث مطابقتها لمقتضى العقول السليمة ، فان براهينه هي المتبعة و بيّناته و حججه هي الملزمة على أن ما يتوقف عليه الشرع من معرفة الصانع و صفاته يجري مجرى الضروريات التي يحكم بها كلّ من له أدنى مسكة قال اللّه عزّ و جلّ : { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ } [لقمان : 25].
فقد ثبت أنّ ما ورد في الشرع كاف في الاهتداء إلى سبيل الحق مع ما جبل عليه أهل السّلامة من العقل المطبوع ، فلا حاجة إلى تكلفات المتكلفين على اختلاف طبقاتهم و تشعب آرائهم و تناقض أهوائهم في إبداء الأدلة و أنّها من الحجج على امور الدين.
فانّهم جمعوا بين الجهل و سوء الأدب ، أما الجهل ، فلكونهم ما عرفوا موضع الدلالة فيما نصبه الحق دليلا ، و أما سوء الأدب فمعارضتهم له سبحانه بما دخلوا فيه ممّا يزعمونه دليلا فجعلوا نظرهم في الدين أتّم في الدلالة ممّا دلّ عليه الحق تعالى عن ذلك ، أفأنزل اللّه دينا ناقصا فاستعان بهم على اتمامه أم أنزل اللّه دينا تاما فقصّر الرّسول عن تبليغه و أدائه واللّه سبحانه يقول : {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام : 38] , و فيه {تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} [النحل: 89].
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «القرآن ظاهره أنيق و باطنه عميق لا تفنى عجائبه و لا تنقضي غرائبه و لا تنكشف الظلمات إلا به»(2).
_______________________
( 1) الكافي: ج 1 , ص 56.
( 2) غرر الحكم : ص 83 , ح 1899.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|