أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-02-2015
1343
التاريخ: 13-02-2015
1490
التاريخ: 5-10-2014
1419
التاريخ: 22-04-2015
1584
|
يعتقد النظام الإسلاميّ بأنّ الإنسان مفطور على السجايا الأخلاقيّة النبيلة ، وأنّ اُصول التربية موجودة في فطرته بخلق الله سبحانه ، وإنّما يكون دور المربّين والاُساتذة هو استخراج هذه السجايا المكنونة في النفس الإنسانيّة وإثارتها وتنميتها ، وهذا أمر أكّدته آيات كثيرة في الكتاب العزيز ، وإليك ـ فيما يأتي ـ نماذج من هذه الآيات يقول الله سبحانه : { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } ( الشمس : 7 ـ 8).
{ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ } ( البلد : 10).
إلى غير ذلك من الآيات التي تشير ـ بوضوح ـ إلى هذه الحقيقة ، وتؤكّد بأنّ أصول التربية مزروعة في داخل النفس البشريّة زرعاً ومغروسة غرساً.
وعلى ذلك ، فإنّ دور المربّي ، والمعلّم الأخلاقيّ ـ في هذا المجال ـ لا يتعدّى دور الاكتشاف والإنماء والرعاية ، فمثله مثل البستانيّ الذي لا يقوم إلاّ بتهيئة الظروف المساعدة للنبات والزرع من الرعاية والسقي والعناية بالبذرة لتنبت وتكبر وتنمو ، فإنّ المربّي والمعلّم يهيّء الأجواء المساعدة لنمو تلك السجايا والبذور الأخلاقيّة الموجودة في داخل النفوس البشريّة ، وإثارتها من مكامنها ، وإلى ذلك يشير قول الإمام عليّ (عليه السلام) وهو يصف مهمّة الأنبياء : « فبعث فيهم رسله ، وواتر إليهم أنبياءه ، ليستأدوهم ميثاق فطرته ، ويذكّروهم منسيّ نعمته ، ويحتجّوا عليهم بالتبليغ ، ويثيروا لهم دفائن العقول » (1) .
ولأجل ذلك أيضاً أمر الله سبحانه نبيّه محمّداً (صلى الله عليه واله وسلم) بأن يذكّر الناس بما خلقوا وفطروا عليه فقال : { فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ } ( الغاشية : 21).
ولقد أشبعنا الكلام ـ في الجزء الأوّل ـ عند البحث عن المعرفة الفطريّة ، وقلنا بأنّ الدين ، واُصول فروعه الكليّة مركوزة في النفس البشريّة ، وهو شيء أشار إليه قوله سبحانه : { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ } ( الروم : 30).
فما هو المفطور عليه البشر هو الدين بمعناه الوسيع الشامل للعقيدة والأخلاق والقيم والسجايا وقد روى الفريقان عن النبيّ الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) قوله : « ما من مولود إلاّ يولد على الفطرة ثمّ أبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه. ثُمّ قال : { فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا } » (2).
____________________
(1) نهج البلاغة : الخطبة الاُولى.
(2) تفسير البرهان 3 : 361 ، التاج الجامع للاُصول 4 : 180.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|