أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-10-2014
1986
التاريخ: 5-10-2014
1668
التاريخ: 13-02-2015
1269
التاريخ: 7-10-2014
1409
|
إنّ للإنسان ـ في الاقتصاد الإسلاميّ ـ مقاماً رفيعاً ، وشأناً
كبيراً ، فهو لم يخلق للإنتاج والاستهلاك ، وهو لم يأت إلى هذه الحياة ليكون
مسماراً في معمل أو حيواناً مستهلكاً في زريبة. بل هو كائن مكرّم خلقت الأشياء لأجله
ولم يخلق هو لأجلها ولذلك فليس الإنسان عبداً أسيراً بيد الاقتصاد ، وآلة طيّعة
بأيدي الاقتصاديّين ليستغلّوه كيفما شاؤوا ، ويستخدموه كيفما أرادوا ، كيف وقد
جعله الله حرّاً كما قال الإمام عليّ (عليه السلام) : « لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرّاً » (1) .
وأيّة عبوديّة أشدّ وأوضح من تعلّق الإنسان
بالمال ، وفنائه في الإنتاج والتوزيع والاستهلاك ؟ وهل جاء الإنسان إلى هذه الحياة
ليفعل ما تفعله الحيوانات في حظائرها وزرائبها كما يقول الإمام عليّ (عليه السلام)
: « ما خلقت
ليشغلني أكل الطيّبات كالبهيمة المربوطة همّها علفها ، أو المرسلة شغلها تقمّمها ، تكترش من أعلافها ، وتلهو عمّا يراد بها ، أو اترك سدىً ، أو أهمل عابثاً ، أو أجرّ حبل الضّلالة أو اعتسف طريق
المتاهة » (2) .
فذلك لا يتفق مع المكانة التي رشّحه الله
سبحانه لها ، والمقام الذي ندبه إليه ، وهو مقام الخلافة الإلهيّة في الأرض ، التي
صرح بها القرآن الكريم إذ قال : { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ
خَلِيفَةً } (
البقرة : 30).
وهو الذي كرّمه الله سبحانه ، وفضّله على
كثير ممّن خلق إذ قال : { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ
وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ
وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً } ( الإسراء : 70).
إنّ الإسلام ينظر إلى النوع الإنسانيّ من
هذه الزاوية ، وبهذا المنظار ، فإنّ الإنسان ـ في منطق الإسلام ـ كائن مكرّم ، ذو
مكانة رفيعة فلا تجوز الاستهانة بقيمته ، وتلخيص حياته ووجوده في الإنتاج
والاستهلاك ، وتلبية الغرائز الحيوانيّة وإشباعها.
وإذا نظر الإسلام إلى القضيّة الاقتصاديّة
والاُمور المعيشيّة من مسكن وغذاء وغيرهما ، فلأجل أنّ كرامة الإنسان وتكامله
يستدعيان ذلك ، وبذلك يكون الاقتصاد في نظر الإسلام وسيلة لا هدفاً ، وطريقاً لا
غاية ونهاية.
من هنا لا يصحّ ـ مطلقاً ـ أن نتوخّى من
الاقتصاد الإسلاميّ ، ما نتوقّعه من الاقتصادين الرأسماليّ والاشتراكيّ فإنّ هذين
المنهجين ينظران إلى الإنسان بما أنّه ( منتج ) أو ( مستهلك ) ولا تهمّهما كرامته
وشخصيّته ، ومن هنا كان الاقتصاد في هذين المنهجين هدفاً وغاية ، وكان الإنسان
فيهما وسيلة وآلة ، فلا اعتناء بشأنه ، ولا اهتمام بكرامته.
ولا تنس ما ذكرناه في أوّل البحث من أنّ
الهدف من هذا الفصل هو بيان مسألة دعوة الإسلام إلى التنمية الاقتصاديّة وبيان
إطاراتها دون بيان المنهج الاقتصاديّ للإسلام فإنّ لذلك مجالاً آخر.
________________________
(1) نهج
البلاغة : قسم الكتب : الرقم 31.
(2) نهج البلاغة : قسم الكتب : الرقم
45.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|