أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-04-2015
2919
التاريخ: 5-10-2014
1358
التاريخ: 24-11-2015
1828
التاريخ: 22-04-2015
1539
|
c رخص الإسلام للمرأة أن تكشف عن الوجه والكفين لأن ضرورة الحياة تستدعي ذلك ، واعتبر ما عداهما عورة لأنه طريق المخاطر والمهالك ، قال الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ):
« من رعى غنمه حول الحمى نازعته نفسه أن يرعاها فيه » . . وهذا هو الواقع المشهود ، فأنّى اتجهت ببصرك رأيت له العديد من الصور . . فما ان أسفرت المرأة عن شعرها حتى ذهبت إلى الحلاق ، ومنه إلى كشف الصدر والكتف والساق ، إلى « الميني جيب والمكر يجيب » إلى الأزياء التي تتطور يوما فيوما ، وتجسم الأنوثة وتحكيها عضوا عضوا ، وتعرضها في الشوارع والأسواق كأنها لحم في متجر جزار . . والسر ان أكثر النساء لا يذهبن إلى أبعد من اظهار زينتهن وعرض جمالهن .
وأعجب ما قرأته في هذا الباب ان في مدينة هامبورغ بألمانيا الغربية شارعا رهيبا يصطف على طول جانبيه محلات ، وفي كل محل تعرض في واجهاته نساء على الزبائن والناظرين ، وهن عرايا في أوضاع شاذة لا تخطر على بال . . وان كل ما يبدو مستحيلا فهو متحقق بالفعل ، ويستمر هذا العرض طوال الليل والنهار . . هذه هي عاقبة الحرية الزائفة . . قرأت هذا ، وأنا أرتجف من هول ما قرأت ، وأول شيء أوحى به إليّ هذا الشارع العاري انه في المستقبل القريب أو البعيد سينتقل إلى بلادنا ، تماما كما انتقل الميني جيب وغيره ، ما دمنا مستمرين في محاكاة الغرب . . نستجير باللَّه مما يخبئه الغد .
وبهذه المناسبة نشير إلى ان المرأة إذا كانت مولعة بإظهار زينتها وجمالها ، وتجسيم أنوثتها بكل أسلوب فان كثيرا من الرجال مولعون بإظهار شخصيتهم وإلصاق الشهرة بهم ، ولو كذبا وخداعا ، وإذا كانت المرأة تحقد وتحسد من ينافسها في الزينة والجمال فان الرجال المولعين بالشهرة أكثر حسدا ، وأشد حقدا على من له اسم يذكر . . في سنة 1957 نشر كاتب مصري كلمة يسخر فيها من فتوى شيوخ الأزهر بتحريم لبس « المايو » للمرأة ، وقال فيما قال : ان الإسلام بريء من هذه الفتوى . . فنشرت كلمة في الرد عليه ، وأثبت ان شيوخ الأزهر نطقوا بكلمة الإسلام والقرآن ، واستشهدت بآية : { ولا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ } .
وبعد أيام صادف ان زرت شيخا مع أحد الزملاء ، ولما استقر بنا الجلوس أقبل عليّ الشيخ وقال : كيف تحلل لبس « المايو » وترد على شيوخ الأزهر الذين أفتوا بتحريمه ؟ .
قلت : بالعكس ، أيدت فتوى الشيوخ ، وفندت رأي من رد عليهم .
قال : كلا ، وقد احتفظت بالصحيفة التي نشرت فيها كلمتك لأجابهك بها .
قلت : هاتها . . فقام مسرعا ، وجاء بالصحيفة وشرع يقرأ بحماس كالظافر المنتصر .
قلت : ما ذا رأيت ؟ . . فبهت وأسقط في يده . . وحضر هذا المشهد - وللَّه الحمد - رفيقي السيد وشيخ من أقارب الشيخ - على الهامش ما زال الشاهدان من الأحياء ، نحن الآن في صيف سنة 1969 .
ولا أجد تفسيرا لاقدام هذا الشيخ على تكذيب نفسه بنفسه إلا انه - غفر اللَّه له - كان يتمنى لي العثرات واللعنات ، فأخذ يبحث بالسراج والفتيلة - كما يقول العاملون - ليشيعها ويذيعها ، ولما قرأ اسمي في الصحيفة تحرك حقده الكامن المكبوت ، وطغى حبه للتشهير بي على بصره وبصيرته ، فأراه البياض سوادا ، والحق باطلا . . ولا بدع فان البغض تماما كالحب يعمي ويصم ، وصدق اللَّه العظيم : { لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها ولَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها ولَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ } - 178 الأعراف .
وما ذكرت هذا الحديث شاكيا أو متبرما . . كلا ، فقد علمتني التجارب ان لا أبالي بالكواذب ، ولكن أملاه عليّ القلم ، ولم يدع لي سبيلا للاختيار ، وهذا شأنه معي كلما انصرفت إليه .
وبعد أن نهى سبحانه النساء المسلمات عن كشف مواضع الزينة إلا الوجه والكفين ، بعد هذا رخص لهن بإبداء غيرهما لاثني عشر صنفا :
1 – { ولا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ} فلكل من الزوجين ان يرى من صاحبه ما يشاء .
2 – { أَوْ آبائِهِنَّ } ويدخل فيهم الأجداد من الأب والأم .
3 - { أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ } ويدخل في آباء الأزواج الأجداد من الأب والأم .
4 - { أَوْ أَبْنائِهِنَّ } وولد الولد ولد ذكرا كان أو أنثى .
5 - { أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ } وان نزلوا .
6 - { أَوْ إِخْوانِهِنَّ } من الأم والأب أو من أحدهما .
7 - { أَوْ بَنِي إِخْوانِهِنَّ } وان نزلوا .
8 - { أَوْ بَنِي أَخَواتِهِنَّ } كذلك .
9 - { أَوْ نِسائِهِنَّ } يحرم على المسلمة ان تتجرد من عورتها أمام مثلها حتى ولو كانت أمها أو ابنها ، كما يحرم عليها أن تنظر إلى عورتهما . . ويحل لها ان تتجرد عما عدا السوءة أمام مسلمة مثلها ، ولا يحل ذلك أمام غير المسلمة ، هذا ما دلت عليه الآية ، وما خالفها فمتروك . وفي بعض الروايات ، ان المسلمات إذا تجردن أمام غير المسلمات وصفن ذلك لأزواجهن .
10 - { أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ } من الإماء والجواري ، أما العبد فلا يجوز له ان ينظر إلى سيدته إلا الوجه والكفين ، ولو كال خصيا ، وما خالف ذلك الأقوال والروايات فمتروك . . وعلى أية حال فإنه لا موضوع اليوم لهذا الحكم ، حيث لا إماء ولا عبيد .
11 - { أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ } وهم الذين يخالطون الأسرة ، ويتبعونها في أكثر الأحيان ، ولا شهوة لهم في النساء لسبب بدني كالهرم والعنن أو عقلي كالعته .
12 - { أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ } المراد بالطفل الجنس ، وهم الصبيان الذين لا يفرقون بين العورة وغيرها من أعضاء البدن .
{ ولا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ } كان النسوة يلبسن الخلاخل ، وما زالت هذه العادة في كثير من البلدان العربية ، وكان بعضهن يضر بن الأرض بأرجلهن لتقعقع خلاخلهن لتهييج الرجال أو الإشعار بأنهن من ذوات الخلاخل ، فنهاهن اللَّه عن ذلك . وفيه إيماء إلى ان على المرأة أن لا تأتي بأية حركة تثير الشهوة وتوقظ المشاعر { وتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } . انتهوا عما نهى اللَّه ، ومن سبقت منه الخطيئة فليتداركها بالتوبة فإنها مسموعة عند اللَّه .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|