أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-12-2018
1117
التاريخ: 22-03-2015
1032
التاريخ: 22-03-2015
1157
التاريخ: 17-4-2018
819
|
[يعتبر البرزخ] مِن المنازل المَهوُلةوقد ذكره الحقّ تعالى في سورة ( المؤمنون ) : {وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون: 100] .
* وقال الامام الصادق (عليه السلام) في حديث :
« ولكني والله اتخوف عليكم من البرزخ.
قلت (1) : وما البرزخ؟
قال : القبر منذ حين موته الى يوم القيامة » (2).
* يقول المؤلّف :
من المناسب هنا أن انقل عدة حكايات نافعة من المنامات الصادقة.
واحذرك من عدم الاعتناء بها ، وتتصور انّها من اضغاث الأحلام أو من الأساطير التي تنقل للصبيان ؛ بل تأمّل فيها جيداً ، فالتأمل فيها يوقض المرء ويسلب النوم من العين.
فسانه ها همه خواب آورد ، فسانه من
زجشم ، خواب ربايد فسانه عجبي است
يعني :
جميع الأساطير تنعس واسطورتي
تسلب النوم من عيني ، فيا عجباً من اسطورة!
حكاية :
نقل شيخنا ثقة الاسلام النوري (عطر الله مرقده) في دار السلام :
حدثني السيّد المؤيد الفاضل الأرشد الورع العالم التقي الأمير سيد علي ابن العالم الجليل والفقيه النبيل قدوة أرباب التحقيق ومَن إليه كان يشد الرواحل من كل فج عميق المبرأ من كل شين ودرن الأمير سيد حسن ابن الأمير سيد علي ابن الأمير محمّد باقر ابن الأمير اسماعيل الواعظ الحسني الاصفهاني البسه الله حلل الأمان وحشرهُ مع سادات الجنان قال :
لمّا توفي الوالد العلاّمة كنتُ بالمشهد الغروي مشغولاً بتحصيل العلوم ، وهو الآن فيه وكانت اُموره ; بيد بعض الاخوان ولم يكن لي علم بتفاصليها ولما مضت من وفاته سبعة أشهر توفيت امي ، وحملوا جنازتها الى النجف.
فلما كانت بعض تلك الأيّام رأيت في المنام : كأنّي قاعد في بيتي الذي كنت ساكناً فيه ، اذ دخل عليّ الوالد ; فقمت وسلّمت. فجلس في صدر المجلس ، وتلطف بي في السؤال وتبيّن لي انّه ميت.
فقلت : إنّك توفيت باصفهان ، واراك في هذا المكان؟
فقال : نعم ، انزلونا بعد الوفاة في النجف ومكاننا الآن فيه.
فقلت : انّ الوالدة عندكم؟
فقال : لا.
فتوحشت لذلك؟ فقال : هي أيضاً بالنجف ولكن في مكان آخر.
فعرفت حينئذٍ وجه ذلك ، وانّ العالم محله أرفع من مكان الجاهل.
ثم سألته عن حاله ، فقال : كنت في ضيق ، والآن فالحمد لله في حال حسن ، وخرج ما كان بي من الضيق والشدة.
فتعجبت من ذلك ، فقلت متعجباً : أنت كنت في ضيق؟!
فقال : نعم ، إن الحاج رضا بن آغا بابا الشهير (3) بـ (نعلبند) يطلبني. ومن أجل طلبه ساءت حالي. فزاد تعجبي ، فانتبهت من النوم فزعاً متعجباً ، وكتبت الى أخي الذي كان وصيه ; صورة المنام. وسألته أن يكتب لي : انّ للرجل ديناً عليه ، أم لا؟ فكتب انّي تفحصت في الدفتر فما وجدت اسمه في خلال الديانين ، فكتبت إليه ثانياً : أن اسأله نفسه ، فأجاب بانّي سألته عن ذلك فقال : نعم كان لي عليه ثمانية عشر توماناً لا يعلمه إلاّ الله ، وبعد وفاته سألتك هل وجدت اسمي في الدفتر فأنكرت.
فقلتُ : لو أظهرته لم اقدر على اثباته فضاق صدري لأنّي أقرضته بلا حجّة ولا بينة وثوقاً بانّه يثبته في الدفتر. وانكشف لي انّه تسامح في ذلك ، فرجعت مأيوساً.
فذكر له أخي صورة المنام ، وأراد وفاء دينه ، فقال : انّي قد أبرأت ذمته لأجل اخابره بذلك (4).
حكاية :
ونقل أيضاً الشيخ الأجل المحدّث المتبحر ثقة الاسلام النوري نور الله مرقده في دار السلام عن العالم الفاضل الصالح الورع التقي الحاجّ الملاّ أبي الحسن المازندراني قال :
كان لي صديق فاضل تقي عالم ، وهو المولى جعفر ابن العالم الصالح المولى محمّد حسين من أهل طبرستان من قرية يقال لها (تيلك).
وكان ; في بلده ، فلمّا جاء الطاعون العظيم الذي عمّ البلاد ولهم العباد اتفق انّ خلقاً كثيراً ماتو قبله وجعلوه وصياً على أموالهم ، فجباها كلها ، ومات بعدهم بالطاعون قبل أن يصرف الأموال في محلها. فضاعت كلها.
ولما وفقني الله تعالى لزيارة العتبات ومجاورة قبر مولانا أبي عبدالله (عليه السلام) رأيت ليلة في المنام كأنَّ رجلاً في عنقه سلسلة تشتعل ناراً. وطرفيها بيد رجلين ، وله لسان طويل قد تدلى على صدره ، فلما رأني من بعيد قصدني. فلما دنا مِنّي ظهر انّه المولى المزبور.
فتعجّبت : فلّما هَمَّ أن يكلمني ويستغيث بي جرّا السلسلة الى الخلف ، فرجع القهقرى ، ولم يتمكن من الكلام.
ثمّ دنا ثانياً ففعلا به مثل الاُولى ، وكذلك في المرّة الثالثة. ففرعت من مشاهدة صورته وحالته فزعاً شديداً ، وصحت صيحة عظيمة انتبهت منها ، وانتبه مَن كان نائماً في جانبي من العلماء.
فقصصت عليه رؤياي وكان وقت النداء ، وإعلام فتح أبواب الصحن والحرم الشريفين. فقلت : ينبغي أن نقوم وندخل الحضرة ونزور ونستغفر له ، لعل الله يرحمه إن كانت الرؤيا صادقة.
فقمنا وفعلنا ذلك.
ومضى زمان طويل يقرب من عشرين سنة ولم يتبين لي مِن حاله شيئاً ، وكان في زعمي انّ تلك الحالة للتقصير الذي وقع منه في أيّام الطاعون في أموال الناس.
ولما مَنَّ الله تعالى عليَّ بزيارة بيته وقضيت المناسك ، وقربنا من الرجوع الى المدينة المشرّفة مرضت مرضاً شديداً منعني عن الحركة والمشي. فلما نزلنا قلت لأصحابي : غسلوني ، وبدلوا ثيابي واحملوني الى الروضة المطهرة لعلّ الموت يحول بيني وبين الوصول إليها. ففعلوا ، ولما دخلت الحضرة أُغمِيَ عليَّ ، فتركوني في جانب ومضوا لشأنهم. فلما افقت حملوني وأتو بي الى قرب الشباك ، فزرت. ثمّ ذهبوا بي الى الخلف عند بيت الصديقة الطاهرة (عليها السلام) ، أحد المواضع التي تزار فيها فجلست وزرت بما بدا لي ، ثمّ طلبت منها الشفاء. وقلت لها : بلغنا مِنَ الآثار كثرة محبتك لولدك الحسين (عليه السلام) ، وانّي مجاور قبره الشريف ، فبحقّه عليك ألا ما شافيتني.
ثمّ خاطبت الرسول (صلى الله عليه واله) وذكرت ما كان لي من الحوائج منها الشفاعة لجملة من رفقائي الذين حلُّو أطباق الثرى ومزقتهم البلوى ، وعدّدت اسماءَهم الى أن بلغتُ الى المولى جعفر المتقدم ذكره. فذكرت الرؤيا ، فتغيّرت حالي ، فألححتُ في طلب المغفرة له وسؤال الشفاعة منه.
وقلت : انّي رأيته قبل ذلك بعشرين سنة في المنام حال سوء ، لا أدري كان صادقاً أم كان من الاضغاث؟
وذكرتُ ما سنح لي مِنَ التضرع والدعاء في حقّه. ثمّ رأيتُ في نفسي خفة ، فقمت ورجعت الى المنزل بنفسي ، وذهب ما كان بي مِنَ المرض من بركة البتول العذراء عليها السلام .
ولما اردنا الخروج من البلد اقمنا في (اُحُد) يوماً وكان أول منازلنا. فلمّا نزلنا فيه ، وفرغنا من زيارة الشهداء رقدت فرأيت المولى جعفر المذكور مقبلاً عليّ في زيٍّ حَسَنٍ وعليه ثياب بيض كغرقىء (5) البيض وعلى رأسه عمامة محنّكة وبيده عصاً ، فلما دنا مني سلّم وقال : مرحباً بالأخوة والصداقة ، هكذا ينبغي أن يفعل الصديق بصديقه ، وكنت في تلك المدّة في ضيق وشدة وبلاء ومحنة ، فما قُمتَ مِنَ الحضرة إلاّ وخلصتني منها ، والآن يومان أو ثلاثة ارسلوني الى الحمام وطهروني من الأقذار والكثافات. وبعث اليّ الرسول (صلى الله عليه واله) بهذه الثياب والصديقة الطاهرة (عليها السلام) بهذا العباء ، وصار أمري بحمد الله الى حَسَنٍ وعافية. وجئتُ إليك مشيعاً لك ومبشراً. فطب نفساً انّك ترجع الى اهلك سالماً صحيحاً وهم سالمون.
فانتبهت شاكراً فرحاً (6).
قال الشيخ المرحوم : وعلى الفطن الخبير أن يتأمّل في دقائق تلك الرؤيا فانّ فيها ما يزيل عن القلب العمى وعن البصر القذى (7).
حكاية :
وفي دار السلام أيضاً نقل الشيخ الأجل الاورع الأكرم الحاجّ ملاّ علي عن والده الماجد الحاجّ ميرزا خليل الطهراني ; قال :
كنتُ في مشهد الحسين (عليه السلام) وامي كانت في مدينة طهران ، فرأيت ليلةً في ما يراه النائم : انّ والدتي جاءت إليّ ، وقالت لي : يا بني انيّ متّ ، وجاؤوا بي إليك ، وهشموا انفي.
فانتبهت من النوم فزعاً مرعوباً. فبقيت كذلك الى أن جاءني كتاب من بعض الاخوان : انّ والدتك توفيت وأرسلناها مع الجنائز :
فلما اتى الجنازون قالوا : خلَّفنا تلك الجنازة في رباط قريب من ذي الكفل لانّا زعمنا (8) انّك في بلد المشهد (النجف الأشرف).
فبقيت متحيراً في معنى هشموا أنفي.
فلما أتوا بنعش والدتي كشفت عنها ، فرأيت أنفها مكسوراً ، فسألت عن ذلك ، فقالوا : انّ هذه الجنازة كانت موضوعة فوق الجنائز ، فتصادمت الخيول في الرباط ، فطرحتها من أعلى الجنائز ، ولم نعلم غير هذا.
فجئت بها الى ساحة أبي الفضل العباس ابن أمير المؤمنين (عليهما السلام) ، فقلت: يا أبا الفضل انّ والدتي لم تحسن الصلاة والصيام وهي دخيلتكَ ، فادفع عنها الأذى يا سيدي ، وعليّ بضمانك خمسين سنة صوم وصلاة استنيب عنها.
فدفنتها ، وبقيت مدة من الزمان ، فبينا أنا نائمٌ في ليلة من الليالي ، وإذا اسمع ضوضاءاً (9) في باب داري ، فخرجت من الدار ، فرأيت والدتي موثوقة بشجرة وتضرب بالسياط.
فقلت : ما بالها ، وأي ذنب لها حتّى تضرب؟
فقالوا : أمرنا أبو الفضل أن نضربها حتّى تدفع مبلغاً مقدّراً.
فذهبت الى داخل الدار ، وأتيتُ بالدراهم ، وأطلقت والدتي ، وأتيت بها الى داخل الدار ، واشتغلت بخدمتها فلما انتبهت رأيت المقدار الذي أخذوه مني هو مقدار خمسين سنة عبادة.
فأخذتُ ذلك المبلغ وذهبت الى السيّد صاحب الرياض ; وقلت : هذه قيمة خمسين سنة عبادة عن والدتي ، والأمر كيت وكيت (10).
قال شيخنا الأجل صاحبُ دار السلام (احلَّهُ الله دار السلام) وفي هذه الرؤيا من عِظّم الأمر وخَطَرِ العاقبة وعدَمِ جواز التَّهاونِ بما عاهد الله على نفسه وعلوّ مقام أوليائه المُخبتين ما لا يخفى على مَن تأمّلها بعين البصيرة وَنَظرِ الاعتبار (11).
حكاية :
ونقل هذا الأجل أيضاً عن والده الصالح :
انّ رجلاً كان في مدينة طهران خادماً في الحمام في مسلخه (12) ، وكان لا يصلي ولا يصوم ، وجاء يوماً الى المعمار ، وقال : اريد أن أبني حماماً.
فقال له المعمار : أنت بهذه الحالة ، من أين لك الدراهم.
فقال له : خذ ما شئت.
فبنى له حماماً معروفاً باسمه ، وكان اسمه (علي طالب).
قال والدي :
كنت في النجف الأشرف ، فرأيت فيما يراه النائم انّ علي طالب جاء الى النجف في وادي السلام.
فتعجبت من ذلك.
وقلت له : ما جاء بك الى هذا المكان وأنت لا تصلي ولا تصوم؟
فقال لي : يا هذا ، أنا مت ، فأخذوني بالاغلال ليأخذوني الى العذاب. لكن جزى الله الحاجّ الملاّ محمّد الكرمانشاهي خير الجزاء حيث انّه استأجر فلان نائباً للحجّ ، وهو فلان ، واستأجر فلان للصوم ، والصلاة ، ودفع عني الزكاة والمظالم على يد فلان وفلان. ولم يبق شيء عليَّ الاّ أدّاه. فخلصني من العذاب ، فجزاه الله عني خير جزاء المحسنين.
فاستيقظت من نومي فزعاً ، وتعجبت من تلك الرؤيا ، فتربصت مدة فجاء أُناسٌ من طهران ، فسألت عن أحوال علي طالب ، فاخبروني كما رأيت في الرؤيا بأسماء الرجال وما جرى بعد موته.
فتعجب من صدق تلك الرؤيا ومطابقتها للواقع (13).
(وفي هذه الرؤيا تصديق لما استفاض عن أهل العصمة من وصول ثواب الصوم والصلاة والحجّ وسائر الخيرات والمبرات الى الميت ، وانّه قد يكون في ضيق فيفرج عنه.
وتصديق لما ورد : من انّه ما من مؤمن يموت في شرق الأرض وغربها إلاّ وحشر الله روحه في وادي السلام.
وفي بعضها : أما كأنّي بهم خلق قعود يتحدثون.
والحاج المولى أحمد المذكور من علماء طهران الأخيار والصلحاء الأبرار) (14).
حكاية :
ونقل عن أربعينات العالم الفاضل والعارف الكامل القاضي سعيد القمّي ; انّه قال :
وصل إلينا من أحد الثقات ومحل الاعتماد عن استاذ اساتيذنا الشيخ بهاء الملة والدين العاملي رحمه الله :
انّه ذهب في أحد الأيّام لزيارة بعض أصحاب الحال ، وكان يأوى في مقبرة من مقابر اصفهان ، فقال ذلك الشيخ العارف للشيخ :
شاهدت قبل هذا اليوم في هذه المقبرة أمراً غريباً. فقد رأيت جماعة جاؤوا بجنازة ودفنوها في هذه المقبرة في الموضع الفلاني. وبعد مضي ساعة شممت رائحة طيبة لم تكن من روائح هذه النشأة ، فبقيت متحيراً ، فنظرت الى يميني وشمالي لاعرف من أين جاءت هذه الرائحة ، فرأيت شاباً جميل الصورة في لباس الملوك وهو يذهب الى ذلك القبر حتّى وصل عنده ، فتعجبت كثيراً مِن مجيئه الى ذلك القبر.
فعندما جلس عند ذلك القبر رأيته قد غاب وكأنّه صار داخل القبر.
فلم يمض زمن من تلك الحادثة حتّى شممت رائحة كريهة انتن من كل رائحة ، فنظرت فرأيت كلباً يذهب بأثر الشاب حتّى وصل الى ذلك القبر واختفى.
فتعجبت لذلك وما كاد تعجبي ينقضي حتّى خرج ذلك الشاب بحال سيئة وهيئة قبيحةٍ وبدن مجروح ، وقد رجع من حيث أتى.
فذهبت وراءه ، ورجوته أن يخبرني بحقيقة الأمر فقال : أنا العمل الصالح لهذا الميت ، وكنت مأموراً أن اصير معه في قبره ، فإذا بذلك الكلب ـ الذي رأيته ـ أتى وهو عمله غير الصالح ؛ فأردت أن اخرجه من القبر لأَفيَ بصحبته فعضني ذلك الكلب بأنيابه ، وجرحني ومزق لحيتي كما ترى ، ولم يتركني أبقى مع ذلك الشاب ، فلم أقدر بعد ذلك أن أبقى معه في قبره ، فخرجت ، وتركته لوحده.
فعندما نقل العارف المكاشف هذه الحكاية للشيخ ، قال الشيخ :
ما قلتَهُ صحيح ؛ فنحن قائلون بتجسم الأعمال وتصورها بالصورة المناسبة بحسب الأحوال.
* يقول المؤلّف :
ويصدق هذه الحكاية الخبر الذي رواه الشيخ الصدوق في أول أماليه وملخصه :
انّ قيس بن عاصم وفد مع جماعة من بني تميم الى النبي (صلى الله عليه واله) ، وطلب منه موعظةً نافعة فوعظه (صلى الله عليه واله) : ومن جملة ما قال (15) :
« لابدّ لك يا قيس من قرينِ يدفن معك وهو حي وتدفن معه وأنت ميت ، فإن كان كريماً اكرمك وإن كان لئيماً اسلمك ، ثمّ لا يحشر إلاّ معك ولا تبعث إلاّ معه ، ولا تسأل إلاّ عنه ، فلا تجعله إلاّ صالحاً ، فانّه إن صلح أنَستَ به ، وإن فسد لا تستوحش إلاّ منه ، وهو فعلك.
فقال : يا نبي الله احبّ أن يكون هذا الكلام في أبيات من الشعر نفخر به على مَن يلينا من العرب ، وندّخره :
فأمر النبي (صلى الله عليه واله) مَن يأتيه بحسان.
قال : (16) فأقبلت افكر فيما اشبِّه هذه العظة من الشعر ، فاستتب لي القول قبل مجيء حسان. قلت : يا رسول الله ، قد حضرتني أبيات احسبها توافق ما تريد ، فقلت:
تَخَيَّر خليطاً من فِعالِكَ اِنَّما
قَرينُ الفتى في القَبرِ ما كان يَفعَلُ
وَلابدّ بَعدَ المَوتِ مِن أن تعٍدَّهُ
لِيَوم يُنادى المَرءُ فيه فَيُقبلُ
فإن كُنتَ مَشغُولاً بِشَيءٍ فلا تكُن
بِغَير الَّذي يَرضى بِهِ الله تَشغَلُ
فَلَن يَصحَبَ الانسانَ مِن بعد مَوتِه
وَمِن قَبلِهِ إلاّ الَّذي كانَ يَعمَلُ
اَلا اِنَّما الانسانُ ضَيفٌ لاِهلهِ
يُقيمُ قليلاً بَينهُمُم ثُمَّ يَرحَلُ (17) .
* وروى الشيخ الصدوق (رحمه الله) عن الامام الصادق (عليه السلام) ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) :
« مرّ عيسى بن مريم (عليها السلام) بقبر يُعَذَّبُ صاحبه ثمَّ مرَّ به مِن قابل فإذ هو ليس يعذّب.
فقال : يا ربّ مررتُ بهذا القبر عام أول فكان صاحبه يعذّب ، ثمّ مررت به العام ، فإذا هو ليس يعذّب؟
فاوحى الله عزّ وجلّ اليه :
يا روح الله انّه ادرك له ولد صالح. فأصلح طريقاً وآوى يتيماً فغفرت له بما عمل ابنه » (18).
__________________
(1) الضمير للراوي وهو عمر بن يزيد.
(2) رواه الكليني في الكافي : ج 3 ، ص 242 ، ح 3. ونقله عنه المجلسي في البحار : ج 6 ، ص 267 ، ح 116. ونقله المؤلّف في سفينة البحار : ج 1 ، ص 71 ، الطبعة الحجرية.
(3) يقصد (معروفاً) وفي القصص المذكورة ـ والتي نقلناها مباشرة من دار السلام ـ اخطاء في التعبير لم نغير منها إلاّ تلك التي لا مناص من تغييرها كضمير المؤنث بدل المذكر والضمير المنفصل بدل المتصل.
(4) دار السلام : ج 2 ، ص 164.
(5) الغرقى بكسر الغين المعجمة : بياض البيض.
(6) دار السلام : ج 2 ، ص 153 ، 155 ، وقد عالجنا بعض الكلمات أيضاً.
(7) دار السلام : ج 2 ، ص 155.
(8) لعلّه يقصد (لانّا توهمنا أو ظننا).
(9) في المصدر : (واذا بضوضاء اسمع).
(10) دار السلام. ج 2 ، ص 245 ـ 246.
(11) دار السلام. ج 2 ، ص 246.
(12) أي المنزع.
(13) دار السلام : ج 2 ، ص 244 ـ 245.
(14) دار السلام : ج 2 ، ص 245.
(15) صدر الحديث هو :
(قال قيس بن عاصم : وفدت مع جماعة من بني تميم الى النبي صلى الله عليه وآله ، فدخلت وعنده الصلصال ابن الدلهمس ، فقلت : يا نبي الله عظنا موعظة ننتفع بها فإنا قوم نعبر [نعمر خ. ل] في البرية.
فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : يا قيس انّ مع العز ذلاً وانّ مع الحياة موتاً ، وان مع الدنيا آخرة ، وانّ لكل شيء حسيباً ، وعلى كل شيء رقيباً ، وانّ لكل حسنةٍ ثواباً ولكل سيئةٍ عقاباً ولكل أجل كتاباً ... الحديث).
(16) أقول : في ترجمة الحديث نسب المؤلّف ; القول الى الصلصال وكذا أبيات الشعر ، ولكن في الأمالي المطبوع ليست فيه هذه النسبة. نعم وجدنا ذلك في كتاب (الاصابة في تمييز الصحابة) لابن حجر العسقلاني : ج 2 ، ص 193 قال :
(الصلصال بن الدلهمس بن جندلة المحتجب بن الاغر بن الغضنفر بن تيم بن ربيعة بن نزار ؛ أبو الغضنفر ...
وقال المرزباني : يقال انّه انشد النبي (صلى الله عليه واله) شعراً.
وذكر ابن الجوزي : ان الصلصال قدم مع بني تميم وانّ النبي صلى الله عليه وآله أوصاهم بشيء فقال قيس بن عاصم : وددت لو كان هذا الكلام شعراً نعلِّمه أولادنا ، فقال الصلصال : انا انظمة يا رسول الله ، فانشده أبياتاً. واوردها ابن دريد في أماليه عن أبي حاتم السجستاني عن العتبي عن أبيه قال : قال قيس بن عاصم وفدت مع جماعة من بني تميم ، فدخلت عليه وعنده الصلصال بن الدلهمس ، فقال قيس : يا رسول الله عظنا عظة ننتفع بها ، فوعظهم موعظة حسنة ، فقال قيس : احبّ أن يكون هذا الكلام أبياتاً من الشعر نفتخر به على من يلينا وندخرها ، فامر من يأتيه بحسان ، فقال الصلصال : يا رسول الله قد حضرتني أبيات أحسبها توافق ما أراد قيس فقال هاتها فقال : ... الخ).
(17) الأمالي للشيخ الصدوق : ص 12 ـ 13.
(18) الأمالي للصدوق : ص 414.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|