المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6689 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05



سياسة الوليد بن عبد الملك الخارجية  
  
2211   07:07 مساءً   التاريخ: 9-12-2018
المؤلف : د/ فيصل سيد طه حافظ
الكتاب أو المصدر : تاريخ الدولة الاموية
الجزء والصفحة : ص 104- 114
القسم : التاريخ / التاريخ الاسلامي / الدولة الاموية / الدولة الاموية في الشام / الوليد بن عبد الملك /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-1-2018 568
التاريخ: 18-11-2016 1112
التاريخ: 18-11-2016 411
التاريخ: 18-11-2016 933

أ. جبهة المشرق:

فتح بلاد ما وراء النهر:

ما وراء النهر، لفظ استخدامه المؤرخون والجغرافيون المسلمون للتعبير عن المنطقة المصورة بين نهري جيحون في بخل جنوب وسيحون في الشمال. وتقع هذه المنطقة في الشمال الشرقي من حدود الدولة الفارسية القديمة وسكانها من العنصر التركي.

قامت في هذه المنطقة، المشار إليها، عدة ممالك مستقلة، بعضها عن بعض أهمها:

-        مملكة طخارستان، وتقع على ضفتي نهر جيحون وعاصمتها مدينة بلخ.

-        مملكة الختل وقصبتها هليك، وهي أول إمارة وراء نهر جيحون.

-        مملكة صغانيان وقصبتها صغانيان.

-        مملكة الصغد وقصبتها سمرقند.

-        مملكة خوارزم وقصبتها الجرجانية.

كان الوضع السياسي لهذه الممالك مزعزعا بفعل النزاعات الدائمة التي كانت تنشب بينها مما شكل خطراً على المسلمين الذي تاخمت حدود بلادهم في خراسان حدود هذه الممالك، مما جعلهم يفكرون في وضع حد لحالة الفوضى في هذه البلاد بضمها إلى الدولة الإسلامية ونشر الإسلام فيها وإخضاعها للنظام قبل أن يستفحل خطرها. وبالرغم من النزاعات الداخلية فيها إلا أن شعوبا يمكن أن تتحالف إذا شعرت بوجود خطر خارجي عليها.

كانت العمليات العسكرية في وسط آسيا على جانب كبير من الأهمية وتتم بنجاح في بلاد ما وراء النهر، حيث حقق القائد المسلم قتيبة بن مسلم الباهلي، حاكم خراسان، السيطرة الأموية على هذه البلاد وتمكن من إثبات جدارته بالإمارة والقيادة، بحيث اعتبر من أشهر وأنجح القادة العسكريين، وسانده حاكم قوي هو الحجاج بن يوسف الثقفي، وكانت أوضاع دولة الخلافة الأموية قد استقرت، فاجتمعت له شجاعة القائد، وعزم الوالي وتصميمه، وقوة الدولة واستقرارها.

كانت مهمة قتيبة على شيء من الصعوبة، فبالإضافة إلى عمليات الفتح، كان عليه أن يتجنب سياسة يزيد بن المهلب التي أثارت العصبية القبلية، وأن ينسى العرب خلافاتهم العصبية، بعد تنحية آل المهلب عن حاكميه خراسان.

بدأ قتيبة عملياته العسكرية اعتباراً من عام (86ه/ 705م) فعبر نهر جيحون على رأس جيش كبير، وتمكن بعد سلسلة من الحملات العسكرية الناجحة من إنزال العقاب بجميع الذين انتفضوا على الحكم الإسلامي في عهد الحروب الأهلية، وأعاد فتح إقليم طخارستان. وتعتبر هذه الخطوة ضرورية لتمهيد طريق التقدم إلى أقاليم أخرى، ثم عاد إلى مرو، واستخلف على الجند أخاه صالح بن مسلم.

ويبدو أن متاعب قتيبة مع أمراء هذا الإقليم لم تنته، خاصة نيزك، وهو أحد الأمراء الذين صالحوا القائد المسلم. لقد استغل نيزك هذا خروج الجيش الإسلامي من المنطقة، فنقض الصلح الذي أبرمه مع المسلمين وكون حلفا من أمراء طخارستان ضد الوجود الإسلامي، فاضطر قتيبة للعودة إلى طخارستان، لإخضاعه، وتمكن من القضاء على الحلف الذي شكله ثم قبض عليه وقتله.

تقدم قتيبة بعد ذلك إلى إقليم بخاري. فغزا بيكند في عام (87ه/ 706م) وفتحها صلحا بعد حصار. ويبدو أن أهلها لم يكونوا صادقين في صلحهم، فاغتنموا فرصة انهماك المسلمين بالفتوحات، وثاروا على الحكم الإسلامي وقتلوا الوالي، فاضطر قتيبة للعودة إلى المدينة وفتحها عنوة، ثم عاد إلى مرو.

استمرت حملات قتيبة على إقليم بخاري ثلاث سنوات، فكان يغزوه في الصيف ويعود في الشتاء إلى مرو، حتى تمكن أخيراً من فتحه، وثبت أقدام المسلمين في مدنه.

استأنف قتيبة فتوحاته في حوض نهر جيحون، ففتح سمرقند صلحا في عام (90ه/ 709م)، وهي أعظم المدائن في بلاد الصغد كما فتح مدن خوارزم صلحا أيضاً في عام (93ه/ 712م). وتوج فتوحاته بإعادة فتح سمرقند، بعد أن نقض أهلها الصلح مع المسلمين، وتثبيت أقدام المسلمين فيها.

تكمن أهمية فتح سمرقند أنها ضمت مصنعا للورق، وهي صناعة صينية نقلتها جماعة من الحرفين الصينيين إلى هذه المدينة. وحمل المسلمون هذه الصناعة إلى دمشق ثم إلى بغداد بعد ذلك في العصر العباسي، وإلى القاهرة وأفريقيا الشمالية وصقلية والأندلس، ومنها انتقلت إلى أوروبا في القرن الثاني عشر الميلادي.

وانتقل قتيبة، اعتباراً من عام (94ه/ 713م)، إلى فتح مدن الشاش وفرغانة وكاشغر، وكانت تحت سيطرة الأتراك، فصادف مقاومة شرسة، واصطدم بهم أكثر من مرة حتى تمكن أخيراً من فتحها في عام (95ه/ 714م).

وأثناء جهاده في بلاد الترك جاءه نعي الحجاج، فاغتم لموته، وأدرك الخليفة تأثير ذلك عليه، فبعث إليه برسالة مواساة وتشجيع وثناء، فأحدثت في نفسه أثراً طيباً.

ويبدو أن قتيبة أراد تحقيق إنجاز إسلامي على الحدود مع الصين. فغادر مرو في طريقه إلى كاشغر، وهي أدنى المدائن إلى الصين، ولما وصلها جاءه رسول من قبل الإمبراطور الصيني يدعوه إلى إرسال وفد إلى العاصمة الصينية للتباحث في أمر تقدم المسلمين. وفعلا أرسل وفداً على رأسه هبيرة بين المشمرج، الذي أجرى مباحثات مع الجانب الصيني، أسفرت، على ما يبدو، إلى تجميد الفتوحات الإسلامية باتجاه الصين.

والراجح أن هذه السفارة الإسلامية إلى البلاط الصيني كانت لأغراض سياسية وتجارية، إذ لم يكن المسلمون بغافلين عن أهمية التجارة بين الشرق والغرب. وجرت عدة محاولات منذ أيام قتيبة لضبط طرق التجارة في أواسط آسيا وحماية القوافل التجارية ويدل تعدد إرسال السفارات الإسلامية إلى الصين، بعد ذلك، على أهمية استمرار حركة التجارة بين الشرق والغرب.

يضاف إلى ذلك، لقد أدرك قتيبة، أنه يواجه إمبراطورية قوية تتطلب منه استعدادات وتجهيزات لم تكن متوفرة، مع طول خط الإمدادات وصعوبة الاتصالات مع الإدارة المركزية، في الوقت الذي أخذت فيه بعض المدن المفتوحة تنتفض على الحكم الإسلامي مما تطلب إعادة إخضاعها.

من أجل ذلك، قنع قتيبة بنتائج من الفتوحات أدنى مما كانت قد خططت له القيادة المركزية. لكن المسلمين بذلوا جهوداً كبيرة ومتواصلة لجذب الناس إلى الدين الإسلامي. فتحول قسم منهم إلى الإسلام، لكن بنسبة ضئيلة، في مستهل تاريخ الفتوحات، وغالباً ما كان إسلامهم تغطية لاستغلال فرصة أخرى يكشفون فيها القناع عن وجوههم المعادية.

فتح بلاد السند:

يقع إقليم السند في شمالي غربي شبه القارة الهندية وشرقي بلاد فارس الجنوبية. وتعتبر أحداث فتح هذا الإقليم شبيهة بأحداث فتوحات بلاد ما وراء النهر من عدة أوجه منها:

وحدة الزمان: فقد بدأ المسلمون فتوحاتهم في هذا الإقليم عام (89ه/ 708م)، أي بعد أن بدأ قتيبة بن مسلم فتوحاته لبلاد ما وراء النهر بعامين اثنين، وإن كانت اهتماماتهم بفتح بلاد الهند ترجع إلى عصر الخلفاء الراشدين.

وحدة العالم الإسلامي: لقد تمت فتوحات كل من إقليم ما وراء النهر وإقليم السند في ظل وحدة العالم الإسلامي التي حققها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان.

وحدة القيادة العامة: فالحجاج بن يوسف الثقفي هو الذي وجه الحملات العسكرية إلى كلا الإقليميين. فقد كلف قتيبة بن مسلم بفتح بلاد ما وراء النهر كما كلف صهره وابن عمه محمد بن القاسم بفتح إقليم السند.

وحدة الإعداد والتجهيز: في ظل القيادة العامة الواحدة عهد الحجاج إلى ابن عمه محمد بن القاسم، الذي لم يكن قد تجاوز العشرين من العمر، بفتح إقليم السند، بعد أن أضحى يجاور الحدود الشرقية للدولة الإسلامية، وعينة أميراً عليه.

انتقل محمد هذا إلى مكران وتمركز فيها، وجعلها نقطة الانطلاق وقاعدة الفتح، وخرج منها إلى الديبل، على ساحل بحر الهند، وفتح، وهو في طريقه إليها، عدة قلاع. ولما وصل إليها حاصرها واقتحمها بعد ثلاثة أيام، فهرب منها عامل داهر ملك السند.

أعاد القائد المسلم تخطيط المدينة وأسكنها بأربعة آلاف من المسلمين، وجعلها قاعدة بحرية. وكان لفتح هذه المدينة تأثير كبير على الوضع الداخلي للمدن والقرى المجاورة، حيث هرع السكان يعرضون الصلح على المسلمين.

توجه محمد بن القاسم، بعد ذلك، إلى البيرون، الواقعة على الضفة الغربية لنهر السند المعروف باسم مهران، فصالحه أهلها، كما صالحه سكان سربيدوس وسهبان وسدوسان، وهي مدن تقع على الضفة الشرقية للنهر، ثم التقى داهر في مدينة مهران وانتصر عليه وقتله.

سيطر المسلمون، بعد هذا النشاط الجهادي، على كامل إقليم السند ثم زحفت جيوشهم نحو الشمالي الشرقي حتى وصولا إلى مدينة رهمناباد وقد لجأت إليها فلول جيش داهر بقيادة ابنه جاي سنك، فقاتلتهم المسلمون وانتصروا عليهم وفتحوا المدينة عنوة. وفر جاي سنك إلى الشمال، وتحصن بالرور عاصمة السند، فلحقه المسلمون وحاصروا المدينة مدة أربعة أشهر قبل أن يفتحوها.

وتابع القائد المسلم زحفه حتى قطع نهر بياس، أحد روافد نهر السند، ووصل إلى المتان فحاصرها وفتحها عنوة، وأرسل فرقة عسكرية دخلت البيلمان وصالحه أهل سرست، وفتح الكيرج عنوة.

أضحى وادي السند، بعد هذا الانتشار الإسلامي، في قبضة المسلمين. فانصرف محمد بن القاسم إلى تنظيم أمور البلاد المفتوحة، والاستعداد للزحف نحو إمارة كنوج لكن أتاه نعي الحجاج ثم نعي الوليد في عام (96ه/ 715م) وتولى أخيه سليمان الخلافة، فتوقفت العمليات العسكرية.

ب. الجبهة البيزنطية:

انتهج الوليد نهج والده في الضغط على الإمبراطورية البيزنطية. والواقع أنه في الوقت الذي كان فيه الإمبراطور البيزنطي يخشى اتساع النشاط العسكري الإسلامي في البر والبحر، كان الخليفة يعمل على تحقيق الهدف الذي ظل يراوده الخلفاء الأمويين منذ تأسيس دولتهم، ألا وهو فتح القسطنطينية، خاصة وأن الإمكانات الإسلامية أضحت متاحة بعد تقوية الأسطول البحري، وتنسيق التعاون بين القوتين البرية والبحرية، في حين افتقد الجانب البيزنطي إلى الاستقرار، وتدهورت قوته العسكرية وساد الوضع الداخلي الصراع على العرش مما خلق مناخا طيباً للعمليات الحربية.

وقاد حركة الجهاد الإسلامي، على هذه الجبهة القائد الأموي مسلمة بن عبد الملك، أخو الخليفة الوليد، بمشاركة العباس بن الوليد، وتمكن من فتح عدة حصون ذات أهمية إستراتيجية في الطريق المؤدي إلى القسطنطينية أمثال طوانة وهرثومة وهرقلة، والحصون الخمسة التي تلي الحدود البيزنطية مع بلاد الشام، وعمودية ودورويليوم وبسطية وطرسوس وبرجمة، ووصلت إحدى فرقة إلى مدينة سكودري في عمق الأراضي البيزنطية.

نتيجة لهذا النشاط العسكري الإسلامي المكثف، حاول البيزنطيون إيقافه أو الحد من قوة اندفاعه، فعمدوا إلى تقوية جبهة آسيا الصغرى، فعمروا مدنها وشحنوها بجماعات من الأرمن، وعينوا قادة جدداً على ثغورها، خاصة ثغر الأناضول، واهتموا اهتماما خاصا بتقوية القوى الحربية، وعملوا على توفير أسباب الدفاع عن العاصمة.

وشهد عام (96ه/ 715م) تطوراً جديدا في الأحداث. ففي دمشق تولى الخلافة سليمان بن عبد الملك خلفا لأخيه الوليد، وفي بيزنطية اختير ثيودوسيسو الثالث إمبراطوراً. لكن أهداف كل من الدولتين لم تتغير، فتابع كل عاهل خطوات سلفه.

ج. جبهة شمالي أفريقيا:

لقد بلغ المد التوسعي على هذه الجبهة ذروته في عهد الوليد بن عبد الملك أحد أكثر الخلفاء الأمويين تشجيعا لهذا الاتجاه. وكان لديه من الظروف المساعدة ما دفعه إلى إعطاء السياسة الخارجية اهتماما خاصاً. ومن الطبيعي أن استقرار الوضع الداخلي أوجد المناخ الملائم لتحقيق منجزات عسكرية على عدة جبهات في وقت واحد، وكانت أعظم إنجازات تلك السياسة التوسعية، هي استكمال فتوح شمال أفريقيا، والفتح الكبير لإسبانيا.

وضحنا من قبل، جهود حسان بن النعمان في تطهير منطقة المغرب من النفوذ البيزنطي، والقضاء على ثورة البربر الثانية. والواقع أنه لم يكد هذا القائد ينتهي من المشاكل الخارجية، ويتفرغ لمعالة الشؤون الداخلية الإدارية لإمارته حتى تم استبداله بقائد آخر هو موسى بن نصير، وذلك في عام (85ه/ 704م) وإن كان تنفيذ المهمة قدتم في وقت متأخر من عهد عبد الملك، أو في مطلع عهد الوليد. وقد رافق القائد الجديد أولاده الأربعة وهم مفطورون على التربية العسكرية. وقد بدأت بتعيينه المرحلة السابعة والأخيرة من مراحل فتوح شمالي أفريقيا.

لم تكن مهمة موسى بن نصير على شيء من الصعوبة، فقد اهتم أولا ب تدعيم مركز القيروان العسكري، ثم راح يثبت دعائم النصر الذي حققه سلفه في المغربين الأدنى والأوسط.

استهل أعماله في (أواخر عام 85ه/ وأوائل عام 86ه/ 704-705م). بفتح قلعة زغوان، وتقع في منطقة جبلية بين القيروان وتونس، ثم غزا صنهاجة وسجومة في شمالي المغرب الأقصى وفتح هذه الأخيرة، وأرسل أولاده في كل اتجاه لتثبيت أقدام المسلمين في المناطق المفتوحة.

والواقع أن فتح سجومة كان أمراً على جانب كبير من الأهمية فهذه البلدة التي كانت في الغالب قاعدة لجزء كبير من قبيلة أوروبا، قبيلة كسبلة، كانت في الوقت نفسه، مفتاح الطريق إلى سبتة وطنجة، التي فتحها المسلمون عقب ذلك مباشرة، وجعلوها قاعدة ولاية جديدة سميت بولاية طنجة أو المغرب الأقصى.

واستكمل موسى بن نصير، بعد ذلك، إخضاع البلاد إلى الجنوب من جبال الأطلس، فسيطر على المغرب الأوسط سيطرة تامة وطارد المتمردين من البربر حتى إقليم السوس الأقصى في عمق المغرب.

وقرر النصر الإسلامي مستقبل البربر الذين تحولوا إلى الإسلام، ودخلوا في الجيوش العربية، كجنود محاربين، وقدر لبعضهم أن يصبح أكثر حماسة للإسلام من العرب أنفسهم، وهذا التحول الذي طرأ على وضعهم كانت له آثار إيجابية في فتح الأندلس بعد ذلك لأن م عظم قبائل البربر أخذت، بعد اعتناقها الإسلام، تتوق إلى الحرب والجهاد، وقد أدرك موسى بن نصير هذه النزعة فاستغلها بتوجيههم إلى الفتوحات الخارجية، ولم يكن أمامه في هذه الحالة سوى عبور المضيق لتحقيق هذا الغرض.

لم تقتصر غزوات موسى بن نصير على المناطق البرية في المغرب، وإنما قام بنشاط بحري استهدف الجزر القريبة من شاطئ المغرب لم يكن هدفها الاستقرار بقدر ما كانت حملات استطلاعية والحصول على المغانم والأسلاب. إنما نتج عنها شل حركة الأساطيل البيزنطية في البحر الأبيض المتوسط التي كانت تشكل خطراً مباشراً، وتهديداً مستمراً لوجود المسلمين في أفريقيا.

فغزا موسى في عام (86ه/ 705م) جزيرة صقلية، وغنم غنائم كثيرة. كما غزا قائدة عياش بن أخيل جزيرة سرقوسة، وغزا عبد الله بن مرة جزيرة سردينيا.




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).