المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2764 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الانتفاع ببحوث علم اللغة من الناحية العملية  
  
681   10:58 صباحاً   التاريخ: 28-11-2018
المؤلف : د. علي عبد الواحد وافي
الكتاب أو المصدر : علم اللغة
الجزء والصفحة : ص29- 30
القسم : علوم اللغة العربية / علم اللغة / ماهية علم اللغة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-11-2018 1090
التاريخ: 13-12-2018 777
التاريخ: 13-12-2018 1273
التاريخ: 12-12-2018 2603

 

الانتفاع ببحوث علم اللغة من الناحية العملية
غير أنه من الممكن الانتفاع بحقائق هذا العلم من الناحية العملية، أي: الاهتداء على ضوئه إلى ما ينبغي عمله في ظواهر اللغة، شأنه في ذلك شأن غيره من العلوم؛ فكما أن بحوث الفيزيولوجيا التي تدرس وظائف الأعضاء دراسة علمية، أي: دراسة وصف وتحليل، قد أقيم على أسسها فن الطب الذي يشرح الوسائل التي ينبغي الالتجاء إليها للوصول إلى طائفة معينة من الغايات العملية المتصلة بجسم الإنسان؛ وكما أن بحوث السيكولوجيا -علم النفس- التي تدرس القوى النفسية لمجرد وصفها وتحليلها, وكشف القوانين الخاضعة لها، قد أقيم على أسسها فن "البيداجوجيا" الذي يشرح الوسائل التي ينبغي اتخاذها لتربية قوى الطفل النفسية وتعليتها وتهذيبها, وإعدادها إعدادًا صالحًا للحياة المستقبلية؛ كذلك من الممكن أن يقام على القواعد التي يكشفها علم اللغة بحوث فنية ترشدنا إلى ما ينبغي عمله في مختلف الشئون اللغوية، فترشدنا مثلًا إلى خير الوسائل التي ينبغي اتخاذها في تعليم اللغات الحية وغيرها، وفي وضع كتب القواعد والأدب وطرق تدريسها، وفي إصلاح قواعد الإملاء والشكل والترقيم، وفي تدوين معجمات اللغة وضبط مفرداتها وتحديد دلالاتها، وفي النهوض باللغة, ومحاربة ما يطرأ عليها من لحن أو تحريف، وفي تهذيب مصطلحاتها, وتوسيع نطاقها, وترقية لهجاتها العامية, وإدخال مفردات جديدة على مفرداتها، وفي إحلال لغة أخرى محلها، وفي إنشاء لغة عالمية يتحدث بها جميع أفراد النوع الإنساني ... وما إلى ذلك من الشئون اللغوية التي تستأثر الآن بقسط كبير من نشاط الباحثين والمصلحين, والتي من أجلها تنشأ المجامع اللغوية و"الأكاديميات", وينظم عدد كبير من المؤتمرات المحلية والدولية.

ص29

وفي الحق أن كثيرًا من المصلحين والمفكرين قد أخذوا الآن يولون وجوههم في حلِّ هذه المشاكل شطر علم اللغة, ويستمدون منه المعونة, ويقيمون إصلاحاتهم على الأسس التي تقررها قوانينه وتطمئن إليها قواعده، بعد أن كانوا من قبل أن يصدرون عن آراء فردية فقيرة, وتسيرهم آمال ورغبات لا سند لها من العلم الصحيح. ومن ثَمَّ اضطروا إلى تغيير كثير من الخطط الفاسدة التي كانوا يسيرون عليها من قبل، وأخذوا ينصرفون عن كثير من المشروعات التي شغلتهم زمنًا غير قصير، بعد أن تبين لهم من قوانين علم اللغة استحالة تنفيذها، كمشروع إنشاء لغة عالمية(1).
فإذا هذبت هذه البحوث الفنية, وربطت في مختلف نواحيها ببحوث علم اللغة، ونسقت موضوعاتها، ونظمت مسائلها، وجمعت نتائجها، وفصلت عما عداها من البحوث، ودونت في مؤلفات مستقلة، لا تلبث أن يتكون منها فن يقينيّ شبيه بالفنون التي تكونت على أسس الفيزيولوجيا والسيكولوجيا؛ كالطب والتربية العامة وما إليهما. ويظهر للمتأمل في هذه البحوث أنها سائرة إلى هذه الغاية بخطًى حثيثة، وأن اليوم الذي يتم فيه تكوين هذا الفن على الوجه الذي وصفناه ليس ببعيد.

ص30
__________________
(1) انظر ما ذكرناه في هذا الصدد بصفحتي 21، 22، وما سنذكره بشأنه كذلك في الفقرة الثانية من الفصل الأول من الباب الثاني.




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.