المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Frans van Schooten
19-1-2016
استراتيجيات الرسائل الإقناعية 3- استراتيجية الاعتذار: Repentance
3-8-2022
تصوير الشرط المتأخر في الاحكام الوضعية
3-8-2016
زيد بن سهل
13-9-2017
الدولة الاشورية
26-10-2016
عتاب الامام ووعظه لجماعة
22-8-2016


من قتل في بدر على يده(عليه السلام)  
  
3493   10:38 صباحاً   التاريخ: 10-02-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج1,ص352-356.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

قد أثبت رواة العامة والخاصة معا أسماء الذين تولى أمير المؤمنين (عليه السلام) قتلهم ببدر من المشركين على اتفاق فيما نقلوه من ذلك واصطلاح فكان ممن سموه الوليد بن عتبة كما قدمنا وكان شجاعا جريئا فاتكا وقاحا تهابه الرجال والعاص بن سعيد وكان هولا عظيما و حاد عنه عمر بن الخطاب وطعيمة بن عدي بن نوفل و كان من رءوس أهل الضلال و نوفل بن خويلد و كان من أشد المشركين عداوة لرسول الله (صلى الله عليه واله) و كانت قريش تقدمه و تعظمه و تطيعه و هو الذي قرن أبا بكر بطلحة قبل الهجرة بمكة و أوثقهما بحبل و عذبهما يوما إلى الليل حتى سئل في أمرهما و لما عرف رسول الله (صلى الله عليه واله) حضوره بدرا سأل الله تعالى أن يكفيه أمره فقال اللهم اكفني أمر نوفل بن خويلد فقتله أمير المؤمنين و زمعة بن الأسود و الحارث بن زمعة و النضر بن الحارث بن عبد الدار و عمير بن عثمان بن كعب بن تيم عم طلحة بن عبيد الله و عثمان و مالك ابنا عبيد الله أخوا طلحة بن عبيد الله و مسعود بن أبي أمية بن المغيرة و قيس بن الفاكه بن المغيرة و حذيفة بن أبي حذيفة بن المغيرة و أبو قيس بن الوليد بن المغيرة و حنظلة بن أبي سفيان و عمرو بن مخزوم و أبو المنذر بن أبي رفاعة و منبه بن الحجاج السهمي و العاص بن منبه و علقمة بن كلدة و أبو العاص بن قيس بن عدي و معاوية بن المغيرة بن أبي العاص و لوذان بن أبي ربيعة وعبد الله بن المنذر بن أبي رفاعة و مسعود بن أمية بن المغيرة و حاجب بن السائب بن عويم وأوس بن المغيرة بن لوذان و زيد بن مليص و عاصم بن أبي عوف و سعيد بن وهب حليف بني عامر و معاوية بن عامر بن عبد القيس و عبد الله بن جميل بن زهير بن الحرث بن أسد و السائب بن مالك و أبو الحكم بن الأخنس و هشام بن أبي أمية بن المغيرة.

فذلك ستة و ثلاثون رجلا سوى من اختلف فيه أو شرك أمير المؤمنين فيه غيره و هم أكثر من شطر المقتولين ببدر على ما قدمناه.

قلت وعلى اختلاف المذهبين في تعيين عدة المقتولين فقد اتفقا على أن أمير المؤمنين قتل النصف ممن قتل ببدر أو قريبا منه و ما أجدره بقول القائل

لك خلتان مسالما و محاربا      *      كفلا الثناء لسيفك المخضوب

فرقت ما بين الذوائب و         *      الطلى و جمعت ما بين الطلا و الذئب.

قال المفيد رحمه الله فصل فمن مختصر الأخبار التي قد جاءت بشرح ما أثبتناه.

ما رواه شعبة عن أبي إسحاق عن حارث بن مضرب قال سمعت علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول لقد حضرنا بدرا و ما فينا فارس إلا المقداد بن الأسود و لقد رأينا ليلة بدر و ما فينا إلا من نام غير رسول الله (صلى الله عليه واله) فإنه كان منتصبا في أصل شجرة يصلي و يدعو حتى الصباح و روي عن أبي رافع مولى رسول الله (صلى الله عليه واله) قال لما أصبح الناس يوم بدر اصطفت قريش أمامها عتبة بن ربيعة و أخوه شيبة و ابنه الوليد فنادى عتبة رسول الله (صلى الله عليه واله) يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قريش فبدر إليهم ثلاثة من شبان الأنصار فقال لهم عتبة من أنتم فانتسبوا لهم فقالوا لا حاجة بنا إلى مبارزتكم إنما طلبنا بني عمنا فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) للأنصار ارجعوا إلى مواقفكم ثم قال قم يا علي قم يا حمزة قم يا عبيدة قاتلوا على حقكم الذي بعث الله به نبيكم إذ جاءوا بباطلهم ليطفئوا نور الله فقاموا فصفوا للقوم وكان عليهم البيض فلم يعرفوا فقال لهم عتبة تكلموا فإن كنتم أكفاءنا قاتلناكم فقال حمزة أنا حمزة بن عبد المطلب أسد الله و أسد رسوله فقال عتبة كفو كريم و قال أمير المؤمنين أنا علي بن أبي طالب و قال عبيدة أنا عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب فقال عتبة لابنه الوليد قم يا وليد فبرز إليه أمير المؤمنين و كانا إذ ذاك أصغري الجماعة سنا فاختلفا ضربتين فأخطأت ضربة الوليد و اتقى بيده اليسرى ضربة أمير المؤمنين فأبانتها.

فروي أنه كان يذكر بدرا و قتله الوليد فقال في حديثه كأني أنظر إلى وميض خاتمه في شماله ثم ضربته أخرى فصرعته و سلبته فرأيت به ردعا من خلوق فعلمت أنه قريب عهد بعرس و بارز عتبة حمزة فقتله حمزة و مشى عبيدة و كان أسن القوم إلى شيبة فاختلفا ضربتين فأصاب ذباب سيف شيبة عضلة ساق عبيدة فقطعها و استنقذه أمير المؤمنين و حمزة منه و قتلا شيبة و حمل عبيدة من مكانه فمات بالصفراء.

قال علي (عليه السلام) لقد عجبت يوم بدر من جرأة القوم و قد قتلنا عتبة و الوليد و شيبة إذ أقبل إلي حنظلة بن أبي سفيان فلما دنا مني ضربته ضربة بالسيف فسالت عيناه و لزم الأرض قتيلا و قيل مر عثمان بن عفان بسعيد بن العاص و قال انطلق بنا إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب نتحدث عنده فانطلقا فصار عثمان إلى مجلس الذي يشبهه و ملت أنا في ناحية القوم فنظر إلي عمر و قال ما لي أراك كأن في نفسك علي شيئا أتظن أني قتلت أباك و الله لوددت أني كنت قاتله و لو قتلته لم أعتذر من قتل كافر لكني مررت به يوم بدر فرأيته يبحث للقتال كما يبحث الثور بقرنه فإذا شدقاه قد أزبدا كالوزغ فهبته ورعت عنه فقال إلى أين يا ابن الخطاب و صمد له علي فتناوله فما رمت من مكاني حتى قتله و كان أمير المؤمنين في المجلس فقال:

اللهم غفرا ذهب الشرك بما فيه و محا الإسلام ما تقدم فما لك تهيج الناس علي.

فكف عمر وقال سعيد أما إنه ما كان يسرني أن يكون قاتل أبي غير ابن عمه علي بن أبي طالب وأخذوا في حديث آخر و أقبل علي يوم بدر نحو طعيمة بن عدي بن نوفل فشجره بالرمح و قال له والله لا تخاصمنا في الله بعد اليوم أبدا.

وروي عن الزهري أنه لما عرف رسول الله (صلى الله عليه واله) حضور نوفل بن خويلد بدرا قال اللهم اكفني نوفلا فلما انكشفت قريش رآه علي (عليه السلام) و قد تحير لا يدري ما يصنع فصمد له ثم ضربه بالسيف فنشب في بيضته فانتزعه ثم ضرب به ساقه و كانت درعه مشمره فقطعها ثم أجهز عليه فقتله فلما عاد إلى النبي (صلى الله عليه واله) سمعه يقول من له علم بنوفل قال أنا قتلته يا رسول الله فكبر النبي (صلى الله عليه واله) و قال الحمد لله الذي أجاب دعوتي فيه .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.