المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2793 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



اللغة والكلام  
  
987   10:49 صباحاً   التاريخ: 13-11-2018
المؤلف : د. محمود فهمي حجازي
الكتاب أو المصدر : اسس علم اللغة الحديث
الجزء والصفحة : ص26- 27
القسم : علوم اللغة العربية / علم اللغة / اللغة والكلام /

 

اللغة والكلام:
اللغة ظاهرة اجتماعية ولكن استخدامها الحقيقي لا يتم إلا بين الفرد والآخرين. وقد اهتم علم اللغة ببيان العلاقة بين اللغة باعتبارها ظاهرة اجتماعية واستخدام الأفراد لهذه اللغة. ويفرق الباحثون في القرن العشرين بين اللغة من جانب والكلام من الجانب الآخر(1) والفرق بينهما على النحو التالي: اللغة نظام من الرموز الصوتية المتفق عليه في البيئة اللغوية الواحدة، وهي حصيلة الاستخدام المتكرر لهذه الرموز الصوتية التي تؤدي المعاني المختلفة. أما الكلام فهو الكيفية الفردية للاستخدام اللغوي، ويختلف استخدام كلمتي اللغة والكلام في الكتب اللغوية عن الاستخدام الشائع للكلمتين، فكثيرًا ما نستخدم في كلامنا اليومي كلمة لغة للتعبير عن الكلام ، نقول لغته جيدة أو لغته رديئة والمقصود بهذا الاستخدام الفردي للغة، ولكن المعنى الاصطلاحي لكلمة لغة يجعلها عبارة عن مجموعة الإمكانات التعبيرية في البيئة اللغوية الواحدة، أما الكلام فهو كيفية اختيار الفرد لعناصر بعينها من هذه الإمكانات التعبيرية الكثيرة، وتتضح هذه القضية في التراكيب والمفردات بصفة خاصة، فلا يوجد فرد يستخدم كل التراكيب المتاحة في لغته. وليس هناك فرد يستخدم كل مفردات لغته مهما أوتي من الفصاحة واللسن والتمكن اللغوي، فكل فرد يستخدم جزءا من الإمكانات التعبيرية المتاحة في البيئة اللغوية، ويعبر بهذا الجزء عن حاجاته اليومية أولا ثم عن حرفته -وما أكثر الحرف- ومجالات اهتمامه وفكره وثقافته.

ص26


والتمييز بين اللغة والكلام ضروري في دراسة قضية التغير اللغوي، والتغير اللغوي شبيه بالتغير في العادات والتقاليد والأزياء. وهذا معناه أن التغير اللغوي يبدأ عند فرد ما، أي على مستوى الكلام، فإذا وجد هذا التجديد قبولا من المجتمع أصبح بمضي الوقت عرفًا لغويًّا سائدًا.

يهتم علم اللغة بالتغير اللغوي على المستوى الاجتماعي، ويرجع التغير اللغوي دائما إلى تجديد فردي يقبله المجتمع، أما التجديد الذي يرفضه المجتمع فيبقى خارج مجال علم اللغة؛ لأن علم اللغة يبحث اللغة باعتبارها ظاهرة اجتماعية. وليس كل تغير لغوي عند فرد ما أو مجموعة أفراد يقبل اجتماعيًّا، فإلى جانب تغيرات بدأت على مستوى الفرد ثم أصبحت على مستوى البيئة اللغوية كلها، هناك تجديدات فردية ظلت مرتبطة بمجموعة أفراد ولم تقبل اجتماعيًّا. وقد لوحظ مثلا أن نطق الراء في الفرنسية الباريسية بدأ هكذا منذ قرن عند أحد المرموقين في الدولة، ثم قلده رجال البلاط وتلاهم عدد من أبناء الطبقات المترفة، وأصبح هذا النطق هو العرف اللغوي السائد. وعلى العكس من هذا نجد أن اتجاه نطق أصوات الإطباق العربية دون الإطباق لم ينجح. فمنذ سنوات أخذت بعض الطالبات في جامعات مصر في نطق الطاء والقاف والضاد والصاد دون القدر الضروري من الإطباق. فكادت الطاء تنطق تاء والقاف كافًا والضاد دالا. ولكن هذا الاتجاه ظل عدة سنوات محدود الانتشار مقصورًا على مجموعة أفراد ولم يقبل اجتماعيًّا.. لم يؤد إلى تغير في نطق هذه الأصوات العربية.

ص27

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يرجع التمييز بين Language بمعنى القدرة اللغوية عند الإنسان و langue بمعنى اللغة و parole بمعنى الكلام إلى اللغوي السويسري دي سوسير انظر:

F. de Saussure, Courso de linguistiqe general p. 28-39
 




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.