المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

تحذير المعاندين بصاعقة مثل صاعقة عاد وثمود !
9-10-2014
اتّباع الهوى
2024-05-24
Simplicius
20-10-2015
من رسالة للفتح
10/11/2022
حساب التركيب بمساعدة الجهود بين الذرات Calculation Structure with the help of atom- atom potentials
2023-10-02
مفهوم التداخل
27-11-2019


التأكيد على أمارته (عليه السلام)  
  
3400   11:48 صباحاً   التاريخ: 8-02-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص137-140.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) /

مما أكد له من الفضل وتخصصه منه بجليل رتبته، ما تلا حجة الوداع من الامور المتجددة لرسول الله (صلى الله عليه واله) والاحداث التي اتفقت بقضاء الله وقدره، وذلك انه (صلى الله عليه واله) تحقق من دنو أجله ماكان قدم الذكر به لامته، فجعل (صلى الله عليه واله) يقوم مقاما بعد مقام في المسلمين يحذرهم الفتنة بعده والخلاف عليه، ويؤكد وصاءتهم بالتمسك بسنته والاجماع عليها والوفاق، ويحثهم على الاقتداء بعترته والطاعة لهم والنصرة والحراسة، والاعتصام بهم في الدين ويزجرهم عن الخلاف والارتداد.

وكان فيما ذكره من ذلك (صلى الله عليه واله) ما جاءت به الرواة على اتفاق والاجماع من قوله (صلى الله عليه واله) ايها الناس انى فرطكم وانتم واردون على الحوض، ألاوانى سائلكم عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فان اللطيف الخبير نبأني انهما لن يفترقا حتى يلقياني، وسئلت ربى ذلك فأعطانيه ألا واني قد تركتهما فيكم كتاب الله وعترتي أهل بيتى ولاتسبقوهم فتفوقوا، ولاتقصروا عنهم فتهلكوا، ولا تعلموهم فانهم اعلم منكم.

 ايها الناس لا ألفينكم بعدي ترجعون كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، فتلقوني في كتيبة كبحر السيل الجرار ! ألا وان علي بن أبي طالب (عليه السلام) أخى ووصيى يقاتل بعدى على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله وكان (صلى الله عليه واله) يقوم مجلسا بعد مجلس بمثل هذا الكلام ونحوه.

ثم انه عقد لأسامة بن زيد بن حارثة الامرة وأمره وندبه ان يخرج بجمهور الامة إلى حيث أصيب أبوه من بلاد الروم، واجتمع رأيه (صلى الله عليه واله) على اخراج جماعة من مقدمي المهاجرين والانصار في معسكره، حتى لا يبقى في المدينة عند وفاته من يختلف في الرياسة ويطمع في التقدم على الناس بالأمارة ويستتب الامر لمن استخلفه من بعده ولاينازعه في حقه منازع، فعقد له الامرة على ما ذكرناه وجد (صلى الله عليه واله) في اخراجهم وأمر أسامة بالبروز عن المدينة بمعسكره إلى الجرف وحث الناس على الخروج اليه والمسير معه، وحذرهم من التلوم والإبطاء عنه فبينا هو في ذلك اذ عرضت له الشكاة التي توفى فيها، فلما أحس بالمرض الذى عراه أخذ بيد علي (عليه السلام) واتبعه جماعة من الناس وتوجه إلى البقيع، فقال لمن اتبعه : انى قد امرت بالاستغفار لأهل البقيع.

فانطلقوا معه حتى وقف بين أظهرهم، وقال السلام عليكم يا أهل القبور ليهنئكم ما أصبحتم فيه مما فيه الناس، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع أولها آخرها، ثم استغفر لأهل البقيع طويلا و أقبل على أميرالمؤمنين (عليه السلام) فقال له : ان جبرئيل (عليه السلام) كان يعرض علي القرآن كل سنة مرة، وقد عرضه علي العام مرتين ولا أراه إلا لحضور أجلى، ثم قال : ياعلي انى خيرت بين خيارين الدنيا والخلود فيها او الجنة فاخترت لقاء ربى والجنة، فاذا أنا مت فاغسلني واستر عورتي فانه لا يراها أحد إلا أكمه، ثم عاد إلى منزله فمكث ثلاثة ايام موعوكا ثم خرج إلى المسجد معصوب الرأس معتمدا على أميرالمؤمنين (عليه السلام) بيمنى يديه وعلى الفضل بن العباس باليد الاخرى حتى صعد المنبر فجلس عليه ثم قال: معاشر الناس قد حان مني خفوق من بين أظهركم، فمن كان له عندى عدة فليأتني اعطه اياها، ومن كان له علي دين فليخبرني به، معاشر الناس لا يدعي مدع ولا يتمنى متمن، والذي بعثنى بالحق نبيا لا ينجى إلا عمل مع رحمة، ولو عصيت لهويت، اللهم هل بلغت؟.

ثم نزل فصلى بالناس صلاة خفيفة ودخل بيته، وكان اذ ذاك في بيت ام سلمة رضي الله عنها، فأقام به يوما أو يومين فجاءت عائشة اليها تسئلها ان تنقله إلى بيتها لتتولى تعليله وسئلت ازواج النبي (عليه الصلوة والسلام) في ذلك فأذن لها فانتقل (عليه الصلوة والسلام) إلى البيت الذي اسكنه عائشة واستمر به المرض فيه اياما وثقل.

 فجاء بلال عند صلاة الصبح ورسول الله (صلى الله عليه واله) مغمور بالمرض فنادى: الصلوة رحمكم الله، فأوذن رسول الله بندائه فقال: يصلى بالناس بعضهم فأنى مشغول بنفسي، فقالت عائشة: مروا أبا بكر، وقالت حفصة: مروا عمر.

 

 فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) حين سمع كلامهما وراى حرص كل واحدة منهما على التنويه بأبيها وافتتانهما بذلك ورسول الله (صلى الله عليه واله) حي: اكففن فانكن كصويحبات يوسف. 
ثم قام (صلى الله عليه واله) مبادرا خوفا من تقدم احد الرجلين وقد كان امرهما بالخروج مع اسامة، ولم يك عنده انهما قد تخلفا، فلما سمع من عائشة وحفصة ما سمع علم أنهما متأخران عن أمره، فبدر لكف الفتنة وازالة الشبهة، فقام (عليه الصلوة والسلام) وانه لا يستقل على الارض من الضعف، فأخذ بيده علي بن أبى طالب (عليه السلام) والفضل بن العباس فاعتمد عليهما ورجلاه تخطان الارض من الضعف.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.