المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



كلامه (عليه السلام) عند نكث طلحة والزبير بيعته  
  
3442   02:03 مساءً   التاريخ: 7-02-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص187-188.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

[قال امير المؤمنين:] اما بعد فان الله بعث محمدا (صلى الله عليه واله) للناس كافة وجعله رحمة للعالمين، فصدع بما أمر به، وبلغ رسالات ربه فلم به الصدع، ورتق به الفتق، وامن به السبل، وحقن به الدماء و ألف به بين ذوي الاحن والعداوة والوغر في الصدور والضغائن الراسخة في القلوب، ثم قبضه الله اليه حميدا لم يقصر في الغاية التي اليها أدى الرسالة ولا بلغ شيئا كان في التقصير عنه القصد، وكان من بعده ما كان من التنازع في الامرة فتولى أبو بكر وبعده عمر، ثم تولى عثمان فلما كان من أمره ما عرفتموه أتيتموني فقلتم: بايعنا، فقلت: لا أفعل فقلتم: لا، وقبضت يدى فبسطتموها ونازعتكم فجذبتموه، وتداككتم علي تداك الابل الهيم على حياضها يوم ورودها حتى ظننت انكم قاتلي، وان بعضكم قاتل بعضا لدي، فبسطت يدى فبايعتموني مختارين وبايعني في أولكم طلحة والزبير طائعين غير مكرهين، ثم لم يلبثا ان استأذناني في العمرة والله يعلم انهما أرادا الغدرة، فجددت عليهما العهد في الطاعة، وأن لا يبغيا الامة الغوائل  فعاهداني ثم لم يفيا لي ونكثا بيعتى ونقضا عهدي، فعجبا لهما من انقيادهما لابي بكر وعمرو وخلافهما لي، ولست بدون أحد الرجلين ولو شئت أن أقول لقلت، اللهم احكم عليهما بما صنعا في حقي وصغرا من أمرى وظفرني بهما.

ثم تكلم (عليه السلام) في مقام آخر بما حفظ في هذا المعنى فقال بعد حمد الله والثناء عليه: أما بعد فان الله تعالى لما قبض نبيه عليه وآله الصلاة والسلام قلنا: نحن أهل بيته وعصبته وورثته وأولياؤه وأحق الخلق به ولا ننازع حقه وسلطانه، فبينا نحن كذلك اذ نفر المنافقون وانتزعوا سلطان نبينا منا، وولوه غيرنا، فبكت والله لذلك العيون والقلوب منا جميعا معا وخشنت له الصدور وجزعت النفوس منا جزعا أرغم وايم الله لولا مخافتي الفرقة بين المسلمين وان يعود

أكثرهم إلى الكفر ويعود الدين، لكنا قد غيرنا ذلك ما استطعنا وقد بايعتموني الآن، و بايعني هذان الرجلان طلحة والزبير على الطوع منهما ومنكم والايثار، ثم قد نهضا يريدان البصرة ليفرقا جماعتكم، ويلقيا بأسكم بينكم، اللهم فخذهما لغشهما لهذه الامة وسوء نظرهما للعامة، ثم قال: انفروا رحمكم الله في طلب هذين الناكثين القاسطين الباغيين قبل أن يفوت تدارك ما خبياه .

ولما اتصل به مسير عائشة وطلحة والزبير من مكة إلى البصرة حمد الله وأثنى عليه ثم قال: قد سارت عائشة وطلحة والزبير كل واحد منهما يدعى الخلافة دون صاحبه، لا يدعي طلحة الخلافة الا انه ابن عم عائشة، ولا يدعيها الزبير الا انه صهر أبيها، والله لئن ظفرا بما يريدان ليضربن الزبير عنق طلحة أو ليضربن طلحة عنق الزبير، ينازع هذا على ملك هذا، وقد والله علمت انها الراكبة الجمل لاتحل عقدة ولا تسير عقبة ولا تنزل منزلا إلا إلى معصية الله حتى تورد نفسها ومن معها موردا يقتل ثلثهم، ويهرب ثلثهم، ويرجع ثلثهم، والله ان طلحة والزبير ليعلمان انهما مخطيان وما يجهلان، ولرب عالم قتله جهله وعلمه معه لا ينفعه والله لتنبحنها كلاب الحوئب، فهل يعتبر معتبر أو يتفكر متفكر، لقد قامت الفئة الباغية فأين المحسنون.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.