المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

ماهية عيب مخالفة القانون
14-10-2017
الأولياء في المذهب المالكي
4-2-2016
معنى كلمة نثر‌
10-1-2016
تربية النبات
20-1-2016
هولندا
2024-09-11
البياض الدقيقي على النجيليات
2024-02-24


خطبة أمير المؤمنين في المدينة  
  
4170   01:57 مساءً   التاريخ: 7-02-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد.
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص224-225.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-10-2015 3090
التاريخ: 13-4-2016 3135
التاريخ: 14-10-2015 2914
التاريخ: 28-1-2019 3545

روى مسعدة بن صدقة عن أبى عبد الله (عليه السلام) قال : خطب أميرالمؤمنين (عليه السلام) الناس بالمدينة فقال بعد حمد الله والثناء عليه: اما بعد فان الله تعالى لم يقصم جبار قط إلا بعد تمهيل ورخاء، ولم يجبر كسر عظم أحد من الامم إلا بعد أزل وبلاء، ايها الناس وفي دون ما استقبلتم من خطب، واستدبرتم من عصر معتبر، وما كل ذي قلب بلبيب، ولا كل ذي سمع بسميع، ولا كل ذي ناظر عين ببصير، ألا فاحسنوا النظر عباد الله فيما يعنيكم، ثم انظروا إلى عرصات من قد اباده الله بعلمه، كانوا على سنة من آل فرعون أهل جنات وعيون، وزروع ومقام كريم، فها هي عرصة المتوسمين وأنها لبسبيل مقيم، تنذر من نابها من الثبور بعد النظرة والسرور، ومقيل من الامن والجور ولمن صبر منكم العاقبة ولله عاقبة الامور، فواها لأهل العقول كيف أقاموا بمدرجة السيول، واستضافوا غير مأمون، ويسا لهذه الامة الجائرة في قصدها، الراغبة عن رشدها لا يقتفون أثر نبي ولا يقتدون بعمل وصى ولا يؤمنون بغيب، ولا يرعوون من عيب، كيف ومفزعهم في المهمات الي قلوبهم ! وكل امرء منهم امام نفسه ! اخذ منها فيما يرى بعري ثقات، لا يألون قصدا ولن يزدادوا إلا بعدا لشدة انس بعضهم ببعض وتصديق بعضهم بعضا حياد اكل ذلك عما ورث الرسول (صلى الله عليه واله)، ونفورا عما أدي اليه من فاطر السموات والارضين العليم الخبير، فهم أهل عشوات، كهوف شبهات قادة حيرة وريبة، من وكل إلى نفسه فاغرورق في الاضاليل، هذا وقد ضمن الله قصد السبيل {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأنفال: 42]

فيا ما أشبهها امة صدت عن ولاتها، ورغبت عن رعاتها، ويا أسفا أسفا يكلم القلب ويدمن الكرب من فعلات شيعتنا بعد مهلكي على قرب مودتها، وتأشب ألفتها كيف يقتل بعضها بعضا وتحور الفتها بغضا فلله الاسرة المتزحزحة غدا عن الاصل، المخيمة بالفرع، المؤملة الفتح من غير جهته، المتوكفة الروح من غير مطلعه، كل حزب منهم معفصم بغصن آخذ به اينما مال الغصن مال معه، مع ان الله وله الحمد سيجمعهم كقزع الخريف، ويؤلف بينهم ويجعلهم ركاما كركام السحاب يفتح لهم أبوابا يسيلون من مستشارهم اليها كسيل العرم، حيث لم تسلم عليه قارة ولم تمنع منه أكمة ولم يرد ركن طود سننه، يغرسهم الله في بطون أودية ويسلكهم ينابيع في الارض ينفى بهم عن حرمات قوم ويمكن لهم في ديار قوم لكى يغتصبوا ما غصبوا، يضعضع الله بهم ركنا وينقض بهم طي الجندل من إرم، ويملا منهم بطنان الزيتون، والذي فلق الحبة وبرء النسمة ليذوبن ما في أيديهم من بعد التمكن في البلاد، والعلو على العباد كما يذوب القاروا لأنك في النار، ولعل الله يجمع شيعتي بعد التشتيت لشر يوم لهؤلاء، وليس لاحد على الله الخيرة بل لله الخيرة والامر جميعا.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.