المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

منحني الامتصاص absorption curve
16-9-2017
لماذا نسخ البعض حجّ التمتّع ؟
12-10-2014
ديانة ولغة سكان قارة أوروبا
30-3-2017
Edgeworth Series
1-4-2021
الشباب الرذيل
2023-04-27
تقليل المخاطر وإلاستراتيجيات المختلفة لتقليل المخاطر منها
10-12-2021


زهد الإمام علي (عليه السلام)  
  
3748   05:12 مساءً   التاريخ: 30-01-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص215-217.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

لا يخفى انّه (عليه السلام) أزهد الناس بعد رسول اللّه (صلى الله عليه واله)بل هو قبلة الزهاد و سيدهم، ما شبع من طعام قط و كان مأكوله و ملبوسه أخشن من كل أحد، و كان يأكل خبز الشعير اليابس و يمهر الجراب مخافة ان يأتي أحد أولاده فيضع الدهن أو الزيت على الخبز و قلّ ما أضاف اداما الى الخبز و لو أراد اداما كان ادامه الملح أو الخل.

[حيث] انّه كان ليلة التاسع عشر في بيت أم كلثوم للإفطار فجاءت بطبق الطعام و فيه قرصان من خبز الشعير وقصعة فيها لبن وملح جريش، فلمّا نظر إليه بكى بكاء عاليا شديدا وقال : يا بنية أتقدمين لأبيك ادامين في فرد طبق واحد؟ انا أريد أن اتبع أخي و ابن عمي رسول اللّه (صلى الله عليه واله)ما قدم إليه ادامان في طبق واحد الى ان قبضه اللّه (تعالى).

يا بنية و اللّه لا آكل شيئا حتى ترفعي أحد الادامين، فرفعت اللبن، فتناول (عليه السلام) قليلا من الطعام، ثم حمد اللّه و أثنى عليه ثم قام يصلي.

وقال (عليه السلام) في الكتاب الذي كتبه الى عثمان بن حنيف: الا و انّ إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه‏ ومن طعامه بقرصيه، و قال: ولو شئت لاهتديت الطريق الى مصفّى هذا العسل و لباب هذا القمح و نسائج هذا القزّ  ولكن هيهات ان يغلبني هواي و يقودني جشعي الى تخيّر الاطعمة، و لعل بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في‏ القرص و لا عهد له بالشبع، أو أبيت مبطانا و حولي بطون غرثى‏  واكباد حرّى‏ .

أأقنع من نفسي بان يقال: هذا أمير المؤمنين و لا أشاركهم في مكاره الدهر أو اكون أسوة لهم في جشوبة  العيش، فما خلقت ليشغلني اكل الطيبات كالبهيمة المربوطة همّها علفها .

فالمتتبع لخطبه و كلماته (عليه السلام) سيعلم علم اليقين كثرة زهده و عدم اعتنائه لزخارف الدنيا.

روى الشيخ المفيد انّه: لما توجّه أمير المؤمنين (عليه السلام) الى البصرة نزل الربذة فلقيه بها آخر الحاج، فاجتمعوا ليسمعوا من كلامه و هو في خبائه قال ابن عباس: فأتيته فوجدته يخصف نعلا فقلت له: نحن الى ان تصلح أمرنا أحوج منّا الى ما تصنع، فلم يكلمني حتى فرغ من نعله ثم ضمّها الى صاحبتها و قال لي: قوّمهما.

فقلت : ليس لهما قيمة، قال : على ذاك، قلت كسر درهم، قال : و اللّه لهما أحب الي من أمركم هذا الّا أن أقيم حقا أو أدفع باطلا .

ومن كلماته لابن عباس التي الجدير بها أن تكتب بالذهب هي قوله: أمّا بعد فانّ المرء قد يسرّه درك ما لم يكن ليفوته و يسوؤه فوت ما لم يكن ليدركه، فليكن سرورك بما نلت من آخرتك، و ليكن أسفك على ما فاتك منها، و ما نلت من دنياك فلا تكثر به فرحا، و ما فاتك منها فلا تأس عليه جزعا، و ليكن همّك فيما بعد الموت‏ .

وبالجملة، مطالعة هذه المواعظ تكفينا للزهد في الدنيا و هي خير معين عليه.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.