أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-2-2019
2751
التاريخ: 2023-12-23
1027
التاريخ: 18-10-2015
3364
التاريخ: 5-5-2016
6530
|
لا يخفى انّه (عليه السلام) أزهد الناس بعد رسول اللّه (صلى الله عليه واله)بل هو قبلة الزهاد و سيدهم، ما شبع من طعام قط و كان مأكوله و ملبوسه أخشن من كل أحد، و كان يأكل خبز الشعير اليابس و يمهر الجراب مخافة ان يأتي أحد أولاده فيضع الدهن أو الزيت على الخبز و قلّ ما أضاف اداما الى الخبز و لو أراد اداما كان ادامه الملح أو الخل.
[حيث] انّه كان ليلة التاسع عشر في بيت أم كلثوم للإفطار فجاءت بطبق الطعام و فيه قرصان من خبز الشعير وقصعة فيها لبن وملح جريش، فلمّا نظر إليه بكى بكاء عاليا شديدا وقال : يا بنية أتقدمين لأبيك ادامين في فرد طبق واحد؟ انا أريد أن اتبع أخي و ابن عمي رسول اللّه (صلى الله عليه واله)ما قدم إليه ادامان في طبق واحد الى ان قبضه اللّه (تعالى).
يا بنية و اللّه لا آكل شيئا حتى ترفعي أحد الادامين، فرفعت اللبن، فتناول (عليه السلام) قليلا من الطعام، ثم حمد اللّه و أثنى عليه ثم قام يصلي.
وقال (عليه السلام) في الكتاب الذي كتبه الى عثمان بن حنيف: الا و انّ إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ومن طعامه بقرصيه، و قال: ولو شئت لاهتديت الطريق الى مصفّى هذا العسل و لباب هذا القمح و نسائج هذا القزّ ولكن هيهات ان يغلبني هواي و يقودني جشعي الى تخيّر الاطعمة، و لعل بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص و لا عهد له بالشبع، أو أبيت مبطانا و حولي بطون غرثى واكباد حرّى .
أأقنع من نفسي بان يقال: هذا أمير المؤمنين و لا أشاركهم في مكاره الدهر أو اكون أسوة لهم في جشوبة العيش، فما خلقت ليشغلني اكل الطيبات كالبهيمة المربوطة همّها علفها .
فالمتتبع لخطبه و كلماته (عليه السلام) سيعلم علم اليقين كثرة زهده و عدم اعتنائه لزخارف الدنيا.
روى الشيخ المفيد انّه: لما توجّه أمير المؤمنين (عليه السلام) الى البصرة نزل الربذة فلقيه بها آخر الحاج، فاجتمعوا ليسمعوا من كلامه و هو في خبائه قال ابن عباس: فأتيته فوجدته يخصف نعلا فقلت له: نحن الى ان تصلح أمرنا أحوج منّا الى ما تصنع، فلم يكلمني حتى فرغ من نعله ثم ضمّها الى صاحبتها و قال لي: قوّمهما.
فقلت : ليس لهما قيمة، قال : على ذاك، قلت كسر درهم، قال : و اللّه لهما أحب الي من أمركم هذا الّا أن أقيم حقا أو أدفع باطلا .
ومن كلماته لابن عباس التي الجدير بها أن تكتب بالذهب هي قوله: أمّا بعد فانّ المرء قد يسرّه درك ما لم يكن ليفوته و يسوؤه فوت ما لم يكن ليدركه، فليكن سرورك بما نلت من آخرتك، و ليكن أسفك على ما فاتك منها، و ما نلت من دنياك فلا تكثر به فرحا، و ما فاتك منها فلا تأس عليه جزعا، و ليكن همّك فيما بعد الموت .
وبالجملة، مطالعة هذه المواعظ تكفينا للزهد في الدنيا و هي خير معين عليه.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|